صحف بريطانية: ماهي هي الخطوة التالية لبوتين؟

قرار بوتين التخلص من بريجوجين جاء إما لأنه غير رأيه ورأى أن رجل الأعمال يشكل خطورة أكثر من أن يترك ليواصل حياته، أو لأنه قرر أن يظهر للجميع قدرته على الحسم بسهولة ويسر.

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا بشأن العروض المعروضة على السعودية بشأن الطاقة النووية.

ويوضح التقرير أن هناك عروض مختلفة من عدة دول مثل الصين وفرنسا وروسيا وجميعها يختصان بالحصول على امتياز بناء محطة للطاقة النووية.

ويشير التقرير إلى أن السعودية تسعى للابتعاد عن الولايات المتحدة الأمريكية وتحالفها الأمني الاستراتيجي مع واشنطن.

ويضيف التقرير أن المملكة سعت في السابق لاتخاذ هذه الخطوة بالتعاون مع أمريكا، إلا أن المفاوضات لم تنجح، كما اشترطت إبان فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحصول على محطة نووية لتوليد الطاقة.

وبحسب التقرير فإن السعودية حاليا تفاضل بين العروض لتختار من سيحصل على امتياز بناء المحطة النووية.

نشرت صحيفة التايمز مقالا لـ"مارك جاليوتي" تسائل فيه عن خطوة بوتين التالية بعد موت بريجوجين؟.

ويوضح الكاتب قائلا:" إنه كان بالصدفة البحتة رفقة أحد المسؤولين العسكريين البارزين في الغرب عندما جاءت الأخبار العاجلة بمصرع زعيم ومؤسس مجموعة فاجنر الروسية، وإنه لم ير الكثير من علامات المفاجأة على وجه هذا المسؤول".

ويضيف الكاتب واصفا الامر بـ"انتقام بوتين" وأنه لم يكن مفاجئا بالفعل، إلا أن توقيته كان سريعا بعد الإعلان عن العفو عن بريجوجين الأمر الذي أعطى الانتقام طابعا متباهيا.

ويشير الكاتب إلى أن بوتين ربما يعتقد أن لحظة وفاة بريجوجين ستعزز من قوته وتقلق معارضيه، لكنها لحظة مخادعة.

ويشير الكاتب إلى أن بوتين صنع بريجوجين ثم انتقده ثم اتهمه بالخيانة قبل أن يلتقي به في الكريملين ويوجه له دعوة لحضور قمة القادة الأفارقة في سان بطرسبيرج الشهر الماضي، ثم أخيرا يوقع أمر اغتياله ويطلق العنان لأجهزته الاستخباراتية بالبحث والاستقصاء والتدقيق للعثور على الشخصيات الأخرى التي تورطت في العصيان.

وبحسب بي بي سي يرى الكاتب أن قرار بوتين التخلص من بريجوجين جاء إما لأنه غير رأيه ورأى أن رجل الأعمال يشكل خطورة أكثر من أن يترك ليواصل حياته، أو لأنه قرر أن يظهر للجميع قدرته على الحسم بسهولة ويسر.

ويشير الكاتب أن المعضلة تكمن في أن ما فعله بوتين جاء بعد تعهده بعدم ملاحقة بريجوجين، لكن مقتله وعدد من قادة فاجنر في تحطم الطائرة يلقي الشكوك في قلوب الجميع في وعود بوتين وتعهداته.

ويخلص الكاتب إلى أن نظام بوتين لا يعتمد على القوانين الصريحة، قدر اعتماده على التفاهمات، والاتفاقات، مضيفا أن بريجوجين قد كسر قواعد اللعبة بتمرده وزحفه إلى موسكو، لكن بوتين أيضا قد كسرها.