فى "17 يناير 2015" صلى المصلون فى مسجد الحصرى بمدينة السادس من أكتوبرعلى جثمان الفقيدة الفنانة "فاتن أحمد حمامة"،
وتزاحم الناس حتى أن "درابزين" سلالم المسجد، انهارت تحت ضغط الأعداد الكبيرة من المشاركين فى توديع الفنانة الكبيرة، ولم تكن هناك "سلطة" تجبر هؤلاء على توديعها والصلاة على جثمانها، غير سلطة "الرسالة" التى أدتها الفنانة الراحلة على أكمل وجه وفى أجمل صورة وأرفع مستوى، فهى من عائلة محافظة، مكافحة، كان والدها "أحمد حمامة" من كبار موظفى "وزارة المعارف العمومية"ـ التعليم حاليا ـ وكان من جذور ريفية "السنبلاوين ـ دقهلية" وهى نفس المدينة التى قدمت لنا "أم كلثوم"، لكن "فاتن" مولودة فى "حى عابدين ـ القاهرة" فى "27 مايو 1931"، ولما كانت طفلة صغيرة أقيمت مسابقة لاختيار أجمل طفلة مصرية، وفازت "فاتن" باللقب، ودفع والدها بصورتها إلى المخرج "محمد كريم" الذى كان يبحث عن طفلة لتشارك فى فيلم "يوم سعيد" مع الفنان "محمد عبد الوهاب"، وظهرت فى الفيلم وكان عمرها تسع سنوات "1940"، ومشوار فاتن حمامة السينمائى والتليفزيونى والإذاعى كان مسخرا لخدمة مجموعة قيم وأفكار، تضمن للعائلة العربية المتدينة المترابطة البقاء والاستمرار فى رحلة العمل والحياة، وهذا لم يكن نابعا من حس تسويقى أو رغبة فى القيام بدور إصلاحى ظاهرى، بل هو موقف من الحياة نفسها، كانت "فاتن" الفلاحة التى نشأت فى حى قاهرى شعبى، تؤمن بالدين والأخلاق والترابط العائلى وقيمة العمل الشريف، وكان ظهورها على الشاشة، يمثل فى سنوات الأربعينيات والخمسينيات "القدوة والنموذج" الذى تقلده الفتيات، لأن "المعرفة" آنذاك كانت تصل إلى "الجماهير" عبر الأفلام السينمائية، والإذاعة، وكانت فاتن منحازة للطبقات الشعبية، وظهر هذا فى تقديمها دور الفتاة المكافحة التى تعمل وتكسب اللقمة بعرق الجبين حتى لا تضطر للعمل فى محلات البغاء والكباريهات، ولو تذكرنا ـ على سبيل المثال ـ فيلمى "أيامنا الحلوة" و"عائشة" وغيرهما من أفلام البدايات سنجد "فاتن" تقدم هذه الشخصية باقتناع ومحبة، ولو تذكرنا فيلم "سيدة القصر" الذى أخرجه "كمال الشيخ" وشاركها بطولته "عمر الشريف" سنجد فيه شخصية "سوسن" التى تعمل "كاتبة آلة كاتبة" وتعمل فى تصنيع لوحات "الكانافاه"، وتعيش فوق سطح عمارة، لكنها فى الوقت ذاته، مهذبة وجميلة ومستقيمة الأخلاق، ولما تزوجها الشاب الثرى "عمر الشريف" طرحت منظومتها الأخلاقية لتقاوم شبكة المرتزقة واللصوص التى تحيط بزوجها، فقاومت الانحلال الأخلاقى و"لعب القمار" والسرقة، وخاضت معركة كبرى ضد أخلاق "طبقة الإقطاعى" وطرحت بدلا عنها أخلاق الطبقة المتوسطة، المؤمنة بأن الرزق الحلال مصدره العمل، والأخلاق أهم من الثروة، والكرامة الشخصية أهم من الثروة، وعلى مستوى التمثيل والقدرات الفنية، كانت "فاتن حمامة" قادرة على تقمص الشخصيات التى تؤديها، فقدمت شخصية الفتاة البدوية "دعاء الكروان" وشخصية مديرة المدرسة "ضمير أبله حكمت" وشخصية الأم الأرستقراطية، والأم الموظفة، وزوجة رجل الأعمال، وفى كل هذه الشخصيات كانت بارعة وهى تؤدى بصدق فنى جعلها تستحق أن تكون "سيدة الشاشة العربية" وتكون حامية أخلاق العائلة العربية رحمها الله رحمة واسعة.
يحيى حقى.. أول كاتب يقدم الصعيد الحقيقـى فى السينما
فى سجل تاريخ كل أمة، يبقى مبدعون فى قلوب وعقول الناس بقدر ما قدموا ودفعوا بعجلة التقدم فى المجتمع، من هؤلاء "الكاتب المعلم يحيى حقى"، الذى جمع بين عدة أدوار، أهمها دور "المعلم" ودور "المؤسس" ودور "المكتشف"، ولعل المشاهد والقارئ الكريم شاهد فيلم "البوسطجى"، وفيلم "امرأة ورجل" المأخوذين عن روايتين للكاتب الكبير "يحيى حقى"، فى الفيلم الأول تجد المخرج "حسين كمال" قد أغراه الموضوع فقررالانتقال إلى مواقع الأحداث، وتجد الفنان "صلاح منصور" مندمجا فى دورالمعلم القبطى الذى يقتل ابنته التى انحرفت مع زميل لها فى المدرسة، وتجد كل العناصر الواردة فى الفيلم جديدة على عيون المشاهد المصرى، الذى اعتاد من المخرجين بناء ديكور وجعل الممثلين يقولون "واه.. يابووووى" تقليدا منهم للهجة الصعايدة، لكن القصة التى كتبها يحيى حقى هى المسئولة عن تغيير وعى المخرج ووعى الممثلين، ذلك لأن ـ يحيى حقى ـ رأى الصعيد فى "منفلوط" التابعة لمديرية "أسيوط" فى عشرينيات القرن الماضى، وكانت دهشته السبب القوى الذى جعله يرى ما لم يره السابقون، وعلى سبيل المثال، فى فيلم "البوسطجى" مشهد، نفوق "الجاموسة" وهو الأمر الذى جعل الأسرة التى تملكها تحزن عليها وكأن واحدا من أفرادها البشر هو من مات، لأن هذه "الجاموسة" فى تلك الفترة القاسية من تاريخ مجتمع الصعيد، كانت تعول الأسرة، فمنها يخرج اللبن والسمن الذى يباع ويتحول لفلوس يشترى بها مالكها "الخبز واللحم والهدوم"، وهذه علاقة لم يتوصل إليها السينمائيون فى الأفلام التى ظهرت فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى وزعموا أنها تمثل الناس فى الصعيد، وفى فيلم "امرأة ورجل" نرى تفاصيل عالم الأنوثة والذكورة المخفى وراء الأقنعة الاجتماعية والأعراف، من خلال حياة رجلين يعملان فى محاجر الجير فى الصحراء وامرأة غجرية، وامرأة فلاحة تربى الكتاكيت وتبيعها فى السوق الأسبوعية للقرية، ونرى "القمع السلطوى" الذى يمارسه "الخفير" على بائعة الكتاكيت، ونرى العلاقة بين الفلاحين والموظفين الوافدين من القاهرة، وكل هذا لم نره فى الأفلام التى كانت توهم المشاهدين بأنها تقدم تفاصيل الحياة فى الصعيد، ورغم مرور ما يزيد على نصف القرن على إنتاج هذين الفيلمين مازالا يلقيان محبة المشاهدين وإعجابهم، والسبب هو "الصدق والوعى" الذى كتب به "يحيى حقى" عن مجتمع كان مجهولا للناس فى القاهرة.
فى ذكرى ميلاد الفنان الكوميدى الرائد نجيب الريحانى
فى يوم "21 يناير 1889" ولد الطفل "نجيب إلياس ريحانة" المشهور "نجيب الريحانى" فى حى "باب الشعرية" بالقاهرة، لأب عراقى "كلدانى" وأم مصرية مسيحية، وكان والده تاجر خيول، استقر به المقام فى القاهرة، وعاش معه أولاده عيشة طيبة، فالتحق "نجيب" بمدارس "الفرير" الفرنسية المعروفة، وحصل على "البكالوريا"ـ الثانوية العامة ـ وبعد رحيل الوالد، اختلفت الظروف الاقتصادية للعائلة، ووجد الإخوة "ريحانة" أنفسهم مطالبين بالعمل ليتمكنوا من كسب ما يضمن لهم العيش الكريم، والتحق "نجيب" بشركة السكر فى نجع حمادى، وتناسى موهبة التمثيل التى ظهرت بوادرها عليه وهو طالب فى مدرسة "الفرير"، وكان من هواة قراءة الشعر العربى ومن المعجبين بالشاعرين "المتنبى" و"المعرى"، ودارت الحياة دورتها والتقى الريحانى صديقا مهتما بالمسرح هو "عزيز عيد" وهو من بلاد الشام، وكان حب الثقافة والمسرح الفرنسى يجمع بين "نجيب" و"عزيز"، وكان "عزيز" يقوم بتمصير المسرحيات الكوميدية الفرنسية، وعاش نجيب الريحانى حياة مدهشة متقلبة، فعرف الجوع والتشرد والنوم على الكبارى، وعرف الشهرة والثراء والنجومية لدرجة أن فرقته المسرحية قدمت عروضها للعائلة الحاكمة فى "قصر عابدين"، وتزوج نجيب من "بديعة مصابنى" الفنانة اللبنانية التى جاءت إلى القاهرة وافتتحت صالة رقص، تخرجت فيها اثنتان من أشهر راقصات مصر "سامية جمال وتحية كاريوكا"، وانفصل ـ الريحانى ـ عن "بديعة" وتزوج من امرأة ألمانية تدعى "لوسى دى فرناى" التى أنجبت له ابنته الوحيدة، وكانت رحلة نجيب الريحانى الفنية موزعة على نوعين من التمثيل، التراجيدى والكوميدى، لكنه تخلص من التراجيدى وانغمس فى الكوميدى، وخاض منافسات كبيرة ضد "على الكسار" و"جورج أبيض"، كان على الكسار من أعمدة المسرح الشعبى، وكان جورج أبيض من "آلهة" المسرح التراجيدى الرصين، ولما قدم الريحانى مسرحيته الكوميدية "كشكش بيه عمدة كفر البلاص" هاجر "جورج أبيض" خارج مصر وقال قولته المشهورة "مع السلامة يابلد كشكش"، والأفلام الثمانية التى صورها نجيب الريحانى هى التى حفظت تراثه الفنى وحفظت صورته حية فى أذهان الأجيال التى لم تشاهده على خشبة المسرح ومن أهمها "سلامة فى خير" و"أحمر شفايف" و"ياقوت" و"أبو حلموس" و"سى عمر" و"لعبة الست"، ومازال رحمه الله قادرا على إضحاك الناس رغم رحيله عن الدنيا فى "8 يونيو 1949" أثناء مشاركته فى فيلم "غزل البنات" مع ليلى مراد وسليمان نجيب.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
يُعرض الفيلمين القصيرين حمزة أطارد شبحًا يطاردني للمخرج ورد كيّال والقنبلة من إخراج ديما حمدان،
انضمت الفنانة ميرهان حسين إلى فريق عمل مسلسل «حق عرب»، والمقرر أن يُعرض فى السباق الرمضانى المقبل 2024.
يستعد الفنان تامر حسنى للعمل على مشروع سينمائى جديد، خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الإستقرار على كل التفاصيل.
يواصل الفنان خالد النبوى عمل التحضيرات النهائية لمسلسله الجديد «إمبراطورية ميم»، والمقرر أن يخوض من خلاله السباق الرمضانى المقبل 2024.