"أشجار صديقة للبيئة "..مطلوب حمايتها واستثمارها

"المانجروف والمورينجا" من الأشجار الصديقة للبيئة التى أثبتت الأبحاث والتجارب العلمية أهميتها فى الحد من التغيرات المناخية وذلك في ضوء مبادرة "التحول للأخضر" التي تتبناها القيادة السياسية وفق مخرجات وركائز مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ لتشجيع التوسع في زراعة النباتات ذات البعد البيئى والعائد الاقتصادي .

ويعد نبات المانجروف من الكنوز لأنه ينمو في المياه المالحة مثل مياه البحر الأحمر التي تبلغ نسبة الملوحة فيها نحو 40 %، ويتوقع أن يسهم مستقبلا في نقل جينات للمحاصيل الحقلية كى تتحمل الملوحة.

كما تصلح زراعة شجرة المورينجا في جميع أنواع التربة ، بل تتحمل ملوحة حتى 2500 جزء في المليون وتتحمل الجفاف واقتصادية في استخدام المياه.

الكربون الأزرق

د.ناهد

وفى ضوء ذلك ، يلقى موقع أخبار مصر الضوء على أهمية هذه الأشجار المعجزة فى مكافحة تداعيات التغير المناخى وحول فوائد نبات المورينجا ، قالت أ. د. ناهد محمد نور الدين أستاذ فسيولوجيا البيئة النباتية ورئيس قسم البيئة النباتية والمراعي الأسبق فى مركز بحوث الصحراء إن نبات المانجروف يمتص غازات الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون بنسبة 4 أضعاف الغابات الاستوائية ويطلق عليه الكربون الأزرق لانتشار هذا النبات على ساحل البحر.

وأكدت أن الدراسات أثبتت انخفاض نسبة الانبعاثات الحرارية في ماليزيا بصفة عامة بنسبة 1 % نتيجة التوسع في زراعة غابات المانجروف مما يؤكد أن الحفاظ على أشجار المانجروف ضرورى لمكافحة تغير المناخ ، وارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي الذي يتسبب فيه زيادة انبعاثات الكربون والحد من آثاره الكارثية على المجتمعات في جميع أنحاء العالم .


حاجز ضد نحر الشواطىء

ولفتت إلى أن هذا النبات يعتبر وسيلة هامة لحماية الشواطئ، حيث يقوم بدور حاجز دفاعي خلال عمليات المد والجزر في البحر و يقوم بحماية سواحل البحر الأحمر من عمليات النحر.

وأضافت أستاذ فسيولوجيا البيئة النباتية أنه يوجد في مصر نوعين من نبات المانجروف، الأول يسمى بالشورى أو القرم واسمه العلمي "افيسينيا مارينا"، ينتشر على ساحل البحر الأحمر أما النوع الثاني فهو "القندل" واسمه العلمي "رايزفورا ماكروناتا" وينتشر بكثافة في مصر.

وأوضحت أن مصر قامت منذ عام 2017 بتأهيل المساحات التي ينمو فيها نبات المانجروف طبيعياً، فضلا عن زراعة مساحات جديدة بهذا النبات.

ويقدر إجمالي مساحات المانجروف التي تنمو طبيعيا على ساحل البحر الأحمر و في خليج العقبة ومحمية رأس محمد في جنوب سيناء بـ 1150 فدانا و تم زراعة 600 فدان جديد بنبات المانجروف بعد دعم الحكومة من خلال التمويل الحكومي الذي تقدمه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء ومحافظة البحر الأحمر ومحافظة جنوب سيناء.


التنوع النباتي فى خطر

د.خلف


ويرى الأستاذ الدكتور/ أحمد خلف الله أستاذ مساعد البيئة النباتية بقسم النبات فى كلية البنات للأداب والعلوم والتربية بجامعة عين شمس أن التغيرات المناخية أصبحت ملحوظة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة فى العالم كله وتتجلى التغيرات المناخية في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذوبان الثلوج بالقطبين الشمالي والجنوبي، وحدوث فيضان بمياه البحار، والمحيطات، مما يؤثر بشكل كبير على جميع الكائنات الحية.

ونبه إلى أن فقدان التنوع البيولوجي النباتي شكل مصدر قلق رئيسيًا، خلال القرن الماضى ورغم كل الجهود المبذولة للحفاظ على تنوع النباتات، لا يزال الوضع ينذر بالخطر حيث تتعرض أنواع عديدة، خاصًة تلك التي تتسم بالندرة، للانقراض نتيجة لتلك التغيرات المناخية.


11 نبات على القائمة الحمراء

وأوضح أنه نتيجة للآثار السلبية للتغيرات المناخية ،هناك 45 نباتا متوطنًا بمصر -أي غير متواجدة في أي بقعة في العالم سوى مصر- وتم إدراج 11 نوعًا فقط كأنواع مهددة عالميًا على القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وعلى رأسها نباتات "خص الجبل" و"الورد البري" المتوطنين بمنطقة الجبال العالية داخل حدود محمية سانت كاترين وتم إدراجهما كأنواع مهددة بالانقراض بدرجة حرجة نتيجة تغير المناخ والجفاف.


بنوك لحفظ المادة الوراثيّة

وأوصت ندوة نظمها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية البنات جامعة عين شمس بعنوان تأثير التغيرات المناخية على النظام البيئى تحت رعاية أ.د محمود المتينى رئيس الجامعة ببعض الإجراءات اللازمة لصون التنوع البيولوجي ومنها:
1. وضع قوانين وإعلانات تُعلن من خلالها الدولة أنّ منطقة معينة عبارة عن محميّة طبيعيّة يجب عدم الاقتراب منها أو المساس بها بأي طريقة كانت.
2. إقامة وإنشاء بنوك لحفظ وجمع المادة الوراثيّة لجميع النباتات المهددة بالانقراض.
3. الحدّ من قطع الأشجار، ووضع غرامات ماليّة وعقوبات لمن يقوم بهذا..
4. الابتعاد عن الرعي الجائر الذي يهدد النباتات البريّة وخاصة الأنواع المهددة بالانقراض.

فوائد شجرة المورينجا الصحية

المورينجا

وعلى جانب آخر ، أكدالدكتورمحمد إبراهيم خليل عزو الأستاذ بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية بالمركز القومي للبحوث والمستشار الإعلامي للجمعية العلمية المصرية للمورينجا بالمركز أن المورينجا ذات عوائد اقتصادية كبيرة و يمكن أن تدر مليارات الدولارات للدولة وتتعدد مجالات الاستثمار في المورينجا حيث يمكن التوسع في استخدام مخلفاتها علف للتسمين لحل أزمة الأعلاف وفي تربية المناحل وإنتاج العسل ومزارع الالبان والدواجن والأرانب وصناعة الزيوت.

وأضاف أنها تحتوى على مجموعة متنوعة من الاحماض الامينية والبروتينات، والفيتامينات، والمعادن، فضلا عن المواد المضادة للأكسدة التي تسهم في علاج العديد من الأمراض والمحافظة على الصحة.

وأوضح أن للمورينجا فوائد في علاج اضطرابات المعدة والحفاظ على صحة الاعصاب، والوقاية من هشاشة العظام لاحتوائها على نسبة عالية من الكالسيوم، وتخفيف حدة التهابات المفاصل.كما يساعد شاى المورينجا فى  انقاص الوزن و ضبط السكر في الدم وحرق السعرات الحرارية ، مشيرا لأهميته في إدرار اللبن الغني بالفيتامينات للأم المرضعة فضلا عن فوائد عديدة للأطفال.

 

Katen Doe

د.هند بدارى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
اليونسكو
حلى
كوكب
"التكنولوجيا الحيوية تحارب التلوث البيئى" فى مسابقة للإبداع العلمي

المزيد من تحقيقات وحوارات

wave
عميد طب طنطا:خطة لزيادة عدد المستشفيات والتوسع في المنظومة الطبية الجامعية

القطاع الطبي في جامعة طنطا.. من العلامات البارزة .. والذي حقق الكثير من النجاحات خلال فترة زمنية وجيزة.. سواء على...

بعد اكتشاف ورشتين بسقارة.."أخبارمصر" يكشف غموض ورش التحنيط بمصر القديمة

ظل التحنيط أحد أهم أسرار الحضارة المصرية القديمة وشهد عدة محاولات لفك شفرة هذا اللغز الذى كان السبب وراء حفظ...

"العاصفة الترابية" تفتح ملف صيانة اللوحات الإعلانية بالمحاور المرورية

"صيانة اللوحات الإعلانية" على الطرق أصبحت ضرورة ملحة بعد مصرع شخص وإصابة 4 أخرين إثر سقوط لوحة إعلانات ضخمة على...

فيديو .. رئيس جامعة طنطا: طورنا استراتيجيتنا لتنفيذ رؤية مصر 2030

في إطار احتفالات جامعة طنطا الممتدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها .. والتي أصبحت واحدة من أكبر...