أسرار نجاح مصر فى مفاوضات الهدنة فى غزة

بفضل الجهود المصرية الكبيرة والمتواصلة، تم إبرام هدنة انسانية فى غزة. ومنذ اليوم الاول تمسكت مصر بموقفها من رفض وإدانة القصف الاسرائيلى الغاشم على القطاع،
ولم تكف عن إجراء الاتصالات مع الولايات المتحدة ودول العالم ومؤسساته الدولية فى محاولة لوقف آلة الحرب الاسرائيلية ، رغم أنها كانت مهددة بأن تكون ملعبا للاحداث عن طريق تهجير فلسطينيى غزة لسيناء، إلا أنها أغلقت الباب أمام أى محاولة للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية ، كما اكدت بقوة على حق الفلسطينيين فى دولة مستقلة.
وقال النائب مجدى عاشور، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب إن الهدنة أعطت فرصة للمقاومة لالتقاط الانفاس، فخمسون يوما لافراد مفروض عليهم الحصار لسنوات فى مواجهة جيش بكل معداته دون أن تتأثر عزيمتهم، هى أيام صعبة جدا، ومن المفترض كذلك أن تكون الهدنة فرصة ليرى العالم عبر الكاميرات ما حاول الاحتلال اخفاءه فى الأسابيع الماضية من دمار للقطاع وأهله لكن هذا فى حال التزمت اسرائيل بكل بنود الهدنة، لكن الواقع اثبت انها تماطل فى تنفيذ البنود كاملة فلم تدخل المساعدات وفقا للاتفاق 100 شاحنة كل يوم، وتمارس إطلاق الرصاص الحى على كل من يحاول العودة للشمال، والهدنة كانت السبيل للافراج عن اسرى اسرائيل بما يدحض الاعلان الاسرائيلى بأن كل هذا القصف والدمار كان لتحريرهم، فالهدنة جاءت لتقول إن تحريرهم تم بالسلام وليس بالحرب.
وأضاف أن الهدنة ايجابية للحكومة الإسرائيلية، لأنها تخفف من الضغط الشعبى على نتنياهو، والوسيلة الوحيدة التى تم بها الافراج عن الاسرى، ستخفف حدة المعارضة ضد نتنياهو فى الداخل، وعلى الحكومات الغربية التى لها أسرى محتجزون لدى المقاومة.
وتابع: نحن نستمع لتصريحات الحكومة الإسرائيلية بالعودة للحرب لحين القضاء على حماس وتحرير كل الاسرى واحتمالية لعملية فى خان يونس، يقابلها رد من المقاومة بأن الاصابع على الزناد فى وضع الاستعداد، لكن المؤكد أن حدة الحرب ستقل بعد الهدنة التى ربما تجدد مرات حتى الوصول لوقف اطلاق للنار او على الاقل هدنة مطولة.
وأكد أن مصر منذ اندلاع الاحداث تلعب دورا دبلوماسيا قويا لمساندة الاشقاء فى غزة، بداية من الضغط حتى السماح بدخول المساعدات كشرط لخروج الاجانب، ثم جهودها للافراج عن محتجزتين فى غزة، الضغط الدولى الذى مارسته لمنع تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير وفى نفس الوقت اعادة احياء الحديث على حل الدولتين الذى اعطاه طوفان الاقصى زخما قويا بعد سنوات من الجمود، فالمرجعية الدولية موجودة والمبادرات تمت لا ينقصنا سوى الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة على حدود 1967، بكل ما تعنيه كلمة دولة، يحتاج ذلك أيضا لتضافر الجهود بين قوى الداخل والتنسيق بينها، وربما جاء طوفان الاقصى ليوحد الصف الفلسطينى للتركيز على القضية الاساسية دولة فلسطينية، والدور المصرى محورى فى الفترة القادمة فهى جزء من القضية كون غزة حدودها الشرقية وكانت اسرائيل تسعى لحل قضيتها على حساب مصر وهو ما وقفت القاهرة له بالمرصاد قيادة وشعبا، وغيرت من توجه العالم الغربى لتمرير التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال النائب مجدى الوليلى عضو لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب، إن ما يحدث هو مجزرة وموقف العالم الصامت صعب جدا، لاسيما أن هذا العالم نفسه تحرك لدعم اوكرانيا بشكل غير طبيعي، على العكس هنا الدعم للطرف الذى يقصف وينتهك القانون الدولى والانساني، ولكن الدولة المصرية بقيادتها وأجهزتها كافة تعمل منذ اليوم الاول لوقف العدوان.
واستطرد: أعتقد أن نجاح البرلمان فى التلويح لاوروبا بأن مصر قادرة على فتح منافذ الهجرة غير الشرعية إليها والغاء المعاهدات بينها ومصر التى تستهدف الحفاظ على مداخل اوروبا من هجرة الجحافل الافريقية للاستيطان بها، وهذه كانت رسالة واضحة ونواة للجهود المصرية القوية التى نأمل أن تسفر عن حل للازمة الحالية، لأنه إذا ما ضرب العالم عرض الحائط بما يحدث من انتهاكات ولو استمر الضغط الاسرائيلى لتحقيق الهجرة القسرية لسكان قطاع غزة، فإن امن مصر القومى خط احمر كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى وبالتالى فليتحمل الجميع مسئوليته وليس مصر وحدها، هذه احدى أوراق مصر فى السيطرة على الصراع الدائر، مشيرا إلى أن زيارة امير قطر لمصر وضعت الرؤية المصرية القطرية للحل، وكانت رسالة للعالم بأنه إذا لم تتوقف المجازر، فإنه سيكون الرد أقوى.
وأضاف: أعتقد أنه مع انتهاء عصر نتنياهو فى القريب، قد تتغير السياسة الاسرائيلية ويكون هناك تحرك ايجابى فى القضية الفلسطينية، لاسيما أن عامل الضغط الشعبى له أثر كبير، بسبب ما يحدث على مرأى ومسمع من العالم من مجازر، أصبح من الضرورى معها اتخاذ خطوات جريئة فى حل الصراع، لذا فالبعض لا يريد للهدنة أن تستمر حتى تظهر اسرائيل وكأنها تسعى للسلام وأن الفلسطينيين من يرفضون، فى حين أن الواقع أن اسرائيل ماطلت فى تسليم الاسرى وادخال المساعدات كما تم الاتفاق عليه ما جعل حماس تؤخر تسليم الدفعة الثانية من الاسرى ولكن المماطلة بدأت من اسرائيل.
وشدد على أن الدور المصرى الراسخ فى القضية الفلسطينية ينبع من عقيدتها وقوتها وهذه هى ما يحسب لها العالم حسابا، فمصر دولة قوية تملك التأثير فى العالم من خلال البحر المتوسط والبحر الاحمر وقناة السويس بما يمنع من ممارسة أى ضغوط عليها بسبب مواقفها سواء منع التهجير وتصفية القضية أو ربط خروج الاجانب بدخول المساعدات ، مصر مرة اخرى لديها كارت الهجرة غير الشرعية فعلى ارضها أكثر من 9 ملايين لاجئ عربى رسميا و اربعة ملايين وافد غير رسمى لو خرجوا من مصر فليس لهم ملاذ سوى أوروبا القارة العجوز التى تستمد قوتها من امريكا فقط، أيضا فلسطين ليس فى نيتها قبول التهجير وكل مخططات دفعهم خارج اراضيهم تحت اى مسمى لن تقبل بها اى دولة عربية ولا الفلسطينيون أنفسهم الذين صاروا يرون اهوال الدم كمجرد لون احمر، فشعب لعبته الشهادة لن يترك أرضه وهم شعب شرس متمسك ببلاده يربى ابناءه على الشهادة فى سبيل الارض، ولذا رغم صعوبة الوضع والابعاد فيها إلا أنه لو لم تتخذ اجراءات حاسمة ستكون هناك تغيرات كبيرة فالوضع يختلف عن حرب روسيا وأوكرانيا التى قاربت على السنتين، وسلاح الطاقة هو السلاح الحقيقى لانهاء هذا الصراع الممتد ويحتاج فقط لتضافر جهود الحكام العرب.
وقال اللواء محمد صلاح أبو هميلة عضو لجنة الدفاع والامن القومى بمجلس النواب، إن الدور المصرى حاضر دائما وبقوة فى كل القضايا العربية وبالقلب منها غزة، ومصر منذ حرب 1948 قدمت اكثر من 120 الف شهيد لنصرة القضية الفلسطينية، وقدمت قبل عامين 500 مليون دولار لاعادة اعمار غزة بعد انهاكها ايضا من قبل الاحتلال وغيره كثير، ولذا مصر كان لها دور قوى وأساسى فى الهدنة الاولى منذ بداية الصراع والتى تحققت وتم فيها تبادل للاسرى ودخول المساعدات، والقيادة المصرية استطاعت من خلال علاقتها باطراف المعادلة كاملة الوصول للموقف الحالي، واسرائيل والغرب لا يعترف الا بلغة المصالح، ومصلحة اسرائيل ألا تخسر الدور المصرى والعلاقات الطيبة معها التى يحول بينها مسعاها لدفع اهالى غزة لسيناء وتصفية قضيتهم ونقل الصراع لاراضى مصر، منوها بأن مصر تحتل المركز العاشر فى التسليح على مستوى العالم بأسلحة متنوعة، وربما هذا ما أجبر الغرب على وقف مساندة اسرائيل فى تحقيق خطة جيورا ايلاند، لاسيما أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تحدث بلغة الحسم للعالم كله، وبدأت الولايات المتحدة الداعم الاكبر لاسرائيل تميل للحديث المصري، وتم إلغاء خطط التهجير القسرى خارج غزة.
أخبار ذات صلة
المزيد من سياسة
الصحفي "أنس الشريف"من جباليا علم أنه مستهدف من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي
تعد حرية الصحافة من أبرز ركائز الديمقراطية وحقوق الانسان، غير أن الواقع في الاراضي الفلسطينية بصفة عامة، وغزة بصفة خاصة...
سفارة المغرب تحتفل بالذكرى ال 26 ليوم العرش الوطنى
بحضور «هنو» و«المسلمانى» أحمد هنو: مصر والمغرب علاقات عميقة وتاريخية وتقوم على الاحترام والتعاون
« ديميترى بريجع»ترامب أطلق الإنذار الأمريكى باتجاه المواجهةالمباشرةضد روسيا
تقليص مهلة وقف الحرب الأوكرانية يضع العالم أمام حرب نووية محتملة تسليح أوكرانيا بصواريخ « أتاكمز» بعيدة المدى هو إحدى...
وزيرالدفاع يلتقى عدداًمن مقاتلى الجيش الثانى الميدانى وكلية الضباط الاحتياط
التقى الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى بعدد من مقاتلي الجيش الثانى الميدانى...