فيلم يروى بطولات شهداء مصر فى الحرب على الإرهاب

حما أرضه وصان عرضه ولا انحنى لغير مولاه

 

ويوم ما نال الشهادة

وهب لمصر الحياه

عاش رافع راسه ومات زى النخيل

جدره ضارب فى سابع أرض

وفرعه طالع لسابع سما

ولحد آخر دقيقة

وفـ لحظة الحقيقة

كان زى بدر اكتمل

ورسم لنا بدمه طريق الأمل

عاش بطل.. ورحل شهيد

ما أعمق الكلمات البسيطة فى وصف الأب الروحى لشهداء العسكرية المصرية الفريق أول عبد المنعم رياض والذى اتخذت مصر من يوم استشهاده - الموافق للتاسع من مارس 1969 - يوما لشهداء الأمة.

يمر الزمن ولا يجف النبع عن العطاء، وتزدان صحائف الحاضر بأسماء شهداء قدموا - عن طيب خاطر- ضريبة الدم دفاعا عن حياة وطن بكامله.. "وقف التاريخ شاهد على مجدهم.. وكتب لنا الحاضر حكاية صبرهم.. عرفوا يصونوا أرضهم.. والتمن كان دمهم".

"الثمن".. كان عنوان الندوة التثقيفية للقوات المسلحة فى يوم الشهيد والتى تنوعت فقراتها لتشمل عددا من الأفلام التسجيلية التى وثقت بطولات العسكرية المصرية فى مرحلة مفصلية شهدت ملاحم الحرب على الإرهاب، وكان اللافت هو الكشف عن عمليات مجهولة لأبطال استحقوا أن يلقبوا بـ "رموز خالدة" وهو عنوان الفيلم الوثائقى الذى أنتجته إدارة الشئون المعنوية والذى استهل مشاهده الأولى بفيديوهات غير متداولة تكشف عن وقائع حرب ضروس أمكن فيها لجيش مصر مجابهة الإرهاب فى سيناء.

من بين وجوه الشهداء يتصدر الفيلم صورة الشهيد عقيد أركان حرب عاصم محمد عصام الدين.. أحد أبطال الصاعقة المصرية والذى يعرض الفيلم ألبوم ذكرياته ويسرد المزيد عن بطولاته على لسان من عرفوه عن قرب ومن بينهم: الشيخ الحبيب الجفرى الذى يقول:

- شرفت بلقاء العقيد أركان حرب عاصم، فسلم عليّ وقال: معاك المقدم عاصم قائد الكتيبة 103 صاعقة.

 فقلت له متسائلاً:

- كتيبة الأبطال رامى حسنين ومنسي؟

فقال عاصم:

-"نعم .. ادعيلى يا شيخنا أن نلحق بهم شهداء غير مبدلين.

ويعود الشيخ الجفرى ليقول: "كنت أرى فى الشهيد عاصم التواضع الشديد والوداعة التى تدعونى للقول: كيف يمكن أن يحمل بندقية.. ثم يصف لى بعض من كانوا معه أنه الأسد الهصور عندما يقتحم ويسبق رجاله ومجنديه ليتلقى الشهادة قبلهم..وأكرمه الله سبحانه وتعالى أولاً بأن قضى على من أطلق عليه الرصاص قبل أن تفيض روحه ثم أكرمه ففاضت روحه.. تقبله الله فى الشهداء السعداء".

ومن بين أبطال الفيلم نتعرف على قصة الشهيد مقدم/ أمير ابراهيم عوض الله الذى رحل عن دنيانا فى شهر يوليو 2022 والذى نتعرف على وقائع استشهاده من أحد زملائه إذ يقول: أنا والشهيد أمير كنا فى مهمة القبض على بعض العناصر التكفيرية شديدة الخطورة بمنطقة جبل المغارة، وبعد البحث والتفتيش قمنا بالقبض على أحد العناصر التكفيرية، ولاحظت أن أحد العناصر الإرهابية يحاول التعامل علينا فى منطقة التفتيش.. وبسرعة تحرك الشهيد أمير بمجموعته للاشتباك معه.. وشعرت بالقلق على أمير وذهبت لموقعه فوجدته وقد اتخذ ساترا رافعا إصبعه فى وضع الاستشهاد.. وبتفتيش المنطقة  وجدنا حفرة ضيقة يختبئ بها أحد التكفيريين مثل الفأر فقمنا بتمييز موقعه وقضينا على العنصر التكفيرى وأخذنا حق الشهيد أمير.. واثناء إخلاء جثمان الشهيد حصل علينا تعامل شديد جداً فقمنا بالرد والقضاء على المجموعة الإرهابية بكاملها".

ومن بين وجوه الشهداء نطالع صورة البطل بيشوى شهدى عبد المسيح ونتعرف على قصة بطولته من قائد الكمين الذى استشهد فيه إذ يقول: فى يوم 15 أكتوبر 2017 الساعة الثالثة عصراً حدث هجوم من العناصر الارهابية فى قطاع "كرم القواديس" "كمين بركان 8" وتمكن الجندى المقاتل الشهيد البطل بيشوى شهدى عبد المسيح وكان هو أول فرد أعلن داخل الكمين عن وجود هجوم العناصر الارهابية، حيث بدأ يردد: جملة "حرس سلاح" بمنتهى القوة والحماس.. كان موقنا ومقتنعا أنه ذاهب للعدو مقبلا غير مدبر على الشهادة.. وقام بالتعامل مع العناصر الارهابية بسلاحه الآر بى جى واصاب عربات الدفع الرباعى للعناصر الارهابية، وبالفعل أمكنه إصابة عربة منهم كانت محملة بالذخائر والأسلحة والأفراد".

"وبدأ الدعم البرى يصل إلينا بقيادة الشهيد البطل العقيد أركان حرب/ أحمد عبد المحسن وبدأ يردد: اثبتوا يا أبطال، وبدأ يكلم حتى الشهداء قائلاً" "قوموا شوفوا انتو عملتوا ايه انتو وزمايلكم"..

 ونعرف من ذات الفيلم أن البطل أحمد عبد المحسن قد تعرض للإصابة الأولى أثناء هجوم الإرهابيين على منطقة كرم القواديس.. وبعد تعافيه من الإصابة أصر على العودة مجدداً إلى سيناء ليقود العديد من العمليات البطولية حتى نال فضل الشهادة فى سيناء عام 2021.

ويروى الفيلم قصة الرقيب البطل/ هانى عبد الرحمن علوان والذى استشهد عام 2018 والذى تروى والدته تفاصيل آخر حوار قبل الاستشهاد حين قال لها إن أحد أصدقائه من المقاتلين قد منَ الله عليه بالحج والشهادة.. وأنه يريد مثله أن يموت شهيدا وقال لى وهو يودعنى بيقين الشهداء: "دى آخر مرة حاشوفك فيها.. يا أمى ما تبكيش أنا رايح الجنة ماتخافيش".. تختتم الأم حديثها: "هانى كان سعدى وسندى فى الدنيا.. استشهد بس ساب لى حاجة اتشرف بيها طول عمري".

ويختتم الفيلم قصص البطولة والفداء برسالة من الشهيد مقدم/ محمود جمال منتصر والذى تروى زوجته كلماته الأخيره قبل الوداع:  قبل الاستشهاد وجدته يصلى الفجر مرتدياً الأفرول.. شعرت أن الله يمنحنى المشهد الأخير لـمحمود قبل الرحيل.. يومها قال لي: المكان اللى باخدم فيه اتبنى بأطهر دم.. الشهداء ضحوا بأرواحهم عشان بلدنا.. وكل رصاصة تلقاها شهيد خدها مكان كل واحد مننا.. إوعى تفتكرى إن احنا بنختار.. الشهيد بيكون صادق العهد مع ربنا.. وكل الناس بتشهدله" يومها شعرت بأن "محمود" يصف نفسه.. وأيقنت إنه سينال فضل الشهادة حين اختتم كلامه معى بنص الآية الكريمة: "قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا".

وكانت الندوة التثقيفية السابعة والثلاثون للقوات المسلحة والتى انعقدت على هامش احتفالات مصر بيوم الشهيد قد عرضت أفلاما تسجيلية أخرى من بينها  "سيناء ملحمة التضحية والفداء" تضمن حصراً لأبرز ما أسفرت عنه الحرب على الإرهاب فى سيناء، وكيف تسلل إليها الإرهابيون قبيل ثورة الثلاثين من يونيو 2013 لإقامة بؤرة لأنشطتهم الإجرامية والتكفيرية، بترويع الآمنين وقتل المصلين، ساعين لإقامة إمارة لهم على أرض الفيروز.. ولكن بعزيمة الأبطال وبإيدى رجال لا يهابون الموت، تحطمت آمال المعتدين فى حرب مصيرية خاضتها الأمة المصرية على مدى السنوات الماضية.

وكانت البداية بالأمر الصادر للقوات المسلحة والشرطة المدنية من القيادة السياسية للقضاء على الإرهاب فى جميع صوره وأشكاله واقتلاع جذوره من كل شبر فى أرض مصر، فدارت وقائع الحرب الشاملة على الإرهاب، واشتملت خطتها فرض حصار محكم على جميع المناطق الحدودية، وعلى امتداد الساحل الشمالي، لحصر مناطق العمليات، ومنع تسرب أو هروب العناصر الارهابية أثناء تنفيذ المداهمات، والتى تزامنت مع ضربات جوية مركزة أمكنها دك معاقل الإرهاب بشمال ووسط سيناء، وغلق جميع المنافذ والمسارب الحدودية، مع فرض حصار محكم على مناطق العمليات، وعلى امتداد سواحل البحر المتوسط، واقتحام الكهوف والمغارات والحفر والخنادق التى احتمى بها  الارهابيون، واجتثاث الزراعات المخدرة التى يزرعونها ويتاجرون فيها لتمويل عملياتهم الارهابية، وتدمير وسائل انتقالهم ومراكز قياداتهم.

وأوضح الفيلم أن جهود جيش مصر فى الحرب على الإرهاب أسفرت عن اكتشاف وتدمير 273 ألفا و249 مخزنا وملجأ ونفقا، و1200 عربة دفع رباعي، و2344 دراجة نارية، و1369 من الأسلحة المتنوعة، و8331 عبوة ناسفة، و1790 من الأجهزة اللاسلكية والحواسب، هذا فضلاً عن ضبط كميات هائلة من الذخائر مختلفة الأعيرة..

 

Katen Doe

محمد مسعد

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave

المزيد من سياسة

wave
قيادات فلسطينية تكشف أسباب مشاركة حكومة نتنياهو فى مسيرةالأعلام الإسرائيلية

خالد سعيد: التصعيد الإسرائيلى محاولة من نتنياهو لإنقاذ مستقبله السياسى/ أيمن الرقب: تصريحات سموتريتش تؤكد تزايد التصعيد الاسرائيلى فى ظل...

د رياض المالكى: نرحب بإعلان جدة وننتظر تنفيذ القرارات على أرض الواقع

نالت القضية الفلسطينية كالعادة باعتبارها  القضية الأم والمركزية لكل العرب وأولى الأولويات  اهتماما خاصا فى كل

إشادات دولية بحسن استضافة مصر ل 9 ملايين لاجئ

ضربت مصر أروع الأمثلة في الإنسانية، في التعاطي مع قضية اللاجئين، ففي الوقت الذي ترفض فيه دول أوروبا وأمريكا استقبالهم،

الرئيس "السيسي" يحدد خارطة تنمية أفريقيا ومحاور حل الأزمة السودانية

الزعامة ليست لفظًا يُطلق على كل من تولى سلطة أو مسئولية، ولا تقتصر كذلك على تسيير شئون الناس والمؤسسات،