نواصل حديثنا مع مدير التصوير على بهادر أحد نجوم التصوير فى ماسبيرو فى عصره الذهبى.. يتحدث معنا فى الحلقة الثانية من حوارنا
معه عن أشهر المسلسلات التى صورها مثل «ليالى الحلمية» و«ضمير أبلة حكمت» وغيرها وكيف عاصر صناعة وإنتاج هذه المسلسلات التى ما زالت فى ذكراة العالم العربى.. عن كواليس عمله مع كبار المخرجين وكيف اختاره تليفزيون دبى للعمل معه أربع سنوات يحكى لنا عن كواليس مسلسل المطربة نجاة الذى رفضت أن تستكمله فى بداية الثمانينات، وعن أشهر الممثلات والممثلين الذين صورهم وكوّن معهم صداقة قوية وما الطفرة التى عملها عندها تولى إدارة التصوير والإضاءة قبل خروجة على المعاش..
ما الصعوبات التى قابلتك فى التقنيات المحدودة لكاميرا التصوير فى بداية التليفزيون؟
التصوير مهنة المتعة والعذاب؛ فالمتعة لأنك تجسد وتنقل ما يُقال من خلال الصورة، أما العذاب فيأتى مثل تركيبة معينة للشوت، فيحتاج كابل الكاميرا فى حجم الخرطوم، لو تركته تهتز الكاميرا، ويؤثر على تكوين الصورة. عند انطلاق التليفزيون عام 1960، جاء تبرع من أمريكا كاميرات عبارة عن جسم حديد، وأمامه عدسة 600، وعدسات درجات مختلفة حوالى أربع عدسات، نعمل بهم، ونظبط الفوكس، فوجدت نفسى فى هذا النوع من العمل جداً، وبعدها عملت مسلسلين مع المخرج بكر رشوان «رجال حول الرسول»، ثم عملت مع المخرج غالب شعيس وهو مخرج دراما كبير، والمخرج جميل المغازى عملت معه «حمزة العرب»، كل هذه الأعمال سُباعيات أو مسلسل سهرة.
عُينت فى استوديو 2 دراما، أحد أشهر استوديوهات الدراما.. ما أهم الأعمال التى صورتها فيه؟
عملت مع المخرج جلال غنيم سهرة اسمها «الدكتور والمجنون» أول ظهور لفردوس عبدالحميد، وعملت مع المخرج محمد السيد عيسى قصة «عدالة مجنون» عن قصة أجنبية، ومهندس الديكور نبيل سابق، وبنى مركباً فعلاً داخل استوديو 2، وعمل خلفية المركب سماء وبحر، والمركب فى النصف، فأخذنا نصور، فقال المخرج: ارفعوا الكاميرات، فقال المهندسون ممنوع الكاميرا تطلع فوق المركب، وظللنا 15 يوماً على هذا الحال، حتى نزل رئيس الهندسة، وجرب بنفسه، وضع الكاميرا ونسبة الخطورة فى وقوعها من أعلى المركب، وفى نهاية الأمر تم الموافقة، وصورنا هذه السهرة فى 4 أيام.
كيف ترى مسيرتك وتنظر لها الآن؟
الحمد لله، أنا عامل ألف مسلسل فى مسيرتى الفنية، وأكثر من 200 تمثيلية سهرة، وتعاملت مع 500 مخرج من كل جنسيات العالم العربى، ما بين مصر وتونس والأردن والسعودية والإمارات وغيرها، وتعاونت مع المخرج أحمد توفيق فى مسلسل «اسألوا أستاذ شحاتة»، كانت وقتها تتدرب معه مساعد مخرج رباب حسين، وكانت تُذاع فى رمضان، وكنا نسهر نصور المسلسل للانتهاء منه، لدرجة أننا «بيّتنا فى الاستوديو»، وتحولنا للتحقيق، لأننا استمررنا فى الاستوديو ولم نذهب لمنازلنا، والوقت سرقنا، وقام رئيس التليفزيون عبدالسلام النادى بتحويلنا للتحقيق؛ لأننا لم نخبر الأمن بوجودنا.
عاصرت دخول الألوان على شاشة التليفزيون، ما ذكرياتك عن تأثير الألوان على شاشة التليفزيون واستقبالكم لها؟
فى عام 1976 كنت أصور مع المخرج نور الدمرداش مسلسل «على باب زويلة» فى استوديو 10، فقرروا مجموعة تذهب لاستوديو 2، وأخرى لاستوديو 10، كانوا عاملين عربيات وكاميرات، وتحديداً آخر 1975 دخلت نظام سى دى كام، ودخول الألوان، فقال نور الدمرداش «خلاص الحلقة الأخيرة هعملها ملونة»، وكان المسلسل فيه ممثلو مصر كلها، عايدة كامل وصفاء أبوالسعود وغيرهم، فعملنا فعلاً هذا الكلام، وبدأنا العمل بالألوان، ونحن فى الكاميرا نراه أبيض وأسود. ثم جاء المخرج أحمد بدر الدين عمل 13 حلقة، ويعد «رحلة المليون» أول مسلسل تليفزيونى ملوناً، كل مشهد كنا نطلع الكنترول نستمتع بالصورة وهى ملونة، ونرى المواقف والملابس والديكور، ولا بد أن يحدث تنسيق بين الملابس، أى يصبح اللون له تأثير درامى، وأصبحت هناك دقة متناهية من ناحية الديكور وألوانه واستخداماته، وتنسيق شديد بينه وبين كل العناصر الفنية الأخرى، والإضاءة وتأثيرها، ثم الملابس، وعلاقة الشخصيات ببعضها.
ما ذكرياتك عن فترة عملك فى دبى؟
عملى فى دبى لم يكن فرصة مادية فقط، بل أجواء العمل وتقنيات استوديوهات على أعلى مستوى، والأجمل أنى كنت أعمل مع فريق مصرى، فظللت هناك أربع سنوات، وصل عدد المسلسلات حوالى 500 مسلسل، ، وقد جسدت فى بعض الأعمال دور طبيب لدرجة أننى اشتهرت هناك كممثل، وفى السنة الرابعة فى دبى جاء لى خطاب من المنتج عبدالله مراد لأعمل معه فى استوديوهات عجمان، ومعنا حسن صفافة «صوت» رحمه الله فذهبنا إلى الاستوديو بعد العشاء فذهبت إلى صحراء جرداء، وجدنا 2 بلاتوه غرف واستراحة وفنانين وكوافير، وكاميرات على أحدث ما يكون، وكنترل روم على أعلى مستوى، ...وافتتح الشيخ زايد هذا الاستوديو، وعملت فيه خمس سنوات، وصورت فيه 70 مسلسلاً، والجميل أن كل فرق العمل كانت مصرية وكان المخرجون مصريين، وعملنا مع المخرج حسام الدين مصطفى «وتوالت الأحداث عاصفاً» ومسلسل «لا يا ابنتى العزيزة» إخراج نور الدمرداش، وكانت لأول مرة تظهر هالة صدقى.
من النجوم الذين صورتهم لأول مرة ثم أصبحوا نجوماً؟
هالة صدقى فى أول ظهور لها أمام الكاميرا، وقبلها كانت بطلة فى السباحة، وكذلك نور الشريف فى مسلسل «القاهرة والناس»، وفى «اليوم الثامن» محمود يس إخراج علوية زكى، ومحمود حميدة مع المخرج أحمد بدر الدين، وجميل راتب وعبدالله غيث وأشرف عبدالغفور وأحمد خليل.
اختارك المخرج حسين كمال لتكون ضمن فريق مصورى مسلسل تليفزيونى بطولة المطربة نجاة ولم يكتمل.. ما كواليس هذا العمل ولماذا لم يكتمل؟
المخرج حسين كمال طلبنى للعمل فى المسلسل، وكنت قبلها أعرف نجاة من خلال تصوير حفلاتها للتليفزيون، وهى كانت تحب اللون الأزرق، وفى إحدى الحفلات جاءت قبل الحفلة بيوم لتشاهد الديكور وتعمل بروفة، ووجدت الديكور لونه أزرق، فتساءلت مستنكرة كيف تقف على ديكور نفس لون الفستان، ورفضت تغيير لون فستاتها وطلبت تغيير ألوان الديكور، وظل العاملون سهرانين طول الليل لتغيير اللون. المسلسل كان اسمة «ماما نور» عن مربية الأطفال تغنى معهم، مسلسل اجتماعى غنائى، إنتاج الإذاعى وجدى الحكيم مع حسين كمال، واستأجروا الاستوديو من عبدالله مراد فى عجمان، فالمسلسل بطولة نجاة ومحمود عبدالعزيز وهالة فاخر وحسن مصطفى، وكان محمود عبدالعزيز فى بداياته، ونجاة قالت إنها ستتأخر 20 يوماً، فقال حسين كمال لمحمود عبدالعزيز وكل الفريق يمثلوا أدوارهم ويأخذ زواياهم فى التصوير، ثم جاءت نجاة. وفى التنفيذ، وجدنا أن المشهد الذى يمكن تصويره فى ساعة يستغرق 4 ساعات، وأجبرهم على هذا وجدى الحكيم لأنه باع المسلسل للتليفزيونات العربية باسمها، وأن المطربة نجاة أول مرة تعمل فى الفيديو، واستمررنا نصور 15 يوماً واتصلنا بها فقالت «الشغل مش عجبنى»، ولم تكمل التصوير، واتضح أن أختها والبعض ينصحونها بعدم تصوير فيديو خوفاً على تاريخها السينمائى والغنائى. ونتيجة هذا القرار تعرض وجدى الحكيم لأزمة صحية ودخل المستشفى، وقررت نجاة تدفع كل التكلفة والأجور، وكان حسين كمال «هيرفع عليها قضية»، لكن فى النهاية تصالحوا ومشيت الأمور، وعملت المسلسل بعد ذلك صفاء أبوالسعود عام 1982.
عدت بعد ذلك لعملك يالتليفزيون عام 1985 وعملت فى الإذاعات الخارجية؟
ذهبت لفتحى عبدالعال مدير الإذاعات الخارجية ورحب بى وصورت حفلات منوعات ومباريات وغيره، وأثناء عملى فى الإذاعات الخارجية، كلمنى إبراهيم الصحن عن تصوير مسلسل بكاميرا واحدة، وأجر خيالى، وسيبدأ فيه بعد أربعة أيام، كان مسلسل قطاع خاص، فوافقت، خاصة أن الإذاعات الخارجية شغلها ليس يومياً.
كيف جاءت فرصة عملك فى ملحمة «ليالى الحلمية»؟
عبدالسلام النادى، رئيس التليفزيون 1987 طلبنى وقال لى إسماعيل عبدالحافظ يعمل فى استوديو مصر ويشكو من أن المصورين لم ينفذوا له العمل كما يرغب، وطلب بالاسم على بهادر وكمال صبحى، وطلب منى رئيس التليفزيون أن أذهب لاستوديو مصر، فذهبت ووجدت فى الاستوديو حسن يوسف وقابلنى يحيى الفخرانى وصفية العمرى وهدى سلطان، وكان «ليالى الحلمية» أول عمل ضخم ينتجه التليفزيون المصرى، وربنا كتب أعمل فيه ليكتب فى تاريخى المهنى. والمخرج إسماعيل عبدالحافظ قال لى إن هذا العمل سيدخل التاريخ فحببنى فى العمل، وعدت من عنده واتصلت بإبراهيم الصحن واعتذرت له عن عمل كان طلبنى فيه، وأبلغته أن هذا تكليف من رئيس التليفزيون.
فى عام 1990 شاركت فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت» ما كواليس انضمامك له؟
«ضمير أبلة حكمت» من أوائل المسلسلات من إنتاج قطاع الإنتاج، ونقل ممدوح الليثى 12 مصوراً من التليفزيون لقطاع الإنتاج، وأنا كنت منهم دون علمى، فاعترضت وقدمت استقالة مسببة، وفى النهاية استمر تعيينى فى قطاع التليفزيون، فصورت فاتن حمامة فى استوديو النحاس الذى يوجد فيه شقة فاتن حمامة والمدرسة، أما باقى المشاهد فكانت فى استوديو 10، وطلبوا منى أكمل التصوير فى استوديو 10 لكننى رفضت وقلت كيف أدخل على زملائى، يوجد مجموعة زملاء معينين ومسئولين عن استوديو 10.
شاركت فى تصوير حفلات لأم كلثوم؟
كانت أم كلثوم رافضة تماماً تتصور فى حفلاتها، ومكتفية بإذاعة حفلاتها فى الإذاعة فقط، وكان الإقبال عليها فى الإذاعة كبيراً، وتقام فى نادى الضباط بالزمالك وقصر النيل، ولم تقتنع بالتصوير إلا بعد أن كلمها الموسيقار محمد عبدالوهاب وقال لها «فكرى فى أم كلثوم بعد 80 سنة لكى تعرفها الأجيال كلها وتتابعها»، فاشترطت أحجام اللقطات هى «أمريكان شوت» أو «لوج شوت»، أى لقطة بعيدة لازم بروفايل من ناحية واحدة، لأنه كان لديها مشكلة فى إحدى عينها، فصورت لها أغنية «أروح لمين» و«لسه فاكر» و«انت الحب».
كانت لك قصة مع عبدالحليم حافظ؟
أنا من العباسية، وكان الشاعر سمير محجوب الذى كتب لعبدالحليم أغانيه الأولى مثل «صافينى مرة» وغيرها جارى، وأنا طفل صغير كنت أتسحب وأدخل عندهم، فأجد الموجى وعبدالحليم حافظ وسمير محجوب، فعبدالحليم قالة اتركه يسمعنا سيكون فناناً، فأنا حكيت هذه الحكاية لمصور زميلنا فى استوديو 10، وجاء عبدالحليم حافظ الاستوديو وصور له المخرج فتحى عبدالستار عشر أغانٍ، وحكى زميلى المصور ماجد توفيق للعندليب هذه الوقعة، فتذكرنى وقال لى «أصبحت فنان لكن فنان فى التصوير».
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
كل فترة تطل علينا بعمل مختلف ودور جديد.. فمن الطفلة الجميلة إلى الفتاة الرومانسية، إلى صاحبة الملهى الليلى، ثم العاشقة...
ولدت فى عائلة فنية، فورثت الموهبة، وقررت الاعتماد عليها فى دخول الوسط الفنى لتقدم أدوارا متنوعة،
يعود الفنان حمادة هلال هذا العام ليطل على محبيه من خلال النسخة الثالثة لمسلسل المداح، مستعيناً فى ذلك بمقومات عديدة...
أكد فخرى الفقى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى المتعلق بزيادة المرتبات والمعاشات يدخل