تمر الأيام ويظل ويستمر لصوت مطربة الثورة ومطربة العبور.. شهرزاد الأثر اللطيف الرطب فى الأسماع وفى الوجدان، فصوتها
السوبرانى دراماتيك القادر على التنوع والتلوين محفور فى الأسماع، تعلقت منذ صغرها بصوت أم كلثوم التى كانت تتابع حفلاتها بمسرح الأزبكية وهى تغنى روائعها ولهذا الصوت الجبار الذى لا مثيل له تعلقت شهرزاد بالغناء، تعلمت علم الموشحات والأدوار على يد مسيو بورنتى الإيطالى الذى كان يعمل بالأوبرا، وتعلمت العزف على العود من زوجها عازف التشيللو "محمد رمزى".
قامت فى أواخر الأربعينيات وحتـــى أواخـــــر الخمسينيــات بالبطولة لسبعة أوبريتات منها.. «الباروكة، والعشــــــرة الطيبة.. شهرزاد من ألحان سيد درويش، و«ليلة من ألف ليلة وليلة» من ألحان أحمد صدقى، و«ياليل يا عين» من ألحان عبدالحليم نويرة.
كما قدمت شهرزاد "أوبريت" عرضه التليفزيون فى بداية إرساله بعنوان "عويس ومسعدة" مشاركة مع محمد عبدالمطلب ومن تأليف عبدالله أحمد عبدالله، كما شاركت مع فرقة رضا منذ بداية تأمينها وشاركت معها بطولة استعراضات "فدادين خمسة ونبين زين".
قدمت شهرزاد ما يقرب من 300 أغنية من أشهرها، ساعة واحدة يا حبيبى، خلى بالك منى حبه، عسل وسكر، كتير كتير، المنديل،كدابين، أفكر فيه وينسانى،إنت احلويت، رق وحن شوية، ضـــى القمـــر.
كما قدمت أيضا بعض الأغانى الوطنية منها صحوة مصر، الأرض أرضنا، يا ساكن أراضى النيل،إن طال المدى ما تخاف، وإن مال الزمن ما تميل.
وأُطلق عليها مطربة الثورة، وجاءت هذه التسمية بعد أن تمت الاستعانة بها لإحياء حفل غنائى للجيش فى نفس ليلة قيام الثورة يوليو 1952.. ولقب مطربة الثورة لم يكن هو اللقب الوحيد الذى نالته شهرزاد، فكانت أيضا مطربة العبور بعد أن غنت لانتصار حرب أكتوبر أغنيتها التى لا تنسى "سمينا وعدينا".
كما تعتز شهرزاد بتعاونها مع أكبر الشعراء منهم مرسى جميل عزيز، أحمد رامى، عبدالوهاب محمد،مأمون الشناوى، حسين السيد.
شاركت فى عدد قليل من الأفلام منهم زينب، الهوى غدار، أمير الانتقام،وادى النجوم، عاشت فى الظـــلام، الأحــــدب، أمير الدهاء، مسمار جحا، زينب.
قالت عنها كوكب الشرق "أم كلثوم" شهرزاد الوحيدة بعدى التى تستطيع أن تقف على خشبة المسرح وتغنى طويلا.
أعطى رياض السنباطى شهرزاد ما يقارب خمسة عشر لحنا أولها.. لحن "أول ما جيت فى الميعاد" ليكون أول أغنية تقدمها شهرزاد فى الإذاعة عام 1952، ثم عقبها أغنية يا ناسينى إدينى من وقتك ساعة، حكاية المنديل، وفى ضى القمر، وكدابين، مش بإيدى، وليه أفكر فيه وينسانى، والملحن محمود الشريف كان أول من لحن أغنية قدمت فى حفل غنائى نقله الراديو على الهواء مباشرة فى أوائل الخمسينات، وهو لحن أغنية "بعتلك جوابين وليه ما جاش الرد"، وبعد نجاح هذه الأغنية قدمت للشريف أيضا لحن أحب اسمك وحياتك ما حتنسانى،حلى الذكريات وبلدى.
والتقت بألحان محمد عبدالوهاب فغنت من ألحانه فى القلب هنا،فى ضل الورد، وبعدها لحن لها فريد الأطرش إدينى ميعاد،خلى بالك منى، ثم لحن لها محمد فوزى أغنية "بعدين حقولك".
ولحن لها أحمد صدقى أغنية "جانى مرسالك،أنت السبب، فى قلبى حكاية، ثلاث وصفات، سألت ع البخت".
ونجد لها تعاونا مع الملحن كمال الطويل، فقد أعطاها واحدا من أجمل ألحانه وهو لحن أغنية لك لوحدك، كما لحن لها الموجى أكثر من أغنية منها: كتير كتير، أنت احلويت، ولحن لها عبدالعظيم محمد عدة أغانى أشهرها: آدى الدنيا، من جديد وشىء جميل، وأغنية "سمينا وعدينا" التى قدمتها فى حرب أكتوبر 197٣.
ولحن لها "منير مراد" فى الستينات أغنية "سحابة صيف، هجرت الحب، أما "بليغ حمدى" فقدم لها أجمل أغانى منها: عسل وسكر، تخاصم وأصالحك. ليلتين ما بنامش، كما غنت للملحن حلمى بكر أغنية فى يوم، ولمحمد سلطان. الحب الغالى، ولحن محمد فوزى أغنية يا ربى.
وبعد مشوار وعطاء كبير عانت أواخر أيامها وحيدة فى شقتها بالعجوزة، ولم تنل حقها من التكريم الذى يليق بها وبتاريخها الحافل الذى كتب بحروف من نور فى تاريخ الغناء العربى، وفى صباح يوم 2013 ذهب إليها أحفادها من ابنها الوحيد يسرى لإيقاظها فوجدوها فارقت الحياة أثناء نومها.. وفى ذلك اليوم لم تدرك شهرزاد الصباح.. وسكتت عن الغناء المباح.. نتذكرها فى ذكرى ميلادها الـ 95 وننشر لها مقالا تتحدث فيه عن حياتها عمره 76 عاما نشر على صفحات مجلة الراديو المصرى فى عددها رقم 2622 الصادر فى 15 فبراير 1947.
"ولدت فى بلدة الراهب، بمركز شبين الكوم، فى سنة ١٩٢٢، وكان اسمى عند مولدی «شفيقة».
كان أبى يشتغل بدالا فى القاهرة، وقد جىء بى إلى القاهرة عقب مولدى، حيث سكنا فى حارة الروم، والتحقت بمدرسة أولية، وشاء القدر أن تتفتح آذانى على الموسيقى، إذ كان أخى الأكبر يعزف على العود ويغنى، وله صوت لا بأس، فسمعت منه أغانى عبد الوهاب فى ذلك الحين وأشهرها "كلنا نحب القمر".
وقلدته فغنيت، وكانت أول أغنية استهوتنى هى "ياما رق النسيم"، لليلى مراد، وحدث يوما أن سمعنى أبى أدندن، فخشى أن أتابع هذا الطريق، فمنعنى من الذهاب إلى المدرسة، وظل أخى يقنعه بتوجيهی إلى الفن ودنياه،فلم يستمع له.
وكنت أذهب إلى الأفراح دون أن أعرف أصحابها، فأستمع إلى المغنين والمغنيات وأطرب لهم أيما طرب، حتى بلغت من العمر خمسة عشر عاما، فأصررت على الانخراط فى زمرة الفن، وأخذ أخى يعلمنى بعض الأغانى، ونحيى بعض الليالى عند أقاربنا أو أصدقائنا، ومر عامان.. وذهبت إلى الأستاذ محمد القصبجى الذى سمعنى فأعجبه صوتى، ونصح لى أن أحفظ بعض القديم من التواشيح والأدوار، وأغانى سيد درويش.
واستمعت لنصحه، ثم بدأت حياتى كمطربة محترفة، إذ توجهت إلى ناحية الغناء البديل «الدوبلاج» فى أفلام.."امرأة خطرة"، ثم «مصنع الزوجات» ثم "ابن البلد" ثم "رباب"، ثم ظهرت على الشاشة للمرة الأولى فى فيلم "حبابة".
وجعلت بعدئذ أشق طريقى على المسرح فأحييت عدة حفلات على مسرح الأزبكية، كما أخذت أحى الليالى والأفراح.. ولا أزال أذكر أول مرة وقفت فيها على المسرح، كان ذلك منذ خمس سنوات فقد تهيبت كثيرا، وارتعدت، ولكن أذهب منی الخوف ما لقيته من التشجيع والتصفيق والوجل، فغنيت، وكانت تلك الليلة من أسعد ليالى حياتى.
وتقدمت إلى الإذاعة بعدئذ فنجحت، واشتركت فى كثير من البرامج الخاصة، ومنها «غرام الشعراء» و «الربيع»و «مشرق الهدى»، ثم سافرت إلى بغداد حيث غنيت ثلاثة أشهر فى ملهى الفارابى ثم فى ملهى الجواهرى لستة شهور، وكانت لى إذاعة فى كل أسبوع من محطة الإذاعة فى بغداد.
وقد تحققت لى هناك أمنية جميلة، إذ غنيت فى القصر الملكى، والواقع أن أهل بغداد «سميعة» من الطراز الأول، وهم يتعشقون الفن المصرى ويقدرونه كل التقدير، ثم سجلت بعض الأغانى لإذاعة الشرق الأدنى والقدس، وعدت إلى مصر حيث حبانى الله بالتوفيق وها أنذا أقف على المسرح، مع الفرقة المصرية، لأحقق أمنية من أجمل أمانى حياتى، وهى ترديد ألحان أستاذ المدرسة الحديثة، سيد درويش.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
عاش الأديب "يوسف السباعى" فى بيت غارق فى الكتب، فوالده "محمد السباعى" كان أديبا ومترجما متعمقا فى الفلسفات الأوروبية،
"زكى محرم محمود رستم" أو "زكى رستم" فنان قدير لمع اسمه على مدى أربعين عاما، من منتصف العشرينيات وحتى
ولد "أحمد حافظ مظهر" بحى العباسية وسط القاهرة، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1938، وضمت دفعة تخرجه
ولدت "سيدة الشاشة العربية" فى 27 مايو عام 1931 بالمنصورة، وقدمت -وهى لاتزال طفلة- فيلمين،