خارج السرب .. اتحاد المهاترات

بوسع الجمعية العمومية القادمة فى اتحاد الكتاب أن تعدل الوضع المائل لو أرادت، وأن تقفل باب المهاترات المفتوح على مصراعيه، فقط لو كبَّدَ الأعضاء أنفسهم مشقة معرفة دور

بوسع الجمعية العمومية القادمة فى اتحاد الكتاب أن تعدل الوضع المائل لو أرادت، وأن تقفل باب المهاترات المفتوح على مصراعيه، فقط لو كبَّدَ الأعضاء أنفسهم مشقة معرفة دور الاتحاد وحدوده، إذ يبدو أن كثيرين حتى من أعضاء مجالس إداراته لا يفرقون بين دوره المحدد بالقانون وأهدافه، وبين دور أي قصر ثقافة فى ربوع البلاد..

مهمة هذا الاتحاد هي رعاية الكتاب وحمايتهم والدفاع عنهم، وتقديم الخدمات النقابية لهم، غير أن الجريمة القانونية التي تنص على أن مجلس إدارته يتألف من ثلاثين عضوا، تواصل تخريبها المتعمد لأية محاولة للنهوض به، بحيث لا يبرح دوره، المرسوم سلفًا، كبوق من ضمن الأبواق الثقافية المدافعة عن توجهات النظام السياسي القائم، وأعنى تماما "أى نظام قائم"، حتى لو كان نظامًا قائمًا على حكم فصيل سياسي لا يعترف بفكرة "الوطن" أصلاً، ولكم فيما جرى إبان حكم الإخوان عبرةً ومثلاً ..

وكان يوسف السباعي وزير الثقافة وقت إنشاء اتحاد الكتاب يخشى من سيطرة اليساريين عليه، فوضع بند الثلاثين ليضمن وجود أغلبية من اليمين المنبطح فى المجلس، وقد كان، فانبطح المجلس بيمينيته، مجلسًا تلو الآخر، حتى لم يعد قادرًا على رفع رأسه فى وجه قاتليه.

ثلاثون عضوا يتناحرون حول مكتسبات هزيلة طوال عشرات السنين، تاركين هذا الكيان ينحدر بعضويات فاسدة، وأعضاء مجالس مخضرمون ينتقلون من مجلس للآخر فى خفة الفراشات، ولا شيء يصب فى صالح الأعضاء، فالمعاش أقل بكثير من المنحة المقدمة للمعدمين، والرعاية الصحية وهم كبير، حتى صار التعاقد مع مستشفيات القوات المسلحة نصرًا يباهي به المجلس الحالي بين الأمم..!!

وعلى الرغم من ضجيج الاعتراض على هذه الممارسات، فثمة حالة من التواطؤ من جانب الجمعية العمومية، صاحبة اليد الطولى، ذلك لأن الميزانيات المهلهلة يتم إقرارها بموافقة الأعضاء، وكذلك انتخاب من لا تؤهلهم قدراتهم لكي يمثلوا الأدباء ..ناهيك عن تشكيل فئة من الشبيحة يحصلون على المكتسبات بالبلطجة، وهى فئة تستخدمها كل الأنظمة المستبدة لدحر الخصوم والتنكيل بهم ..

والجمعية العمومية ترى هذا الفساد وتصمت، بل وتعيد إنتاجه كل فترة، فهل سيقف الأعضاء وقفة جادة لانتشال هذا الكيان من عثراته، أم سينتهي الحال باستبدال الثلاثين بثلاثين آخرين، ولتبدأ العراكات من جديد..!


Katen Doe

د/ فارس خضر

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
العزلة في الشعر العالمي
شريف رزق وأسئلتُهُ الجديدَةُ القديمَةُ حولَ قصيدَةِ النَّثر
التهكم الممزوج بالمرارة في ديوان (موسيقي وحيد)
عقلية التكفير
رحلة العائلة المقدسة في الشعر العالمي

المزيد من تحقيقات

wave
العزلة في الشعر العالمي

أُغنيةٌ للغروب فريدريك جيورج سكوت ثمةَ بقعةٌ وحيدةٌ في روحِ رجلٍ وحيدةٌ أكثر من بحرٍ بلا قمرٍ وخليجٍ, ما من...

خارج السرب .. اتحاد المهاترات

بوسع الجمعية العمومية القادمة فى اتحاد الكتاب أن تعدل الوضع المائل لو أرادت، وأن تقفل باب المهاترات المفتوح على مصراعيه،...

شريف رزق وأسئلتُهُ الجديدَةُ القديمَةُ حولَ قصيدَةِ النَّثر

سأبدأ منْ حيثُ انتهى الشَّاعر والنَّاقد شريف رزق ، أقصدُ منْ حيثُ اكتشافه مُعْضِلاتِ المَرَضِ ؛ فكِتَابُ :" قصيدة النَّثر"...

التهكم الممزوج بالمرارة في ديوان (موسيقي وحيد)

الشاعر / جندي وحيد: هو مؤجج بالمفردات في وجه الطغاة يحارب في كل أركان الحياة من اجل من هم في...