الشاشة الفضية .. رحلة مثيرة من المقاهي إلى الإنترنت

باستخدام جهاز بسيط يجمع بين آلة تصوير للصور المتحركة مع جهاز عرض وطابعة .. قام الأخوان لوميير في فرنسا بعرض فيلمهما القصير  "العمال يغادرون المصنع" .. ومنذ ذلك اليوم لم تتوقف الكاميرات عن الدوران ولا عروض السينما عن الإبهار .. وزاد الإنتاج والمشاهدة والمتابعة .. وظهر نجوما في جميع التخصصات .. وما زال.

في 22 مارس عام 1895 كشف الأخوان لوميير عن اختراعهما للجمهور بفيلم قصير يظهر العمال يغادرون مصنع لوميير، وفى 28 ديسمبر من نفس العام عرض الشقيقان سلسلة من المشاهد القصيرة من الحياة الفرنسية اليومية في المقهى الكبير في شارع "الكبوشيين" في باريس، لتصبح أول فيلم سينمائي في العالم.

* الأخوان لوميير .. ودورهم الرائد

الأخوان لوميير، هما أوجست ولويس لوميير، وهما مهندسان وصناعيان فرنسيان من صناع المعدات الفوتوغرافية وكانا يقومان بعدة تجارب على الصور المتحركة، ولعبا دورا رئيسيا في تاريخ السينما والتصوير الفوتوغرافي ويعدان من أوائل صناع الأفلام.

ويعتبر عرضهم السينمائي العام سنة 1895 لعشر أفلام مدة كل منهم حوالي ستة وأربعون ثانية بباريس من أشهر أوائل العروض السينمائية.

في عام 1895 نجح أغسطس ولويس لوميير في ابتكار أول كاميرا لتصوير فيلم متحرك في العالم، كانت تلتقط الصور بسرعة 16 إطار في الثانية وتخلصت من الصوت المزعج أثناء التسجيل.

حملت كاميرا الأخوة لوميير مفتاح التصوير السينمائي لما تمتعت به من آلية أكثر فاعلية في تسجيل الصورة، وأصبحت بذلك كاميرا الـ Cinématographe التي ابتكرها الأخوان لوميير أول كاميرا لتصوير الأفلام تعرف في العالم.

* السينما الناطقة

ظل العرض السينمائي صامتا إلى أن جاء عام 1927 وتم عرض أول فيلم ناطق تحت اسم "مغني الجاز" من إنتاج شركة وارنر، ظهر فيه الممثل العالمي أل جونسون، وذلك من خلال جهاز الفيتافون، الذي يسمح بتسجيل صوت الممثل على أسطوانة من الشمع تدار مع جهاز العرض السينمائي بطريقة ميكانيكية مطابقة للصورة.

أشعلت الأفلام الناطقة ثورة في صناعة السينما في العالم وامتد أثرها للسينما المصرية والتي مدها الصوت والكلمة بالحياة والحيوية، حتى أزاحت الافلام الصامتة من صناعة السينما التي بدأت تزدهر وآمن الكثيرون آنذاك بمستقبل هذه الصناعة الواعدة.

ويعد فيلم "أولاد الذوات" والذي تم عرضه في الرابع عشر من شهر مارس لعام 1932، علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية باعتباره أول فيلم مصري عربي ناطق في السينما المصرية.

* بداية السينما المصرية

السينما المصرية هي أقدم صناعة سينما في قارة أفريقيا والمنطقة العربية، وتزامنت نشأة فن السينما في مصر مع بزوغها في العالم، فقد جاء العرض السينمائي الأول في مدينة الإسكندرية بتاريخ 5 نوفمبر 1896 بفارق أقل من عامين على العرض الأول للفيلم الصامت للأخوين "لوميير" في باريس في ديسمبر 1895.

وكانت نشأة السينما في العالم وثائقية ولم يختلف الوضع في مصر عنه في العالم، والسينما الوثائقية عبارة عن مشاهد تم تصويرها بالتقنية المتحركة للصور ولكن من دون سياق روائي، بل عبارة عن تصوير لبعض المشاهد المرتبة ذات الصلة بموضوع معين، كتصوير أحد المظاهر الاجتماعية أو مشهد طبيعي أو التصوير الإخباري.

وظهرت السينما الروائية الطويلة لأول مرة في مصر من خلال فيلمي "قبلة في الصحراء" في مايو1927، تلاه في نوفمبرمن نفس العام فيلم "ليلى" إخراج "إستفان روستي".

كما شهدت تلك الفترة أيضا أول فيلم روائي مأخوذ من عمل أدبي وهو فيلم "زينب" للمؤلف "محمد حسين هيكل" عن روايته المنشورة 1914، والتي نجح في تحويلها لعمل فني المخرج محمد كريم والفنان يوسف وهبي والذي تولى الإنتاج.

ولم يمض وقت طويل حتى دخلت السينما المصرية مرحلة جديدة وهي مرحلة السينما الناطقة بفيلم "أولاد الذوات" والتي تزامنت مع ظهور التقنية نفسها على المستوى العالمي فكان أول فيلم ناطق تم إنتاجه في هوليوود هو فيلم " مغني الجاز" في عام 1928.

استمر عرض الأفلام الصامتة في المقاهي والمسارح وخيام السيرك، وبعد فترة انتقلت العروض إلى دور السينما المخصصة لها.

وانتشرت دور العرض السينمائي التي يوجد بداخلها شاشات عرض منفصلة، لتزيح قاعات العرض التقليدية، وظهرت آلات العرض الرقمية لتحل محل نظيرتها الميكانيكية، وبدأت منصات البث المباشر للأفلام على الإنترنت تجلب مزيدا من الأفلام السينمائية إلى بيوت المشاهدين.