السيسى وعبد الله وعباس اجتمعوا فى مصر لإجهاض مخطط جديد لاغتيال قضية العرب المحورية قيادات فلسطينية تشيد بالتحرك المصرى العاجل لتحذير المجتمع الدولى من تبعات التصرفات الأحادية لحكومة الاحتلال
رغم الفوضى التى تعم بعض بلدان المنطقة العربية، ورغم محاولات القوى الاستعمارية تفتيت هذه الدول، واشغال كل دولة وشعب بمشاكله الخاصة، إلا أن قضية فلسطين ستظل الهم العربى المشترك، والقضية الأم، التى يسعى العرب جميعا شعوبا وقادة إلى حلها، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وتعمل مصر سواء منفردة أو مع باقى الدول العربية على إيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية. ومنذ العام 1948، قدمت مصر العديد من التضحيات، وبذلت أرواحا غالية فى سبيل الدفاع عن فلسطين والقدس، ومازالت مصر تقود الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل هذا الهدف، وتتصدى لإسرائيل فى محاولاتها الرامية إلى تهويد القدس أو ابتلاع باقى الأراضى الفلسطينية ببناء المستوطنات أو شن العدوان على الفلسطينيين فى قطاع غزة.
وفى هذا الإطار استضافت القاهرة قمة ثلاثية بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، والرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين، وبحث القادة الثلاثة تطورات القضية الفلسطينية فى ضوء المستجدات الراهنة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
وصدر عن القمة بيان ختامي، أكد فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبد الله الثانى بن الحسين على دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.
وشدد القادة على ضرورة توفير المجتمع الدولى الحماية للشعب الفلسطينى الشقيق وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسى حقيقى يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، محذرين من خطورة استمرار غياب الأفق السياسى وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار.
كما أكدوا على ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية التى تقوض حل الدولتين وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والتى تشمل الاستيطان ومصادرة الأراضى الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمدن الفلسطينية، وانتهاك الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها.
وشدد القادة على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى القائم فى القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وبما يضمن احترام حقيقة أن المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسى الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن دائرة أوقاف القدس وشئون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسى الشريف، التابعة لوزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردنية هى الجهة الوحيدة المخولة بإدارة شئون المسجد الأقصى المبارك وتنظيم الدخول إليه.
كما أكد الرئيس السيسى والرئيس محمود عباس على أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى القدس ودورها فى حماية هذه المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية.
وأكد القادة على ضرورة توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام، الذى يعد مصلحة وضرورة للشعب الفلسطينى الشقيق، لما لذلك من تأثير على وحدة الموقف الفلسطينى وصلابته فى الدفاع عن قضيته، وعلى ضرورة اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة.
وأشاد الملك عبد الله الثانى بن الحسين والرئيس محمود عباس بالجهود المصرية المبذولة للحفاظ على التهدئة فى القطاع وإعادة الإعمار، مع التأكيد مجدداً على مسئولية المانحين الدوليين فى جهود إعادة إعمار القطاع.
كما شدد القادة على أهمية استمرار المجتمع الدولى فى دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وضرورة توفير الدعم المالى الذى تحتاجه للاستمرار فى تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي، لا سيما فى ظل الدور الإنسانى والتنموى الهام الذى تقوم به الوكالة لصالح أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق.
واتفق القادة على استمرار التشاور والتنسيق المكثف فى إطار صيغة التنسيق الثلاثية المصرية - الأردنية - الفلسطينية على جميع المستويات، من أجل بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقاً للمرجعيات المعتمدة، وذلك فى إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطينى الشقيق على نيل جميع حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها حقه فى الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطنى على أساس حل الدولتين.
ويرى الخبراء والسياسيون أن القمة الثلاثية حلقة فى سلسلة طويلة من الجهود المصرية على كافة الأصعدة من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم حقه فى إقامة دولته المستقلة، ومواجهة العدوان الإسرائيلى على الأراضى الفلسطينية.
وقال النائب محمود منصور، عضو مجلس الشيوخ، إن مخرجات القمة أكدت على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة واستمرار جهودهم المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، الذى يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأضاف فى تصريحات له أن القضية الفلسطينية لها أولوية لدى القيادة السياسية، لارتباطها بوجدان الشعب المصرى، مؤكدا أن التواصل بين الدول العربية الثلاث مصر والأردن وفلسطين، يساعد فى بلورة تصور لتفعيل الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، والعمل مع الأشقاء والشركاء لإحياء عملية السلام، وفقًا للمرجعيات المعتمدة، وذلك فى إطار الجهود الرامية لمساعدة الشعب الفلسطينى الشقيق على نيل جميع حقوقه المشروعة، وفى مقدمتها حقه فى الحرية والاستقلال والدولة ذات السيادة على ترابه الوطنى على أساس حل الدولتين.
وأكد المهندس حازم الجندى، عضو مجلس الشيوخ، أن القمة الثلاثية، خطوة مهمة فى طريق إحياء القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، مشيرا إلى أن القمة تناولت بحث تطورات القضية الفلسطينية فى ضوء المستجدات الراهنة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، والأوضاع الإقليمية والدولية المرتبطة بها.
وقال "الجندي"، فى تصريحات له، إن القمة الثلاثية تعكس حرص الرؤساء العرب على تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرا إلى تأكيد الرئيس السيسى والملك عبد الله الثانى بن الحسين على دعمهما الكامل لجهود الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.
وشدد عضو مجلس الشيوخ، على ضرورة توحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام، فى سبيل الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أهمية اتخاذ إجراءات جادة ومؤثرة للتخفيف من حدة الأوضاع المعيشية المتدهورة لأبناء الشعب الفلسطينى الشقيق فى قطاع غزة، مشيرا إلى أن القمة جاءت فى توقيت مناسب للتأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية، وحق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة، كما أنها تعكس حرصا مصريا أردنيا على القضية الفلسطينية باعتبارها إحدى أولويات الدولتين.
وقال الدكتور جهاد الحرازين القيادى بحركة فتح، إن مصر دائما وأبدا تقف مع الشعب الفلسطيني، ولم تخلف موعدا مطلقا، مشيرا إلى أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هى القضية المركزية، وتحتل صدارة اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى والسياسة الخارجية.
وأضاف أن مصر تعمل على عدة مسارات من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني، منها المسار السياسى وهو تكثيف الاتصالات والعمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس، بالإضافة إلى مسار شعبى أو خدمي، يعتمد على تقديم وتسهيل الخدمات للشعب الفلسطينى واستقبال الطلاب الفلسطينيين، وعلاج المرضى والجرحى، وتقديم المعونات وإرسال الأطباء والقوافل الطبية، والعمل على إعادة إعمار غزة وبناء ما يخلفه الاحتلال الإسرائيلى من تدمير، وهناك مسار ثالث تعمل عليه مصر، وهو تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتحقيق الوحدة بين الفصائل، معتبرا أن مصر لها دور رائد ومشهود.
وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يترك مجالا أو مناسبة أو منتدى دوليا، إلا وتحدث فيه عن القضية الفلسطينية، ويبدى دعمه لها، كما حدث مؤخرا فى استضافة القاهرة للقمة الثلاثة، كما أن آخر لقاء بالرئيس الأمريكى جو بايدن، شدد على ضرورة أن ينال الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، وأن تدعم أمريكا هذه الحقوق.
وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن القمة الثلاثية المصرية الأردنية الفلسطينية، جاءت فى توقيت دقيق، فى ظل موجة جديدة من التصعيد الإسرائيلى ضد فلسطين، ومحاولات تنفيذ مخطط جديد لنتنياهو واليمين المتطرف من أجل ضم مناطق جديدة من الضفة الغربية، وتهويد القدس، مشيرا إلى أن هذا المخطط يتضمن الاستيلاء على باحات المسجد الأقصى وإقامة الصلوات اليهودية فيه.
وأضاف أن هذا المخطط يهدد السلام فى المنطقة، ويسعى إلى منح فرصة للمنظمات الإرهابية، لاستغلال القضية الفلسطينية، معتبرا أن هذا المخطط يسبب حرجا كبيرا للدول العربية، ومن هذا المنطلق جاءت القمة، التى تسعى إلى تنسيق المواقف والخطوات، من أجل لجم الحكومة الإسرائيلية، ودعم السلطة الفلسطينية.
ولفت إلى أن تحركات مصر الأخيرة، تأتى من أجل احتواء الموقف، خشية حدوث تصعيد إسرائيلى جديد ضد الفلسطينيين، مؤكدا أن مصر دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولم تتخل عنه أبدا، وجهودها فى سبيل حل القضية الفلسطينية معروفة للقاصى والداني.
يأتى هذا فى الوقت الذي، دعت فيه فلسطين الولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل السريع "قبل فوات الأوان"، لوقف إجراءات إسرائيل أحادية الجانب بغرض تكثيف الاستيطان.
وحذر الرئيس الفلسطينى محمود عباس من خطورة ما تتخذه حكومة الاحتلال الإسرائيلى الجديدة من إجراءات هدامة وجرائم، بهدف تدمير حل الدولتين والاتفاقات الموقعة، وإنهاء ما تبقى من فرص تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وطالب خلال لقائه الأسبوع الماضي، مستشار الأمن القومى الأمريكى جاك سوليفان، الإدارة الأمريكية بالتدخل الفورى قبل فوات الأوان لوقف هذه الإجراءات أحادية الجانب، وما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلية من انتهاكات تتمثل فى تكثيف الاستيطان، وعمليات القتل اليومية، واقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، واستباحة المسجد الأقصى، والمقدسات المسيحية والإسلامية فى القدس، وتنكرها للاتفاقات الموقعة، والقرصنة ضد أموال الضرائب الفلسطينية.
وأكد الرئيس الفلسطينى أهمية إيفاء الإدارة الأمريكية بالتزاماتها، التى أعلنت عنها، بالحفاظ على حل الدولتين، ووقف الاستيطان، والحفاظ على الوضع القانونى والتاريخى القائم فى القدس، وإعادة فتح مكتب القنصلية الأمريكية فى القدس، وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير فى واشنطن.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
تصاعدت حدة المواجهات بين أمريكا وروسيا بشكل مفاجئ على خلفية الحرب الأوكرانية، وذلك فى أعقاب إسقاط طائرة
يحرص الرئيس "السيسي" فى كل مناسبة أن يبعث بمجموعة من الرسائل للداخل والخارج؛ علّها تكون مرشدًا ودليلاً للخروج
حما أرضه وصان عرضه ولا انحنى لغير مولاه
لقد اختارهم القدر أن يحملوا لقب شهداء، وإن كانوا قد تركوا فى القلب غصة، بعدما راحوا ضحية الإرهاب الغاشم الذى...