د. محمد عبد الواحد: رمضان شهر الفضل والرحمة والمغفرة

أكد الدكتور محمد عبد الواحد الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنصورة أن شهر رمضان فرصة كبيرة للمغفرة والرحمة وزيادة الحسنات، لذا تحرص الأسرة المسلمة على الاستعداد لهذا الشهر المبارك في كل عام، و تحرى ما فيه من أجر عظيم.

وتابع أن شهر رمضان شعر فضيل يجب الفرح به والاستعداد له خير استعداد واغتنامه، يقول الله عز وجل: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون"، وهو موسم عظيم للتجارة الرابحة  مع الله عز وجل الغني الحميد الكريم، وعن فضل شهر رمضان، قال رسول-الله-صلى-الله-عليه-وسلم": "إذا جاء رمضان فُتّحـت أبواب الجنة، وغُـلّـقـت أبواب النار، وصُفّـدت الشـياطين" رواه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ".

وأضاف أن استقبال شهر رمضان  يتطلب التوبة الصادقة،  بالإقلاع عن الذنوب كلها والندم عليها  والعزم على عدم العودة إليها، ورد المظالم  إلى أهلها طلبًا لثواب الله  ورحمته، كما في قول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار"، لافتًا إلى أن الذنوب تحول بين العبد  وبين الأعمال الصالحة، فيجب على المسلم أن يهذب نفسه بالتوبة الصالحة، وكذلك  يجب عليه أن ينوي نية خالصة لله عز وجل، وأن يبدأ صفحة جديدة  مع الله عز وجل، ومع أسرته، ومع نفسه، ومع مجتمعه.

وأوضح أن من النوايا التي نقترحها مع بداية الشهر المبارك؛ نية ختم القرآن الكريم وتدبره، ونية المحافظة على الصلوات، ونية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للعمل الصالح وكسب أكبر قدر من الحسنات، وتهذيب السلوك والمعاملة الحسنة مع جميع الناس، وصلة الأرحام المقطوعة والإكثار من الصدقات والكثير من وجوه البر  والخير  التي لا يمكن حصرها، وأيضًا الإلحاح بالدعاء بأن يعينك الله عز وجل على مرضاته والصبر  على الطاعة لأنك لن تطيع الله عز وجل إلا بعونه وتوفيقه سبحانه وتعالى، يقول الله عز وجل: "وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون".

وما أحوجنا إلي عون الله عز وجل، على أن يوفقنا لعبادته في هذا الشهر المبارك، وينبغي أن نشكر الله عز وجل أن بلغنا شهر رمضان المبارك،  وعليك أيضًا أن استطعت أن تتعلم أحكام الصيام  فهذا خير كبير،  وإن لم تستطع يمكنك الاستماع إلى العلماء والمشايخ  للتفقه في الدين.

وذكر أن صيام شهر رمضان سبب من أسباب مغفرة الذنوب، يقول الله عز وجل: "وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

 ويتضح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصيام  والقيام وصلة الأرحام كل هذا يكفر الذنوب  ويكفر المعاصي، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ارْتَقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على المنبر درجةً فقال: آمين، ثم ارتقى الثانيةَ فقال: آمين، ثم ارتقى الثالثةَ فقال: آمين، ثم استوى فجلس، فقال أصحابُه: على ما أمَّنْتَ؟ قال: أتاني جبريلُ فقال: رَغِمَ أنفُ امرئٍ ذُكِرْتَ عنده فلم يُصَلِّ عليك، فقلتُ آمين، فقال: رَغِمَ أنفُ امرئٍ أدرك أبوَيه فلم يَدخُلِ الجنة، فقلتُ: آمين، فقال: رَغِمَ أنفُ امرئٍ أدرك رمضانَ فلم يُغْفَرْ له، فقلتُ، آمِين".

برنامج ( الأسرة والمجتمع) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، إعداد وتقديم سحر فاروق.