المقهى الدبلوماسي - أوزباكستان التي لا يعرفها أحد

شهدت الأيام الماضية زيارة وفد رفيع من أوزباكستان لمصر ضم مستشار رئيس جمهورية أوزباكستان ومفتي أوزباكستان ، وألتقى الوفد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب

والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وإذا بصديقي على المقهى الدبلوماسي يسألني: "هي فين أوزباكستان دي.. وعلاقتنا بيها إيه.. وأهميتها بالنسبة لينا إيه.. فابتسمت قائلا: جمهورية أوزباكستان دي كانت معروفة عند العرب قديما باسم بلاد ما وراء النهر وهي بلاد سمرقند وطشقند وخوارزم وبخارى اللي قدمت للإسلام أعلام مثل الإمام البخاري عالم الحديث وصاحب الصحيح الشهير نسبة إلى مدينة بخارى، والخوارزمي عالم الجبر نسبة إلى مدينة خوارزم والبيروني الرحّآلة والفيلسوف والفلكي والجغرافي والجيولوجي والرياضياتي والصيدلي والمؤرخ والمترجم.. يُنسب إلى مدينة خوارزم.. وأما لفظة "البيروني" فهي بلغة أهل مدينة خوارزم تعني الغريب ، حيث كان أبو ريحان يوصف بذلك من أهل خوارزم لقلة مكوثه في المدينة وكثرة ترحاله، والنسائي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي، المحدّث والقاضي وأحد أئمة الحديث النبوي الشريف صاحب السنن الصغرى والكبرى المعروف بسنن النسائي، ولد في بلدة نسا والزمخشري عالم التفسير ولد في مدينة زَمَخْشَر في أوزبكستان والترمذي عالم الحديث الضرير من مدينة ترمذ وابن سينا هو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، المعروف بالشيخ الرئيس وأمير الأطباء وأبو الطب الحديث ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى في أوزباكستان".

ثم نظرت إلى صديقي، فوجدته فاغرا فاه، فاستطردت قائلا: "وبعدين تعرف حي الأزبكية وحديقة الأزبكية في القاهرة؟  إيه رأيك إن الحديقة دي منسوبة لجمهورية أوزباكستان، واللي أنشأها سيف الدين أوزبك اليوسفى ، وكمان مقياس النيل فى القاهرة اللى أنشأه أحمد الفرغانى، نسبة لمدينة فرغانة وجامع (ابن طولون) اللي من أكبر مساجد مصر من حيث المساحة، أمر ببناؤه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية سنة 877م ، والذي ترجع أصوله إلى قبيلة التغزغز التُركيَّة التي كانت تُقيمُ في بُخارى في أوزباكستان، ومحمد بن طغج الإخشيد المؤسس الأول للدولة الإخشيدية في مصر، كان غلام تركي، أصله من فرغانة المدينة الأوزبكية، و"الإخشيد" عبارة عن لقبٌ فارسيّ قديم منحهُ الخليفة العبَّاسي أبو العبَّاس مُحمَّد الراضي بِالله لِأبي بكر مُحمَّد بن طُغج بن جُف.

وهنا استوقفني صديقي قائلا: "وهي فين أوزباكستان دي؟"، فقلت له: "أُوزبكستان هى أكبر دولة سكاناً فى وسط آسيا،عاصمتها طشقند ومن أهم مدنها سمرقند وبخارى، وعملتها السوم الأوزبكستاني، ولغتها الرسمية الأوزبكية والروسية، مساحتها 447,400 كم² وعدد سكانها 31576400  نسمة، تحدها كازاخستان من الشمال ومن الغرب، وتركمانستان من الجنوب وقيرجيزيا وطاجكستان من الشرق، وكلها جمهوريات إسلامية وأوزبكستان بلد زراعي تنتج القمح والأرز والذرة و القطن الخام ، وأوزباكستان لديها ثروة حيوانية كبيرة لذا لديها أفضل أنواع اللحوم، وهى إحدى الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفياتية السابقة لأن أوزباكستان كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي قبل تفككه، واستقلت عنه في 1991، ومصر كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال أوزباكستان، ومصر احتفلت في سبتمبر الماضي بمرور أكثر من ربع قرن على افتتاح أول سفارة مصرية بـ«طشقند» 1993، أما أول رئيس لأوزباكستان هو إسلام كريموف، والرئيس الحالى هو شوكت ميرضيائيف وتم انتخابه فى ديسمبر 2016 بعدما كان رئيسًا للوزراء.

وإلى هنا توقفت عن الحديث ، مستكملا فنجان القهوة الفرنسية التي أعشقها، تاركا صديقي يتمتم: "أوز..با.. كستان.. أوزباكستان"..

 

 

 

 

 

 

 

Katen Doe

حمودة كامل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
المقهى الدبلوماسي - قمة مجموعة السبع.. والمشاركة المصرية
المقهى الدبلوماسي - القمة الإسلامية الـ 14 والدعم الكبير
المقهى الدبلوماسي - عودة مصر الأفريقية
المقهى الدبلوماسي- الشهرة تطمس الحقيقة.. اللاعب مانجا وضحاياه
المقهى الدبلوماسي.. فرنسا على صفيح ساخن
المقهى الدبلوماسي -  ليبيا.. قصة لم تنته
المقهى الدبلوماسي..هل انسدل الستار على قضية الصيدلي المصري ؟!
المقهى الدبلوماسي ـ غزة تستغيث.. ومصر تستجيب

المزيد من أقلام

wave
بكل صراحة - الثانوية .. حالة طوارئ

اقتربت امتحانات الثانوية العامة وصارت على أبواب الأسر المصرية ولابد أن حالة طوارئ واحتشاد توجد الآن فى عدد هائل من...

صورة - الثقافة والحوار الوطنى

للحوار الوطنى أهمية خاصة فى هذه المرحلة التى تشهد تحولات كبرى فى العالم كله، ومن الطبيعى أن يكون هناك آليات

بروح رياضية - كرسى فى الكلوب

فى الوقت الذى حققت فيه بعثة مصر للمصارعة فى بطولة أفريقيا بتونس إنجازات عظيمة، جاء شاب يدعى بغدودة

همسة قلم - موقف لا أنساه مع الراحل محمود بكرى

كنت طالبًا بكلية الإعلام وأتنقل بين مكاتب الصحافة العربية مثل عمال التراحيل.. هنا موضوعات سياسية وهناك