«الكبير أوى».. أيقونة الدراما الرمضانية أحمد مكى.. كبير الكوميديا

شخصيات مكى لا تنفد ولا يمل منها الجمهور
لا يزال أحمد مكى أحد فرسان الفن فى الوطن العربى، فعلى مدار أكثر من 18 عاماً، منذ مشاركته فى سيت كوم «تامر وشوقية» عام 2006، بشخصية هيثم دبور، ثم مشاركته للنجم عادل إمام فى العام التالى 2007، بنفس الشخصية فى فيلم «مرجان أحمد مرجان» وهو أحد الكوميديانات المميزين، وصاحب بصمة مختلفة، لا يخيّب ظن جمهوره أبداً.
أحمد مكى من النجوم القلائل الذين يعرفون طريقهم جيداً، فلو نظرنا إلى العديد من زملائه، سواء الأكبر سناً أو الأصغر، الذين يجيدون أداء «الكاركترات»، نجدهم ضلوا طريقهم، خاصة أن استمرار نجم فى أداء كاركتر معين لفترة طويلة يكون بمثابة بداية النهاية له، وهناك أمثلة كثيرة لا تنتهى فى هذا السياق، لكن «الكبير» يبدو استثناءً فى هذه القاعدة.
نجوم كُثر انتهت مسيرتهم الفنية بسبب إصرارهم على أداء شخصية معينة، والغريب أن هذه النوعية التى كانت سبب سقوط الكثيرين كانت هى نفسها السبب الرئيس فى نجاح مكى، بل إحدى أدوات تربعه على عرش الكوميديا، رغم أن الكثيرين توقعوا أن شخصية «الكبير» نفدت بعد أول جزئين، لكن «مكى» كان يشعر أن الشخصية لها امتدادات، ويمكن إعادة اكتشافها عبر خيوط درامية أخرى.
لم يتوقف الأمر عند شخصيتى «الكبير» و«جونى» خلال حلقات المسلسل الرمضانى الأشهر، بل تحرك مكى بكراكتر آخر وهو «حزلقوم»، الذى سبق أن دشنه فى فيلم «لا تراجع ولا استسلام» عام 2010، ليكون المسلسل به محاور درامية كوميدية مختلفة، يستطيع مكى التنقل بينها بكل خفة ورشاقة كعازف ماهر على البيانو.
إذا رجعنا للوراء قليلاً، لننظر إلى تاريخ شخصية الكبير، سنجد أن الظهور الأول لها كان عام 2009 من خلال فيلم «طير انت»، وظل مكى خلال هذا الفيلم يتنقل بين عدة شخصيات مختلفة، الغنى والفقير، والطيب والشرس والثرى العربى، لكنه التقط شخصية «الكبير» ليقدمها فى عمل منفصل، نظراً لثرائها ولشعوره أنه ما زال بها الكثير الذى يمكن تقديمه.
شخصيات مكى لا تنفد، ولا يمل المشاهد منها، نظراً لقدرته الشديدة على تجسيد كل شخصية بطريقة متفردة، وبالتعاون مع فريق الكتابة، يمد خطوط الطول والعرض لهذه الشخصيات المبتكرة، بالإضافة إلى استحداثه تفاصيل وخيوط درامية فى كل تفصيلة من تفاصيل العمل.
النجم أحمد مكى يمتّع جمهوره هذا العام بالجزء الثامن، والمتوقع أن يكون مليئاً طوال شهر رمضان بالكوميديا الطازجة الممزوجة بالإسقاطات والمواقف غير المستهلكة، من خلال مشاهد ساخرة ترتقى بالمشاهدين فوق سقف المعتاد، ليثبت للجميع أنه لا يقدم عملاً استهلاكياً تنتهى صلاحيته بعد انقضاء شهر رمضان، فمثل هذه الأعمال تُصنع لتعيش طويلاً.
بعد اعتذار النجمة دنيا سمير غانم عن المشاركة فى بطولة «الكبير»، راهن عدد كبير من الجمهور والنقاد على أن «الكبير أوى» سيفشل، خاصة أن المسلسل كان مبنياً على الثنائى «مكى ودنيا»، لكن ظن هؤلاء خاب، واستطاع مكى أن يعطى دفعة كبيرة لمسلسله، وجرى الدم فى عروق «الكبير»، بعد ضم عدد من الوجوه الجديدة مثل رحمة أحمد ومصطفى غريب وحاتم صلاح وغيرهم من الشباب.
أحمد مكى شخصية موهوبة ومتحققة، بالإضافة إلى تكوينه النفسى المتوازن، ما جعله لا يبخل على زملائه، ويعطى الفرصة لهذا أو ذاك، ليفتح الباب أمام نجوميتهم، ويفرد مساحات كبيرة للشباب المتألقين، وهو ما يكشف لنا سبب النجاح الذى يطارد مكى فى كل أعماله.
الجزء السابع من «الكبير» شهد فكرة كوميدية مختلفة، وهو أن الشخصيات الحقيقية للعمل تتحدث مع كاركترات المسلسل، وتدور بينهم الأحاديث والإفيهات، وهى مهمة صعبة للغاية، خاصة لفريق الكتابة والإخراج، الذى استطاع إدارة فريق العمل وسط هذا الخلط.
رأينا فى الجزء السابع النجم محمد سلام وهو يتحدث مع «هجرس»، وأيضاً «الكبير أوى» وهو يتحدث مع مكى، وكذلك رحمة أحمد تتحدث مع سلام وحاتم صلاح بشخصياتهم الحقيقية، والأغرب من ذلك أن هذه الفكرة لم تكن من خلال مشهد واحد أو حلقة واحدة، بل استمرت على مدار أكثر من حلقة.
«الكبير أوى» أصبح أيقونة رمضانية مهمة لا يمكن تجاوزها أو التغاضى عنها، فعلى مدار هذه السنوات الطويلة كان «الكبير أوى» هو فرس الرهان الرابح، فهو العمل المختلف والمميز القادر على إضحاك المشاهدين، ليكون ضمن الأعمال الرمضانية الموجودة التى ستظل فى الذاكرة، مثل فوازير رمضان و«ألف ليلة وليلة».
الجزء الثامن من «الكبير أوى» بطولة: أحمد مكى ورحمة أحمد ومحمد سلام وهشام إسماعيل، ومصطفى غريب وحاتم صلاح، وإخراج أحمد الجندى، وتأليف مصطفى صقر ومحمد عز الدين، وإنتاج شركة سينرجى.
أخبار ذات صلة
المزيد من فن
روبن ويليامز فى Awakenings .. من إضحاك العالم إلى ملامسة روحه
في مثل هذه الأيام، حين يعود العالم ليتذكر رحيل روبن ويليامز، يقف فيلم Awakenings كأجمل شهادة على وجهه الآخر الوجه...
محمد فوزى.. صوت الفرح القادم من ساحة السيد البدوى
السلفيون الوهابيون يكرهون الفرح ويكرهون الموالد ونحن نحب الفرح ونحب الموالد، ونخص بالحب والذكر، مولد السيد البدوى،
دياب طبيب فى «بنج كلى» ويجهز لأغنيتين جديدتين
يستعد الفنان دياب لتصوير مشاهد مسلسله الجديد «بنج كلى»، والذى يعرض خارج السباق الرمضانى.
يارا السكرى مرشحة لـ«سينجل مازر فازر»
رشحت الشركة المنتجة لمسلسل «سينجل مازر فازر»، الفنانة الشابة يارا السكرى للمشاركة فى بطولته، ومن المقرر بدء تصويره الشهر المقبل.