دولت أبيض: طول عمرى خيـاليـة

خليل مطران أول المشجعين لى عبد الرحمن رشدى قال لى سأكون أول ممثلة مصرية على المسرح المصرى

هى الأم الصارمة فى "المراهقات"، والأم الأرستقراطية فى "أولاد الذوات"، والأم التى تتمسك بالعادات والتقاليد فى "غرام الأسياد"، والأم التى تحرص على زواج ابنتها فى "الحقيقة العارية" إنها من أشهر أمهات السينما المصرية دولت حبيب بطرس قصبجى وشهرتها "دولت أبيض" ولدت فى 29 يناير 1896 بأسيوط لأم روسية الأًصل ووالد مصرى يعمل مترجما فى وزارة الحربية فى السودان، وهناك دخلت مدرسة الراهبات بالخرطوم..

عام1917 اكتشفها الفنان عزيز عيد فى  إحدى الحفلات وعرض عليها التمثيل فى فرقته  فتركت أسرتها بالاسكندرية من أجل الفن، وقدمت على مسرحه أول أدوارها بمسرحية "الكونتيسة"، ثم  "خللى بالك من أميلى" لجورج فيدر، ثم مسرحية "ليلة الدخلة" وحققت نجاحا باهرا وبعد عام 1918 انتقلت إلى فرقة "جورج أبيض".

وفى عام 1920 سافرت إلى سوريا مع فرقة أمين عطا الله، ثم  انتقلت لفرقة منيرة المهدية، وفى عام 1921 مثلت فى أوبريت "شهرزاد" لفرقة سيد درويش، وفى عام 1923 تزوجت جورج أبيض وأنجبت سعاد وإيفون.

انضمت مع زوجها بعد أن أغلق مسرحه إلى فرقة يوسف وهبى، وفى عام 1935 انضمت للفرقة القومية عند إنشاءها براتب 35 جنيها، وقدمت استقالتها عام 1944 وكما برعت فى المسرح وكانت من رائداته، اقتحمت عالم السينما عام 1930 ووصل عدد أفلامها 30 فيلما أشهرهم «الوردة البيضاء، قلب امرأة، المراهقات، إمبراطورية ميم، أولاد الذوات،  زينب، الأب، الحب العظيم، ظلمونى الحبايب،  ليلة القدر، المساكين، غلطة أب، الشيخ حسن، قلبى وسيفى».. وغيرهم الكثير.

عام 1953 اعتنقت الإسلام بدلا من المسيحية مع زوجها وابنتيها سعاد وإيفون وبعد إسلامها نسخت 100 ألف نسخة من القرآن الكريم بالفرنسية وأرسلتها للسفارة المصرية بفرنسا لتوزيعها هناك بلا أجر، صدقة جارية على روح زوجها جورج أبيض كما تبرعت بكل مجوهراتها لتسليح الجيش المصرى مع كوكب الشرق أم كلثوم.

وبعد رحلة من العطاء الفنى رحلت فى 4 يناير 1978 عن عمر ناهز الـ 81 عاما، نتذكرها فى ذكرى رحيلها الـ 45 وميلادها 127 وننشر لها حواراً أجراه المخرج المسرحى الكبير سيد بدير جاء ضمن حلقات بعنوان "أعلام المسرح" نشر على صفحات مجلة الراديو المصرى فى عددها رقم (610)  الصادر بتاريخ 23 نوفمبر 1946

 من كام سنة بتشتغلى فى المسرح؟

من سنة 1919.

 أيام الثوره يعنى!

أيوه.

 وكان فيه جمهور بييجى المسرح سنة ١٩١٩؟

كان جمهور المسرح أكثر من دلوقتى.

 وكيف بدأت هوايتك للمسرح ثم احترافك؟

أنا طول عمرى كنت خيالية. عايشة فى الخيال فكنت أؤلف مواضيع وقصصا صغيرة. وترجع هوايتى إلى أيام ما كنت فى المدرسة. لأنى اتربيت فى مدرسة الراهبات بالخرطوم بحكم الظروف لأن والدى كان من موظفى الحربية. وكانوا يسندون إلى الدور الأول دائما فى الحفلات السنوية اللى كانت تقيمها المدرسة، وكنت أمثل باللغات العربية والإنجليزية والإيطالية، وانتهت مدة والدى بالخرطوم وعدنا إلى القاهرة ثم مرت السنين وتزوجت، وكملت حياتى العائلية (بخيال برضه)، وجدت أن واحدة من قرايبى اتخطبت للأستاذ جورج عيد أخو الأستاذ عزيز عيد وفى ليلة الفرح رحت هناك ورأيت الاستاذ عزيز عيد، فشافنى وأنا داخلة وكان أول مرة بيشوفنى، فسأل عنى وسمعته يقول إن المسرح المصرى فى حاجة إلى سيدة زى دى لأن تسد نقص كبير فى المسرح.

ولم يكن يدور بخلدى وقتها أننى سأشتغل يوما على المسرح، ولذلك لم أعر كلامه أى التفات. ماكنش يخطر فى بالى أنى أظهر يوم من الأيام على المسرح.

ولكن خيالى الواسع وحبى للتأليف دفعانى إلى التفكير فى الاشتغال بالتمثيل لأنى وجدت أن هو ده السبيل الوحيد لإشباع هوايتى ورى ظمأى. ولكن السمعة التى كانت تحيط الوسط الفنى فى ذلك الوقت ما كنتش تشجع فتاة من العائلة أن تعمل على المسرح، ولذلك ترددت كثيرا قبل الإقدام على ذلك وفكرت فى استشارة بعض ممن أثق بهم قبل أن أشتغل بالتمثيل.

اتجهت إلى الأستاذ الكبير خليل مطران بك فكان أول المشجعين لى ولكنه رأى أن أستشير عائلتى وأن أوافقهم لو مانعوا فى اشتغالى بالمسرح.

فاتجهت إلى أديبة معروفة أستنير برأيها وهى "السيدة لبيبه هاشم" صاحبة مجلة فتاة الشرق فكان رأيها أنه ليس هناك من عيب فى الاشتغال بالفن أو غير الفن طالما كان الإنسان يعمل العمل نفسه وأثر كلامها فى نفسى فعزمت على العمل فى المسرح فى الطريق الذى أردت أن أرسمه لنفسى وليكن ما يكون، وليغضب من يغضب فإنهم سيغضبون اليوم ويرضون غدا عندما يعلمون أننى كنت محقة حينما اتخذت التمثيل مهنة. ومع ذلك اتجهت إلى أحد أصدقاء عائلتنا لأستشيره قبل العزم النهائى ذلك هو الدكتور مهدی بدران. قلت له على الموضوع اللى بيشغل بالي. وكان من حسن حظى أن وافق وشجعى ثم ساعدنى بتقديمى إلى أعز أصدقائه الأستاذ عبدالرحمن رشدى الذى كان فرحه عظيما وشجعنى كثيرا، وقال لى ستكونى أول ممثلة مصرية على المسرح المصرى.

وفى ذلك الحين علم الأستاذ عزيز عيد أننى أفكر فى الاشتغال بالتمثيل وكنا على صلة عائلية به لزواج أخيه من إحدى قريباتى، كما قلت. وكانت الفكرة قد تملكت رأسى وصممت تصميماً أكيداً على عملى بالمسرح، وحتى لا أجرح شعور عائلتی بدأت فى الاسكندرية مع الأستاذ عزيز عيد فى رواية "خلى بالك من أميلى" .. و أذكر فى الأيام الأولى لى أن رأيت أحد أقارب والدى وهو دكتور معروف بالاسكندرية رأيته جالسا فى الصف الأول وما كادت تقع عينى عليه حتى وقعت على المسرح مغمياً على وأنزل الستار وطبعا هو لم يكن يخطر له ببال ان يرانى على المسرح، فترك مكانه ولم أعد إلى التمثيل إلا بعد أن تأكدت أنه غادر المسرح.

 كام روايه مثلتيها على المسرح؟

حوالى المتين رواية تاريخى وعصرى والمدهش أنى أخدت الجائزة الأولى فى المسرح والجائزة الثانية فى الدراما.

 أحسن روايه مثلتيها هيه إيه؟

روايات كثير وكلهم أحسن من بعض "أوديب الملك"، "مدام سان جين"، "عاصفة فى بيت"، "اندروماك" اليتيمتين.

 وأحسن دور مثلتيه؟

أحسن دور مثلته وأحب أمثله دور "اندروماك" فى مسرحية "اندورماك" للدكتور حسين بك.

 حاورها السيد بدير

Katen Doe

سماح جاه الرسول

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave

المزيد من المجلة زمان

wave
«زكى رستم».. أطيب شرير فــى السينما المصرية

"زكى محرم محمود رستم" أو "زكى رستم" فنان قدير لمع اسمه على مدى أربعين عاما، من منتصف العشرينيات وحتى

أحمد مظهر فى حوار عمره 59 عامًا: كلنا عمال من أجل بلدنا

ولد "أحمد حافظ مظهر" بحى العباسية وسط القاهرة، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1938، وضمت دفعة تخرجه

فاتن حمامة فى حديث عمره 63 عاماً: صفعة من والدى حرّرتنى من الغرور

ولدت "سيدة الشاشة العربية" فى 27 مايو عام 1931 بالمنصورة، وقدمت -وهى لاتزال طفلة- فيلمين،

«وردة » فى حوار عمره 63 عاماً: كنت أغار من «أم كلثوم » فى طفولتى

ولدت "وردة فتوكى" أو "وردة الجزائرية" فى فرنسا فى 22 يوليو 1939 لأب جزائرى وأم لبنانية، وبدأت الغناء فى وقت