كائنات بحرية تقوم بتحلية المياه

طريقة مبتكرة لتحلية المياه ..هل تخرج الى النور؟بأقل الامكانيات ودون تلويث البيئة..تمكن فريق بحثى من كليتى علوم وهندسة القاهرة من استخدام البكتيريا والكائنات الدقيقة/Maspero RSS

طريقة مبتكرة لتحلية المياه ..هل تخرج الى النور؟

بأقل الامكانيات ودون تلويث البيئة..تمكن فريق بحثى من كليتى علوم وهندسة القاهرة من استخدام البكتيريا والكائنات الدقيقة الآمنة في تحلية مياه البحر وفاز عنه بالمركز الثالث في مسابقة " IGEM" العالمية بمجال الهندسة الوراثية والأحياء التركيبية، التي أقيمت مؤخرا في ولاية بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
ويسهم الابتكار العلمى الجديد فى حل مشكلة نقص المياه بأفكار غير تقليدية، حيث يطور الفريق طريقة لتحلية المياه باستخدام كائنات دقيقة آمنة بدلا من وسائل التحلية المكلفة التي تستهلك طاقة كبيرة وتضر البيئة.

موقع أخبار مصر التقى طارق جلال أحد الفائزين كممثل للفريق من خريجى كلية العلوم تخصص تقنية حيوية لإلقاء الضوء على فكرة الابتكار وأهميته وأبرز الصعوبات التى واجهت الفريق ومصدر تمويل المشروع ومصيره وطموحهم القادم ..فماذا قال ؟ .

#ما شعوركم لحظة الفوز ؟

- كانت مفاجأة غير متوقعة ، وشعرنا بفرحة غير عادية ..الحمدلله تعبنا ومجهودنا لم يذهب هباءً وحققنا مركزا متقدما .

#كيف تم الاستعداد لأكبر مسابقة على مستوى العالم في الهندسة الوراثية والأحياء التركيبية ؟

-عمل الفريق منذ أكثر من عام على تعلُّم الاحياء التركيبية "Synthetic Biology" للمشاركة في المسابقة الدولية للهندسة الوراثية "international Genetically Engineered Machines ‘iGEM’ competition"،وكان مشروعا للمسابقة وليس مشروع تخرج .

حل لنقص المياه

#حدثنا عن أهمية الابتكار العلمى ؟

-الفكرة التي عمل عليها الفريق، هي تحلية المياه بطريقة جديدة غير تقليدية، وذلك عن طريق فكرتين مختلفتين..الاولى :هي استخدام كائنات دقيقة مجهرية "Microorganisms" لتحلية مياه البحر، وتم استخدام نوع من أنواع الخمائر يعيش طبيعيا في مياه البحر وتعديله وراثيًا ليتحمل كميات أكبر من الاملاح ويساعد على تقليل نسبتها في المياه.

والطريقة الثانية :هي الطريقة الاحدث التي لم تستخدم من قبل- وتتم عن طريق استخدام بروتينات "proteins" قادرة على الbinding للاملاح و من ثم سهوله عزلها، وكان اساس التفكير في تلك الفكرة بناءا علي آراء الناس عن استخدام كائنات دقيقة معدلة وراثيًا في المياه.

#من أعضاء الفريق المبدع ؟

-فريق CU iGEM، مكوّن من ٦ خريجين و ٤ طلبة من كليتى العلوم و الهندسة بجامعة القاهرة، و هم: يوسف محمود، فاروق عادل، طارق جلال، منه محمود، مريم محمود، لينا محمد، تسنيم أباظه، عائشة السواح من كلية العلوم، ومريم محمد واسماء محمد من كلية الهندسة.وهم من أقسام الأحياء، والتقنية الحيوية، والهندسة، وعلوم الحاسب.

#من دعم الفريق؟

- تم دعم الفريق من قبل جامعة القاهرة وكلية العلوم بتكاليف التسجيل في المسابقة 5500$،وتحملت جمعية مصر الخير جزء من تكاليف السفر والتأشيرات، وهناك شركات راعية منها شركة كبرى قدمت روبوت هدية تكلفته 10000$، وشركة اخرى زودتنا بمواد معملية بتكلفة 2000$، وشركة ثالثة قدمت مواد معملية بتكلفة 2500$.

- كما تم دعم الفريق أيضا من قبل أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا و وزارة الزراعة.

#ما الصعوبات التى واجهتكم ؟

-وراء كل عمل ناجح توجد صعوبات كثيرة.

-وبالفعل مر الفريق بالعديد من الصعاب والمعوقات طوال طريق المسابقة ومنها أن تكلفة الاشتراك في المسابقة والمشروع الاجمالية قاربت نصف مليون جنيه، وذلك كم هائل من المال ؛ وكان من الصعب العثور على راعي يدعم الفريق بهذا المبلغ حتى ساهمت الجامعة وتوالى بعدها بقية الرعاة.
-ايضًا واجه الفريق العديد من الصعوبات للحصول على المواد المعملية القادمة للجامعة من الخارج، وكان ذلك يتطلب الكثير من الجهد والتعب على عاتق الفريق والتأخر في الابحاث المعملية.

-والجدير بالذكر ان الروبوت OT-2 الذي فاز به الفريق خلال المسابقة وصل الى الجامعة بعد مكوثه بالجمارك لمدة تزيد عن الاربعة أشهر و هذا بعد تدخل الدكتورة مي البطران عضو مجلس النواب للمساعدة.

كما واجه الفريق مشاكل في المعامل لعدم توافر جميع الاجهزة مما أدي الي تأخير التجارب أو البحث عن الاجهزه في معامل اخري.

# ماذا عن طموحكم القادم ؟

-يعمل الفريق الآن علي تكملة المشروع ليتم نشر هذا البحث لنا و أيضا نسعى الي تطبيقه علي أرض الواقع مما سيؤدي الي توفير العديد من الاموال و الطاقة التي تستهلك الآن في عمليات التحلية الاخري، و لكن يبقي البحث عن الدعم المادي للفريق هو العائق.

#بماذا تنصحون الشباب ؟

-يعمل الفريق حاليا على توعية الطلاب بكلية العلوم من جميع الدول العربية بمجال المسابقة ليتم رفع اسم مصر وسط دول العالم .

تجهيز المعامل

وعن دورها كمشرف فى دعم الفريق ؛ صرحت د.ميمونة عبد العزيز كرد أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة والمنسق العام للبرامج المتخصصة بالكلية للموقع بأن دعم الفريق له جوانب عدة.. أولها تدبير التمويل المالي وكان لرئيس الجامعة د.محمد عثمان الخشت و عميد الكلية د.عبد الحميد وجدي المناوى الدور الأكبر..والجزء الاصعب كان توفير المعامل المجهزة للتكنيك المستخدم في التجارب واحتياجات الجزء العملي .

وتابعت : كان هذا طبعًا داخل معامل البيوتكنولوجي الخاصة بطلاب البرنامج اضافة الي بعض معامل أبحاث بعض أعضاء هيئة التدريس في أقسام البيولوجي بعد التنسيق معهم طبعًا ..اضافة الي مراكز بحثية عديدة خارج نطاق الجامعة .

ننتظر التصنيع

وأكدت د ميمونة عبد العزيز أن أهم احتياج للفريق هو دعمه ليتم الاستفادة من هذا الابتكار الذي يعالج مشكلة أمن قومي وهي مشكلة تحلية المياه للتغلب علي نقص المياه عن طريق تطبيقه علي نطاق صناعي .

ومازال الفريق يعمل جاهداً حتي الآن برغم تخرج بعضهم وذلك لاستكمال مايرونه مناسبا لتطويرنفس الابتكار.

وأوضحت ان المنتج موجود و تكلفته لا يمكن تحديدها لأنها بسيطة جدا أضافة الي ان المنتج الذي دخل الفريق به المسابقة كان موديل علمي والشركة التي ستتبني التصنيع هي التي تستطيع تحديد السعر .

وأكملت المنسق العام للبرامج المتخصصة بالكلية : حتى الآن لم نحصل علي براءة الاختراع لضيق الوقت ولكن تم التسجيل في الإدارة بأكاديمية البحث العلمي والله المسهل.

ميدالية جامعة القاهرة

وقد كرم الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، فريق طلاب كلية العلوم الذين مثلوا الجامعة بمسابقة IGEM العالمية في مجال الهندسة الوراثية والأحياء التركيبية، التي أقيمت في ولاية بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.وقدم رئيس الجامعة، للطلاب الفائزين ميدالية جامعة القاهرة تكريما لهم، مشيرًا إلى أنه يسعى الآن ليتم ادراج الفريق ضمن تكريمات منتدى شباب العالم.

وقال الدكتور محمد الخشت، إن الطلبة الفائزين قدموا نموذجًا للشباب المصري الواعي، الذي يمتلك الكفاءة والقدرة على المساهمة في حل العديد من المشكلات التي قد تواجه المجتمع والدولة، مثل نقص المياه، وذلك من خلال التفكير الإبداعي وعمل مشاريع ابتكارية، مما يمثل خطوة مهمة ومساهمة فعالة من شباب مصر في النهوض بالدولة المصرية.

ووجه الدكتور الخشت، النصيحة لفريق طلاب كلية العلوم، بمواصلة طريقهم في التميز والابداع والابتكار، وعدم اليأس والتغلب على أي صعوبات قد تواجههم، وعدم التركيز على المكسب السريع، والحرص على المعرفة والوصول إلى كل جديد، والاقتداء بالنماذج الإيجابية الناجحة والمتميزة في مختلف المجالات.

**وختاما.. فوز الابتكار فى مسابقة عالمية ليس نهاية المطاف وانما بداية الطريق للتطوير والتصنيع حتى يخدم المجتمع ويحقق أهداف التنمية المستدامة .