مواجهة تسريب امتحانات الثانوية..ضمانات وعقوبات

لا تزال حرب التصريحات التي تروج لها صفحات الغش بالثانوية العامة مستمرة ولاتزال مصرة على تاكيد قدرتها على تسريب الامتحانات .

فيما تنفى وزارة التربية والتعليم هذه الشائعات التى تربك الطلاب ، مؤكدة انتهاء عملية الغش الالكترونى وانتهاء "شاومينج" الى الأبد، موضحة أنه يتم ضبط أى شخص يقوم بتسريب الامتحانات من داخل اللجنة من خلال عمليات الرصد والمتابعة التى تقوم بها غرفة العمليات الثانوية العامة بالوزارة.

وقد انتهى الأسبوع الأول من امتحانات الثانوية العامة، بأداء امتحانات 5 مواد دراسية التربية الدينية والاقتصاد والإحصاء إضافة إلى مادتى اللغة العربية واللغة الأجنبية الأولى.

وتمكنت الغرفة المركزية لامتحانات الثانوية العامة خلال الأسبوع الأول من ضبط أكثر من 20 حالة غش إلكترونى باستخدام المحمول، كما تمكنت الغرفة أيضا من الإبلاغ عن عدد من الجروبات على الواتس تعمل فى مجموعات شارك فيها أولياء أمور وطلاب ومعلمون من أجل تسهيل الغش للطلاب فى المواد

كما تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على 4 أشخاص متهمين بتسريب امتحانات الثانوية العامة ، و7 طلاب تورطوا في تسريب امتحان مادة اللغة الإنجليزية وتداوله عبر تطبيق " واتس اب". 

وقد أشاد طلاب بشهادة الثانوية العامة، بجهود مواجهة صفحات الغش الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها صفحة "شاومينج بيغشش ثانوية عامة".

وقال وليد السيد طالب بالثانوية العامة بمصر الجديدة - لموقع أخبار مصر -  إن التسريب كان ظاهرة وانتهت وأكد أن شاومينج فشل في التسريب هذا العام، لأنه لا يوجد أبناء لأعضاء مجلس النوب،أو الحكومة في الثانوية.

وأضاف أن البوكليت نظام نجح فى تقليل الغش والتسريب وأكد أنه يتم تفتيش جميع الطلبة قبل دخول الامتحانات فى لجنته ويتمنى أن يتم تشديد اجراءات التفتيش بشكل اقوى فى المحافظات واللجان الأخرى.

وقالت هناء محمد طالبة بالشهادة الثانوية بمدرسة عثمان بن عفان بالهرم - لموقع أخبار مصر - إن مسربى الامتحانات لا يهتمون بالفعل بمن سهر وتعب واجتهد فى المذاكرة والدراسة طوال العام، ولا يشعر بالظلم والقهر الذي يصيب الطالب المجتهد، حينما يحصل الطالب المهمل على نفس درجاته أو يزيد عنه.            

وترى سلوى السيد والدة إحدى الطالبات، أن ما تقوم به صفحات تسريب الامتحانات يظلم الطالب المجتهد الذى لا يغش، وطالبت الوزارة والجهات المسئولة بمحاربة مسربى الامتحانات ضمانا لحق الطلبة المجتهدين .

وأكدت أن هذه الصفحات لا تفيد سوى الطالب المهمل الضعيف الذى يطمح الى نجاح لا يستحقه، وهذا لا يقبله اى شخص.

وقد أعلنت وزارة التربية والتعليم إن حالات الغش التى تم ضبطها خلال الأسبوع الأول قد تم اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الطلاب فيها، حيث تقوم الشئون القانونية بالتحقيق مع الطالب المسئول عن التسريب وإحالته إلى النيابة لتطبيق القانون والقرار المنظم لأعمال الغش والحرمان منه بسبب استخدام التليفون المحمول، وقد نص القانون على أن الطالب الذى يصور الأسئلة يحرم من الامتحانات لمدة عامين.

كما نفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني  ما أدعاه شاومينج بيغشش ثانوية عامة بشأن تسريب امتحان اللغة الإنجليزية للثانوية العامة، مؤكدة أن الامتحان لم يسرب وماهي إلا إشاعات مغرضة لا أساس لها من الصحة، ودعت وزارة التربية والتعليم الطلاب لعدم الالتفاف لهذه الإشاعات التي تروج لها صفحات الغش.

وقد حذرت وزارة التربية والتعليم من حيازة الطلاب للهاتف المحمول حتى لو كان مغلقا وكذا أي أجهزة تكنولوجية من شأنها تسهيل عملية الغش أو المساعدة عليه في امتحانات الثانوية العامة.

وأكدت أن من يقوم باستخدام الهاتف المحمول في الغش يعرض للحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان.

وكذلك من اشترك في طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان.

وقال الدكتور طارق شوقى  وزير التربية والتعليم إن امتحانات الثانوية العامة تسير بشكل جيد، دون أي مشكلات، وأوضح أنه خلال امتحان اللغة العربية، تمكن 4 أو 5 طلاب فقط من الدخول بكاميرات، وصوروا أجزاء من أسئلة الامتحان وتداولوها عبر صفحات التواصل الاجتماعي،وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.

وأكد الوزير أن الغش من الثقافات السيئة التي تحاول وزارة التربية والتعليم تغييرها، وقال إن الطالب لو أدرك قيمة التعلم لن يبحث عن جمع درجات دون حق، مؤكدًا أن الغش لا يزال ظاهرة في المجتمع.

وشدد على أن أي مدع بتسريب الامتحان، قبل يوم أو يومين من أداء الطلاب له، بمقابل مادي، هو كاذب ومبتز "أي حد يدعي تسريب الامتحان كذاب وبيبتز الناس وبيمارس نصب علني، وأي حد يقول جاله الامتحان وبيطلب فلوس نصاب".

وأشار أن جميع صفحات الغش الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي " صفحات شاومينج واعوانه " مراقبة من جانب فريق مكافحة الغش الالكتروني بغرفة العمليات المركزية المختصة بمتابعة امتحانات الثانوية العامة 2019 ، ويتم الابلاغ أولا بأول عن أي صفحات تقوم بأي أفعال من شأنها الإضرار بضوابط منظومة العملية الامتحانية.

وعلى الصعيد الدينى علقت دار الإفتاء على الغش في الامتحانات من خلال صفحتها الرسمية،مؤكدة أنه حرام شرعا، و من أخطر المشاكل التي تواجه العملية التعليمية، لاشتماله على كثير من المفاسد الأخلاقية والاجتماعية، ولما فيه من الإثم والعدوان والخروج عن مقتضى الفضائل والمكارم التي يجب على المسلم التحلي بها.

وأضافت "الإفتاء" أنه علاوة على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد حذر من الغش في أحاديث عدة حتى عده الفقهاء من الكبائر، هذا، ويستوي في تحريم الغش في الامتحانات أن تكون في المواد الأساسية أو التكميلية أو في امتحانات القدرات للالتحاق بالكليات أو غيرها، ويدخل فيه أيضًا الغش البسيط الذي يحتاج الطالب فيه إلى من يذكره ولو بجزء قليل من الإجابة أو المعلومات ليتذكر بقيتها؛ فكلّ ذلك منهيٌّ عنه، ومخالف للشرع والقانون.

وذكرت أنه يأثم شرعًا من يعين غيره على الغش، وكذلك المراقبُ المتهاون في أداء عمله وضبط اللجنة القائم عليها؛ سواء كان ذلك بمساعدة من يطلب الغش أو بترك الفرصة له أو بتجاهل منعه والإبلاغ عنه، ويصدق عليه حينئذٍ أنه متعاونٌ على الإثم والعدوان.

وأوصت دار الإفتاء المصرية، الطالب بتقوى الله عز وجل، وبالحرص على التحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق والتعاون على البر والتقوى، كما توصيه بالاعتماد على نفسه، وبالجِدِّ والاجتهادِ، والإخلاصِ لله تعالى في تحصيل العلم.

وفى هذا السياق، قال خالد صفوت أدمن جروب لأمهات مصر على الفيسبوك -لموقع أخبار مصر-  إن نسب الغش وتسريب امتحانات الثانوية العامة هذا العام أقل من الأعوام السابقة بشكل كبير موضحا أن الامتحانات هذا العام أفضل من السنوات السابقة وأنه رغم وجود حالات غش إلا أن الاختبارات حتى الآن تسير بشكل منضبط.

 وطالب خالد صفوت بمزيد من الحزم وتفتيش الطلاب قبل دخولهم اللجان لمنع حيازة الهواتف المحمولة مع بعض الطلاب ، لأن هناك طلابا يستخدمون التليفون المحمول داخل اللجنة ويطلبون إجابات وبالتالى أصبح الطالب "أون لاين ' من داخل اللجنة مع الغشاشين الذين يروجون للغش من الخارج.

وقالت الدكتورة ماجدة نصر،عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب،لموقع أخبار مصر  أن صفحات التسريب تهدف لإحداث بلبلة في المجتمع المصري وأن القائمين على هذه المجموعات هدفهم نشر حالة من القلق فقط ولا تستطيع فعل شىء آخر حيث يتم تتبعها وضبطها من خلال الجهات الأمنية وغرفة عمليات متابعة الامتحانات بوزارة التربية والتعليم.

وأضافت الدكتورة ماجدة نصر أن الامتحانات هذا العام تشهد حالة من التأمين والمتابعة بشكل أشد وأعمق من السنوات الماضية، بفضل نظام "البوكلبت"، الذي منع التسريب بشكل كبير.

وأضافت أن غرفة العمليات مع الوزارة، فى حالة انعقاد طوال أيام الامتحانات،مؤكدة أن الوزارة اقرت عددا من الضوابط التى تعمل على منع تسريب الامتحانات والغش داخل اللجان،حيث منعت استخدام الهواتف المحمولة تماما ، أو الدخول بها للجنة، وفى حالة ضبط الهاتف بحوزة الطالب يتم اتخاذ الإجراءات ضد الطالب وفقًا للوائح والقوانين التعليمية.

وأكملت أنه تم اغلاق صفحة "شاومينج" واغلاق عدة صفحات خاصة بهذه المجموعات ولكن يقوم القائمون عليها بإنشاء صفحات غيرها جديدة، مؤكدة أن هذه الصفحات ليست مكانًا محددًا يمكن إغلاقه بشكل جذري، ولا نستطيع توقع عدد المواقع التي تقوم بإنشاء صفحات تزعم تسريب امتحانات الثانوية وأكدت أن العقوبات المقررة قانونًا كافية ورادعة، خاصة بعد تغليظها.

وقد جرم القانون رقم 73 لسنة 2017 حيازة الهاتف المحمول حتى لو كان مغلقاً أو أي أجهزة تكنولوجية بغرض تسهيل عملية الغش أو المساعدة عليه والنص على أن الشروع في طبع،أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يعرض للحبس مدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان، كما أن العمل على طبع، أو نشر، أو إذاعة، أو ترويج أسئلة الامتحانات، أو أجوبتها يُعرض للحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد على سبع سنوات، وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على مائتي ألف جنيه، مع الحرمان من أداء الامتحان طبقاً لأحكام القانون.

كما تتضمن لائحة العقوبات، مصادرة الأشياء المضبوطة محل الجريمة وحرمان الطالب الذي يرتكب غشاً أو شروعاً فيه من أداء الامتحان فى الدور الذي يؤديه والدور الذي يليه من العام ذاته ويعتبر راسباً فى جميع المواد.

وقال الدكتور كمال مغيث الخبير فى المركز القومى للبحوث التربوية - لموقع أخبار مصر -  إن التسريب أصبح صعبا للغاية نتيجة اتباع نظام البوكليت مؤكدا إن تحول الامتحان من ورقة واحدة إلى 20 أو 30 ورقة صعب الأمر على أي شخص يحاول الغش، أو تصوير الامتحان، مؤكدا أن "البوكليت" نجح بنسبة 100% في القضاء على تسريب الامتحانات.

وأوضح أن صفحات تسريب الامتحانات مثل شاومينج ومثيلاتها رسبت في امتحان الثانوية العامة هذا العام، وفشلت في تسريب الامتحانات كما في الأعوام السابقة، لأن "البوكليت" تم طباعته في أجهزة سيادية، مشيرا إلى أن التسريب كان يحدث خلال تواجد الأسئلة بالمطابع السرية للوزارة، وعدم التسريب هذا العام يؤكد نجاح الأجهزة السيادية في تأمين الامتحانات.