إنعام محمد على: هاجمونى لأننى اختـرت صابرين فى دور البطولة

واجهت تحديات كثيـرة اثناء التحضير رئيس الاتحاد أعتذر لى فى «دعوة على السحور» بسبب "صابرين"
عندما نتحدث عن مسلسل "أم كلثوم" فنحن نتحدث عن ملحمة فنية متكاملة العناصر الفنية بل كان كل عنصر فنى منها على قدر عال من التميز والإتقان والمصداقية، فعلى مدار خمسة وعشرين عاما منذ عرض المسلسل فى ديسمبر ١٩٩٩ لم يحقق مسلسل "سيرة ذاتية" نجاحا مقاربا، نسج الكاتب المبدع الراحل "محفوظ عبد الرحمن" خيوط العمل بمنتهى الحرفية والأمانة فى المعلومات وجمعت المخرجة المتميزة "إنعام محمد على" كل معلومة كبيرة كانت أم صغيرة وكل تفاصيل جميع الشخصيات المشاركة فى العمل، لهذا خرج لنا المسلسل فى أبهى صوره وحقق مصداقية كبيرة حتى أن الجمهور ربط كل شخصية بشكل الممثل الذى قام بأدائها فى العمل.
والآن بعد مرور ربع قرن على عرض مسلسل "أم كلثوم" تتحدث المخرجة المبدعة عن تفاصيل التحضيرات والكواليس لمجلة الإذاعة والتليفزيون.
كيف استقبلت خبر تكريم الهيئة الوطنية للإعلام لأسرة مسلسل "أم كلثوم" بعد مرور خمسة وعشرين عاما على عرضه؟
بالتأكيد سعدت جدا بهذا التكريم سعادة لا توصف ولا يمكن أن تعبر عنها كلمات فمسلسل "أم كلثوم" العمل الدرامى الوحيد الذى تحدث عن قصة حياة شخصية فنية من تراثنا الفنى المتميز ومازال يحتفى به ويتم تكريم صناعه بعد مرور ربع قرن على عرضه وهذا شرف لنا جميعا وتتويج لعمل بذل فيه جهد كبير لا يمكن أن تصفه كلمات ولكنه أتضح فى التنفيذ، كما أن خلال تلك الفترة الزمنية الكبيرة تم تقديم الكثير من الأعمال عن قصص حياة فنانين آخرين لكنها لم تحقق نفس القدر من النجاح الذى حققه "أم كلثوم" فهو لم يكن عملا دراميا عاديا بل كان مشروعا توثيقيا جمع بين الدقة فى التفاصيل التاريخية والجوانب الفنية المتميزة .
دعينا نرجع للخلف نحو أكثر من ربع قرن ونتذكر وقت التحضير للعمل!
" أم كلثوم" مسلسل لم يتم تحضيره كأى عمل درامى بل كنت حريصة جدا أنا والكاتب الراحل المبدع على مدار تاريخه محفوظ عبد الرحمن على أن نهتم بكل تفاصيل العمل وكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة الخاصة بكل الشخصيات المشاركة فى العمل بداية من بطلة العمل "أم كلثوم" وكل من شارك فى العمل من شخصيات أساسية وفرعية ولذلك كانت التحضيرات مرهقة جدا وأخذنا وقتا طويلا فى جمع المعلومات والتجهيزات الفنية للعمل واختيار الفنانين المشاركين فى العمل بدقة حتى يشعر المشاهد أنه يشاهد الشخصيات الحقيقية ولذلك لم نكن نهتم بعامل الوقت ولكن كان اهتمامنا فى المقام الأول بجمع المعلومات عن الشخصيات بشكل دقيق وتدريب الممثلين على العمل وعمل بروفات مكثفة معهم والاهتمام بكل تفاصيل الحقب الزمنية المختلفة التى تطرق إليها العمل حتى نقدم عملا لم تكن به معلومة خاطئة بل يكون مرجعا لقصة حياة "أم كلثوم" بكل التفاصيل التى تطرقنا إليها وحتى يحقق العمل المصداقية وهو ما حدث بالفعل فكل شخصية قدمت فى العمل كانت على قدر كبير من المصداقية لدرجة جعلت الجمهور يربط بين الفنان الذى جسد الشخصية والشخصية الحقيقية، فمثلا أتذكر أن رئيس البرلمان الأردنى عندما كانت تحتفى بنا الأردن بعد نجاح المسلسل أنه قال لى إن "القصبجى" و "السنباطى" كانا صديقين مقربين منه وأنه يعلق صورهما فى منزله ولكن بعد عرض المسلسل أصبح عندما ينظر للصورة يرى الفنان "أحمد راتب" والفنان "أيمن عزب" وهذا نجاح كبير جدا ومصداقية حاكت الواقع بل دمجت الشخصية الحقيقية بالفنان المؤدى لها وربطتهما ارتباطا وثيقا وهذا التعليق سمعناه كثيرا وعاشه نجوم العمل بالفعل.
كم استغرق التحضير له والتصوير؟
حوالى عامين حيث إن المسلسل تم عرضه عام ١٩٩٩ لكن بدأنا التحضير له فى عام ١٩٩٧ ما بين جمع المعلومات والكتابة وتحضير كل تفاصيل الشخصيات والتدريبات والبروفات، واستغرق التحضير والتصوير عامين تقريبا فبعد اختيار الشخصيات بدأنا عمل بروفات مش أقل من ستة أشهر حتى يكتمل العمل وذلك لم يحدث فى أية عمل من قبل ولذلك تميز المسلسل بالمصداقية الكبيرة لكل الشخصيات ومثلما قلت لك من قبل لم نكن نهتم بعامل الوقت بقدر اهتمامنا بالدقة فى كل تفاصيل العمل وهذا السبب الرئيسى فى نجاح المسلسل، كما أن عملية البحث عن فنانة تمثل دور "كوكب الشرق" استغرقت عاما كاملا لكونها شخصية فنية وقامة كبيرة ورمزا فنيا وثقافيا له مكانته فى وجدان الأمة العربية ككل ولابد أن يتم تقديمها فى عمل يليق بمكانتها وتقدم شخصيتها فنانة يصدقها الجمهور، وكذلك أغلب من أدى الشخصيات فى العمل أستغرقت وقتا طويلا فى اختيارهم حتى يكون الاختيار الأصوب .
ما التحديات التى واجهتك أثناء التحضير والتصوير؟
فى البداية واجهت الكثير من التحديات ومن أكبر تلك التحديات أننى هوجمت بشدة بسبب اختيار "صابرين" لتجسيد دور "أم كلثوم" حيث إنها لم تكن سوبر ستار فى ذلك الوقت لتقدم شخصية بحجم وقيمة "كوكب الشرق"، كما أن تقديم نجمة لشخصية "أم كلثوم" لم يكن يخدم العمل بل كان ذلك سيشكل صعوبة فى فصل شخصية النجمة عن شخصية "أم كلثوم" وكنت أرى أن "صابرين" يمكنها الاندماج بشكل كلى مع الشخصية وأن فيها كل مقومات النجاح للشخصية لكونها لديها خلفية غنائية حيث كانت تؤدى أغنيات وهذا كان مهما للشخصية وكل الأغنيات التى أدتها "صابرين" فى العمل بصوت مطربتين هما "زينب وآمال ماهر" أتقنتها وأقنعت المشاهد بأنها من تؤدى، وأتذكر أن "صابرين" عندما كانت تقوم بالأداء الحركى للشفاة مع "صوت أم كلثوم" نفسها فى بعض الأغنيات كان ذلك يسبب لها اندماجا أكثر مع الشخصية وتصدق أنها "أم كلثوم" وانعكس ذلك على الشاشة، ولكن واجهنا عدة تحديات أخرى لكون "صابرين" بدأت العمل كطفلة وذلك سبب لها حركة سريعة لمقلة العين مثل العروسة اللعبة وشفايفها تتحرك من اليمين لليسار وكذلك نبرة الصوت لصابرين كانت نبرة رفيعة وصوت "الست" عريض وتدربت كثيرا حتى تستطيع التكلم بنبرة صوت عريضة وطريقة كلام تتماشى مع شخصية "أم كلثوم" وذلك استغرق مجهودا كبيرا حتى نتخلص منه مع "صابرين" التى بذلت جهدا كبيرا فى التدريبات وأثناء تصوير العمل حتى أنها عندما كانت تتعب وتنسى كان لدينا إشارة بجملة فكنت أقول لها عبر "التوك باك": "صابرين أنا مش عايزة صابرين أنا عايزة أم كلثوم"، وسرعان ما كانت تتدارك الموقف، ومع بداية العرض وظهور "صابرين" أدرك الجميع أنه لم يكن هناك أصوب من اختيارها لأداء الشخصية، وأتذكر أنه عند عرض المسلسل بداية من الحلقة التاسعة تقريبا وكنت وقتها فى المونتاج طلبنى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى ذلك الوقت "عبد الرحمن حافظ " وقام بدعوتى فى برنامج إذاعى لصوت العرب اسمه "دعوة على السحور" وبالفعل ذهبت وأعتذر لى لأنه كان معارضا لتجسيد "صابرين" لشخصية "أم كلثوم" وعند العرض تدارك بأنه أخطأ بسرعة الحكم وأن رؤيتى لصابرين كانت فى مكانها الصحيح، وكذلك كل شىء فى المسلسل كان به تحديات فمثلا بسبب تطرق العمل للمراحل الحياتية المختلفة لأم كلثوم بداية من الطفولة وبدايتها فى الإنشاد وغنائها على العديد من المسارح فكل مسرح كان لابد أن يتناسب مع الحقبة التى يقدم خلالها، فالمسرح فى العشرينيات بشكل وإمكانات تختلف عن المسرح فى الثلاثينيات وكذلك المسرح فى تلك الحقبة يختلف عن المسرح فى الأربعينيات وكل فترة كانت لها موسيقى تناسب الحقبة، والمسلسل قدم فى سبع وثلاثين حلقة وقدمت فيه الكثير من الأغنيات وكل أغنية تمثل عصرا وكل تلك التفاصيل كانت تهمنى أن تكون صادقة وتقدم بكل دقة ولهذا العمل حمل من المصداقية ما جعل المشاهد يتعايش معه وكأنه يرى قصة حياة "كوكب الشرق" تمر أمامه.
اخترت لتجسيد شخصية "أم كلثوم" فى مرحلة المراهقة "ريهام عبد الحكيم" التى حضرت للأداء الغنائى للشخصية فى تلك المرحلة.. ألم تكن تلك مجازفة خاصة أنها لم تمثل من قبل؟
بالتأكيد مجازفة كبيرة لكونها تقدم الشخصية فى سن أربع عشرة سنة أى تقدم فى فتح المسلسل فى الحلقات الأولى وكان مهما جدا أن يصدقها الجمهور خاصة أن الشخصيات لدينا كانت تتغير فى نفس الحلقة فينتهى دور "سهر الصايغ" وتظهر "ريهام عبد الحكيم" فى نفس الحلقة وينتهى دور "ريهام" وتظهر "صابرين" فى نفس الحلقة، وعامل المصداقية كان مهما جدا أن يتحقق فى كل شخصية منهن وتشعر وكأنها كبرت بالفعل ولذلك فكانت مجازفة محسوبة حيث إن "ريهام" بينها تقارب شكلى مع "أم كلثوم" فى تلك المرحلة كما أنها تؤدى الأداء الصوتى لها لايف وهذا يحقق مصداقية وقمت بتدريبها كثيرا على الدور وعملنا بروفات مكثفة حتى قدمته وكأنها ممثلة منذ فترة، فكل مجازفة من وجهة نظر الجميع كانت محسوبة ومدروسة جيدا منى قبل الإقبال عليها، وأذكر أن "ريهام" كانت متخوفة جدا فى البداية عندما جاءت لتؤدى الأداء الصوتى فى تلك المرحلة وأخبرتها أننى أريدها فى تجسيد الشخصية وخوفها لكونها لم تمثل من قبل وعندما ستقف أمام الكاميرا لأول مرة تجسد فترة المراهقة "لأم كلثوم" وهذا ليس سهلا ولكننى قلت لها "ماتخافيش سيبى الحكاية عليا" وقد كان .
من الشخصية التى أحتاجت تدريبات مكثفة بخلاف شخصية "أم كلثوم"؟
جميع الشخصيات حصلت على تدريبات مكثفة ولم أدرب فنانا بشكل منفرد بل كان التدريب والبروفات مع المجموعة ككل وذلك جعل الشخصيات تندمج مع بعضها وتخرج بتلك المصداقية فمن ينسى الأداء المبهر للراحل "أحمد راتب" فى شخصية "القصبجى" والفنان "كمال أبورية" فى دور "أحمد رامى" و"أيمن عزب" فى دور "السنباطى" بشموخه وطوله وهيبته حتى لو لم يكن الشبه متطابقا ولكن المكياج كان له دور فى ذلك ومصداقية الأداء دمجت بين الشخصيات والممثلين مثلما قلت لك فكل العناصرفى العمل كانت تكمل بعضها.
هل كنت تتوقعين نجاح العمل بهذا الشكل؟
كنت أتمنى ولكننى لا يمكن أن أنسى عندما أعلنت الإعلامية "سناء منصور" فى المهرجان العربى للإذاعة والتليفزيون أن أحسن مسلسل لهذا العام هو مسلسل "أم كلثوم" قامت القاعة كلها بكل العرب بالتصفيق بشكل كبير وغير مسبوق حيث إن المهرجان يعرض فيه أعمال درامية عربية من كل الدول العربية وعندما يحصد مسلسل الجائزة يصفق الجميع بالتأكيد لكن الحماس الأكبر يكون من الدولة صانعة العمل بل الحماس للمسلسل لدينا كان مماثلا من كل الدول العربية وكل الدول العربية فيما بعد دعتنا كأسرة مسلسل للاحتفاء بنا من المغرب حتى البحرين والكل كان لديه إجماع أن المصداقية فى العمل حاكت الواقع .
كيف ترين اختيار "منى زكى" لتجسيد شخصية "أم كلثوم" فى فيلم "الست" للمخرج "مروان حامد"؟
بالتأكيد لا أستطيع الحكم على الفيلم لكونه لم يعرض بعد ولكن هذا العمل به تحد كبير أوله أنه يقدم شخصية تم تقديمها من قبل وحققت نجاحا كبيرا وأن "منى زكى" بعيدة كل البعد عن التكوين الجسمانى "لأم كلثوم" ولكن الفيلم بالتأكيد سيكون له زاوية مختلفة حيث إنه يقدم فى ساعة ونصف الساعة بينما المسلسل قدم فى سبع وثلاثين حلقة وقدم تفاصيل كثيرة، ولكن بشكل عام لا يمكن أن نتجاهل أن "منى زكى" ممثلة قوية جدا وكذلك المخرج "مروان حامد" مخرج مميز وأعتقد أن الثنائى سيقدم عملا برؤية جيدة وأتمنى للجميع التوفيق.
أخبار ذات صلة
المزيد من حوارات
الدكتورة هانم عمر: نستهدف توفير حضانات ل 30 % من أطفال مصر
عملية حصر دور الحضانة تجرى وفق آليات إلكترونية حديثة لدعم الطفولة المبكرة نسعى لتنفيذ خطط استراتيجية لتطوير الحضانات لرعاية الأطفال...
خليل محمد: تشغيل أضخم مشروع قومى لصناعة الأجهزة التعويضية خلال 2026
قال خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشئون الأشخاص ذوى الإعاقة بوزارة التضامن الاجتماعي، إنه وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية،
الدكتور إسلام عنان: الترصد الوبائى أول خطوط الحماية من فيروس"الشيكونغونـيا"
الحكومة المصرية تسحب عينات يومياً لرصد أى أمراض لا توجد لقاحات موسعة حتى الآن للفيروس
على عبد النبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا: محطة الضبعة مشروع سلمى
بعد أكتر من ستة عقود, تحقق حلم المصريين فى امتلاك مشروع نووى سلمى بفضل الجهود العبثية التى بذلتها القيادة السياسية...