ونحن في الثلث الأخير من شهر رجب الأصم.. املأ صدري بروائح المعجزة التي حيرت العقول وطمأنت القلوب.. معجزة الإسراء والمعراج.. والتي اجمع العلماء انها كانت في ليلة السابع والعشرين من رجب..
ولو نظرنا لتوقيت حدوث هذه المعجزة لوجدنا أنها جاءت في ظروف دقيقة وحرجة.. فالرسول صلى الله عليه وسلم تعرض قبلها لمحن كثيرة.. فقريش أغلقت الطريق في وجه دعوته في مكة.. وأحكمت الحصار حولها.. وأيضا فقدان النبي صلى الله عليه وسلم عمه الشفيق أبا طالب.. وزوجه الحنون التي كانت تواسي وتعين.. خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.. وحوصر ثلاث سنوات في الشِعب.. وما صاحبه من جوع وحرمان.. ولولا ماحدث من قرض الحشرة للصحيفة فيما عدا لفظ الجلالة.. ما انفك الحصار عن النبي وصحبه من بني هاشم.. وما ناله في الطائف من جراح وآلام.. ومع ذلك كله ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم ماضيا في طريق دينه ودعوته.. صابرا لأمر ربه.. فجاءت رحلة الإسراء والمعراج مكافأة ومنحة ربانية..على ما لاقاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من آلام وأحزان.. ونَصَب وتعب في سبيل إبلاغ دينه ونشر دعوته.. فكيف حدثت هذه الرحلة المباركة..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فأيقظني، وأٌتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت بيت المقدس، ثم دخلت المسجد الأقصى فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن، فقال جبريل اخترت الفطرة، وكانت هذه رحلة الإسراء..
ثم عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم بصحبة جبريل إلى السموات العلا، ورأى مالكًا خازن النار، وهو لا يضحك، وليس على وجهه بشر ولا بشاشة، وكذلك رأي الجنة والنار..
ورأى أكلة أموال اليتامى ظلمًا لهم مشافر كمشافر الإبل، أي كشفاه الإبل، يقذفون في أفواههم قطعًا من نار كالأفهار، أي كالحجارة، فتخرج من أدبارهم. ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن أماكنهم، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطؤنهم.. ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب، إلى جنبه لحم غث منتن، يأكلون من الغث المنتن، ويتركون الطيب السمين.. ورأى عيرًا من أهل مكة في الإياب والذهاب، وقد دلهم على بعير نَدَّ لهم، أي شرد وفقد منهم..
وفي هذه الرحلة عرج بالنبي إلى السماوات العلا..ولقي في كل سماء من الترحيب ما تقر به عينه، ثم رُفع صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إليه ما أوحى، وفرضت عليه الصلاة، وعاد رسول الله إلى مكة من ليلته..
في صباح اليوم التّالي اجتمع الرّسول الكريم في قبيلة قريش وأخبرهم بما حصل معه، فقال أكثر النّاس: والله هذا الأمر لبيّن، وإنّ الرّسول لصادق ٌ آمين، وإنّ العير لتطرد شهرآ من مكّة إلى الشام مدبرة، وشهراً مقبلة، وقال بعضهم: إنّ هذا القول لا يصدّق أفيذهب محمّدٌ ويرجع إلى مكّة في ليلة واحدة؟! فارتدّ كثيرٌ ممّن كان قد أسلم، وذهب النّاس إلى أبي بكر، فقالوا له: يا أبا بكر إنّ صاحبك محمّد يزعم أنّه قد جاء من بيت المقدس وصلّى فيه ورجع إلى مكّة، فقال لهم أبو بكر: إنّكم تكذبون على رسول الله، فقالوا: بلى، ها هو الرّسول في المسجد يحدّث الناس بما حدث معه، فقال أبو بكر: والله لئن كان قال هذا الكلام لقد صدق، فما العجب من ذلك! فوالله إنّه ليخبرني أنّ الخبر يأتيه من الله من السّماء إلى الأرض في ساعةٍ من ليلٍ أو نهار فأصدّقه، فهذا أبعد ممّا تعجبون منه.أقبل أبو بكر إلى النبي محمد، فقال: يا رسول الله، أحدّثت القوم أنّك كنت في بيت المقدس هذه الليلة؟ قال الرّسول: نعم، قال: يا رسول الله، صف لي ذلك المسجد، فإني قد جئته – فقال رسول الله فرفع لي حتى نظرت إليه – فجعل رسول الله ﷺ يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئاً، قال صدقت، أشهد أنك رسول الله، حتى إذا انتهى قال ﷺ لأبي بكر وأنت يا أبا بكر الصديق فيومئذ سماه الصديق..
وذكر الله تعالى هذه المعجزة في كتابه الكريم، فقال تعالى في فواتيح سورة الإسراء "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"وقال في سورة النجم:" ولقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ١٦ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ١٨ "
وهذا الحديث الذي ذكره البخاري في صحيحه يحكي لنا تفاصيل هذه الرحلة المباركة، قال : عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم ليلة أسري به قال : { بينما أنا في الحطيم ـ وربما قال في الحجر ـ مضطجعاً ، إذ أتاني آت فقدَّ ـ قال : وسمعته يقول : فشقَّ ـ ما بين هذه إلى هذه } فقلت للجارود العبدي، وهو إلى جنبي ما بعيني به ؟ قال : من ثغرة نحره إلى شعرته ـ وسمعته يقول من قصته إلى شعرته ـ (( فاستخرج قلبي ، ثم أُتيت بطست من ذهب مملوءَ ة إيماناً ، ففُل قلبي ، ثم حُشي ثم أُعيد ، ثم أُتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض )) فقال الجارود : هو البُراق يا أبا حمزة ؟ قال أنس : نعم ـ يضع خطوة عند أقصى طرْفه ، فحملت عليه ، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح ، فقيل : من هذا ؟ قال جبريل . قيل : ومن معك ؟ قال : محمد .قيل : وقد أرسل إليه قال : نعم . قيل مرحباً به ، فنعم المجيء جاء ففتح : فلما خلصت فإذا فيها آدم ، فقال هذا أبوك آدم ، فسلم عليه . فسلمت عليه ، فرد السلام ، ثم قال : مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح . ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة ، قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمت ، فردا ، ثم قالا : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت إذا يوسف ، قال : هذا يوسف فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا إدريس ، قال : هذا إدريس فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا هارون ، قال : هذا هارون فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا موسى ، قال : هذا موسى فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح . فلما تجاوزت بكى ، قيل له ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي . ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح . قيل من هذا ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد . قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم . قيل : مرحباً به ، فنعم المجيء جاء . ففتح . فلما خلصت فإذا إبراهيم ، قال : هذا إبراهيم فسلم عليه ، فسلمت عليه ، فرد ثم قال ، مرحباً بالإبن الصالح والنبي الصالح . ثم رفعت لي سدرة المنتهى . فإذا نبقها مثل قلال هَجَر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة ، قال : هذه سدرة المنتهى ، وإذا أربعة أنهار : نهران بأطنان ، ونهران ظاهران ، فقلت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران ، فالنيل والفرات . ثم رُفع لي البيت المعمور . ثم أُتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل ، فأخذت اللبن ، فقال : هي الفطرة التي أُتيت عليها وأمتك . ثم فرضت علي الصلاة خمسين صلاة كل يوم . فرجعت فمررت على موسى ، فقال : بما أمرت ؟ قال : أمرت بخمسين صلاة كل يوم ، قال : إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم ، وإني والله قد جربت الناس قبلك ، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فرجعت ، فوضع عني عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى ، فقال مثله . فرجعت فوضع عنى عشراً ، فرجعت إلى موسى فقال مثله . فرجعت فأمرت بعشر صلوات كل يوم ، فرجعت فقال مثله . فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم ، فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : بخمس صلوات كل يوم . قال : إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم ، وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة . فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك . قال : سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم . قال : فلما جاوزت ناداني منادٍ : أمضيت فريضتي ، وخففت عن عبادي".. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كبيرا..وبينما أنا كذلك.. إذ نادى علي صديقي العزيز في المقهى الدبلوماسي.. انت فين.. فاجبته بعد ما اخذت رشفة من قهوتي الفرنسية.. أهلا أهلا.. انت اللي فين.. فأجابني.. كان نفسي زي ما حجيت وعملت عمرات كتيرة.. أقدس وأصلي في المسجد الأقصى.. وفرحت جدا بالمؤتمر اللي كان لسة معمول لنصرة القدس والقضية الفلسطينية.. والا انت رأيك إيه.. فقلت له.. انت عارف وانت بتكلمني من شوية كنت سرحان في إيه.. فرد صديقي.. في إيه..فقلت له .. في معجزة الإسراء والمعراج اللي كانت في شهر رجب.. وازاي الرسول أسري بيه من المسجد الحرام في مكة للمسجد الأقصى في القدس.. علشان كده أنا باشوف ان توقيت انعقاد مؤتمر "القدس صمود وتنمية" مهم جدا..فقاطعني صديقي.. ولكن إيه اللي تم في المؤتمر ده..فقلت له.. أولا المؤتمر ده حضره الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. ورئيس وزراؤه رياض المالكي..وحضره الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وطبعا كان برعاية وتنظيم الجامعة العربية فحضره طبعا الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.. وممثلين لهيئات ومؤسسات دولية وعربية وحضره كمان وكيل الأزهر فضيلة الدكتور محمد الضويني.. فقال صديقي.. ووصلوا لإيه يعني..فقلت.. أكد أحمـد أبـو الغيط أن حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية هو البديل العقلاني الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.. وطالب محبي السلام في العالم السعي والعمل بجدية من لإنقاذ حل الدولتين من أيدي المتطرفين وكارهي السلام. . وقال كمان أن القدس بأهلها وتراثها ومقدساتها تتعرض للخطر.. وأن استمرار الأوضاع الحالية والسياسات القمعية التي يتبعها الاحتلال هيؤدي لمزيد من التوتر والعنف والكراهية. وفضيلة أ.د/ محمد الضويني، وكيل الأزهر، قال إن الإسراء والمعراج مش مجرد معجزة كسائر المعجزات، وإنما هي جزء أصيل من المكون العقدي للمسلم، أيا كان موطنه.. علشان كده كان ارتباط المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالأقصى والقدس وفلسطين هو ارتباط عقدي إيماني..وأوضح وكيل الأزهر أن أرض المسرى أسيرة.. القدس مدينة السلام تغتال أبناءها رصاصات الغدر.. والصهاينة يعتدون على المسجد الأقصى بالاقتحامات، وينتهكون فيه الحرمات، ويسعون لهيكل مزعوم مكذوب، فضحه علم التاريخ وأدلة الحفريات الأثرية..
وأكد الدكتور الضويني، أن تحرير المسجد الأقصى وعودته للمسلمين خالصا وعد صادق في كتاب ربنا لن يتخلف؛ حيث يقول الله تعالى: «فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا».. فعودة الأقصى للمسلمين قضية محسومة لا يخفى علينا إلا وقتها، ولعله قريب إن شاء الله!..
وأكد وكيل الأزهر إن فلسطين وعاصمتها القدس ستحرر إن شاء الله..فذلك وعد غير مكذوب.. وإن الإرهاب اللي يمارسه الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف لا يختلف كثيرا عن غيره من أشكال الإرهاب في كل مكان بالعالم.. وإن عروبة القدس وإسلاميتها مسألة محسومة تاريخا ودينا وواقعا، فنحن الأحق بجميع الأنبياء والمرسلين، الذين جاءت رسالاتهم بالسلام، وليس هؤلاء الصهاينة الذين خرجوا على التعاليم السمحة للشرائع السماوية..
ورياض المالكي، رئيس الوزراء الفلسطيني.. قال.. إنه سيتم تشكيل لجنة استشارية قانونية أمام محكمة العدل الدولية لحماية وضع القدس.. وكمان وزراء الخارجية العرب اكدوا التزام بلدانهم بدعم القدس سياسيا وتنمويا، واكدوا على أن القضية الفلسطينية وخاصة القدس تواجه منعطفا خطيرا.. وهنا قاطعني صديقي.. يارب.. لعله خير.. وتركني وانصرف.. لأعود من جديد لمشاهد معجزة الإسراء والمعراج ..وللحديث بقية..
لمزيد من المقالات..
المقهى الدبلوماسي.. المنطاد..والتجسس
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
بينما كنت أرتشف قهوتي الفرنسية على مائدتي بالمقهى الدبلوماسي.. إذ جاءني صديقي العزيز يسألني.. انت كنت مختفي فين بقالك يومين.....
ما إن ينتهي الشهر الكريم.. حتى يغلبنا الشوق إليه.. ونبدأ في انتظار عودته.. ونشعر بذلك ونحن نودع شهر شوال أيضا.....
لا أدري ما الذي جعل هذه المأثورة للإمام الحسن البصري تقفز أمام عيني.. وكانها تحدث أمامي الأن.. ربما لأهمية الرسائل...
ومثلما جاء رمضان ..انقضى.. وجاء العيد وانتهى.. وعادت الأيام لرتابتها المعتادة.. فما أن يأتي الصباح.. فنتمنى قدوم الليل.. حتى ينقضي...