دروس «يحيى حقى» للشباب فى برنامج سهرة مـع فنان

المذيعة الرائدة الراحلة «أمانى ناشد» رحلت عن الدنيا فى سن صغيرة «42 سنة» بمرض مفاجئ فى القلب، وكانت ـ رحمها الله

 من أوليات المذيعات فى «التليفزيون العربى» الذى هو نفسه «تليفزيون جمهورية مصر العربية» الصرح الذى حمل رسالة «ثورة 23 يوليو» للشعب المصرى ابتداء من العام 1960، وكانت بداية عملها من خلال مكتبة الإذاعة، ولأنها امتلكت القدرات المؤهلة للظهورعلى شاشة التليفزيون، نجحت فى المسابقة وانتقلت للعمل فى التليفزيون وتلقت دورات تدريب فى ألمانيا وعادت لتقدم البرامج الثقافية، ومن أشهرها «سهرة مع فنان» وهو برنامج يحتوى لقاءات مع رموز الفكر والفن والثقافة الذين كانوا يشكلون المشهد الثقافى والفنى فى تلك الفترة من تاريخنا، ومن اللقاءات التى سعدت بمشاهدتها، لقاء «يحيى حقى» وكانت «أمانى ناشد» حاضرة للقاء بقراءة عميقة لمسيرة هذا الكاتب العاشق للناس وللثقافة المصرية الشعبية رغم أنه تركى الوالدين، وكان أبواه يقيمان فى حى «السيدة زينب» ويتكلمان التركية، لكن حى السيدة زينب والصعيد أعادا تشكيل شخصية «يحيى حقى» الذى يعترف بفضل الحى الشعبى والمدينة الصغيرة والقرى التابعة لها فى «أسيوط» ويقول دائما إنه أصبح مصريا بفضل هذين الموقعين «حى السيدة زينب ومنفلوط»، ومن الجميل فى حلقة «سهرة مع فنان» الدروس التى ألقاها ـ يحيى حقى ـ على قلوب وعقول الشبان المبدعين، ومن أهم هذه الدروس أن «نجيب محفوظ» كاتب عالمى، و»يوسف إدريس» و»صلاح جاهين» سوف يكون لهما «مستقبل كبير»، وهذا ما حدث، فاز «نجيب محفوظ» بجائزة نوبل، وأصبح يوسف إدريس «ناظر مدرسة» فى فن المسرح وفن القصة القصيرة، وأصبح «صلاح جاهين» شاعرا كبيرا، والدرس الذى قصد «حقى» أن يعلمه لنا أن «عقدة النقص» و»الشعور بالدونية» لا يصح أن تسكن عقولنا وتجعلنا نقلل من قيمة مبدعينا، والدرس الكامن فى قلب هذا الدرس هو «الاعتراف بجهود وتفوق الآخرين» فهو فى تلك الفترة كان مسئولا عن تحرير مجلة «المجلة» التى تصدرعن وزارة الثقافة، وقبلها كان رئيسا لمصلحة الفنون، وكان يكتب القصة القصيرة ويترجم الروايات ويكتب المقال الصحفى، ولكنه نسى هذا كله وتذكر أنه «إنسان صادق له ضمير» فقال قول الصدق معترفا بالموهوبين ومعترفا بقدراتهم وتميزهم، ومن المؤسف أن من بين الذين رباهم ـ حقى ـ من عاش يلعب لعبة حقيرة، تتمثل فى تقديم أنصاف الموهوبين وتلميعهم، خوفا من تقديم الموهوبين فينازعونه المواقع والمكاسب والغرف فى الفنادق، وهذه خيانة للثقافة الوطنية، ارتكبها هؤلاء المرضى، فخانوا دروس معلمهم الأول الذى رباهم ورعاهم ونشر أعمالهم على صفحات «المجلة»، لكن مكر التاريخ عمل عمله، فمحا هؤلاء المرضى من ذاكرة الناس، وأثبت اسم «يحيى حقى ونجيب محفوظ وصلاح جاهين ويوسف إدريس» فى قلوب وعقول الناس، رحم الله «أمانى ناشد» و»يحيى حقى» وأبقاهما فى قلوبنا..

سامح محجوب الشاعر الذى جعل «السيرة» أطول من العمـر فى الثقافيـة!

اعتاد الناس مشاهدة البرامج الثقافية التى يكون ضيوفها من الأحياء، يتحدثون عن أنفسهم ومكتباتهم ومكتبات الوالدين ومنهم من يحدثنا عن «البيانو» الذى فى مكتبة والده «الباشا»، ولكن الشاعرـ سامح محجوب ـ اختار الاحتفاء بالرموز والقامات الثقافية التى أقامت صروح الثقافة المصرية منذ قرن من الزمان، من خلال برنامج مهم اسمه «السيرة»، وهو برنامج مستمد من موروث الثقافة العربية بصيغتيها الرسمية والشعبية، فالسير معروفة فى معاهد وكليات الأدب والثقافة الشعبية ومن أشهرها «سيرة الظاهر بيبرس» و»سيرة عنترة» و»سيرة بنى هلال»، ومنذ سنوات تزيد على العشر، عرفت  الشاعر الكبير «سامح محجوب»، كان فى قناة «التنوير» من المعدين البارزين، وانتقل إلى «النيل الثقافية» فأصبح رئيس تحرير عدة برامج تشكل العمود الرئيس للقناة، بما تحتويه من وعى بأصول وفروع الثقافة المصرية، ومن هذه البرامج «ليالى الثقافية» الذى حقق شهرة كبيرة وعوض النقص الذى عانى منه المجتمع الثقافى المصرى، فقدم التجارب الإبداعية المهمة وقال للدول العربية الشقيقة «هذه هى مصر، مازالت قادرة على الإبداع»، ومنذ فترة دخل برنامج «السيرة» فى طور مهم هو طور التأريخ للوطن من خلال رموزه ومبدعيه، وكلما حلت ذكرى رحيل شاعر أو روائى أو قاص أو رائد  أو باحث، خصص برنامج «السيرة» الذى يعده ويرأس تحريره «سامح محجوب» حلقة لإحياء الذكرى، وقدم الوجوه الجديدة، فهو لا يكتفى بالحديث عن «عبد الرحمن الشرقاوى» ـ على سبيل المثال ـ بل يستضيف الشعراء ونقاد المسرح والمؤرخين والصحافيين لتسليط الضوء على منجزه، وغالبية هؤلاء الضيوف من الباحثين والنقاد والمؤرخين الشبان، وهذا يحسب للشاعر «سامح محجوب» فهو واع بخريطة الثقافة والبحث العلمى وخريطة المبدعين فى جميع الأقاليم والمناطق، وكانت حلقة «أمل دنقل» علامة فى مسيرة هذا البرنامج الجميل العميق، فتضمنت شهادات بالصوت والصورة لشعراء من «سوريا» و»الأردن» و»مصر» حول منجز الشاعر الراحل، الذى مازال حيا فى قلوب العرب رغم مرور أربعين سنة على رحيله «21 مايو 1983»، بعد صراع طويل مع «السرطان»، ومن المهم الإشارة إلى الدور الكبير الذى يقوم به سامح محجوب فى «بيت الشعر» أو بيت الست وسيلة، فقد نشط البيت وقدم فى أمسياته الشعراء المستبعدين وأصحاب المنجزات المهمة، فأعاد الشعراء إليه بعد أن هجروه ونعقت فيه الغربان وقرضت أثاثه الفئران، اليوم عادت الحياة إلى «بيت الشعر» بفضل ما يبذله «سامح محجوب» فهو كما قلت فى العنوان «جعل السيرة أطول من العمر» وجعل «بيت الشعر» وقناة النيل الثقافية محل تقدير المبدعين والمثقفين فى مصر والوطن العربى.

عادل إمام.. فنان الطبقات الشعبية الذى لا يحبه المثقفون

لم يزعم «عادل إمام» أنه فنان النخبة، ولم يقل يوما إنه «فيلسوف المسرح والسينما»، هو فنان موهوب اختار جمهور الدرجة الثالثة الشعبية وفهم مفاتيح شخصية هذا الجمهور، فتحول إلى بطل شعبى، له أثر كبير فى عقول وقلوب الناس، وهو من قلة قليلة من الفنانين وصلت الشارع، فمسرحيته «الزعيم» انتقلت من المسرح لتصبح مكتوبة على واجهات المحال التجارية «كشرى الزعيم، سوبر ماركت الزعيم، أزياء الزعيم»، وتجاوز تأثيره حدود مصر، فاشتهر على المستوى العربى، ومن يراجع تاريخه الفنى والاجتماعى سوف يكتشف «كفاحه» المشرف، فهو ابن رجل كان يعمل فى حرس السجون «الصول محمد إمام» وينتمى إلى قرية «شها» مركز «المنصورة» محافظة «الدقهلية»، عاش فى «حى الخليفة» و«حى الحلمية» و»حى العمرانية» وحصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة، ومن مسرح الجامعة انطلقت مسيرته الفنية، اختاره «فؤاد المهندس» من بين تسعين شابا ليشاركه مسرحيته «أنا وهو وهى» مع «شويكار»، وحقق الشاب ـ عادل إمام ـ حضورا كبيرا وانتقل للسينما، فقدم فى بداياته أدوارا قصيرة فى أفلام منها «مراتى مديرعام ـ 1966» و«كرامة زوجتى- 1967» و«عفريت مراتى ـ 1968» ومضت به الأيام، فأصبح النجم السينمائى الأعلى أجرا، والمسرحى الذى يأتى من أجله الإخوة العرب ليشاهدوه وهو يؤدى «الكوميديا» الخفيفة، ولم يحبه المثقفون، واعتبروه دون المستوى، لكن جمهور الدرجة الثالثة وضعه فى مكانة كبيرة، ومنذ أيام احتفل عادل إمام بعيد ميلاده الثالث والثمانين، متعه الله بالصحة والعافية.

Katen Doe

خالد إسماعيل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

فاتن

المزيد من فن

عرض "حمزة أطارد شبحًا يطاردني" و"القنبلة" في مهرجان حكايات فلسطين في سويسرا

يُعرض الفيلمين القصيرين حمزة أطارد شبحًا يطاردني للمخرج ورد كيّال والقنبلة من إخراج ديما حمدان،

ميرهان حسين تعود من الاعتزال

انضمت الفنانة ميرهان حسين إلى فريق عمل مسلسل «حق عرب»، والمقرر أن يُعرض فى السباق الرمضانى المقبل 2024.

«حسنى» يستعد لفيلم جديد مع «ربيع»

يستعد الفنان تامر حسنى للعمل على مشروع سينمائى جديد، خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الإستقرار على كل التفاصيل.

خالد النبوى يبدأ تصوير «إمبراطورية ميم»

يواصل الفنان خالد النبوى عمل التحضيرات النهائية لمسلسله الجديد «إمبراطورية ميم»، والمقرر أن يخوض من خلاله السباق الرمضانى المقبل 2024.