(هو الذي كتب على الطين) ملف عن التجارب الشعرية الجديدة في العراق

هو الذي كتب على الطين فشهق الحرف نورا و حضارة هو المولود من رحم نخلة على ضفاف الفراتين هو الباحث عن الخلود هو الذي يدون الحياة في كلماته قصيدة او ملحمة رغم انه

 

هو الذي كتب على الطين فشهق الحرف نورا و حضارة

هو المولود من رحم نخلة على ضفاف الفراتين

هو الباحث عن الخلود

هو الذي يدون الحياة في كلماته قصيدة او ملحمة رغم انه ولدا

بين حربين أو أكثر و بين موتين أو أكثر ترى الأحلام والموجات

والنخيل والطيور تتبع خطوات فتلتحق به الأماني وحروفه الأولى

ليعود كما كان سيد الجهات الأربعة يصنع الحياة ويهبها شكلها

العراقي , فنسب الشعر يعود الى العراق هو ولد هنا على هذه

الأرض منذ أن خط أول حرف وكتبت انخيدونا كلماتها الأولى ودون

كلكامش  او قلقميش او عياش أول ملحمة في التاريخ و العراق

والشعر لا يفترقان فدائما تسمع لحن القيثارة السومرية التي

عزفت لشبعاد يسري في الشعر العراقي كالنسخ الصاعد في

شجرة الحياة

الفضاء الشعري في العراق اليوم هو فضاء الحياة المليئة بروح الشعر الذي يسري كالنسغ في شجرة الثقافة فنجد التنوع الفكري والثقافي بسبب موروثات العراق الحضارية و الثقافية و اللغوية و المعرفية التي تنسكب في ذات الشاعرة الموهوبة وتؤسس الى الابداع , يضاف اليها المعرفيات المكتسبة من الاطلاع على المرجعيات المستجدة في مختلف مجالات الابداع ، ولأن العراق بلد يصنع الحياة كنهريه الذان هما قصيدة الوجود وهذا التوصيف يجعل الفضاء الشعري في العراق أكثر ابتكار و

ريادة لانماط النوع الشعري

حاولت قدر الإمكان رصد حركة الشعر المعاصر والتجارب الجديدة

في هذا الملف والشعراء الذين اخترنهم لهذا الملف كنموذج

لتميزهم رغم وجود عدد كبير من الشعراء المتميزين ايضا ولكن لا

نستطيع أن نضم الجميع

لقد بلغت التجارب الشعرية الجديدة نضجها في البناء الفني من

ناحية الشكل والمضمون فرسم الشعراء خطوطا لهيكل القصيدة

واعتمد كل شاعر فيه على تجربته الشعرية

فإن كل قصيدة من قصائد الشعراء  هي عبارة عن لحظة شعرية 

في الزمن تترك للمتلقي حرية التأمل في الخيال الابداعي و

الأفكار التي تحملها الصورة الشعرية و الكلمات في القصيدة.

ولقد سأهم و بحيوية في أغناء الساحة الأدبية من خلال إنضاج تجاربهم  الشعرية  وسعيهم الى تجاوز ظاهرة التهويم الشعري و على اعتبار أن الشاعر رأيا و انتقلوا إلى فضاء تعبيري آخر يعنى بالموضوع ويهتم بالمعنى الشعري فالشاعر هنا ابن بيئته له همومه ومعاناته و هناك كثير من الشعراء لديهم تجارب ناضجة واغلبهم يستطيع أن ينقلك الى زمن القصيدة وهو برأيي زمن مطلق

يقول الناقد فاضل ثامر في كتابه اللغة الثانية ص 26

يفتتح الشاعر عينيه وهو يصوغ تجربته الشعرية , على سلسلة لا تنتهي من المرئيات والصور و الأحاسيس و الأصوات التي تتشكل على هيأة (أشياء)داخل نسيج الخطاب الشعري دفعت شاعرا مثل ارشيبالد ماكلش الى الأخذ بمقولة (أن الشعر لا يصنع من الأفكار , انه مصنوع من الأشياء , أو من كلمات تدل على هذه الأشياء ) , وعلاقة الشاعر هذه بالأشياء ليست عشوائية بل هي نابعة من رؤيا شعرية وفلسفية وحضارية محددة في الحياة والكون و الابداع

ونحن نلاحظ من خلال تجارب هؤلاء الشعراء  سعيهم  الدءوب

في الجمع بين وضوح الرؤية و جمال الأسلوب و ابتكارهم

لمفرداتهم ولغتهم الخاصة التي حملوها بشحنات دلالية وتعبيرية 

و قدرتهم الباهرة على الإمساك باللحظة الشعرية بتوظيف

تقنيات بناء القصيدة كالحوار وتعدد الأصوات في القصيدة، وانتهاء

بقدرتهم الفائقة في استخدام لغة معاصر واعتمادهم على

الدهشة وكيفية توظيفها في القصيدة وذلك من خلال صياغة

جملة اللغة الشعرية وتركيبها ليجسدوا من خلال المنجز الشعري

 أفكارهم و أحلامهم ورؤيتهم لهذا العالم وهذا يتطلب موهبة فذة

شعريا ,فهم موهوبين وملهمين و مدركين للمنطق الشعري و

العلاقة بين الأشياء والأزمنة جاعلين من إيقاعات الحياة إيقاعات

للقصيدة وكما يقول الأديب والشاعر الدكتور محمد حسين آل

ياسين : الشاعر خلق متخيلا، متصورا، حالما، غارقا في تشكيل

 الحياة ,لذا ترى الأنحياز للحياة واضحا وجليا في هذه النصوص

التي تمثل تجارب هؤلاء الشعراء فكل قصيدة تمثل حياة بأكملها

أن نصوص الشعراء بتجاربهم البهية تؤسس الى ذائقة تحض على وعي نقدي لما تثيره من قوانين الجمال الذي يفضي بنا الى مشارف الدهشة بكل رؤاه من خلال المجاز و الانزياح والصورة الشعرية

وسوف نتعرف من خلال هذا الملف على تطورات النوع الشعري وما حققه من تحولات نوعية ومعطيات أغنت بها القصيدة بارهاصاتها وتوجساتها وعبر رصد ما تمخضت به هذه التجارب الشعرية المفتوحة على فضاء شاسع من التطورات المعرفية والاجتماعية والثقافية التي عاشها  الشعراء في المكان والزمان

تلك المغامرة التي خاضها الشعراء في اللغة وانفتاحهم على الدهشة والخيال الابداعي

وهذا الملف سيضع القارئ والباحث أمام مستويات وتجارب شعرية تعبر عن ابرز مراحل وتحولات الشعرية و ملامح التجديد الشعري وتغير أنماط الكتابة من خلال اختيار عدد من شعراء التجارب الجديدة في الشعرية العراقية

وأخير على النقاد أن ينفتحوا على هذه التجارب الشعرية الجديدة  وهذا ما قدمته في كتاب العين الثالثة وما أحاول أن أقدمه في هذا الملف وان لا يقفوا مترددين اتجاه تجربة التجديد الشعري الجديدة ومنحها قراءات نقدية حقيقة ، وهذا يستدعي التخلص من الأحكام المسبقة وعلى اعتبار أن هذه التجارب تقدم جهدا حقيقيا للتجربة الشعرية ، و في نفس الوقت على الشعراء أن يقنعوننا بتجاربهم وهم يدونونها .

تجدر الاشارة الى ان الصديق الشاعر العراقي (سعد جاسم) المقيم الآن في مصر ؛قد قام بمساعدتي في تجميع نصوص

هذا الملف ... فله الشكر والمحبّة.

وادناه نصوص الشعراء مع شهادات تعبر عما يعني الشعر لهم

 

 

  1. -       إيمان الوائلي

الشعر : شيء يشبه الحياة أو هو الحياة بشكل آخر فليس أجمل من أن تستطيع رسم الحياة بالشكل الذي تحبه وتتمناه وتتخيله ، وأن تقف على عتبات الروح فتتسع لكل مدياتها تشظيها واكتمالها ، أنّاتها وسكونها ، أساها وسعادتها ، واقعها وأحلامها وكل دقائق أيامها .في الشعر تستطيع أن تشكّل عالمك وتحتضن أحبتك ، ان تُمسك أمانيك وتحقق رغباتك .

نصوص

تساؤل

هل تستطيع خلع افكارك

وان ترحل معي

لسموات عشقٍ مجنونة

مبللة بالمطر ..!؟

هل تستطيع فهم لغة اضلعي

وحشرجة روحي

وتخطي عتبات الـ .. لا ... !!؟؟

 

إزميـل

أجتاحكَ

كمن يتغلغل في تمثال مرمر

أطعنُ فيك دقائق ايامي

والوذ بصمتك الكافر

علّني

أتنفسُ بقاياي

تلك التي تأبى ان تعطي عناوينها

إلا الى شمسكَ

المخبوءة في صدري

أتيه في دهاليز عمقك

أغـور

وأستعذب خرير النبع في شفتيك

 

  1. -       نسيم الداغستاني

الشعر بالنسبة لي هو رحلة لتجاوز عالم الواقع والعودة اليه بعد اكمال النص ، اختبار روحي ونفسي للوصول الى التوازن الذي ياخذني الى معنى وجودي الاني في الحياة يمكن ان يكون ارث ليوم غد احتاج ان اغني نفسي به في فراغ الحاضر او عند انحسار في خضم الضوضاء في ما اسميه الحياة البشرية

(الله)

الذينَ لا يعرفونَ اللهَ

يصنعونَ إلهاً من التمرِ

والذينَ لا يعرفونَ التمرَ يأكلونَ (النوى)

وأما نحنُ

فما زلنا نزرعُ النخيلَ

 

(وصية تولستوي )

كلُ هذا كانَ قبلَ قليل

ماتت اخرُ هرةٍ ذهبيةٍ كانت تزينُ قلادتي

زحف اخرُ عنقود عنبٍ الى سورِ حديقةِ جارنا

بينما خرجَ ماركيز من عزلتهِ المئوية

معبراً عن سعادتهِ

مربتا على كتفي .. متسائلاً اين الضفائر

......

لن اشعرَ بالمللِ وانا اجالسُ محارباً قديما

اكادُ اجزمُ انها  النتيجة الوحيدة للحربِ

يحذرني من كارنينا

وهذه المرة .. القطارُ اسرع مما اتصور

قال لي انها رفيقةُ سوءٍ

جاسوسة في الحصنِ

عشيقها يملكُ نجوماً كثيرة

تهتُ...

اخرجتُ صندوق رسائلي .. استبدلتهُ بعلبةِ سكائرٍ

وذرفتُ اخرَ دمعةٍ

على المسافرين التوجهُ  الى البوابة

ماتت  الهرةُ اخيرا

 


Katen Doe

ناظم ناصر القريشي

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
بشير عياد الذي أعرفه ..
د.محمد عبد المطلب: تمنيت أن أكون شاعرا
تكوين جديد 14 شاعرا في فضاء شعر العامية
مقبرة مجهولة لشاعر عظيم

المزيد من ملفات شعرية

wave
بشير عياد الذي أعرفه ..

نهاية العالم أن يموت كل جميل .. أن نصحو ذات صباح ولا نجد الذين نحبهم .. نهاية العالم أن نفقد...

د.محمد عبد المطلب: تمنيت أن أكون شاعرا

أحد أهم أعلام النقد الأدبي في مصر، وهب حياته للنقد والأدب والبلاغة، وأصدر العديد والعديد من الكتب في الشعر والسرد...

تكوين جديد 14 شاعرا في فضاء شعر العامية

لاشك أن شعر العاميه المصرية هو الرافد الشعري الأقرب إلى الوجدان الشعبي , فبرغم مروره بمراحل تطور مختلفة منذ ظهوره...

(هو الذي كتب على الطين) ملف عن التجارب الشعرية الجديدة في العراق

هو الذي كتب على الطين فشهق الحرف نورا و حضارة هو المولود من رحم نخلة على ضفاف الفراتين هو الباحث...