«سفاح الجيزة» أرهقنى نفسيًا / سعيدة بالمشاركة فى «فوى فوى فوى»
فنانة قديرة قدمت خلال مشوارها الفنى الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية، وشاركت بأدوار متميزة فى الدراما الاجتماعية، كما تميزت بتقديم دور الأم بشكل مختلف، جعلها من أبرز من قدموا هذه الشخصية خلال الفترة الأخيرة..
«حنان يوسف» أطلت علينا بشخصية أم جابر فى مسلسل «سفاح الجيزة»، ونالت إعجاب الجمهور وتفاعل معها عبر مواقع التواصل الإجتماعى، حيث جاءت مختلفة تمامًا عما قدمته من قبل.. عن دورها فى المسلسل وكواليسه، وعن تجربتها السينمائية الجديدة تحدثنا مع الفنانة الكبيرة فى هذا الحوار..
كيف جاءت مشاركتك فى مسلسل «سفاح الجيزة»؟
حدثنى مخرج العمل هادى الباجورى للمشاركة ضمن فريق المسلسل، ولم أتردد لحظة فى قبول الدور، وتحمست للغاية عند قراءتى للسيناريو، ومعرفة تفاصيل الدور، والتحضيرات والاستعدادات للبدء فى التصوير، فالعمل مع مخرج متميز مثل هادى مهتم بأدق التفاصيل، وباختيار الشخصيات، وسير الأحداث بطريقة منظمة وبسيطة للمشاهد، وخصوصا الأعمال المأخوذة من قصص حقيقية، لا بد أن تُقدم بشكل درامى مختلف، يجذب الجمهور، وهذا ما تم فعله خلال التصوير.
كيف رأيت طبيعة دورك وشخصية أم سفاح؟
جسدت شخصية أم جابر سفاح الجيزة، الذى ارتكب جرائم قتل كثيرة، ولكنه بار جدًا بأمه، ويخاف منها وعليها فى نفس الوقت، ويرعاها، فالأم هى المحور الأساسى والمحرك الرئيسى فى تشكيل نفسية أبنائها، وهى المسئول الأول والأخير عن تربيتهم وسلوكهم، وجعلهم أسوياء فى المجتمع، يتعاملون مع الناس بشكل سوى وطبيعى، فعند أى جريمة أو حادث يقوم بها أى شاب، تجد أن الأهل هم السبب فيها، وليس الفاعل نفسه، فهناك أسباب نفسية وخلفية سوداء يحتفظ بها المجرم منذ صغره، ومواقف مرَّ بها فى حياته، تكمن فى ذاكرته، ويطلقها على المجتمع، ومن يتعامل معهم، وهذا ما نجده فى الكثير من الجرائم التى حدثت فى المجتمع مؤخرًا.
كيف كان استعدادك للشخصية؟
شخصية الأم دائمًا محورية، ولا بد من التركيز عليها، وتسليط الضوء الدرامى على تفاصيلها، أم جابر فى أحداث المسلسل هى سبب كل الجرائم التى حدثت، والمسئول الوحيد أمام المجتمع على ما اقترفه ابنها خلال الأحداث؛ فهى أم مختلفة تمامًا عن أى أم، لأنها من الأساس عانت من أسباب نفسية كثيرة، ومشاكل بينها وبين زوجها، وهذا ما وضح من خلال فلاش باك للأحداث، وربط بين ما فعلته الأم مع الأب فى الماضى، ومع ما فعله ابنها فى الحاضر، وأنه خائف منها باعتبارها مثله الأعلى، ويقلدها بسبب ما، تم تخزينه فى ذاكرته فى الماضى وهو طفل، فالتحضير للشخصيات ذات المرض النفسى والسيكوباتى مرهقة ذهنيًا وبدنيًا؛ لأننى عشت الشخصية بكل تفاصيلها من ملابسها وطريقة كلامها، وحتى أسلوبها ومشاعرها المتناقضة مع ابنها، وتعنيفه دائمًا فى كل شىء يقوم به.
هل كنت تتوقعين نجاح الدور وردود الأفعال الكثيرة حوله؟
لم أتوقع هذا النجاح الكبير، وجاء مفاجأة بالنسبة لى، ولكن نجاح أى عمل متوقف على الكتابة الجيدة من خلال السيناريو، والتحضيرات التى أعدها المخرج هادى الباجورى، لكى يخرج العمل بهذا الشكل الرائع، وينال إعجاب المشاهدين من الحلقة الأولى، رغم أن المسلسل عدد حلقاته قصيرة، ويُعرض على منصة رقمية، ولكن حقق نجاحًا باهرًا بقوة مسلسلات الـ٣٠ حلقة، وردود أفعال الجمهور فاقت التوقعات، وأسعدتنى جدًا، فبعضهم تأثر وتعاطف مع الشخصية، والبعض الآخر كان خائفًا من الأم، ويلوم عليها دائمًا، ويحملها كل ما حدث.
قدمت دور الأم أكثر من مرة، فما وجه الإختلاف بينهما وبين أم جابر؟
بالفعل قدمت دور الأم كثيرًا، وفى أعمال درامية مختلفة؛ لكني نوعت فى هذا الدور، ولم أكرر نفسى، فكل شخصية مختلفة عن الأخرى، فنجد فى «بـ١٠٠ وش» أم سكر «نيللى كريم»، كانت أم لبنتين، وتتعامل بطريقة كوميدية، وهذا ظهر من خلال الأحداث، وأيضًا فى مسلسل «أهل كايرو» قدمت شخصية الأم المكلومة الحزينة على مقتل ابنتها، وتأثرت جدًا بعد هذا الدور؛ لأننى أدخل فى تفاصيل وأعماق الشخصية. دور الأم لا يمكن إغفاله، لأنه ضلع أساسى فى تكوين الأسرة، وبالتالى لا بد من عرضه دراميًا، ولكن «أم جابر» جاءت مختلفة تمامًا، لأننى أول مرة أقدم شخصية مركبة ذات أبعاد نفسية، وإنها المحرك الأساسى للأحداث، والمتهمة الأساسية، والسفاح الحقيقى فى هذه الجرائم بطريقة غير مباشرة، نتيجة تربيتها الخاطئة، وما رآه ابنها فى الماضى.
ما الرسالة التى قدمتها أم جابر خلال العمل وبماذا تنصحين الأمهات؟
أم جابر حملت رسالة مهمة للأمهات، وهى عدم تعنيف الأطفال الصغار، والتعامل معهم كأنهم لا يدركون شئيًا، ولا يعرفون ماذا يدور حولهم، وأنهم أطفال، وهذا خطأ كبير تقع فيه الكثير من الأمهات؛ فالطفل يسجل كل ما يدور حوله من تصرفات وسلوك، فالأم هنا ارتكبت جريمة كاملة أمام أعين ابنها، وهو ما سبَّب له عقدة نفسية، وجعله يتعامل باستهتار مع من حوله، أو بمعنى أصح «كل اللى يضايقه يقتله»، وهذا سلوك غير قويم وعنيف، فنصيحتى للأمهات فى تربية أبنائهم عدم تعنيفهم وتوبيخهم أمام الناس، والتحكم فى تصرفاتهم وسلوكهم أمام الأبناء، فإذا أحسنت التربية، أحسنت المعاملة، وأضفت أشخاصًا أسوياء معافين نفسيًا فى المجتمع.
ماذا تقدمين فى فيلمك الجديد «فوي فوي»؟
أجسد شخصية أم لشاب يُدعى «حسن»، ويعمل فرد أمن لحراسة أحد الأماكن، ولكن طموحه أكبر من إمكانياته، ويحلم بأشياء كثيرة يريد تحقيقها، ويفكر فى الهجرة غير الشرعية، ولكن يتراجع عن هذه الفكرة، ويدعى أنه كفيف، ويلتحق بفريق لكرة القدم للمكفوفين، وتدور الأحداث فى إطار كوميدى بين الابن والأم، التى لا تستطيع تكذيبه، والعمل تأليف وإخراج عمر هلال.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
فى حادث سير رحل الفنان أشرف عبدالغفور مساء الأحد الماضى عن عمر ناهز 81 عاماً ودون شك ما قدمه أشرف...
فى يوم 11 من ديسمبر 1911، دخل «نجيب محفوظ» الدنيا، وخدمته الظروف فمنحته عائلة ميسورة مستورة، فاستطاع اللحاق بالمدارس ثم...
منعوها من دخول البيت الأبيض وتليفوناتها مراقبة/ قالت إن «حجم القنابل التي أُسقطت على غزة تعادل القنبلة التي أُسقطت على...
على مدار خمسين يوما استمرت ضربات المحتل الإسرائيلى تجاه غزة.. تحصد الزرع والضرع، لا تفرق بين طفل وعجوز..