عيد تحرير سيناء .. انتصارات وتضحيات

سيناء .. عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري .. كانت مطمعا للغزاة ومحط أنظار للطامحين والطامعين عبر التاريخ .. حروب ومعارك كثيرة خاضها المصريون للحفاظ عليها .. ولم لا فهي بقعة غالية من أرض الوطن.

وفي 25 أبريل من كل عام، تحتفل مصر بذكري تحرير سيناء، بعد انتصار عسكري في أكتوبر عام 1973، تلاه معاهدة السلام فى مارس عام 1979، ثم معركة دبلوماسية وقانونية صعبة، لتكتمل هذه الجهود بانسحاب إسرائيل ورفع العلم المصري على سيناء فى 25 إبريل 1982.

- في البداية .. نصر أكتوبر

بعد أيام قليلة من هزيمة يونيو 1967، كانت الخطوات الأولى على طريق التحرير، حيث بدأت المواجهة على جبهة القتال في سبتمبر 1968 وحتى السادس من أكتوبر 1973.

انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتي خاضتها مصر في مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضي في شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.

- معاهد السلام .. وطريق التحرير الكامل

لم يمر تحرير سيناء بالكامل عبر بوابة نصر أكتوبر فقط، بل طريق طويل ومفاوضات شاقة ورحلات خارجية ومباحثات أدت في النهاية إلى استرداد سيناء بالكامل.

حيث مهدت حرب أكتوبر الطريق لتوقيع اتفاق "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978 على إثر مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977 وزيارته للقدس.

ثم مباحثات كامب ديفيد عام 1978 والتى أدت لتوقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979 والتى نصت على انسحاب إسرائيل بشكل كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري لكن بشكل تدريجى، وكان 25 إبريل هو تاريخ رحيل آخر جندى إسرائيلى من مصر وتم رفع العلم على مدينتي رفح وشرم الشيخ فى ذلك اليوم.

- تحرير سيناء .. و3 محطات هامة

مر تحرير سينا كاملة بـ3 محطات، البداية كانت النتيجة المباشرة لحرب أكتوبر 1973 والمرحلتان الثانية والثالثة في إطار معاهدة السلام 1979.

المرحلة الأولى وتم خلالها تحرير 8000 كيلومتر، وفيها تم استرداد منطقة المضايق الاستراتيجية وحقول البترول الغنية.

المرحلة الثانية وتم خلالها تحرير 32000 كيلو متر من سيناء لتصبح ثلثى سيناء محررة.

المرحلة الثالثة والأخيرة وفيها أتمت إسرائيل الإنسحاب إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتحرير 21000 كيلومتر، ففي يوم 25 إبريل 1982 تم تحرير كل أراضي سيناء فيما عدا كيلو متر مربع واحد متمثلا في طابا.

وخاضت مصر مع إسرائيل معركة دبلوماسية طويلة ومرهقة لمدة ست سنوات انتهت بتحكيم دولي حكم لصالح مصر بسيادتها على أرض طابا ورفع عليها العلم في مارس 1989.

السيسي: ذكرى تحرير سيناء عزيزة وغالية على قلب كل مصرى وعربى

قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن يوم الخامس والعشرين من أبريل كل عام، سيبقى يوما مشهودا فى عمر أمتنا يمثل نتاجا نفتخر به لحرب أكتوبر المجيدة، ومسيرة السلام والدبلوماسية الطويلة مجسدا إرادة شعب أبى أن يعيش فى ظل الانكسار.

وأضاف الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ41 لتحرير سيناء "إن تحرير سيناء، كان تحريرا للكرامة المصرية وانتصارا لصلابة وقوة الإرادة والتحمل وحسن التخطيط والإعداد والتنفيذ".

وقال الرئيس السيسى إن سيناء الغالية هى عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصرى العظيم فهى عبر التاريخ مطمع للغزاة، ومحط أنظار الطامحين والطامعين وهى كذلك المستهدف الأول بأشرس وأخطر موجة إرهاب مرت على مصر، فى تاريخها كله.

وتوجه الرئيس السيسى بتحية تقدير وإجلال باسم مصر وشعبها إلى الرئيس البطل، محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام الذى اتخذ أصعب القرارات فى أكثر الأوقات دقة وفى أحلك الأيام ظلمة فوفقه الله، لاسترداد الأرض والكرامة وبدء طريق السلام والتنمية.

ثم تعود سيناء لتخوض اختبارا صعبا، وغير مسبوق إذ يتوافد إليها، إرهابيون وتكفيريون، من كل حدب وصوب يهدفون إلى فصلها عن الوطن، من خلال نشر الرعب والإرهاب يظنون واهمين، أن بمقدورهم إرهاب جيش مصر وشرطتها متغافلين أن هذا الجيش العظيم والشرطة الباسلة مقاتلون أشداء لا يخشون الموت، فى سبيل الله والوطن ومن خلفهم شعب عظيم، طالما صبر وصمد، وقاتل وانتصر.

وأكد الرئيس السيسى، أن التضحيات والبطولات التى قدمها رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية خلال الحرب على الإرهاب، فى السنوات العشر الماضية ستتحاكى عنها الأجيال لأزمنة طويلة قادمة بفخر وكبرياء.

وأشار إلى أن تحرير سيناء من الاحتلال ومن الإرهاب ومن كل شر يصيبها، أو يصيب أى جزء من أرض مصر الخالدة هو عهد ووعد نلتزم به، ونواصل العمل من أجل تعزيزه وحمايته.

وأوضح الرئيس السيسى أننا شرعنا فى معركة تنمية سيناء، التى تتطلب جهودا ضخمة، وإخلاصا للنية وصبرا على العمل حتى نوفر لسيناء واقعا جديدا يليق بها، وبتضحيات المصريين جميعا فى سيناء وفى كل بقعة على امتداد الوطن.

وتابع الرئيس "إننا إذ نحتفل اليوم بعيد تحرير سيناء نتقدم بالتحية والعرفان، إلى أرواح شهداء مصر الخالدين، الذين دفعوا ضريبة الدم فداء للوطن وإلى المصابين، الذين قدموا من أجسادهم وصحتهم، بغير حساب.،نقول لهم ولأسرهم "إن جيلنا والأجيال المقبلة تتعهد بحماية ما حققتموه من إنجاز عظيم، باليقظة والانتباه والاستعداد الدائم، وبالمزيد من العمل والتنمية والتقدم".

وختاما، أقول لكم: "إن مصر ماضية فى طريقها، بإذن الله، نحو الخير والسلام والنماء، لصالح شعبها وجميع شعوب الإنسانية".

 

Katen Doe

فاطمة حسن

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

السيسي
توشكى
السيسي
الرئيس السيسي يشارك في قمة الاتحاد الإفريقي التنسيقية بنيروبي
الأزهر
السيسي
محطة تحيا مصر متعددة الأغراض
اوقاف

المزيد من تقارير مصر

ما بين انكسار 1967 وانتصار 1973 .. 6 سنوات من إعادة البناء

كانت حرب يونيو عام 1967 واحتلال سيناء كاملة مرحلة فارقة في تاريخ مصر الحديث .. أوقات عصيبة وقاسية مرت على...

في اليوم الوطني السعودي .. محطات مضيئة في مسيرة العلاقات المصرية السعودية

تشكل ذكرى اليوم الوطني السعودي الذي يوافق الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، مناسبة للوقوف على أهم المحطات التاريخية...

معركه رأس العش .. بطولات العسكرية المصرية لا تنتهي

معركة "رأس العش" واحدة من المعارك المهمة والتاريخية مع أنها لم تحسم حربا لكنها أول مواجهة حقيقية بين الجندي المصري...

قرارات تاريخية .. الرئيس السيسي ينتصر للبسطاء

في إطار خطة الدولة المصرية لتخفيف الأعباء الملقاة علي عاتق المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته في ظل الأزمات العالمية المتتالية...

ذكرى رحيل "ملك العرائس" ..صلاح السقا
  • الإثنين، 25 سبتمبر 2023 04:50 ص