الدكتورة "رانيا يحيى" واحدة من أهم المبدعات فى مجال الموسيقى، وهى كذلك مهتمة بقضايا المرأة، لذلك عينت عضوا بالمجلس القومى للمرأة بقرار جمهورى، وأسست أول لجنة للفنون والآداب فيه.
حصلت دكتورة رانيا يحيى على بكالوريوس معهد الكونسرفتوار وليسانس الحقوق فى جامعة القاهرة فى نفس العام، وحصلت على شهادة الدكتوراه فى فلسفة الفنون من المعهد العالى للنقد الفنى، وهى عازفة فلوت بأوركسترا أوبرا القاهرة، وحصلت على جائزة الدولة للتفوق فى الفنون، ومؤخرا تولت عمادة المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون.. وفى هذا الحوار نتعرف أكثر على الدكتورة "رانيا يحيى" وعلى خططها المستقبلية فى إدارة المعهد العالى للنقد الفنى، فضلا عن حديثها عن جائزة الدولة للتفوق التى حصلت عليها مؤخرا.
كيف تلقيتِ خبر توليكِ منصب عمادة معهد النقد الفنى بأكاديمية الفنون؟
سعيدة وفخورة بترشيحى لتولى هذا المنصب الذى أقوم فيه باستكمال ما بدأه زملائى من الأساتذة على مدار تاريخ المعهد فى نصف قرن، فالمعهد العالى للنقد الفنى له تاريخ عريق ونحن أسرة واحدة تربطها علاقات طيبة كأساتذة وطلاب وأعضاء هيئة تدريس.
تزامن تخرجك فى كلية الحقوق مع تخرجك فى معهد الكونسرفتوار.. كيف حدث ذلك؟
التحقت بمعهد الكونسرفتوار وحصلت على بكالوريوس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وكنت الأولى على دفعتى، وحصلت على لقب الطالبة المثالية، وفى نفس الوقت عندما كنت أدرس فى السنة الأولى بالمعهد التحقت بكلية الحقوق لأدرس الحقوق والموسيقى مع بعضهما البعض فى المعهد والكلية، بالتالى حصلت على البكالوريس والليسانس عام 1998، وبعدها حصلت على دبلوم الدراسات العليا من الكونسرفتوار عام 2000 ثم ماجستير الفنون من الكونسرفتوار 2006 ثم درست النقد الفنى وحصلت على الدكتوراة فى فلسفة الفن من معهد النقد الفنى عام 2011 مع مرتبة الشرف الأولى.
ما هى طموحاتك المستقبلية لمعهد النقد الفنى؟
طموحاتى أن يكون لمعهد النقد الفنى أفضل مكان أكاديمى يدرس النقد الفنى باعتباره معهدا متخصصا أكثر من الدراسة فى كل الجامعات المصرية وفى جامعات الشرق الأوسط كذلك، فهو معهد متفرد، كما أتمنى أن يكون المعهد منارة للفن والفنانين، وأن يكون بؤرة لتسليط الضوء على الأعمال المتميزة من خلال الأبحاث والدراسات التى يقدمها الدارسون فى المعهد فى رسائلهم للماجستير والدكتوراه، كما سأعمل على إيجاد مزيد من الأنشطة وعلى تسليط الضوء على إمكانيات معهد النقد الفنى، وعمل المزيد من الفعاليات التى يشارك فيها الجميع، ولدىّ أفكار عديدة لزيادة التفاعل بين الطلاب فى المعهد ومشاركاتهم فى كل الأنشطة والأحداث والمؤتمرات بالتعاون مع الأكاديمية والجامعات الأخرى، وكل هذا الحراك يصب فى صالح العملية الإبداعية.
ذكرت أن نسبة الطالبات أكثر من الطلاب فى معهد النقد الفنى.. ما قصدك؟
السيدات أكثر فى شتى المجالات بشكل عام، فالمرأة لديها مثابرة أكثر من الرجل وتسعى لإثبات نفسها، خاصة أن هناك رغبة وإرادة سياسية لتمكين المرأة ودعمهــا مــن رأس الــدولة الــرئيس عبد الفتاح السيسى الذى خصص عام 2017 لتمكين المرأة فى كل المجالات، لكن هذا لا يعنى أنه لا يوجد رجال يلتحقون بالمعهد، حيث يوجد لدينا أعداد كبيرة من الرجال، بل يوجد دفعات كانت نسبة أعداد الرجال فيها أكبر من أعداد السيدات.
ما شروط التقديم للالتحاق بالمعهد العالى للنقد الفنى؟
فرصة التقديم متاحة لأى خريج فى التخصصات الموجودة بالمعهد وفى كل الأقسام من الخريجين فى أكاديمية الفنون بمعاهدها المختلفة ومن الكليات الفنية المناظرة بالجامعات المصرية الفنية والأدبية بشرط الحصول على الشهادة الجامعية بتقدير جيد على الأقل، وبالنسبة لخريجى الكليات العلمية مثل العلوم والهندسة وغيرها من الكليات غير الفنية فنقبلهم فى كل الأعمار فى دبلومة التذوق الفنى على مدار سنتين، وهى دبلومة منتهية لا يستكمل بعدها الماجستير أو الدكتوراة.
البعض لا يعرف طبيعة الدراسة أو التخصصات في معهد النقد الفني .. ما خطتك لتشجيع الطلاب على الالتحاق به ؟
من خلال وسائل الإعلام والحديث على أهمية هذا الصرح الثقافى الفنى، كما نسعى إلى عملية تسويق أكثر من خلال استخدام السوشيال ميديا، ونعمل على أن يكون لدى المعهد شراكات مع جامعات عديدة للتعريف بما يقدمه، وقد خاطبت السيد كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لتسهيل وتيسير الدراسة للصحفيين والإعلاميين الراغبين فى الالتحاق بالمعهد، خاصة محررى الثقافة والفن، لكى تساعد الدراسة على تنمية المهارات للإعلاميين والصحفيين فى إعلامنا، بالإضافة إلى أنى تواصلت مع الأمير أباظة رئيس جمعية الكتاب والنقاد لتوفير عشر منح لأعضاء الجمعية، والجمعية تتكفل بدفع مصاريف الدارسين بالكامل على مدار عامين، وعملنا فيلما تسجيليا صغيرا لتوثيق دور الخريجين من القامات الإعلامية الفنية والصحفية باعتبارهم منارة حقيقية، فمعهد النقد الفنى متميز على كل المستويات، ويضم المعهد بين جدرانه كل مجالات الفن والإبداع، فضلا عن الرؤية النقدية التى بها تكتمل الرؤية الإبداعية، بالإضافة إلى أنه يتم تعريف الطلاب بأنشطة وفعاليات أكاديمية الفنون بكل معاهدها، وندعوهم لندوات وتدريب وأنشطة وفعاليات، ولدينا أماكن كثيرة مجهزة وممتازة، مثل مسرح نهاد صليحة وسيد درويش والفنون المسرحية والسينما وغيرها.
تخرج فى المعهد العالى للنقد الفنى قامات كبيرة فى عالم النقد والثقافة والإعلام.. ما تعليقك؟
بالفعل تخرج فى معهد النقد الفنى على مدار نصف قرن قامات مهمة لها باع كبير فى الوسط الثقافى، ومنهم وزيرة الثقافة الحالية الدكتورة نيفين الكيلانى، وهى العميد الأسبق للمعهد، وكذلك الدكتور وزير الثقافة الأسبق شاكر عبد اللحميد والدكتورة درية شرف الدين وزير الإعلام الأسبق، وهذه الأسماء على سبيل المثال وليس الحصر، إلى جانب العديد من الكتاب والأسماء البارزة فى الوسط الثقافى.
ما نوعية الأنشطة التى يقدمها المعهد غير النشاط الدراسى الأكاديمى؟
نسعى خلال الفترة القادمة إلى أن يكون لمعهد النقد الفنى شراكات فى الأنشطة الخاصة التى يقدمها لصالح المرأة المصرية بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة وبعض الأنشطة الخاصة بالمرأة المبدعة من خلال لجنة الفن والآداب التى أسستها فى المجلس القومى للمرأة.
اختيرت لعضوية مجلس القومي للمرأة بقرار جمهوري ما أبرز الأنشطة التي تقومين بها؟
لقد تم اختيارى لعضوية المجلس القومى للمرأة عام 2016 بقرار جمهورى، هذا شرف كبير لى وتكليف مشرف من فخامة الرئيس، وأنشأت لجنة الفنون والآداب بالمجلس عام 2022، وتعد أحدث لجنة فى المجلس القومى للمرأة، وتضم فى عضويتها مجموعة من قامات محترمة، وهم سعداء بخدمة قضايا المرأة، وجاءت فكرة تأسيس اللجنة لخدمة قضايا المرأة من خلال الفنون والآداب، ونعمل على اكتشاف المبدعات وتقديمهن للمجال فى شتى المجالات من جميع المحافظات.
وعلى سبيل المثال قمنا بعمل مسابقة "قوتنا لمتنا" لتقليل نسب الطلاق، فضلا عن اكتشاف المواهب فى جميع المجالات قصة قصيرة وشعر غنائى وسيناريو فيلم قصير ومسرحية من فصل واحد، والجديد أننا سوف ننتج أول عمل فى كل مجال فضلا عن جوائز مادية لثلاثة مبدعين فى كل مسابقة، وقمنا بالنزول إلى حى الأسمرات بمبادرة "بالفن مصر أحلي" وعمل ورش تمثيل وفن تشكيلى، بالإضافة إلى أننا نسعى للنزول فى المحافظات وسنبدأ بالإسكندرية والفيوم ونستكمل باقى المحافظات لاكتشاف مواهب كثيرة من المرأة المصرية، ونقوم بعمل دليل المبدعات، وفيه نجمع كل المبدعات فى جميع المجالات الفنية والأدبية فى جميع المحافظات، وسنقوم بعمل مسابقات وتنشيط قضايا المرأة، ونقوم بعمل مؤتمر عن المرأة وانتصارات أكتوبر ودور المرأة فى انتصارات حرب أكتوبر، هذا الانتصار الذى أعاد لنا العزة والكرامة ليس فى مصر فقط بل فى الوطن العربى كله.
حدثينا عن الجانب المهنى الموسيقى فى حياتك كعازفة فلوت؟
نشأت فى أسرة شجعتنى على تنمية موهبة العزف، وكان لوالدتى دور كبير جدا فى التحاقى بمعهد الكونسرفتوار، واشتــرت لــــى الآلات الـمـــوسيقيـة واشتركت فى فريق الكورال فى المدرسة وبدأت علاقتى بالموسيقى تقوى وتزداد، لذلك تحمست والدتى لتدخلنى معهد الكونسرفتوار، والتحقت به والحمد لله تفوقت أوقات الدراسة ووالدى الله يرحمه كان ضابط شرطة كان يشجعنى دائما وأمى شاعرة لديها حس فنى بالفطرة وعندها مواهب عديدة بالفطرة وأخذنا منها هذا الجانب، والوالد شديد الحزم ولديه إيمان بالحرية وفخور بنا ويشجعنا دائما وحبى للقانون نشأ نتيجة قربى الشديد من والدى، وهو حصل على الماجسيتر والدكتوراة فى القانون ولذلك التحقت بدراسة القانون مثله، لكن أصبحت الموسيقى هى الاحتراف والقانون هو الهواية.
تعدين نموذجا للمرأة المصرية الناجحة.. كيف استطعت التوفيق بين كل مهامك المختلفة؟
أقوم بعمل خطة لأولوياتى، فمثلا إذا كان لديّ حفل فى دار الأوبرا أركز فى هذا الحفل، وفى وقت آخر لدىّ أنشطة فى المجلس القومى للمرأة أركز فيها لإنهائها، وهكذا، فالمسالة تحتاج لتنظيم وقت فقط، وحاليا بالطبع لديّ مسئولية المعهد وسيكون لها الأولوية فى الفترة المقبلة، وبالنسبة للحفلات لديّ حفل بمناسبة الذكرى الـ 50 على نصر أكتوبر.
حصلتِ مؤخرا على جائزة التفوق فى الفنون.. ما تمثل لك تلك الجائزة الكبيرة؟
هى بالنسبة لى فى الحقيقة شىء مهم جدا وخطوة مهمة فى حياتى الفنية كمسيرة طويلة من العمل والنجاح، وتأتى هذه الجائزة تتويجا لمسيرة مشرفة، وجائزة الدولة تحمل اسم مصر أفتخر بها لأنها فى مجال تخصصى ليس فى العزف والفن، بل أيضا فى إصدارات لى فى مجالات فى السينما والمسرح والموسيقى، ولقد حصلت على شهادات تقدير كثيرة من داخل وخارج مصر، إلا أن جائزة الدولة تبقى الأقرب والأسمى، ورغم قيمة هذه الجوائز المادية، لكنى أعتبرها قيمة فى قلبى وتاجا على رأسى أفتخر به.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
المؤتمر حمل اسم الروائى الراحل حمدى أبو جليل وكرّم 7 أدباء/ توصيات برفض التطبيع والوقوف مع الدولة فى حفظ الأمن...
حوار إبراهيم عبد العزيز مع الحكيم أنقذه من الأستغناء عنه
تدربت فى مكتب محاماة وكانت تنصح المتخاصمين بالتصالح فإقترح عليها الباشا العمل فى الإذاعة
أوراق ساحر الكتابة «20» / توفى والده فجأة فقرر عدم استكمال كتابتها/ ماذا كتب فى أوراقه عن نكسة 67 وانتصار...