على الرغم من أني لست من محبي السوشيال ميديا وهواة تصفحها.. إلا أنني من وقت لآخر ولأسباب تخص عملي أدخل بعض وسائل التواصل الاجتماعي .. واليوم وبالصدفة.. وأنا على الفيس بوك.. استوقفني فيديو لطفلة سورية صغيرة لا تتجاوز السنوات الخمس.. كانت من بين المصابين الذين تم إنقاذهم بعد أيام قضتها تحت الأنقاض بعد الزلزال العنيف الذي هز تركيا وسوريا أوائل فبراير الجاري.. فتحت الضمادات والمحاليل التي كانت معلقة للطفلة.. كان صوتها يخرج بالكاد وهي تبكي.. فماذا كانت تقول.. كانت تتحدث وكأنها تناجي ربها.. باكية ان لها عدة أيام لم تصلي.. حيث كانت اخر صلاة لها هي العصر.. وجعلت من الصلاة على النبي ورد دعاء لها تحت الأنقاض لكي يكتب الله لها السلامة وتخرج حتى تستطيع ان تصلي ما فاتها من أوقات..
ولم يكن هذا المشهد الحقيقي الواقعي المؤثر يحتاج لأية تعليق.. وإنما لحظات صمت استغرقتني مع دموع غلبتني وأنا لا أدري سبب هذه الدموع.. أهي تعاطفا مع آلام هذه الطفلة المسكينة التي كانت آهاتها تقطع كلامها أثناء الفيديو.. أم كانت هذه الدموع إعجابا وفخرا بهذه الطفلة التي أسأل الله أن يثبتها طوال حياتها.. لأن امتنا العربية والإسلامية في أمس الحاجة لمثل هؤلاء الفتيات المتعلقات برضاء الله حتى تنهض بهن الأمة.. أم أن دموعي كانت حسرة وأسى على أطفالنا وشبابنا وبناتنا الذين شغلتهم الدنيا وأغرقتهم في زخرفها ما بين الموبايل واللاب توب والآيباد وما عليهم من ألعاب ووسائل تلهيهم ليس عن ذكر الله فقط وإنما عن كل شئ.. عن أهلهم ودراستهم وعملهم.. ولا أعني بكلامي هذا أن نمنع أبناءنا من استخدام هذه الأجهزة.. أبدا.. وإنما بحساب ونظام وتحت أعيننا.. وأن نزرع فيهم ان هذه الأشياء من نعم الله علينا والتي تستوجب شكره.. وبذلك نربط كل ما يتعلق به الطفل بالله حتى يزداد ارتباطه بالله ويصبح لدينا طفلة كهذه التي ما كان يشغلها وهي على وشك الموت سوى انها لم تصلي فروض ربها..
وكادت أن تغلبني دموعي مرة أخرى..ولكن صوت حسن.. جرسون المقهى الدبلوماسي أوقفها.. وهو يضع قهوتي الفرنسية أمامي قائلا.. اتفضل يا أستاذ.. فشكرته ونظرت حولي .. فإذا بصديقي العزيز ممسكا بجريدة في يده ويقترب بكرسيه من مائدتي
وهو يقول.. شفتك سرحان ومستغرق في التفكير فما حبتش أقاطعك..
فبادرته قائلا.. ولا سرحان ولا حاجة.. انت عامل إيه.. فأجابني.. الحمد لله.. تمام.. بس كنت عايز أسألك عن خبر قريته في الجرنال.. فقلت.. إيه هو.. فقال.. هو ليه وزير الخارجية سافر أثيوبيا.. هو احنا مش فيه بينا وبينهم مشاكل بسبب سد النهضة.. وبعدين هو إيه اللي حصل لموضوع السد ده.. ولا بقينا نسمع عنه أي حاجة ليه..فقلت.. الموضوع ما يمشيش كده..فقال.. أومال ازاي بقى .. فهمني..فقلت.. بالنسبة لآخر أخبار سد النهضة.. أعرفك ان أثيوبيا أعلنت انها انتهت من الملء الثالث للسد.. لكن دكتورهاني سويلم وزير الموارد المائية والري قال أن الوزارة بتابع بدقة تأثير ملء سد النهضة الأثيوبي على كميات المياه القادمة لمصر وللسد العالي .. وإن مصر لم تتأثر بالملء الثالث لسد النهضة بسبب الفيضان الكبير اللي ما حصلش من 115 عاما.. هطول كميات كبيرة من الأمطار جعلت مصر تحصل على كميات مياه لم يسبق لها مثيل.. وبناء عليه لم يحدث تأُثير على كميات المياه و مناسيبها على بحيرة ناصر".. أووزير الخارجية سامح شكري قال إن مصر تتمسك بضبط النفس ومراعاة حقوق الشعب الإثيوبي .. وإن أثيوبيا بتماطل في التوصل إلى إطار قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة..
ولكن سامح شكري شدد على أنه لن يكون أبداً فيه تهاون في حق الشعب المصري.. ده بالنسبة لموضوع السد.. ولكن ده ما يمنعش المسئولين المصريين أنه لما يحصل في اثيوبيا حدث قاري كبير أنهم يحضروا ويكونوا موجودين.. وعلشان كده وزير الخارجية راح للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لرئاسة وفد مصر في أعمال الدورة الـ 42 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي اللي انعقد يومي 15 و16 فبراير 2023 على مستوى وزراء الخارجية.. واللي انعقد بعده الدورة 36 لقمة الاتحاد الإفريقي تحت عنوان "تسريع مسار تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية" يومي 18، 19 فبراير..فقاطعني صديقي.. طيب وإيه اللي تم في القمة دي..فقلت..في القمة دي ناقشوا تقرير الأنشطة السنوية للاتحاد الإفريقي وأجهزته.. وتسريع مسار تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية.. والوضع الإنساني والاجتماعي بالقارة.. وموضوعات الغذاء والتكامل الاقتصادي والاندماج القاري.. وتفعيل وكالة الدواء الإفريقية..
والتقي سامح شكري على هامش مشاركته بعدد من وزراء الخارجية تباحث معهم حول أوجه التعاون وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول قضايا القارة محل الاهتمام المشترك ومنهم وزراء خارجية جزر القمر ورواندا وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية والبرتغال والجزائر والمغرب وزامبيا وموريتانيا..
والتقى كمان وزير الخارجية مع عدد من المسئولين من خارج القارة اللي بيحرصوا على التواجد على هامش أعمال القمة الإفريقية.. ومنهم.. وزير خارجية أسبانيا والمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي في الصومال ومفوض الاتحاد الإفريقي للشئون السياسية والسلم والأمن ومبعوثة سكرتير عام الأمم المتحدة الخاصة للقرن الإفريقي والمديرة التنفيذية لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية – النيباد..
ده غير إن الوزير سامح شكري شارك نيابة عن رئيس الجمهورية في اجتماع اللجنة رفيعة المستوي لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي حول ليبيا..
وكمان شارك وزير الخارجية نيابة عن رئيس الجمهورية في إجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المُناخ “الكاهوسك ".. ووزير الخارجية أكد حرص مصر اللي استضافت مؤتمر المناخ نيابةً عن القارة الإفريقية، على وضع الأولويات المناخية لإفريقيا في قلب عمل المناخ الدولي.. واستعرض أبرز نتائج المؤتمر.. وعلى رأسها إنشاء صندوق لتمويل معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ دعماً لجهود الدول النامية.. وهنا قال صديقي وهو يهم بالانصراف.. تمام.. الله ينور..وللحديث بقية..
لمزيد من المقالات
المقهى الدبلوماسي.. الإسراء والمعراج.. والقدس
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
بينما كنت أرتشف قهوتي الفرنسية على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. إذ جاءني صديقي العزيز يسألني.. انت كنت مختفي فين بقالك يومين.....
ما إن ينتهي الشهر الكريم.. حتى يغلبنا الشوق إليه.. ونبدأ في انتظار عودته.. ونشعر بذلك ونحن نودع شهر شوال أيضا.....
لا أدري ما الذي جعل هذه المأثورة للإمام الحسن البصري تقفز أمام عيني.. وكانها تحدث أمامي الأن.. ربما لأهمية الرسائل...
ومثلما جاء رمضان ..انقضى.. وجاء العيد وانتهى.. وعادت الأيام لرتابتها المعتادة.. فما أن يأتي الصباح.. فنتمنى قدوم الليل.. حتى ينقضي...