- تغيّرتَ كثيراً .. قالت بغصة - كيف ؟ .. قلْت - كنتَ تكتبُ لي قصيدة مع أول كلّ سنة جديدة .. هذه السنة لم تفعلْ - اكتشفتُ أن السنوات الجديدة تشبه صحن " الألمنيوم "
- تغيّرتَ كثيراً .. قالت بغصة
- كيف ؟ .. قلْت
- كنتَ تكتبُ لي قصيدة مع أول كلّ سنة جديدة .. هذه السنة لم تفعلْ
- اكتشفتُ أن السنوات الجديدة تشبه صحن " الألمنيوم " الذي صمد عشرات السنين عند جدتي والذي مللتُ صوت اهتزازه مع كل ملعقة تقترب منه لتملأ بطنها من محتوياته .. مرة رميتُه بعيداً بكل قوّتي ليعلقَ بأعلى غصن من زيتونة جارنا لكنني وجدته أمامي في الصباح وقد امتلأ ببيضتين مقليّتين وقد زادت " طعجاتُه" واحدة وكانت جدتي تضحك بشماتة ..
- ولكن ما علاقة السنة الجديدة بصحن جدتك الألمنيوم ؟
- هي " طعجة" جديدة تصيب صحن العمر .. طعجة تستحق قصيدة رثاء لا قصيدة غزل .
- طيب طيب دعنا من السنة الجديدة .. كنت تكتب لي قصيدة مع أول مطرة تغسل شجرة التين .. كنت أحب صورك التي تشبهني بثمارها ..
- اكتشفتُ أن شجرة التين لا تشبهكِ .. شجرة التين ترمي أوراقها كاملة في الشتاء .. تكشف أغصانها كلها ولا تحتفظ عند الجذع بأية ورقة .. أنتِ ترمين ثيايك في الصيف وتحتفظين بورقتين عند الصدر وبورقة صغيرة عند الجذع ..
- كيف أستعيد قصيدة أول العام الجديد وقصيدة شجرة التين أول الشتاء ؟
- فقط قولي للعام الجديد ألّا يزيد صحنَ العمر " طعجة " جديدة وقولي لشجرة التين أن تحتفظ ببعض أوراقها على الأغصان .. وعند الجذع ..
* رباح سـليمان – شاعر سـوري
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
- تغيّرتَ كثيراً .. قالت بغصة - كيف ؟ .. قلْت - كنتَ تكتبُ لي قصيدة مع أول كلّ سنة...
ها هنا .. كان يقفْ يبيع الخبز للسعداءِ المسرعين إلى حكايا ليس يعرفها ولا يريدْ لم يكن يبيع حزن عينيه...
جلس إلى جانبي في المقعد الوحيد الفارغ فانطلق السائق بعصبية أثارت حنق الجميع ربما لخلوّ "السرفيس " من النساء ....
في آخر العالم على أطراف صحراء نائية وبخيمة وحيدة وطارئة أتمدد عاريا أتهجى نعيق غراب حائر يحمل رسالة لعواصم ترتاب...