"السياحة التعليمية".. طموحات وتحديات

نمط تسويقي جديد،تطبقه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاستعادة ريادة قوى مصر الناعمة ودعم المنظومة التعليمية وتنشيط السياحة من خلال إطلاق المبادرة المصرية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية برعاية الرئيس السيسي ،والتي تعد امتداد للإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى التي أطلقت في 7 مارس الماضي، وتتضمن 7 مباديء رئيسية، منها (التواصل والمرجعية الدولية) تقوم عليهما المبادرة، بحيث تكون على مستوى دولي يليق بمكانة مصر، وتؤكد على دورها الريادي في دعم بناء العلم والمعرفة للأجيال القادمة.

وأعلن د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال إطلاق المبادرة مؤخرا من العاصمة الإدارية مبادئها السبعة ،وهى: (الكل يتعلم سويًا، نحن نرعاك، العالم لدينا، أنت في بلدك الثاني، أنت متكامل، أنت مبتكر، أنت سفير)، لتهيئة بيئة مناسبة للطلاب الوافدين بحيث يتم الدمج بين الابتكار والإبداع داخل العملية التعليمية، موضحًا أن هناك مراكز للإبداع والابتكار داخل الجامعات المصرية يستفيد منها الطالب الوافد لكى يبدع ويبتكر أثناء دراسته، فضلاً عن ربط الوافدين بشركات الأعمال سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولى بحيث يتم تأهيلهم وفقًا لمفهوم ريادة الأعمال .

تخفيض 25% للوافدين وأسرهم على تذاكرالطيران

وأشار إلى توفير وزارة الطيران المدنى تخفيض 25% للطلاب الوافدين وأسرهم المسافرين على خطوط مصر للطيران، مشيدا بالدعم الذى تقدمه د. نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة للطلاب الوافدين من خلال توفير منح كاملة وجزئية للطلاب الوافدين بأكاديمية الفنون المصرية، وتخفيض 50% على كل مراكز الإبداع الثقافي، و50% على تذاكر الحفلات والأوبرا المصرية.

أهم المزايا

وحول مزايا وتحديات المبادرة ومردودها المتوقع، صرح الدكتور محمد مرسي الجوهري رئيس جامعة برج العرب التكنولوجية الجديدة بالاسكندرية لموقع أخبارمصر بأن المبادرة جاءت استكمالا لمبادرة "إدرس في مصر" لجذب الطلاب الوافدين من خلال حوافز وتخفيضات لتنشيط السياحة يتمتع بها الطالب وكل أفراد أسرته ومنح دراسية ليس في مرحلة البكالوريوس فقط وانما في الدراسات العليا أيضا .

وبالنسبة لجامعة الاسكندرية،أوضح د.الجوهري أنها بدأت التنفيذ من قبل اطلاق المبادرة باتفاقيات لتبادل الطلاب والخبرات مع جامعات روسية سيتم ادراجها بالمبادرة.

وأكد أن تضافر الجهود بين مختلف الوزارات والجامعات بمشاركة لفيف من السفراء والمستشارين الثقافيين بالدول العربية والإفريقية والآسيوية لتسويق هذا النمط التعليمي الجديد يعد انطلافة كبرى بمنظومتي التعليم العالي والسياحة لزبادة الدخل الفومي وتوفير موارد لتطوير الجامعات بمعايير عالمية .

وأشار إلى أن التسجيل يتم عبر منصة المبادرة بمختلف الجامعات نظير 100 دولار وبمكن للطالب الوافد الدراسة في أي جامعة من 92 جامعة بمص وفق آليات وشروط ويحصل على تخفيضات للسياحة والترفيه في أي محافظة .

ولفت إلى أن الطالب المصري يمكنه الاستفادة من خلال الاتفاقات والتعاون بين الجامعات وتبادل الرحلات والزيارات وفي مرحلة لاحقة يمكن توسبع المبادرة لتشمل تنشيط السياحة الداخلية للمصريين المقيمين .

استعادة قوى مصر الناعمة

وقال الدكتور محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق للموقع إن إطلاق هذه المبادرة يسهم في استعادة مصر ريادة قوتها الناعمة إقليميا وعالميا من خلال تطبيق نمط تعليمي مبتكر بمصر يجمع بين التعليم والترفيه والتسوق لتنشيط السياحة وتوفير عملة صعبة لدعم الاقتصاد الوطني وتطوير امكانيات الجامعات لرفع تصنيفها العالمي.

وأضاف أن مرود المبادرة سينعكس إيجابا ليس على التعليم فقط وانما يشمل الانفتاح على ثقافات وحضارات شعوب اخرى وتخريج سفراء لنا في دول العالم وفتح نوافذ لطلابنا أيضا للدراسة والسياحة بالخارج .

وأشار د.عبد اللطيف إلى تجارب سابقة بالأردن والجزائر وتركيا وايطاليا وغيرها لافتا إلى إمكانية تسجيل مصر تجربة فريدة بمقومات السياحة المميزة بمختلف المحافظات وطقسها المعتدل.

تخفيض 50% على تذاكر المناطق السياحية والأثرية

أما د.غادة شلبى نائب وزير السياحة والآثار ،فألقت الضوء على نجاح الوزارة خلال الفترة الماضية في تنفيذ مشروعات لربط المناطق السياحية ببعضها بما يسهم في إظهار مصر بشكل جديد وحضارى ومعاصر.

وأكدت حرص الوزارة على تقديم كل أوجه الدعم للطلاب الوافدين، ومنها: تقديم تخفيض 50 %على تذاكر الدخول للمناطق السياحية والأثرية.

جامعات متنوعة وبرامج جديدة

وأشار د. محمد سمير حمزة رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالي،إلى أن الدولة المصرية أصبح لديها تنوعاً كبيرًا في الجامعات الجديدة (الأهلية، والتكنولوجية، وأفرع الجامعات الدولية) بالإضافة إلى الجامعات الحكومية والخاصة والبرامج الجديدة، فضلاً عن حصول أغلب الكليات على اعتماد الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، بالإضافة إلى تقدم الجامعات في التصنيفات الدولية، كما تمنح بعض الجامعات شهادات مزدوجة مع جامعات دولية مرموقة.

وأكد أهمية دور مبادرة (ادرس في مصر) في استقطاب عدد كبير من الطلاب الوافدين للدراسة في مصر والاهتمام بالسياحة التعليمية التي تعمل على تعزيز الروابط الثقافية والحضارية بين الدول، وتساعد الطلاب على ممارسة أنشطة سياحية خلال فترة دراستهم، مشيرا إلى أن الجامعات الجديدة تم تأسيسها وفقًا لأحدث المعايير العالمية، وتضم نخبة من الأساتذة والتي ستعمل على جذب الطلاب الوافدين للدراسة بها.

آليات ترشيح وتنفيذ برنامج المنح الدراسية

وأوضح د. شريف صالح رئيس الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين أن الهدف الرئيسي للسياحة التعليمية التحصيل العلمى، والتعلم من التجارب، واكتساب المعارف الضرورية، مما يثمرالقيام ببعض الأنشطة السياحية، وزيارة الأماكن التي تتيح التعرف على ثقافة البلدان الأخرى.

وكشف د. شريف صالح آليات ترشيح وتنفيذ برنامج المنح الدراسية EGYAID المقدمة من مصر، والشروط الخاصة بالتقدم للمنح، ومنها: أن يكون الطالب المتقدم للمنحة متفوق أكاديميًا، ومستوفى شرط الحد الأدنى (70% ثانوية عامة للمرحلة الجامعية – تقدير جيد لمرحلتى الدراسات العليا) مشيرا إلى أن آخر موعد للتقديم على المنح هو 15 سبتمبر القادم، فضلاً عن تخصيص نسب من المنح المقدمة للترشيح على كليات الطب، الهندسة، الحاسبات والمعلومات.

ولفت إلى إعفاء طلاب المنح من الدول الإفريقية (الأنجلوفونية، الفرانكوفونية) من رسوم الدراسة بأقسام اللغات فيما عدا البرامج الجديدة، موضحًا منح أوائل الخريجين من الطلاب الوافدين بالمرحلة الجامعية من غير الحاصلين على منح سابقة تخفيض 50% من قيمة المصروفات الدراسية للدراسات العليا، فضلاً عن منح الخريجين من الطلاب الوافدين (من غير الأوائل) بالمرحلة الجامعية تخفيض 25 % من قيمة المصروفات الدراسية لمرحلة الدراسات العليا.