واحد من القيادات العسكرية المشهود لها بالكفاءة والانضباط، بدأ حياته ضابطاً فى سلاح الصاعقة، وشارك فى حرب أكتوبر المجيدة ثم تدرج فى المناصب حتى أصبح قائداً لقوات الصاعقة ثم قائداً للشرطة العسكرية فمديراً لسلاح المشاة،
وبعد التقاعد استُدعى لمدة ست سنوات كنائب لرئيس جهاز الرياضة وبعدها أصبح نائباً بمجلس النواب عن دائرة السنبلاوين، ثم وكيلاً للجنة الدفاع والأمن القومى، ويشغل منذ ثلاث سنوات وحتى الآن منصب رئيس اللجنة، إلى جانب ذلك فهو النائب الأول لرئيس حزب «حماة الوطن» وهو واحد من أهم الأحزاب على الساحة السياسية حالياً.
ونحن نحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة اختص مجلة الإذاعة والتليفزيون بهذا الحديث الذى يتناول فيه بطولات وذكريات عن أكتوبر المجيدة وروح أكتوبر المفقودة، إنه اللواء أركان حرب أحمد العوضى.. إلى تفاصيل الحوار..
بداية أين كنت حينما بدأت حرب أكتوبر ١٩٧٣؟
«كنت ملازم أول وقت حرب أكتوبر، وضابط مُعَلِّم فى مدرسة الصاعقة، بسرية البيانات وتلك كانت فترة الإعداد والتدريب الشاق، وكنا موجودين بجوار مطار أنشاص، وكانت معنا سرية البيانات فى مدرسة الصاعقة، وهى ذات كفاءة عالية جداً، ومعنية بجمع كل بيانات أى عملية أمام المقاتلين، كنموذج يرسخ فى ذهن المقاتل بالنسبة لأساليب الإغارات الجوية، وأعمال الكمائن، وجميع التكتيكات التى يحتاجها فرد الصاعقة طوال خدمته».
ويكمل «العوضى»: «مع بداية الحرب طلبت من السيد قائد مدرسة الصاعقة النقل والانضمام إلى أى وحدة صاعقة فى نطاق الجيش الثانى الميدانى وكنت أول ضابط يتم نقله إلى هناك، لأنه ليس معقولاً أن تحدث الحرب وإحنا مانشتركش فيها، وطبعاً تم استدعاؤنا تانى، وتحركت بعد كده وانضممت للمجموعة 129 صاعقة يوم 10 أكتوبر، وشاركت مع المجموعة فى استمرار العمليات، وبعد كده كُلِّفنا ببعض المهام أثناء ثغرة الدفرسوار، لإيقاف العدو فى اتجاه الجيش الثانى الميدانى».
ويؤكد اللواء العوضى على الروح القتالية التى كانت تميز الجنود وقتها فيقول «فى بداية دخولنا الحرب كنا جميعاً نتسابق من أجل التضحية والشهادة فى سبيل تحقيق النصر لمصر، والحقيقة أن هذه الروح كانت مسيطرة على الجميع من الضباط وضباط الصف والجنود منذ حرب الاستنزاف.
ويوضح بطل حرب أكتوبر: «كل المقاتلين اللى معانا كانوا مش عايزين يبقوا موجودين فى أماكنهم وقت ما زمايلنا اللى إحنا دربناهم هما اللى بيقاتلوا.. كنا راضيين بوجودنا كمعلمين لكن ده المفروض دورنا الوطنى، وفى الفترة التى سبقت الحرب، انضم أكفأ ناس لمدرسة الصاعقة لإعداد وتأهيل المقاتلين، والمدرسة خرّجت آلاف المقاتلين فى الفترة من حرب 67 حتى أكتوبر 73».
ويشدد «العوضى» على أن الجيش المصرى استطاع أن يمحو أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقْهَر، موضّحاً: «إسرائيل كانت بتشن دعاية لحرب نفسية، ولكن بإرادة المصريين والمقاتل المصرى الذى كان مفاجأة الحرب استطاع الجيش أن يقتحم قناة السويس، وإزالة الساتر الترابى وتدمير خط بارليف.. حرب أكتوبر من الحروب التى استطاع فيها المصريون بإرادتهم القوية مع الجيش، أن يمحوا عار هزيمة 67، لأن الجيش المصرى لم تسمح له الظروف بمواجهة الجيش الإسرائيلى فى حرب 67، فجاءت حرب 73 واستطاع المصريون رغم تفوق الجيش الإسرائيلى فى الأسلحة والمعدات؛ أن يمحوا هذه النظرية التى روج لها الإعلام الإسرائيلى والغربى آنذاك».
ماذا تعنى لك انتصارات أكتوبر وكيف عايشت فرحة مصر بهذا الانتصار التاريخى؟
أحب بداية أن أهنئ الشعب المصرى، والقوات المسلحة (قيادات وضباط وضباط صف وجنود) بذكرى نصر حرب 6 أكتوبر 1973، مضيفاً: «أنا أنتظر تلك الذكرى كل عام، لأنه يوم فخر واعتزاز للجيش المصرى الذى قال الرسول عنه أنه خير أجناد الأرض وهو يوم فخر لكل المصريين، إضافة إلى ذلك فإن من عانى من الهزيمة وويلاتها يعرف معنى وقدر الانتصار جيداً.
كثير من الكتاب والمحللين أشادوا بما تحقق فى حرب أكتوبر من بطولات سيتوقف أمامها التاريخ طويلاً.. ما هو تعليقك؟
هذا حقيقى، فنصر أكتوبر ينطوى على العديد من الدروس المستفادة ويعد فى رأيى معجزة عسكرية بكل المقاييس بدءاً من الإعداد الجيد له مروراً بخطة الخداع الاستراتيجى إلى سريان العمليات نفسها والعبور العظيم الذى قام به بواسل قواتنا المسلحة رغم قلة الإمكانيات وقتها إلا أنه كانت هناك عزيمة لا تقهر وإصرار وإرادة لا تلين على الانتصار خاصة بعد هزيمة ١٩٦٧.
وما ردك على الأصوات المعادية التى تقول بأن ما حدث لا يعد نصراً كبيراً وأننا نبالغ فى تصويره؟
إن مثل هذا الكلام لا يستحق عناء الرد عليه لأنه كما قلت لك فإن حرب أكتوبر المجيدة معجزة عسكرية بكل المقاييس ورغم مرور ٥٠ عاماً عليها إلا أن العسكريين والمحللين ما زالوا يتوقفون أمامها بالدرس والتحليل، فعقيدة الجندى المصرى قهرت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهر وإيمان الجندى المصرى انتصر على ما كان يروج له الجيش الإسرائيلى أنه أقوى جيش كما أن تماسك الجبهة الداخلية وقتها كان له أثر كبير فى قدرة وصمود مصر فى الحرب.
هذا يجعلنى أسألك عن روح أكتوبر، هل نحن بحاجة إليها خاصة فى الظروف الحالية؟
روح أكتوبر التى كانت تسيطر على مصر والمصريين وقت الحرب كانت روحاً نادرة وساهمت مساهمة كبيرة فى تحقيق النصر، خاصة تلك الحالة من التلاحم الكبير بين المصريين وجيشهم الذى أصر على عودة الأرض والكرامة ورفع قامة الشعب المصرى، وأتمنى أن تعود هذه الروح وتسيطر على المصريين ليس فى وقت الاحتفال بهذه الذكرى الغالية فقط وإنما أن نجعل العام كله فيه روح أكتوبر لأننا وقتها سنكون قادرين على تجاوز أى محن أو صعاب أو أزمات.
تمر مصر الآن بأزمات اقتصادية كبيرة.. كيف يمكن لنا أن نعبر هذه الأزمة؟
هناك مقولة مهمة جداً أحبها وهى أن «مصر تمرض ولا تموت» وإذا كانت مصر تمر بأزمة اقتصادية فهى فى ذلك شأنها شأن كثير من الدول.. تقريباً العالم كله يعانى بسبب كوفيد ١٩ والحرب الروسية الأوكرانية اللذين تركا بصمة واضحة على كل اقتصاديات العالم.
لكنى أود التوقف هنا عند نقطة مهمة جداً فمصر رغم أزمتها الاقتصادية إلا أنها تظل أفضل كثيراً من دول كثيرة وكبيرة فى الحياة المعيشية وفى المشروعات التى تم تنفيذها خلال عشرة أعوام من الإنجازات المتتالية التى قام بها سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة والذى لا يدخر جهداً لخلق حياة أفضل للمصريين.
وللإنصاف فإن المشروعات التى تمت على أرض مصر لم تكن لترى النور ولو فى ٥٠ سنة لولا حكمة وقدرة القائد والزعيم عبدالفتاح السيسى الذى حلم لمصر ولا يزال بأحلام كبرى تليق بها وبتاريخها ومكانتها، وهنا لا بد أن أوكد على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قائد وطنى، مخلص لمصر وشعبها استطاع تغيير معالم مصر خلال سنوات قليلة، يلمس الجميع نشاطه وإنجازاته خاصة فى مشروعات حياة كريمة، ومبادرات الصحة وقانون التأمين الصحى ومشروعات الطرق والمحاور والتى ستمد جهود التنمية إلى مختلف ربوع الوطن.
ويكمل اللواء العوضى: كما يشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أهمية توفير حماية اجتماعية للفئات الأكثر فقراً، وجهوده فى هذا الصدد ملموسة للجميع.
هل من كلمة تقولها لأبطال حرب أكتوبر ولجيل أكتوبر؟
أنتم جيل العظماء الذين بذلوا أرواحهم فداءً لمصرنا الحبيبة حتى تحيا مرفوعة الهامة كريمة وأبيّة، استطعتم بجهدكم وبسالتكم ووطنيتكم أن تمحوا عار الهزيمة إلى عزة وفخر النصر
هناك أصوات مغرضة تحاول انتقاد واسهامات القوات المسلحة لصالح الاقتصاد المصرى.. ما رأيك؟
أولاً الجيش المصرى هو ملك للشعب كله ومساهمات الجيش المصرى فى العديد من المشروعات الاقتصادية وخاصة الغذائية منها ساهم مساهمة كبيرة فى عدم تدهور الأوضاع المعيشية للمصريين، لأنه استطاع أن يسد فجوة كبيرة وأن يضبط الأسعار قدر المستطاع عن طريق تدخله وتوفير العديد من السلع الأساسية والتى لا غنى عنها لأى بيت أو أسرة مصرية بشكل يومى.
والحقيقة أن ما يقوم به الجيش فى هذا الصدد له بُعد أمن قومى، والقيادة السياسية واعية ولديها فكر ورؤية فى هذا الصدد، وعلى الجميع احترامها والعمل على تحقيق المراد منها لأنها قيادة حكيمة وحريصة على أهمية الدور الذى يقوم به جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة فى ضرورة توفير المتطلبات الاستراتيجية مثل «الحديد، الأسمنت، الدواء» وغيرها من الاحتياجات الاستراتيجية المهمة للوطن.
ويضيف اللواء العوضى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يتأخر عن اتخاذ أى قرار من شأنه المساهمة فى تشجيع مناخ الاستثمار والتنمية، فقد أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى القانون رقم ١٥٩ لسنة ٢٠٢٣ بإلغاء الإعفاءات الضريبية المقررة لجهات الدولة فى الأنشطة الاستثمارية والاقتصادية، وذلك بعد إقراره من مجلس النواب.
ويستهدف القانون تحقيق المساواة بين القطاع الخاص وكل أجهزة الدولة ومؤسساتها وهيئاتها وكياناتها وشركاتها أو الشركات التى تساهم فى ملكيتها عند ممارسة أنشطة استثمارية أو اقتصادية، من خلال سريان الأصل العام المنصوص عليه فى قوانين الضرائب والرسوم على الجميع دون تمييز.
ويختتم اللواء أحمد العوضى حديثه برسالة إلى المصريين جميعاً، حيث يقول: «ونحن مقبلون على استحقاق دستورى مهم وهو الانتخابات الرئاسية لا بد أن يقف الشعب جميعاً خلف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يبذل كل جهده لرفعة مصر وتنميتها، ولا شك أن الجميع يدرك ويرى جهود التنمية فى كل مكان من الصعيد ووجه بحرى، حيث لم يترك محافظة إلا ومد إليها يد التنمية وجهود التطوير ولعلها فرصة كبيرة أن نؤيد الرئيس فى الانتخابات الرئاسية المقبلة حتى يتمكن من أن يكمل مشواره الذى بدأه مع مصر حتى يتمكن من تنفيذ كامل رؤيته لمصر الجديدة التى يحلم بها، فالوقوف خلف القائد والرئيس عبدالفتاح السيسى هو وقوف خلف الوطن، لأنه نجح بحكمته وخبرته فى التصدى لمخططات أهل الشر والجماعات الإرهابية ونجح فى العبور بمصر إلى بر الأمان.
ويضيف اللواء العوضى: ما دام فى مصر قيادة حكيمة مثل الرئيس عبدالفتاح السيسى وقوات مسلحة مثل الجيش المصرى الذى هو ملك لكل المصريين وشرطة باسلة وأجهزة وطنية فإن مصر ستظل محروسة وستعبر أى أزمة أو تحدٍّ.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
قدمت حفلات أكتوبـر من أمام متحف الحضارات.. وتقدم «السهرة» كل خميس / الساحة تستوعب الجميع.. رغم «زحمة» القنوات والمنصات /...
تعلمت أصول المهنة فى مدرسة «ماسبيرو» / أعتز بتجربة «السفيرة عزيزة» لأننى أثبت قدراتى كمقدمة برامج متنوعة / «عبّارة السلام»...
الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى يسهـم فى جذب الشركات العالمية بقطاع البترول/ نستورد 10 ملايين طن بترول سنويا ومليار قدم مكعب...
الاستثمار فى مجال الطرق والكبارى والمحاور لم يحدث منذ أكثـر مـن 100 عـام / مشروع العاصمة الإدارية تأخر كثيرا وأنشئ...