تفاصيل مبادرة«الرواد الرقميون»..تدريبات عملية و«أونلاين»فى 5 فروع تكنولوجية

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى مبادرة »الرواد الرقميون»، فى خطوة جديدة لدعم الشباب وتعزيز مهاراتهم فى مجالات التكنولوجيا الحديثة، حيث تهدف إلى تأهيل الشباب وتزويدهم بالمعرفة والخبرة فى التخصصات الرقمية الأكثر طلبًا فى سوق العمل.

 

وتأتى هذه المبادرة فى إطار توجه الدولة نحو التحول الرقمى وبناء كوادر قادرة على المنافسة فى مجالات الذكاء الاصطناعي، البرمجة، الأمن السيبراني، التصميم، والفنون الرقمية، مما يفتح أمام الشباب آفاقًا جديدة لتحقيق النجاح والابتكار فى عالم التكنولوجيا.

فى البداية أكدت مرثا محروس، وكيل لجنة الاتصالات بمجلس النواب، أن مبادرة «الرواد الرقميون»  تُعد إحدى أهم المبادرات الوطنية التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف تأهيل وتدريب الشباب المصرى فى مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، تحليل البيانات، تطوير البرمجيات، والتحول الرقمي، وذلك فى إطار استراتيجية مصر الرقمية التى تهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع رقمى متكامل وتعزيز الصادرات الرقمية باعتبارها أحد المحاور الأساسية لتنمية الاقتصاد الوطني.

وأوضحت «محروس» أن المبادرة تعتمد على أسلوب تعليمى متطور ومختلف عن المبادرات التقليدية، حيث ترتكز على التدريب الإلكترونى (أونلاين) بالتعاون مع أكبر الجامعات العالمية، مما يتيح للمتدربين فرصة الحصول على شهادات معتمدة دوليًا، تؤهلهم لسوق العمل سواء داخل مصر أو خارجها، إضافة إلى أنه أهم ما يميز المبادرة أنها لا تقتصر على التدريب النظرى فقط، بل توفر أيضًا تدريبًا عمليًا مكثفًا، يتم بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية والمحلية، مما يتيح للخريجين فرص توظيف حقيقية ومباشرة فى مختلف القطاعات التكنولوجية.

وشدد على أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى بهذا الملف يعكس إصرار الدولة على تحقيق التحول الرقمى وبناء مصر الحديثة المعتمدة على التكنولوجيا. وقالت: الرئيس يتابع عن كثب ملف التحول الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالتعليم التكنولوجي، لأن مستقبل مصر يعتمد بشكل أساسى على المعرفة التكنولوجية والتطوير الرقمي، وهو ما يجعل هذه المبادرة خطوة استراتيجية نحو تحقيق هذا الهدف، لافتًة إلى أن التقديم للمبادرة سيكون رقميًا بالكامل، عبر منصة إلكترونية سيتم إطلاقها بعد إجازة عيد الفطر، لتتيح الفرصة لكافة الفئات العمرية والتخصصات الأكاديمية والمهنية من مختلف المحافظات المصرية للانضمام إليها، حيث أنه تم الاتفاق على استخدام مبانى الكلية الحربية بمصر الجديدة، بعد انتقالها إلى العاصمة الإدارية، لتكون مقرًا لإقامة وتدريب المشاركين، مما يضمن بيئة تعليمية متكاملة وفق أحدث المعايير العالمية.

وأشارت إلى أن المبادرة تتضمن أربعة مسارات تدريبية رئيسية، تتراوح مدتها بين 4 أشهر وعامين، إضافة إلى توفير فرص للحصول على درجة الماجستير من جامعات عالمية مرموقة، موضحة أن المبادرة لا تقتصر على التدريب التقنى فقط، بل تشمل أيضًا تنمية المهارات الشخصية، وتعليم اللغة الإنجليزية، وتدريبًا عمليًا مكثفًا، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، لضمان تأهيل الشباب بأفضل صورة ممكنة لسوق العمل الرقمي، كما أن الحكومة رصدت ميزانية ضخمة لدعم المبادرة، حيث تبلغ تكلفة تجهيز أماكن الإقامة والدراسة نحو 3 مليارات جنيه، بينما تصل تكلفة الدورات التدريبية إلى مليار جنيه سنويًا، وأن المبادرة تستهدف قبول 5 آلاف متدرب سنويًا فى المرحلة الأولى، مع خطط للتوسع مستقبليًا لاستيعاب أعداد أكبر من الشباب.

وشددت «محروس» على أن مبادرة «الرواد الرقميون» ستكون نقلة نوعية فى تأهيل الشباب المصرى للمنافسة فى سوق العمل العالمي، فهى توفر فرصًا حقيقية لاكتساب المهارات الرقمية الأكثر طلبًا، ما يعزز مكانتها كدولة رائدة فى التحول الرقمي، ونحن نعيش عصر التكنولوجيا، ومن الضرورى أن نؤهل شبابنا ليكونوا فى طليعة هذا التحول، لافتة إلى أن المبادرة تمثل فرصة ذهبية لمن يسعى إلى تطوير مستقبله المهنى والانخراط فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة.

من جانبها أكدت النائبة إيفلين متى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن العالم كله يتجه نحو التحول الرقمى فى مختلف المجالات، مشيرة إلى أن جائحة كورونا كانت نقطة تحول كبرى دفعت الجميع للاعتماد على الحلول الإلكترونية فى المعاملات اليومية، سواء فى البيع والشراء أو إنهاء الإجراءات الحكومية والتراخيص والتأمينات، وهو ما يتطلب تسريع خطواتنا نحو رقمنة كل القطاعات فى مصر.

وأوضحت «متي» أن مصر تمتلك شبابًا واعيًا وموهوبًا، لكنه يحتاج إلى التوجيه الصحيح والاستثمار فى قدراته، مؤكدة أن إنشاء مدن تعليمية إلكترونية سيسهم فى تأهيل الشباب على تطوير البرامج التكنولوجية، مما يعزز من قدراتهم على قيادة مسيرة التحول الرقمى فى مصر بطريقة صحيحة، بعيدًا عن أى معوقات أو تحديات قد تعرقل التقدم فى هذا المجال، وعلينا أن نستفيد من عقول شبابنا، سواء فكريًا أو تعليميًا، فهم لديهم قدرات غير عادية، لكنهم بحاجة إلى بنية تحتية قوية تتيح لهم الفرصة للتعلم والإبداع. العالم كله يعمل الآن على شبكة واحدة، وإذا أردنا التطور فعلينا مواكبة هذه السرعة.

وتابعت «متى»، لا يمكن تحقيق التحول الرقمى دون تطوير منظومة التعليم من الأساس، فالتعليم يحتاج إلى ثلاثة عناصر رئيسية، وهى المدرسة، المعلم، والطالب. لدينا نقص فى بعض المناطق من حيث عدد المدارس، كما أن خدمات الإنترنت لم تصل بعد إلى بعض القرى، فكيف يمكننا أن نطور منظومة إلكترونية دون أن نؤسس لها بنية تحتية قوية؟، كما أن تطوير المنظومة التعليمية يجب أن يبدأ من المراحل الأولى، على أن يتم اختيار الطلاب الذين لديهم استعداد لتلقى التعليم الرقمي، وتدريبهم ليكونوا قادرين على قيادة التحول الرقمى فى المستقبل.

وشددت على أن المبادرة تمثل خطوة مهمة فى طريق بناء مصر الرقمية، مشيرة إلى أنها ستوفر تدريبًا متقدمًا للشباب فى مجالات البرمجة، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، وتحليل البيانات، مع منحهم شهادات معتمدة تؤهلهم لسوق العمل العالمي، كما أن المبادرة لن تقتصر على خريجى كليات الحاسبات والمعلومات فقط، بل ستشمل جميع التخصصات الأخرى التى يمكن أن تساهم فى هذا المجال، حيث أن كل شخص يمكن أن يكون له دور فى التحول الرقمي، فحتى الأطباء أصبحوا الآن يعتمدون على التكنولوجيا فى العمليات الجراحية من خلال تقنيات الليزر والتواصل مع الخبراء الدوليين عبر الإنترنت.

وأشارت عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب أن البنية التحتية الرقمية هى العنصر الأهم فى نجاح أى خطة للتحول الرقمي، مشددة على ضرورة الاستثمار فى تطوير شبكات الإنترنت، وإنشاء قرى ذكية، وتوفير بيئة إلكترونية متكاملة تسهم فى دعم الاقتصاد المصرى من خلال تسهيل المعاملات وتحسين كفاءة المؤسسات الحكومية والخاصة، ويجب علينا أن نواكب التطور التكنولوجى السريع.

ولفتت «متى» إلى أن توفير بيئة تعليمية إلكترونية متكاملة سيمكن الشباب المصرى من المنافسة عالميًا، وسيسهم فى خلق جيل قادر على إحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد الرقمي، مشيرة إلى أن العالم اليوم يعتمد على المعرفة والابتكار، وليس فقط على الموارد التقليدية كما أنه إذا أردنا بناء جمهورية جديدة قائمة على التكنولوجيا والمعرفة، فعلينا أن نستثمر فى شبابنا، ونعمل على بناء منظومة تعليمية قوية، مدعومة ببنية تحتية تكنولوجية متطورة، لضمان مستقبل رقمى مزدهر لمصر.

وفى سياق متصل أوضح محمود فرج، خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات، أن الوعى التكنولوجى وانتشار الدورات التدريبية المتخصصة فى مجالات التكنولوجيا قد ازداد بشكل ملحوظ فى الفترة الأخيرة، خاصة بين الشباب، وأن ذلك يعود إلى التطورات السريعة فى هذا المجال، والتى جعلت التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا فى مختلف جوانب الحياة، كم أن التكنولوجيا تحمل استخدامات إيجابية وأخرى سلبية، مما يجعل التوعية السليمة بأهمية الاستخدام الصحيح أمرًا ضروريًا، لافتًا إلى أن التكنولوجيا لم تعد مجرد وسيلة للتواصل أو الترفيه، بل أصبحت جزءًا أساسيًا فى المجالات الاقتصادية والعلمية وحتى الأمنية، كما أن التكنولوجيا الحديثة هى سلاح الحروب القادمة، ولذلك فإن تأهيل الشباب بشكل علمى صحيح أمر بالغ الأهمية.

وأضاف «فرج» أن تطوير الكوادر الشابة فى مجالات التكنولوجيا لا يقتصر فقط على إكسابهم المهارات التقنية، بل يمتد أيضًا إلى توعيتهم أخلاقيًا بكيفية التعامل مع التكنولوجيا بشكل مسئول، موضحًا أن هناك اتجاهًا قويًا لتقديم محتوى تعليمى يشمل القيم الأخلاقية فى استخدام التكنولوجيا، وهو ما ظهر جليًا فى تكريم الدولة لبعض الشخصيات التى استخدمت التكنولوجيا بشكل إيجابي، مثل الفنان سامح حسين، تقديرًا لدوره فى نشر التوعية المجتمعية عبر الوسائل الرقمية.

ولفت خبير تكنولوجيا وأمن المعلومات إلى أن المبادرة لن تقتصر فقط على خريجى كليات الحاسبات والمعلومات، بل ستشمل جميع الفئات المؤهلة لاكتساب مهارات رقمية جديدة، نظرًا لأن الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا الحديثة ستؤثر بشكل كبير على مستقبل الوظائف التقليدية، مما يستدعى إعادة تأهيل الكوادر البشرية لمواكبة متطلبات سوق العمل الجديد، كما أن المبادرة تشمل 5000 متدرب سنويًا، وسيتم توفير أماكن إقامة مخصصة لهم لضمان توفير بيئة تعليمية مناسبة، تتيح لهم التركيز الكامل على البرامج التدريبية دون أى مؤثرات خارجية، مؤكدًا أن هذا النهج سيسهم فى إعداد جيل مؤهل وقادر على قيادة التحول الرقمى فى مصر.

وأكد «فرج» أن التحول الرقمى الذى تشهده مصر حاليًا يستلزم وجود كوادر مدربة قادرة على تلبية احتياجات سوق العمل التكنولوجي، كما أن هناك طلبًا متزايدًا على المهارات التكنولوجية المتقدمة، خاصة مع توسع الحكومة فى تنفيذ مشروعات التحول الرقمى على مستوى المحافظات، لكى نكون مؤهلين لاستيعاب التحول الرقمي، علينا الاستثمار فى عقول شبابنا، ومنحهم الفرصة الحقيقية للتعلم واكتساب المهارات المطلوبة، حتى نتمكن من بناء مجتمع رقمى متطور قادر على المنافسة عالميًا.

Katen Doe

رشا حافظ

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من سياسة

60 دقيقة جمعت «المرأة العجوز» بقادة الاحتلال فى غرفة «الانكسار»

جولدا قادت بكائيات لطم الخدود وشق الجيوب بعد انتصارات حرب أكتوبر

عندما نجحت كتيبتى فى تدمير 37 طائرة إسرائيلية «770»

أصيبت ذراع العدو الطولى بالشلل، وتهاوت الأساطير الجوية الإسرائيلية..اعترف موشى ديان فى رابع أيام القتال بأن طيرانه عاجز عن اختراق...

خطاب عمره 52 عامًا يحدد آليات التعامل مـع الغطرسة الإسرائيلية فى المنطقة

لكل من يفكر فى المساس بأمننا القومى: العين بالعين.. والسن بالسن.. والعمق بالعمق قواتنا المسلحة حققت المعجزة وأفقدت العدو توازنه...

على الجبهة ضحك .. وجد.. وحرب

جمال عبدالناصر: على مرمى البصر... تباشير النصر تلوح صوت نحبه كلنا هو انفجارات ألغامنا فى العدو كنا نستوعب برنامج شهر...


تحقيقات وحوارات

بعد 52 عاما على نصر أكتوبر.. أبطال من ذهب يرون بطولات لاتنسى من قلب المعركة
  • الثلاثاء، 14 اكتوبر 2025 04:41 م