"كتف في كتف"..مبادرة وطنية تتحدى الأزمة الاقتصادية

"انتصار جديد، وتمثيل حقيقى لمعانى الإنسانية والتضامن والتكافل المجتمعي"،"دور جميل في وقت صعب "،" نجاح جديد، كتبته أيادى المصريين المخلصين فى مجتمع مدنى" .. بهذه الجمل وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة "كتف في كتف " التي أطلقها باستاد القاهرة الدولي تحت مظلة "التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى”، لدعم الأسر والفئات الأولى بالرعاية، وتخفيف المعاناة عن الأسر المصرية وتوفير الإحتياجات الغذائية قبل حلول شهر رمضان الكريم.

وفي إطار المبادرة ، يشارك نحو 400 ألف متطوع بالتحالف الوطني في عمليات التجهيز وتعبئة كراتين المواد الغذائية  وذلك في عدد من المحافظات تشمل (الجيزة – الفيوم – الدقهلية – البحيرة – أسيوط – أسوان – الإسكندرية – دمياط – مرسي مطروح – السويس).

"حياة بلا فقر"

وحول مدى أهمية المبادرة ودورها في غرس روح الانتماء وثقافة التطوع ،صرح الدكتور كريم همام مدير معهد إعداد القادة لموقع أخبارمصر بأن مبادرة كتف في كتف مبادرة مهمة للمجتمع المدني وليست جديدة على المجتمع المصري وتم الاستعداد لهذه الحملة الكبيرة على مدى شهور منذ انطلاق التحالف بعد إعلان الرئيس السيسي عام 2022 عاما للمجتمع المدنى، في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة 2030 إلى جانب بدء تطبيق الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وذلك بالتكامل مع المسار التنموى القومى لمصر الذى يرسخ مبادئ تأسيس الجمهورية الجديدة، ويحقق أهداف رؤية مصر 2030.

وأضاف أن المبادرة تشارك بها 34 جمعية أهلية ومؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني لتوزيع نحو 6 ملايين كرتونة رمضانية على 25 مليون مصري في 10 محافظات بهدف "حياة بلا فقر وبلا عوز" على غرار المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لرفع مستوى المعيشة، لأكثر من “أربعة آلاف” قرية مستهدفين تحقيق تنمية حقيقية، وتحسين جودة الحياة لحوالى 58 مليون مواطن، بموازنة تقارب الـ700 مليار جنيه أو يزيد.

وتستهدف تلك المبادرة بالأساس دعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقا، لتخفيف العبء عنهم في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، وقد بدأها التحالف الوطني للعمل الأهلي في المحافظات الحدودية.

وتم إطلاق تجريبي للمبادرة، في 16 محافظة كـ"بروفة أولية" قبل الانطلاقة الكبرى، و توزيع العديد من صناديق الغذاء على المستحقين وفق قاعدة بيانات سبق إعدادها وتجهيزها من قبل التحالف الوطني.

وطالب د.همام بتوسيع نطاق المبادرة وتعميمها وتكرارها في مختلف الأزمات والمواسم لرفع العبء عن المواطن في ظل غلاء الأسعار مشيرا إلى ضرورة تنمية روح التعاون بين أفراد المجتمع وانتقالها من متطوعي الجمعيات الأهلية لكل المؤسسات وللأسرة ليصبح بكل بيت متطوع من أجل رفع اسم مصر وتأكيد وحدة ورفعة المصريين، وأن الجميع على قلب رجل واحد في مواجهة التحديات والصعوبات.

وأعرب د.كريم همام عن فخره بأن هذه المبادرة من أهم المبادرات في تاريخ مصر، لأنها تلقى دعمًا من القيادة السياسية والرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن الفترة المقبلة ستشهد انتشار مثل هذه المبادرات التي تؤكد أن المصريين داعمين لبعضهم.

وأشار إلى اهتمام القيادة السياسية بتعزيز الوعي المجتمعي ودعم روح الانتماء للوطن، منوهًا إلى أن معهد إعداد القادة يواصل دوره بدعم مباشر من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لتعزيز التعاون بين جميع مؤسسات المجتمع.

أكبر مبادرة حماية اجتماعية في تاريخ مصر

ويرى عقيل اسماعيل عقيل المنسق العام للاتحاد العربي للتطوع بمصر أن مبادرة "كتف في كتف" تعد أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية في تاريخ مصر،أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في محافظات الجمهورية مؤكدا أن دورها كبير في حماية غير القادرين ومحدودي الدخل، لا سيما في التوقيت الحالي الذي يعاني فيه العالم أجمع من ظروف اقتصادية صعبة.

واعتبرعقيل أن هذه المبادرة تأتي نتاجا لإيمان الرئيس عبدالفتاح السيسي بقدرات العمل الأهلي كشريك مهم في التنمية، وتكثيف الجهود بين مؤسسات المجتمع المدني تحت مظلة "عمل واحد" لضمان الحماية الاجتماعية لجميع الطبقات حيث تدعم المبادرة الفئات الأكثر احتياجًا والأسر الأقل دخلا، وفق مبادرة رائدة لم تحدث من قبل وهو مايعزز مبدأ التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن.

وأضاف عقيل :أيضا المبادرة تنشر وتعزز قيمة العمل التطوعي خاصة بين الشباب حيث تأتى بمشاركة نحو 300 ألف متطوع ومتطوعة في مختلف المحافظات، وتتولى توزيع نحو 6 ملايين كرتونة مواد غذائية، يتم توزيعها في جمع المحافظات قبيل شهر رمضان المبارك 2023، حيث يستفيد منها نحو 25 مليون مواطن ومواطنة،وهو ما يعكس حجم الاهتمام الموجه من الدولة والمجتمع المدني للفئات الأكثر احتياجا.

قاعدة بيانات تضمن وصول المساعدات لمستحقيها

وقال الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للموقع إن فعاليات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، ومنها مبادرة "كتف في كتف" اعتمدت على تقديم مساعدات حقيقية تتماشى مع قاعدة بيانات واضحة تضمن وصول المساعدات لمستحقيها، مع عدم تكرار المساعدات لنفس المناطق والأشخاص مرة أخرى وتوزيعها بصورة عادلة ، فتم إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للمستفيدين وتطوير الخدمات بشكل يتواكب مع تلك القاعدة الجديدة، والتي تم بناؤها اعتمادًا على معلومات توفرت في أكثر من 25 ألف جمعية قاعدية، وأكثر من 30 كيانا ومؤسسة كبيرة في مصر إلى جانب التعاون الوثيق مع قواعد بيانات الجهاز التنفيذي للدولة بما يضمن النجاح الكامل للمبادرة.

وأضاف أنه لأول مرة فى تاريخ العمل الأهلي فى مصر، يتم رسم سياسات عمل الجمعيات الكبرى بشكل تشاركى تكاملى، والدخول فى مشروعات مشتركة مع التخطيط بشكل مسبق لضمان تحقيق التكامل وليس المنافسة والتكرار بين المؤسسات الأهلية، ما ساهم فى إنفاق 12 مليار جنيه خلال 10 أشهر لمساعدة 30 مليون مواطن فضلا عن توفير 39.500 فرصة عمل من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة وبالأخص مشروعات رؤوس الماشية، فضلًا عن إطلاق مبادرة "ازرع" لدعم ملف الزراعة وتحسين أحوال صغار الفلاحين ودعمهم وتشجيعهم على زراعة المحاصيل الاستراتيجية.

وقد تم التركيز فى البداية على استهداف المحافظات التى بها تجمعات أكثر وأعداد متطوعين أكثر، ولم تكتف المبادرة بتقديم المساعدات العينية والمواد الغذائية فقط، بل نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عددًا من الفعاليات الثقافية والفنية بمحافظات: الأقصر، وكفر الشيخ، والشرقية، والقاهرة، من خلال ورش حكى للأطفال عن أهمية المشاركة المجتمعية، بالإضافة إلى العروض الفنية التى تناولت أهمية العمل التطوعى والتفاعل مع المجتمع.

ويرى أن هذه المبادرة تعد ترسيخًا للتلاحم والتكاتف الكامل بين الدولة ومؤسسات العمل الأهلي التنموي، وإيمانًا من الرئيس السيسي بالطاقات والجهود التي تمتلكها مؤسسات العمل الأهلي كشريك فاعل وأساسي في عملية التنمية؛ وهو ما تُرجم لأكثر من فعل آخرها المبادرة الأكبر "كتف في كتف"، مؤكدًا أهمية استمرار المشاركة الفعالة للجميع؛ بما يحقق أهداف العمل الوطني في تنمية المجتمع المصري بالتوازي مع المؤسسات الحكوميةحيث وجه مناشدة للشعب المصري، بمختلف فئاته، بضرورة الوقوف على قلب رجل واحد، وإرساء مبادئ العمل التكافلي للجميع، لاستحضار روح التكاتف في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية، لمساندة الأسر الأولى بالرعاية، والعمل على توفير المقومات الأساسية لحياة كريمة للبسطاء ومحدودي الدخل.

تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية

وأكد د.أحمد الدسوقي الخبير الاقتصادي، أن مبادرة «كتف في كتف» أضخم مبادرة حماية اجتماعية فى تاريخ العمل الأهلي التنموي المصري للتخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ، في وقت صعب يؤكد على تكاتف الجهود المبذولة سواء من الجانب الحكومي أومؤسسات المجتمع المدني تحت رعاية واهتمام القيادة السياسية.

وأشار إلى أن حضور رئيس الجمهورية إطلاق فعاليات المبادرة يدعمها ويسهم في أن تنتشر مبادرات أخرى ونحن في استقبال شهر رمضان المبارك.

ولفت إلى أنها تستكمل ما اتخذته الدولة من منهج خلال الفترة الماضية لتنويع أشكال تخفيف العبء عن كاهل البسطاء وتوافر السلع الأساسية للمواطن بأسعار أقل من مثيلاتها في الأسواق، سواء بانتشار معارض أهلا رمضان على مستوى الجمهورية وإصدار حزمة قرارات لتحسين الأجور وزيادة الفئات المالية لبرنامج تكافل وكرامة، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية في تأمين الاحتياجات الغذائية مراعاة للمواطنين خاصة البسطاء ومحدودي الدخل، بما يتناسب مع الظروف الاقتصادية الراهنة .

فرحة رمضان

ويرى النائب أحمد عاشور، عضو مجلس النواب، أن مبادرة "كتف في كتف"، التي ينظمها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي الذي يضم 33 كيانًا تنمويًا ومؤسسة مجتمع أهلي في مصر، بالإضافة إلى الاتحاد العام للجمعيات الأهلية قادرة على رسم البسمة والأمل على الوجوه في رمضان .

وأوضح أن المبادرة تعكس التنسيق والتعاون المباشر والشراكة الحقيقية بين المجتمع المدني متمثلًا في التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي والمؤسسات الحكومية وقطاعات المسئولية المجتمعية بالقطاع الخاص، مؤكدا أن التحالف استهدف تخفيف الأعباء عبر حزمة من المساعدات ليست فقط عينية ونقدية، وإنما العمل على مراعاة حقوق الفئات الأولى بالرعاية، والاستثمار في أفراده وأطفالها؛ بمد التمكين الاقتصادي لضمان دخلًا يمكنهم من الإنفاق على أسرهم.

وأضاف "عاشور" أنها انطلقت قبيل شهر رمضان المبارك إمتدادا لمبادرة "وصل الخير" التي أُطلقت في شهر رمضان الماضي؛ لتدعيم لبرامج الحماية الاجتماعية، ولتخفيف العبء عن الفئات الأولى بالرعاية، والحد من الآثار السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية.

**وأخيراً ..تحية تقدير لمتطوعي المبادرة التي نترقب نجاحها وتعميمها لنثبت للعالم قدرتنا على اقتحام التحديات، والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل.