رحل عن عالمنا الإعلامي والمحاور مفيد فوزي؛ فهو صاحب مدرسة حوارية مهمة فى تاريخ البرامج الحواراية بالتليفزيون المصري، بدأ كمعد، ثم أصبح من أهم الذين قدموا برامج تلقي الضوء
علي قضايا المجتمع، وتحاور الفنانين من زاوية مختلفة، كان هو "مفيد فوزى" ... اليوم نستعيد ذكريات مهمة مع صديقه ورفيق كفاحه، وزميل رحلته في ماسبيرو، مدير التصوير حمدي السبروت؛ الذي بدأ العمل معه في السَّبعينيَّات في حلقات مع المخرج جميل المغازي، ورافقة طوال مشوار تصوير برنامجه "حديث المدينة" الذى استمر 23 عامًا؛ يتحدث عن أهم الحلقات واللقاءات والقضايا وكواليس عملهم مع بعض وعنه إنسانيًا أيضًا ..
يقول مدير التصوير حمدي السبروت: بدأت علاقتى بالراحل عن طريق المخرج جميل المغازي في عمل حلقات تسجيلية لمشاوير ومسيرة الكتّاب والفنانين والممثلين وغيرهم، وسجلنا مع مصطفى أمين وميلاد حنا وأنيس منصور، ومع نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم، وفنانين مثل: فاتن حمامة ومحمود ياسين ونادية لطفي وسمية الألفي ومديحة يسرى وآخرين، وتم تصوير ذلك للتليفزيون المصري، فمثلًا سجلنا مع فاتن حمامة في استوديو مصر، أثناء تصوير مسلسلها "وجه القمر" فى جزء تبع التيلفزيون لحديث مدينة، أي لقاءات مرتبطة بأحداث.
ويضيف: منذ أن بدأت العمل مع مفيد فوزي في السَّبعينيَّات مع المخرج جميل المغازي، حصل تناغم وكيمياء كبيرة بيننا، فقد كان يفهم معني التخصص؛ ويترك كل واحد منا يعمل فى مجاله، بداية بالمصور، فوجدنى بالفعل أتفق معه في نفس الرؤية، ووجد كل منا ما يريده من منفذ على أرض الواقع تصويريًا.
ويكمل السبروت: بدأنا "حديث المدينة" في الثَّمانينيَّات، وعندما اقترح عليه الوزير صفوت الشريف عمل برنامج وافق، واشترط أن أكون أنا مدير تصوير البرنامج، والمخرجة نادية كمال مخرجته، وبدأنا العمل، وكان فيه لقاءات خارجية في الشارع كثيرًا، وكان الأستاذ مفيد يصور مع الناس بشكل مفاجئ، وكل هذا يتطلب من المصور أن يكون جاهزًا، ففي حلقات عيد الشرطة ينزل يصور مع الناس في الشارع والظباط، أى ينقل صورة دقيقية لما يقوم به ظابط الشرطة في الشارع.
ويضيف: عندما عمل فوزي برنامجًا في قناة أوربيت طلب منهم أن أعمل معه، وأيضا المخرجة نادية كمال الله يرحمها، وعملنا حوالي 66 حلقة.
ويواصل السبروت ذكرياته عن الراحل قائلا: كان من أهم ما يميز الأستاذ مفيد أنه لا يقول لأحد ما سيتحدث عنه، أو أسئلته الذى يلقيها للضيف، لكن يعطينا فكرة بسيطة عن موضوع الحلقة في اجتماع قبل التصوير، لنتناقش سويًا كيفية تنفيذه تصويريًا، وإخراجيًا، ويقتنع إذا كان فى أى حاجة للمناقشة، وهذا حدث مع المخرجة نادية كمال، ثم المخرج أحمد معوض.
وعن ذكرياته في حلقات "حديث المدينة" يقول مدير التصوير حمدي السبروت: من أكثر الحلقات التى حققت صدي كبيرًا، وكانت تتحدث عن قضية الولد الذى وقع في البلاعة، وهذا يعني إهمالًا من الحي، فجاء مفيد، واتفق للتسجيل مع كل مسئول عن ما في باطن الأرض، "الكابلات والحفر والمجارى واسلاك التليفون والغطاء للبلاعات وإلخ"، لأنه قيل وقتها إن غطاء البلاعة اتسرق، ثم عقد لقاءات مع المحافظ.. وكان مفيد دقيقًا جدًا في كل مواعيده، ونسق معنا المسئول الإعلامي بالمحافظة، وسجلنا مع الجميع، وجاء موعد اللقاء مع المحافظ فلم نجده، رغم أنه كان موجودًا، وتحدث معه قبل التسجيل، وفي النهاية وجدت الأستاذ مفيد واقفًا وراء الكرسى الفاضي الذي كان من المفترض أن يجلس عليه المحافظ، فوجدته ينادى عليّا وقال "شغل الكاميرا، وصور"، وقال ما حدث "نحن سجلنا مع كل أطراف الواقعة، ماعدا المحافظ اختفى"، وأُذيعت هذه الحلقة بهذا الشكل.
ويواصل: كان "حديث المدينة" ساعتين، ثم أصبح ساعة ونصف، وحقق صدى كبيرًا عند إذاعة كل حلقة، والجرائد كانت تكتب عنه، وبأمانة كان مفيد باستمرار مع الإنسان الضعيف. ومن الحلقات المهمة جدًا حلقة لقاء الفنان أحمد مظهر، وسقطت دموعه عندما تحدث أنهم أخذوا أرضة المزروعة، لكي يعملوا المحور، والمخرجة نادية كمال وضعت هذا المشهد، وهو يبكى في برومو الحلقة، فشاهده مبارك، وطلب من مفيد أن يصور مع إبراهيم سليمان، وزير الإسكان المسئول عن هذا الأمر، لكى يبين أهمية هذا المحور، وأن هذه منفعة عامة، وهكذا، فجاء الوزير إبراهيم سليمان للاستوديو في التليفزيون، ومعه مجموعة من المسئولين في الوزارة، ويمسكون ملفات وخرائط، فدخل الأستاذ مفيد قال لهم كلمة: "الوزير بتاعكم في إيد أمينة" وبالفعل سجل ووضّح للناس.
ويضيف: من خلال عملى مع مفيد فوزي سافرنا بلاد عديدة مثل: إيطاليا وأمريكا مرتين، والنمسا وغيرهم، وذهبنا سجلنا لتغطية حصول "أحمد زويل" علي جائزة نوبل. ومن التسجيلات المهمة ذهبنا لأمريكا المرة الثانية بعد أحداث 11 سبتمبر بشهرين، ووجدنا المركز التجاري تحت الصفر، ووجدنا لوحات أو لافتتات حول الأرض وتحتها أحذية وقبعات وبنطلونات، ويأتي الناس تكتب عليها وأعينهم تنهمر بالدموع، وكل هذا أخذناه علي مدار شوت واحد، والأستاذ مفيد يسأل وأنا معه بالكاميرا، وأدخل زووم علي الريأكشن لكل شخصية، وأصور معها، وأيضا صورنا مع الممثلة إيمان أكثر من لقاء في الخارج، والثاني في فندق مينا هاوس.
ويكمل السبروت: سجلنا مع كل وزراء الداخلية منذ بدء عمل احتفال وأعياد الشرطة حتي آخر لقاء مع الوزير حبيب العادلي 23 يناير 2011، قبل 25 يناير بيومين، بداية من الوزير أحمد رشدي، وحسن أبو باشا وعبد الحليم موسي الملقب بشيخ العرب، وزكي بدر وحسن الألفي وحبيب العادلي. وهنا أذكر كواليس لقاء زكي بدري، كان التسجيل في نادي الشرطة في الجزيرة، والميعاد الساعة 7، وتأخر الوزير وجاء 9 إلا ثُلث، فدخل علي مفيد فوزى، وقال: "أنا قاصد أحضر متأخرًا عن موعدى عشان أستفزك"، وبدأنا التسجيل، ثم سأله مفيد آخر سؤال: "متي يستقيل وزير الداخلية؟".
ويختتم السبروت حديثه قائلا: مفيد فوزي أول محاور قدم برامج حوارية في التيلفزيون بشكل مختلف، وأنا في التليفزيون منذ عام 1967 وخريج معهد السينما، ولم يسبق أحد فى جرأة وحوار مفيد فوزي، فهو صاحب مدرسة. وعلى الجانب الإنساني كان بيحب شغله، وملتزم بشكل غير عادي، ودائمًا يكتب بقلم فلومستر، ويرتب شغله، ولم يعرف أحد ماذا سيسأل الضيف، ويقف دائمًا مع المظلوم.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
استقطبت جامعة "عفت" مجموعة من الرموز الفنية السينمائية العالمية، وذلك كضيوف شرف، والمشاركة في فعاليات مهرجان أفلام
أبناء الأبطال الخارقين ينقذون العالم من تهديد شرير ويصبحون أفضل الأصدقاء.. حول هذه الفكرة تدور أحداث فيلم
تشهد الدورة الـ 24 لمهرجان الإسماعيلية السينمائى الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة التى بدأت فعالياتها مساء الثلاثاء 14 مارس
نجح مسلسل «الأصلى» للنجمة ريهام عبد الغفور، منذ الحلقات الأولى، فى لفت الانتباه للمواهب الموجودة به..