«الموجى الصغير»: والدى احتفظ بـ «دبلة» أم كلثوم فى إصبعه حتى وفاته

"مـحـمـد أمــين مـحـمـد" الشـهـيـر "بمحـمـد الموجى" اسم يعرفه كل المصريين، فقد ارتبط اسمه بعالم الموسيقى والطرب؛

 ولد "الموجى" فى يوم 4 مارس عام ١٩٢٣بمركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ، وكان والده محبا للموسيقى ويجيد العزف على العود ويمتلك مكتبة موسيقية ضخمة بها اسطوانات للشيخ "سيد درويش" والشيخ "يوسف المنيلاوى" و"عبد الحى حلمى" وغيرهم، التحق الموجى بمدرسة الزراعة بشبين الكوم وحصل على الدبلوم عام ١٩٤٤ وعين مهندسا زراعيا بمصلحة الأملاك الأميرية بمركز بيلا، لكن حبه للموسيقى جعله يغير مسار حياته، فتعلم العزف على العود وأصبح من أمهر عازفيه وأكثرهم تعبيرا؛ تأثر الموجى باثنين من رواد العود "مــحــمــد القصبجى" و"ریاض السنباطى"؛ درس الموجى المقامات ثم طرق أبواب الإذاعة لاعتماده مغنيا فى بداية الأمر، لكنه لم ينجح كمطرب وأجيز ملحنا.

لحن الموجى لجميع مطربى ومطربات الإذاعة المصريين والعرب، والتقت ألحانه بصوت أم كلثوم عام ١٩٥٤ فى اللحن الوطنى "يا مصر الحق جاء".. ثم غنت له بعد ذلك 7 ألحان آخرها «اسأل روحك». وفى العام ١٩٦٠ أنشئت مدرسة الموجى الموسيقية والغناء لتعليم أصول الفن، وتخرج  فى تلك المدرسة العديد من المطربين الذين لمعوا فى سماء الفن بمصر والعالم العربى.

فى مجال السينما ساهم الموجى فى العديد من الأفلام التى أنتجت ببطولة عبدالحليم حافظ وشادية وصباح ونور الهدى ووردة وفايزة أحمد ومحرم فؤاد وماهر العطار، وفى العام ۱۹۷۰ مَثْل وغَنّى فى فيلمين، هما (رحلة غرامية) و(أنا وقلبى).

 حصل الموجى على العديد من الأوسمة والجوائز والنياشين من مصر والدول العربية، وتوفى عام ١٩٩٥ بعد أن أثرى حياتنا بالعديد من الألحان التى ما زالت تتربع فى وجدان محبى الموسيقى والطرب بمصر والعالم العربى.

واليوم، بعد مضى مائة عام على ميلاد الموجى، تفتح "الإذاعة والتليفزيون" خزائن أسراره من خلال نجله "الموجى الصغير"، حيث قدمت له المجلة حواراً نادراً أجرى مع والده منذ 63 عاماً، حيث نشر الحوار فى العدد "1316" بتاريخ 4 يونيو 1960.

 فى رأيك.. ما الذى قدمه والدك للموسيقى العربية؟

والدى هو الذى بدأ موجة التغيير والتطوير فى الموسيقى العربية، فألحانه أثرت فى الناس وأصبحت علامة، وذلك لأنها كانت تتمتع بالجودة فى الجملة والصعوبة فى تركيب اللحن، مع الاحتفاظ بالروح الشرقية، ولو كان والدى بعيداً عن هذه الروح الشرقية لذهبت أعماله دون أن تترك أية علامة، وقال عنه الموسيقار "محمد عبد الوهاب" أنه صانع النجوم وأن موسيقاه تثرى المكتبة الموسيقية العربية، وذلك لأن ما يميز ألحانه أنها السهل الممتنع، فالأعمال التى قدمها بها احساس يصل بسهولة إلى قلوب الناس، وهذا ما نراه فى الكثير من أعماله، ومنها "اسأل روحك" و"حانت الأقدار" و"نار وجبار"، وحتى فى الأعمال الخفيفة التى قدمتها الفنانة "سعاد حسنى"، ومنها "أنا لسه صغيرة"، و"منتاش قد الحب يا قلبى" أو للفنانة صباح مثل "الراجل دا هايجننى"، كان فارسا للنغم وصانعا للنجوم، وقالت عنه كوكب الشرق أم كلثوم إنه نهر لا يجف، فقد كان حقا غزير الإنتاج.

 هل وصل الموجى بموسيقاه للعالمية؟

طبعا. الاستغراق فى المحلية هو الطريق إلى العالمية، حيث يصل الفن إلى العالمية بالصدق، وهذا  الصدق فى الإحساس الذى وصل فى لحن "قارئة الفنجان" مثلاً جعله عالميا بامتياز، حيث سرقه موزع هولندى وقدمه فى أوروبا، وكانت أوروبا كلها تعرف لحن "قارئة الفنان" بالتوزيع الهولندى، وكذلك فى الهند، فقد استعملوا فى اللحن نفسه الآلات الهندية والتوزيع هندى فاشتهر اللحن ولف العالم، وهذا ما حدث مع محمد عبدالوهاب الذى غنت أوروبا الكثير من موسيقاه، وحدث ذلك مع فريد الأطرش عندما قدم "يا جميل يا جميل" و"يا زهرة فى خيالى".

 لقد سلكت نفس طريق والدك.. فما الذى تعلمته منه؟

كان والدى مدرسة شرقية كاملة، فقد كان صادقا فى أعماله، وكان له دور غير مباشر فى حبى للتلحين، لأننى أحببت الموسيقى من خلاله، وتعلمت منه اكتشاف الأصوات، فأنا من اكتشفت صوت "نادية مصطفى" و"منى عبدالغنى" و"على الحجار"، وهو الذى علمنى التأنى فى صناعة اللحن، لأنه يجب أن أقدم عملا متقنا جيدا، وهذه هى طريقة اثبات الذات، النظر للكيف وليس الكم، وتلك هى أهم نصيحة قدمها لى، وهى - كما قلت - ألا أنتهى من تلحين أغنية فى أقصر وقت، بل يجب أن يأخذ كل لحن وقته، وألا أهتم أبدا بالفترة التى أستغرقها لتلحين أغنية، فلا داع من الانتهاء من أكبر عدد من الأغانى فى أقصر وقت، إنما يجب أن أقدم ولو عملا واحدا يحوز إعجاب الجميع، فهذا هو الأجدى وهى الطريقة المثلى لإثبات الذات وليست كثرة الأعمال فقط.

 ما الذى تعلمته منه فى حياتك العامة؟

إنسانيا تعلمت منه الصدق والحنان والوفاء مع الأصدقاء.

 ما هو العمل الأشد قرباً لقلبه؟

كان يحب "حانت الأقدار" و"أسال روحك" و"بيت العز" و"أحضان الحبايب"، وهناك عملان كانا لهما الفضل فى تقديمه لعالم الفن، وهما "أنا قلبى ليك ميال" و"صافينى مرة".

 ما هى أعمالك الموسيقية التى أعجبته؟

كنت أعرض عليه الأعمال بعد أن أنتهى منها، وآخذ رأيه، ولقد أعجب بأعمال كثيرة، منها فوازير نيللى كلها.

 يقال إن "أم كلثوم" هى من بحثت عن الموجى بعد نجاحه مع عبد الحليم حافظ؟

صحيح. لقد سمعت "أم كلثوم" بالنجاح الكبير الذى حققه والدى مع "عبدالحليم حافظ"، فبدأت تبحث عنه، وما إن سمع الموجى بذلك حتى أصابه الخوف وتهرب من لقائها، فاتصلت بـ "محمد الشجاعى" رئيس لجنة الموسيقى والغناء بالإذاعة والتليفزيون وطلبت منه أن يبلغ الموجى بأنها فى انتظاره بفيللتها، فذهب الموجى وهو يخشى أن تكون "الست" لديها ملاحظات على أعماله بصفتها عضو اللجنة، فذهب إلى فيللتها ووجدها فى صحبة أحمد رامى والقصبجى، وبادرته يومها قائلة: "أنا سمعت ألحانك وأعجبت بها" وعرضت عليه كلمات "نشيد الجلاء" لأحمد رامى، وفى يوم الحفل، وقف مع الكورال خلف أم كلثوم وغنى معها، فشعرت به، وما إن انتهى الحفل حتى خرج مسرعاً حتى لا تراه، لكنه فوجئ بها تمسكه من يده وذهبت به إلى رجال الثورة لتقدمه لهم، وأمام الرئيس جمال عبدالناصر قالت "الست": "يا ريس أشكى لك الموجى، لأنه متكاسل عن عمل لحنين لفيلم "رابعة العدوية"، فقال الزعيم عبدالناصر مداعباً: "نعتقله حتى ينتهى منهما".. فضحك الجميع.

وبدأ التعامل بينهما، أم كلثوم وأبى، وأسمعها أبى اللحنين "حانت الأقدار" و"الرضا والنور"، وحققا نجاحاً كبيراً فى الفيلم، فقررت أم كلثوم مكافأة مالية له، نظراً لتفوقه على أستاذه السنباطى الذى جاء وقتها إلى والدى يحمل فى جيبه المكافأة وأعطاها له قائلاً: "لقد تفوقت علينا.. تفوق التلميذ على أساتذته".

واستمر التعاون بين أم كلثوم وأبى فى أغنية "بالسلام احنا بدينا"، وتلاها "محلاكى يا مصر وانت على الضفة" ثم "يا سلام على الأمة" و"صوت بلدنا"، وغيرها. 

 لكن لماذا وصل بينهما الخلاف إلى المحاكم بعد كل هذا التعاون؟

وصل بينهما الخلاف إلى المحاكم بسبب أغنية "للصبر حدود" ففى إحدى المرات قالت له "الست" إنها ستقدم وصلة عاطفية، وكانت هذه الوصلة هى أغنية "للصبر حدود"، وكتبت له أم كلثوم عقداً لمدة محددة - شهر تقريباً - لينتهى من تلحين هذه الأغنية، لكنه كملحن لا يقدر على صناعة لحن فى هذه المدة، فتأخر ستة أشهر، وكانت قد أعطته خلال الشهر كلمات "دليلى احتار، وحيرت قلبى، وليلى ونهارى"، وعندما تأخر فى تقديم لحن للصبر حدود، بدأت تسحب منه أغنية تلو الأخرى وأعطتها للسنباطى ولآخرين، ولم يتبق معه سوى "للصبر حدود"، ولأنه لم ينته من تلحينها رفعت ضده دعوى قضائية، وفوجئ أبى بالدعوى، ووقف أمام القاضى الذى قال له: "أم كلثوم أقامت دعوى ضدك بسبب عدم الانتهاء من لحن أغنية "للصبر حدود" وبينكما عقد".. فنظر الموجى للقاضى وقال: "أنا مذنب.. أحكم علىّ إذن بالتلحين بالإكراه" فقال القاضى: "اذهب إلى أم كلثوم وتفاهم معها" وخرج والدى من المحكمة إلى فيللا "الست" وما أن دخل حتى وجدها تنزل على السلم، فنظرت إليه بابتسامة فقال لها بغيظ: "أتضحكين؟" قالت: "طبعاً، أنا كنت عارفة إنك ستحضر إلى هنا، تقدم ألحانا عظيمة لحليم وشادية ومش عاوز تعمل "للصبر حدود" وجلسا سوياً، لكنه اكتشف أن "الست" تريده أن يتبع أسلوب السنباطى والقصبجى فى عمل لحن الأغنية، ووافق، وما أن وصل إلى آخر مقطع فى الأغنية حتى توقف وخرج من الفيللا ليعود بعدها ومعه لحن المقطع الأخير، لكن أم كلثوم أرادت أن تغير بعض الجمل الموسيقية فرفض واختفى لتعيش الست فى قلق، خاصة أن موعد الحفل اقترب، فأرسلت إليه عبده صالح والحفناوى وعاد والدى ووافقت أم كلثوم على رأيه.

وجاء يوم الحفل وجلس الموجى فى الكواليس، وكان الجمهور يطلب منها إعادة الكوبليه الأخير أكثر من مرة لإعجابهم به، لدرجة أنها غيرت فى كلمات الأغنية قائلة: "وكفاية وأنا بهواك.. خلصت الصبر معاك" وبعد الحفل نظر إليها فقالت له وهى سعيدة: "إيه غلطنا فى البخارى.. على العموم مبروك"، وكانت وقتها قد بدأت تفكر معه.. فى أغنية "أسأل روحك".

 وما سر الدبلة الذهب التى أهدتها "أم كلثوم" للموجى  وظلت فى اصبعه حتى رحيله؟

بعد نجاح الأغنية "اسأل روحك" سافرت "الست" إلى السعودية، وأحضرت معها دبلة ذهب وقالت له: "اكتب عليها اسم أم أولادك.. زوجتك.. ولا تخلعها من يدك" وبالفعل كتب اسم والدتى على الدبلة وظلت فى اصبعه حتى توفى، ثم أخذتها ومازالت معى حتى الآن.

 هل وجد الموجى ضالته فى صوت حليم أم العكس؟

صوت عبدالحليم كان هو الإطار الجميل الذى أبرز ألحان الموجى، ولولا ألحان الموجى ما استطاع عبدالحليم أن يظهر بهذه القوة، ويمكننا القول إن الاثنان وجدا فى أحدهما الآخر، فقد كان عبد الحليم يبحث عن نغمة ووجدها لدى الموجى، وكان الموجى يبحث عن صوت، وكان صوت العندليب. 

 كانا برغم خلافاتهما الكثيرة أقرب صديقين؟

والدى والعندليب أقرب صديقين بالفعل، فكلاهما صنع نجومية الآخر، وحب والدى لحليم وللفن يدل عليه واقعة حدثت أثناء تلحين أغنية "نار"، حيث اعترض عبدالحليم على لحن كوبليه "يا مدوبنى فى أحلى عذاب" وطلب من والدى تغيير لحن الكوبليه، لكن والدى رفض وغضب بشدة من حليم، لذلك اقترح عليه حليم أن يسافر إلى شاليه يمتلكه فى منطقة العجمى بالأسكندرية كى يستجم وربما يغير رأيه، وبالفعل حدث ما توقعه عبد الحليم، وبعد غياب لمدة شهرين بالأسكندرية، عاد والدى بلحن جديد وقررا الاثنان تجريب اللحن الجديد فى إحدى الحفلات، وفوجئ الاثنان بأن الجمهور فى الحفل يطلب إعادة هذا الكوبليه أكثر من مرة، فقال عبد الحليم لوالدى: "شفت الجمهور معجب بالكوبليه ازاى"؟! وأثناء تصوير الأغنية فى الفيلم تغيب عامل الإضاءة، وكان المفروض أن توجه الإضاءة إلى حليم، وفى بعض الأوقات إلى الفرقة الموسيقية، فاقترح والدى أن يقوم بدور عامل الإضاءة لأنه الوحيد الذى يعلم متى تتغير الإضاءة وتقف على حليم ومتى على الموسيقيين.

 وعبد الحليم هو الذى أطلق عليك لقب "الموجى الصغير".. أليس كذلك؟

هذا حقيقى؛ العندليب هو الذى أطلق علىّ اسم "الموجى الصغير"، فقد كنت أعتبره واحد من أفراد الأسرة، حيث كان يحضر إلى منزلنا، وأتذكر فى أحد المرات حدث خصام بينه وبين والدى، وطلب منا الوالد مقاطعة العندليب، لكنه اتصل بنا ودعانا لحضور حفلة، وكانت الأغانى التى سيغنيها من ألحان عبد الوهاب، وعندما ذهبنا للمسرح لم نأخذ معنا ورد فقال لنا ادخلوا غرفتى وكل واحد يأخذ بوكيه من الغرفة وأعطوه لى على المسرح، وعندما صفق الجمهور بشدة على المشهد عاد الود بين والدى وبين العندليب.

هنا ينتهى حديثنا مع الموجى الصغير وننقل حوار المجلة مع محمد الموجى والذى أجراه آنذاك الإذاعى الكبير على فايق زغلول.. فإلى نص الحوار:

عزیزى القارىء المستمع..

 أنقل لكم فقرة من استوديوهات الإذاعة بعلوى.. أنقلها لكم من كابينة استديو رقم (۱) المخصص لتسجيل الأغانى... ألمح من زجاج الاستديو الفنان محمد الموجى يقوم بدور المايسترو للفرقة الماسية وهى تعزف أحد ألحانه.. عند الميكروفون الآخر تقف الفنانة وردة الجزائرية وهى تؤدى اللحن.. ويترامى صوتها إلى سمعى وهى تغنى: «والنبى ما أنساه/ ولا أنسى هواه/ والعمر يفوت/ وأفضل فاكراه»

وتصل الأغنية إلى نهايتها بعد ثمانى دقائق.. وينفرط عقد الفرقة الموسيقية من الاستديو لينعقد مرة أخرى فى شبه حلقة حول ماكينة التسجيل لسماع اللحن.. وبعد ثمانى دقائق أخرى هى فترة سماع اللحن.. يقررون إعادته!!

المايسترو.. محمد الموجى

واسمحوا لى أن أنقل لكم صورة لما يدور داخل الاستوديو أثناء التسجيل... إنه شىء لا يحدث على المسرح أبداً حين يواجه المطرب جمهوره ويظل التجاوب قائماً بينهما.. فى الاستوديو رأيت وردة تترك مكانها من الميكروفون لتهمس فى أذن محمد الموجى ثم تعود إلى مكانها لتسترسل فى الغناء.. حركات محمد الموجى مع كل نغمة، وعصاه التى تعلو وتهبط مع اللحن.. ثم الإشارات الصامتة من أحمد فؤاد لأفراد فرقته.. كل هذا كان يخرجنى من جو الاندماج الكامل مع اللحن!!.. وأخيراً.. قررت أن أعطيهم ظهرى حتى لا تشدنى حركاته عن تتبع اللحن.. وهنا فقط بدأت أحس أن الموجى يصنع من لحن وردة قمة جديدة من قمم نجاحه.

الساعة الآن العاشرة تماماً.. مازال أفراد الفرقة يستمعون إلى آخر تسجيل للحن بينما وردة تسند رأسها بكلتى يديها وهى فى حالة اندماج كامل.. محمد الموجى يجاهد ليصل صوته إلى أفراد الفرقة.. لقد تحول صوته إلى حشرجة مبحوحة تقف عند حلقه.. قلت له:

مالك؟

كنت باتفرج على الكورة... عجبنى جون رحت"مجعر".. صوتى راح.. عبدالحليم كان جنبى ما عجبوش الجون ده.. عمال يقولى أنا أهلى. قلت له يا أخى بلا أهلك بلا أهلى خلينا لبعض..

ايه مشروعاتك بعد ما سجلت دلوقت آخر ألحانك؟

مشروع تكوين مدرسة تضم كل الأصوات الجديدة.

زى مين؟

ماهر العطار، عادل مأمون، محرم فؤاد، مها صبری، سعاد حسنى، فايزة إبراهيم، سعاد سليمان، دلال وحید، مصطفى فتحى، محمد علیش.. وكل اللى يحب ينضم من الأصوات الجديدة.

حتسميها إيه؟

نادى الموجى مثلا.. أو مدرسة الموجى.

رسمت منهج لها؟

الصورة اللى فى دماغى للمنهج أن أبتدى آخد الصوت أدرسه وأسمعه كويس وأقول له لأ.. اعمل كذا وكذا.. أقول له على حاجات يقولها الصبح بدرى وهو قايم من النوم.. أعلمه طريقة الأداء.. إخراج الألفاظ.

فيه حاجات معينة لازم يقولها المطرب الصبح بدری؟

يقول آهات ودى تدى حدود للصوت.. إذا كان صوته سبع مقامات يبقوا تسعة.. يبقوا أربعتاشر.. زى شيل الحديد بالضبط.. بالتمرين كل يوم تشيل كيلو زيادة.

فيه شروط معينة تلزم بيها الطالب؟

طبعا أى اتفاق معاهم لازم يتم عن طريقى.. لازم أنا اللى أتفق علشان أواجه جشع بعض المنتجين..المطرب منهم يساوى ألف جنيه فالمنتج يدفع لها 200 بس.

يعنى أقدر أسميك محتكر الأصوات الجديدة؟

تقدر تقولها وفى نفس الوقت تقدر تقول محتضن.. مش احتكار لنفسى علشان أكسب من وراهم.. أبدا.. كل اللى عاوزه الرابطة بينهم للارتفاع بمستواهم الفنى.

والوسيلة إيه؟

تكوين فرقة من ناس سنهم زى ما ابتديت أنا وعبدالحليم وكمال الطويل.. كان أيامها أحمد فواد حسن تلميذ بمعهد الموسيقى وابتدينا معاه لغاية ما كبرت وبقت الفرقة الماسية.. عاوز أعمل لهم نفس الحكاية.. فرقة تحس بيهم من أول بدايتهم لغاية لما يوصلوا ونخفف من الطغط شوية على أحمد فؤاد حسن.

الألفة فى مدرسة الموجى

إذا اعتبرت نفسك ناظر المدرسة... مين الطالب الألفة، فى مدرستك؟

عادل مأمون.

ليه؟!

أكثرهم حرفنة فى الأداء وفهم للموسيقى وأقدمهم.

ومين الثانى؟

ماهر العطار.

ومحرم فؤاد ترتيبه الكام؟

الثالث إذا سلك ومشى على أهداف المدرسة زى ما أنا راسمها.. اذا سمع الكلام واعتبرنى ناظر.. وإلا حرفده!!

كل الأسماء اللى ذكرتها موافقة على الفكرة؟

كلهم مؤمنين بيها وموافقين عليها.

يا ترى فيه هيئة تدريس.. ولا انت الناظر والمدرسين وكل شىء فى المدرسة؟

حيكون فيه مدرسين ومؤلفين وملحنين، حيتمرنوا على اديه.. ومدرسين للآلات حننتدبهم من الفرقة الماسية زى أنور منسى وأحمد آدم.

تفتكر إدارة المدرسة مش حتعطلك عن التلحين؟

بالعكس.. حشتغل كتير علشان ألحن لده ولده.. وتقريبا كل الأصوات الحديثة نشأت على ايدى وما بيهنش عليا أسيبهم لأى حد يلحن لهم.. أنا بتهاون معاهم فى أجر التلحين بعض الشىء علشان أعاونهم ويقدروا يقفوا بألحانى.

أين اللحن اللى وقف عليه  كل واحد منهم؟

مثلا.. رمش عينه لمحرم فؤاد.. بلغوه وداد قلبى لماهر العطار.. مش قادر أنسى لعادل مأمون.. قد إيه حبيتك لمها صبرى.

وفكرة المدرسة بتجد تشجيع من كبار المطربين؟ 

فايزة أحمد حبت تكون من المؤسسين لكن أنا متردد فى قبولها لأنى باعتبرها هى وعبدالحليم تخرجوا من مدرستى.

مشروعاتك إيه مع عبدالحليم بعد الصلح؟

مش معقول نصطلح ونقعد نغنى على طول.. احنا اصطلحنا علشان كنا عاوزين نشوف بعض.. لما يصادفنا الكلام الكويس حلحنه.

هل الصلح معناه الاستجابة لرغبتك بالنسبة لأجر التلحين؟

مش حنتكلم فى الفلوس أبدا ولا حنفتح سيرتها تانى.. نترك الاتفاق المادى بالنسبة لأفلام عبدالحليم له هو.. وبالنسبة للأفلام والاسطوانات حبيع له إنتاجى أول بأول وهوه يتصرف فيه، و طبیعی عبد الحليم يحب لى الخير كله.

يا ترى فيه ألحان بتعملها لأم كلثوم؟

حصل اتصالات بينى وبينها لألحان خاصة بالاسطوانات وللموسم المسرحى القادم.

طيب التلحين.. موهبة ولا دراسة؟

دراسة للإنسان اللى عنده موهبة التلحين نفسها... الواحد ينميها له ويورى له أصـــــــول الأنغام المنسجمة مع بعضها.

تشبه التلحين بأى فن؟

بالرسم والنحت والتصوير.

وإيه أعز ألحانك؟

ثلات ألحان: صافينى مرة.. أنا قلبى إليك ميال.. نار یا حبیبی نار.

Katen Doe

سماح جاه الرسول

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave

المزيد من المجلة زمان

wave
«زكى رستم».. أطيب شرير فــى السينما المصرية

"زكى محرم محمود رستم" أو "زكى رستم" فنان قدير لمع اسمه على مدى أربعين عاما، من منتصف العشرينيات وحتى

أحمد مظهر فى حوار عمره 59 عامًا: كلنا عمال من أجل بلدنا

ولد "أحمد حافظ مظهر" بحى العباسية وسط القاهرة، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1938، وضمت دفعة تخرجه

فاتن حمامة فى حديث عمره 63 عاماً: صفعة من والدى حرّرتنى من الغرور

ولدت "سيدة الشاشة العربية" فى 27 مايو عام 1931 بالمنصورة، وقدمت -وهى لاتزال طفلة- فيلمين،

«وردة » فى حوار عمره 63 عاماً: كنت أغار من «أم كلثوم » فى طفولتى

ولدت "وردة فتوكى" أو "وردة الجزائرية" فى فرنسا فى 22 يوليو 1939 لأب جزائرى وأم لبنانية، وبدأت الغناء فى وقت