ولد الفنان "فاخر محمد فاخر" عام 1912 فى قرية الدوير مركز صدفا بمحافظة أسيوط، وهو ممثل من العيار الثقيل؛
برع فى تجسيد أدوار الشر وأدوار الخير على حد سواء، لكن أسرته رفضت بشدة التحاقه بعالم الفن والتمثيل، وذلك على الرغم من موهبته الفائقة فى تقليد المدرسين حينما كان طالبا بالصف الثالث الابتدائى، فضلا عن جسمه الرياضى الممشوق الذى كان "فاخر" يفاخر به بين أقرانه التلاميذ، خاصة عندما يرتدى ملابس التمرين البيضاء؛ وفى النهاية لم يبال فاخر برفض أسرته الالتحاق بعالم الفن، فقد كان شغفه بالتمثيل يطغى على كل الاعتبارات، لذلك انطلق بقوة إلى ذلك العالم الذى يحبه بعدما اكتشفه الفنان "أحمد علام" وقدمه للعمل فى مسرح رمسيس. قدم الفنان "فاخر" أعمالا مسرحية عديدة مع فرقة رمسيس، ومنها مسرحيات «شجرة الدر» و«غرام لص» و «فى بيتنا رجل» و«المحروسة» و«السلطان الحائر» و«اللعب بالنار»، ثم اتجه إلى السينما بعدما قدّم استقالته من فرقة رمسيس، وشارك ابنته الفنانة "هالة فاخر" فى أول أعمالها الفنية "لن أبكى أبدا"، وكانت هالة وقتها طفلة صغيرة عام 1957.
توفى الفنان "فاخر محمد فاخر" فى الأول من ديسمبر عام 1962 بعد إصابته بذبحة صدرية مفاجئة؛ ونتذكره هنا فى ذكرى ميلاده الـ 111 بنشر حوار أجرى معه منذ 77 عاما، حيث كان الفنان الكبير الراحل ضيفا على صفحات مجلتنا العريقة التى كانت تصدر وقتها تحت اسم "الراديو المصرى" فى عددها رقم 1186 وصدر بتاريخ 2 سبتمبر 1957.
فإلى نص الحوار
بدأ حياته الفنية يقلد المدرسين.. وكان رياضيا يفاخر بملابسه البيضاء التى يؤدى بها التمرينات فى "القسم المخصوص".
وحينما كان فى السنة الثالثة الابتدائية تنبأ له مدرس اللغة العربية بمستقبله الفنى حينما قال له ذات يوم: "آدی دقنى إن كنت حتنفع.. بكره حندور لك على تياترو تشخص عليه!!".
اسمه فاخر محمد فاخر.. عمره 43 سنة. مثل كل الأدوار، الدراما والكوميدى والميلودراما والفودفيل، عمل فى فرقتين قبل الفرقة المصرية، إحداهما فرقة التمثيل بمدرسة "روض الفرج الثانوية"، التى مثل عليها "زهراب ورستم"، والثانية فرقة رمسيس التى ظل عضوا بارزا فيها حتى حل يوسف وهبى فرقته فى عام ١٩٤٤.. وكان يعمل معه بعقد لمدة ستة شهور تتجدد تلقائيا.. لم يكتب غيره حتى اليوم، بالرغم من انضمامه مع يوسف وهبى وبقية الزملاء إلى الفرقة المصرية، ثم خروج يوسف منها.
أول رواية اشترك فيها كمحترف كانت فى نوفمبر عام ۱۹۳5 باسم "رجل الساعة"، كان سنه يومئذ ٢١ عاما. ويقول زملاء فاخر إنه حتى الساعة الثامنة من مساء يوم 5 نوفمبر سنة ١٩٣٥ لم يكن الوسط الفنى يعلم شيئا عن اسم فاخر فاخر.. وفى صباح ٦ نوفمبر كانوا جميعا يتحدثون عن الممثل الكبير.. فاخر فاخر!
أحدث أدواره دور الصول فرحات فى مسرحية "جمهورية فرحات".. ليوسف إدريس التى مثلتها الفرقة المصريةالدور الذى يعتز به.
وسألت فاخر: ما هو الدور الذى تعتز به أكثر من غيره؟
دور "رؤوف" فى مسرحية "رجل الساعة"، واعتزازى بهذا الدور راجع إلى أهميته فى حياتى الفنية، فهو الذى ثبت أقدامى على المسرح، وأذكر أنه فى ليلة الافتتاح دخل الزميل الكبير حسين رياض إلى فرقة الأرتيست يسلم علينا، وحينما دخل غرفتی، شد علی يدی وهو يقول: "النهاردة احنا زدنا واحد!".
وما رأيك فى المسرح المصرى المعاصر؟
أرى أن أهم ما ينقص المسرح المصرى المعاصر هو الهواية الصادقة فى نفوس العاملين فيه. لقد كان كل العاملين فى حقل المسرح فى الماضى من الهواة.. أما الآن فالدافع الوحيد - أو الغالب - هو الوظيفة والبحث عن طريق لأكل العيش.. والسلام!
وأرى أن يتفانی كل عامل فى المسرح فى حبه لهوايته وعمله.. حتى الموت، لأن المسرح فى الواقع "ميأكلش عیش"، فإن لم يكن هناك دافع نفسى معين، وهو الحب والهواية الصادقة، فإنه سيتنكر له.
أيهما أفضل المسرح.. أم السينما؟
المسرح بلا شك، ففيه اتصال مباشر دائم بالجمهور.. وهذا من الناحية الفنية وإرضاء الهواية الحقيقية. أما من الناحية المادية، فالسينما طريق سهل إلى الشهرة والمجد والغنى الفاحش!.
كم كان أجرك يوم بدأت الاحتراف.. وكم هو الآن بعد عمل ربع قرن؟
وتاهت عيناه فى ذكرياته ومشاكله المادية، وأخرج علبة السجائر التى تحوى ٥٠ سيجارة من أرفع السجاير.. وأخذ يقلب السيجارة الرفيعة بين يديه ثم تنهد وهو يشعلها، وقال:
بدأت بثمانية جنيهات، ثم وصلت إلى ١٦ جنيها فى فرقة رمسيس، واليوم وبعد أن بلغت الثالثة والأربعين، وفقدت صحتى وأصبت بالضغط ومجموعة أمراض أخری كادت تعوقنى أكثر من مرة عن تأدية رسالتى على المسرح.. بعد كل هذا أتقاضى اليوم ٣٠ جنيها!!
ولكنى أعتبر المسرح هواية.. فثلاثون جنيها ليست أجرا، وأدواری السينمائية أعتبرها إعانة لمجابهة أعباء الحياة والأسرة والمرض.. حتى السيجارة أصبحت محروما منها.. هل هذه سيجارة؟! ولكنه أمر الطبيب.
وما هو آخر أجر سینمائی تقاضيته؟
٢٥٠ جنيها.
وما هو دورك السينمائى الذى تعتز به؟
دورى فى فيلم " اليتيمتين".
والدور الذى تتمنى أن تؤديه؟
أحب أن أمثل شخصية عربية تاريخية من الشخصيات الخالدة فى التاريخ الإسلامى.
ما هى الطريقة المثلى لإصلاح المسرح المصرى فى نظرك؟
الفرقة المصرية موجودة فعلا فأقترح أن تصبح هى الفرقة التى تمثل الدولة، بحيث تتاح لها كل الإمكانيات، والعناصر الفنية موجودة ومتوفرة فى الفرقة، فإذا قامت الدولة ببناء مسرح جديد على أحدث طراز، واعتمدت ۱۰۰ ألف جنيه على الأقل للفرقة فسيكون فى هذا بناء صرح شامخ فى تاريخ المسرح المصرى وتكوين فرقة تعتبر السفير الأول لمصر فى جميع المناسبات والدول، ثم أن هذا سيحث بقية الفرق الأهلية والنصف حكومية على تحسين مستواها حتى يمكنها الوقوف إلى جانب الفرقة الرسمية الأولى.
لو لم تكن ممثلا فماذا كنت تفضل أن تكون؟
ممثلا أيضا!!.
لقد ظهرت ابنتك هالة فى السينما مرة، فهل ستوافق على احترافها التمثيل فيما بعد؟
لا!! لقد ضحيت أنا بكل رخيص وغال، وتعبت فى التمثيل كما لم أكن سأتعب فى أى ميدان آخر، وأنا لا أحب أن تعانى ابنتى الأهوال التى عانيتها فى هذا الفن.
ما هى أطرف ذكرياتك؟
فى عام ١٩٤١ وكنت قد انقطعت عن السفر إلى بلدتى " الدوير" مديرية أسيوط، لانشغالى كلياً بالعمل فى فرقة رمسيس وبعض الأفلام، رغم خطابات والدى ودعوته المتكررة لى، فوجئت ذات يوم وأنا فى استوديو مصر ببرقية تحمل إلىّ نبأ بوفاة والدى. ولما كان علىّ أن أقوم بالتمثيل فى المساء فى الفرقة، فقد اتصلت بأخى وابن عمى وأخبرتهما فسافرا فى قطار المساء وتخلفت أنا لانشغالى بالعمل.
وقمت بنشر النعى فى الجرائد، وكنت أدخل المسرح فأضحك وأنسى نفسى فى الدور، ثم أخرج إلى الكواليس لأبكى أبى الذى مات دون أن أتمكن حتى من تشييع جنازته.
وفى الصباح التالى أخذت برقيات التعازى والمكالمات التليفونية تنهال علىّ، وبينما كان أحد الزملاء يعزينى تليفونيا إذا بمكالمة من أسيوط تقطع الخط الداخلى وسمعت أخى يخبرنى أنه وصل فوجد والدنا سليما معافى على قيد الحياة، وأن الأمر كله لم يعد أن يكون خدعة لجأ إليها الوالد ليرانى وليعرف هل سأحضر فى حال وفاته.. أم لا!!
ومضت سنوات كثيرة.. وكأنما شاء القدر أن يحقق نبوءة الوالد، فإذا به يتوفى فى العام الماضى بينما كنت فى رحلة ضمن أعضاء الفرقة المصرية الحديثة فى السويس.. ثم عدت فى نفس اليوم لأضطلع ببطولة "جمهورية فرحات".. ولم أستطع أن أشيع جنازة أبى..
ما هى أمنيتك فى الحياة؟
أن أعيش إلى أن أرى ابنتى "هالة" تتم تعليمها الجامعى ثم تتزوج.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
"زكى محرم محمود رستم" أو "زكى رستم" فنان قدير لمع اسمه على مدى أربعين عاما، من منتصف العشرينيات وحتى
ولد "أحمد حافظ مظهر" بحى العباسية وسط القاهرة، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1938، وضمت دفعة تخرجه
ولدت "سيدة الشاشة العربية" فى 27 مايو عام 1931 بالمنصورة، وقدمت -وهى لاتزال طفلة- فيلمين،
ولدت "وردة فتوكى" أو "وردة الجزائرية" فى فرنسا فى 22 يوليو 1939 لأب جزائرى وأم لبنانية، وبدأت الغناء فى وقت