بالفيديو.. أول كشف أثري في 2025.. بقايا معبد الوادي للملكة حتشبسوت بالأقصر

أعلن الدكتور محمد اسماعيل الامين العام للمجلس الأعلى للآثار اليوم الأربعاء عن اكتشاف أثري جديد في مؤتمر صحفي عالمي، ليضيف فصلا جديدا إلى إرث الإنجازات الأثرية التي لا تزال تخطف الأنظار.

يضم الكشف مجموعة من التوابيت المزخرفة، واللوحات الحجرية المنقوشة، بالإضافة إلى أدوات وقطع أثرية تستخدم في الطقوس الجنائزية. تشير التحليلات الأولية إلى أن هذه الآثار تنتمي لفترة الأسرة الثامنة عشرة، التي كانت شاهدة على عصر ذهبي للحضارة المصرية.

وأكد اسماعيل أنه سيتم نقلهم وعرضهم بالمتحف المصري بالتحرير .

وقدم اللواء عمارة محافظ الأقصر الشكر البعثة المصرية لاكتشاف الحفريات الجديدة في الممر الصاعد لمعبد حتشبسوت.

وكان عالم الآثار د. زاهي حواس ووزير الاثار الأسبق قد شكل البعثة للكشف عن الآثار أسهمت في تحقيق العديد من الاكتشافات البارزة التي أعادت تشكيل فهمنا للحضارة المصرية القديمة.

وأكد حواس ان البعثة تهدف إلى الكشف عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وتعزيز التعاون بين الجهات المحلية والدولية في مجال الآثار.

وتم تنفيذ الحفائر بالتعاون بين مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث والمجلس الأعلى للآثار.

يقع الاكتشاف الجديد بجوار معبد الملكة حتشبسوت في البر الغربي بمحافظة الأقصر، وهي منطقة تعد من أعظم المواقع الأثرية في مصر. ومن المتوقع أن يحدث هذا الكشف تأثيرًا كبيرًا على فهمنا لفترة الدولة الحديثة، لا سيما من حيث الحياة الدينية والاجتماعية.

يشير الدكتور زاهي حواس إلى أن الموقع المكتشف يحتوي على دلائل قد تقود إلى مزيد من الاكتشافات في المستقبل.

واضاف أنه من المتوقع أن تكون هذه الاكتشافات قادرة على إعادة صياغة تاريخ المنطقة وفهمنا لدور الأقصر كمركز ديني وجنائزي.

وأكد "حواس" انه على مدار ثلاث سنوات من البحث والحفائر العلمية التي بدأت في سبتمبر 2022 تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الإكتشافات الأثرية المهمة في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري.


كشفت البعثة عن جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع عند مشارف الوادي وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو" والذي يعد أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.

وأشار "حواس" ان البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتى لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان، وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثاً هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي والذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.

وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ان البعثة عثرت على أكثر من مئة لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (إسم الميلاد وإسم التتويج على العرش) وتعد جزء من ودائع الأساسات التي تؤكد على ملكية صاحب المعبد وهي المعروفة بـ Stone Name.

ومن بين تلك اللوحات الحجرية لوحة حجرية فريدة من الحجر الجيري تحمل بالنقش البارز إسم ولقب المهندس المعماري للملكة حتشبسوت المهندس "سنموت" ولقبه المشرف على القصر، وتعد مجموعة ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت من أهم مكتشفات البعثة والتي تأتي بعد مرور ما يقارب القرن من الزمان منذ أن كشف العالم الأمريكي هيربرت وينلوك عن أخر مجموعة كاملة من ودائع الأساسات للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي (1923 - 1931).

وأكد "حواس" ان البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد)، وكشفت بموقع معبد الوادي عن التسلسل التاريخي للموقع والذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى وإستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة وإختاره لها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من إمتداد الطريق الصاعد الذي يربط بين معبد الوادي والمعبد الجنائزي. قام سنموت بدفن هذة الجبانة أسفل كميات كبيرة من الرمال وذلك ضمن أعمال تمهيد الموقع لتشييد معبد الوادي.

وأضاف "حواس" ان البعثة عثرت علي عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الأسرة الدولة الوسطى وعثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور، وتعد هذة الموائد من الأثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.

واوضح "حواس" انه تم الكشف ايضا عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (1580 – 1550 قبل الميلاد) المنحوتة في الصخر والتي تعود لعصر الأسرة السابعة عشرة وعثر بداخلها على عدد من التوابيت الخشبية بالهيئة الإنسانية والتي تعرف بالتوابيت الريشية وهي المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة ومن أهم تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال والتي لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل 3600 سنة.

وبجانب تلك التوابيت تم العثور على حصير ملفوف لايزال بهيئتة المكتشف عليه وتعد البعثة حالياً برنامج خاص لترميمة ونقله للعرض بمتحف الحضارة، حيث قامت البعثة المصرية بنقل واحد من أهم مكتشفاتها وهو سرير من الخشب والحصير المجدول الى متحف الحضارة في موسم الحفائر الماضى 2023 – 2024 والذي يعود الى تلك الفترة وكان يخص أحد حراس الجبانة حيث عثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.

وأشار "حواس" إنه تم العثور على أقواس الرماية الحربية واحد من المكتشفات المهمة للبعثة المصرية والتي تشير الى وظيفة أصحاب هذة القبور وخلفيتهم العسكرية وكفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.كما تم العثور علي مقبرة المدعو جحوتي مس، المشرف على قصر الملكة تتي شيري الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة التي توصف بالعصر الذهبى للحضارة المصرية القديمة.


وكشفت البعثة عن مقبرة المشرف على قصر الملكة تتي شيري جدة الملك أحمس محرر مصر من الهكسوس وأم والده الملك سقننرع أول ملك شهيد في حرب الكفاح والتحرير من أهم الإكتشافات الأثرية التي تلقي كثير من الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر والتي لم يعثر لها على كثير من الأثار، وتؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (1550-1525 قبل الميلاد) كما أكد التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عثر عليها بالمقبرة.

تخطيط المقبرة
المقبرة لها تخطيط بسيط عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض ولها سقف مقبي.

وداخل حجرة المقبرة عثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض. وفي أرضية الحجرة عثر على بئر مستطيل يودي الى حجرتي دفن.

وفي البئر تم العثور على مائدة قرابين من الحجر الجيري وكذلك على اللوحة الجنائزية لصاحب المقبرة جحوتي مس.

وعلى الرغم من اللقب المهم الذي كان يحمله صاحب المقبرة بوصفة المشرف على قصر الملكة تتي شيري أهم وأقوى ملكة في التاريخ المصري القديم إلا أن هيئة وبساطة المقبرة تعطي الكثير من المعلومات الإقتصادية عن بدايات الأسرة الثامنة عشرة والتي جاءت بعد حروب مريرة من أجل التحرير إستنزفت إقتصاد الدولة.

واكد "حواس" انه تم الكشف عن جزء من جبانة بطلمية ممتدده شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادي وشيدت مقابرها من الطوب اللبن وأجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت هذة الجبانة كان قد تم الكشف عن بعض من أجزائها عن طريق بعثات أجنبية في بدايات القرن الماضي ولم يتم توثيقها بشكل مناسب.

كما كشفت البعثة المصرية عن عدد كبير من الأثار من تلك الفترة ومنها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر وتعود لعصر بطلميوس الأول (367 - 283).

وكذلك تم العثور على آلعاب أطفال من التراكوتا (الطين المحروق) وبأشكال أدمية وحيوانية، وكذلك عدد من قطع الكارتوناج والماسكات الجنائزية التى كانت تغطي المومياوات وعدد كبير من الجعارين المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.

1
2

Katen Doe

سماء المنياوي

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

Katen Doe

محمود عبده

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من فن وثقافة

بمشاركة مصرية.. انطلاق فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب الخميس المقبل

تنطلق، يوم الخميس، المقبل، فعاليات الدورة الـ24 لمعرض عمان الدولي للكتاب، تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والذي...

آمال ماهر تتربع على عرش الغناء العربي في اليوبيل الفضي لموريكس دور 2025

شهدت بيروت ليلة استثنائية مع انطلاق حفل الموريكس دور 2025 في دورته الـ25 الفضية، الذي جمع نخبة من أبرز النجوم...

هشام السنباطي: محمد صبحي رئيس شرف الدورة الـ11 من مهرجان آفاق مسرحية

أعلن المخرج هشام السنباطي مؤسس وأمين عام مهرجان آفاق مسرحية، أن الفنان القدير محمد صبحي سيكون رئيس شرف الدورة الحادية...

معهد ثربانتس والسفارة التشيلية يحتفيان بـ "بابلو نيرودا"

يستضيف معهد ثربانتس بالقاهرة (المركز الثقافي الإسباني) اليوم وغدا، عرضين فنيين مخصصين لتكريم الشاعر الكبير بابلو نيرودا، أحد أبرز رموز...