أصبح الحديث عن الفيروسات مصدر قلق وتوتر للأسر المصرية، خاصة خلال فترات العام الدراسي، وهو ما يبرر حالة الخوف والترقب التى تنتاب أولياء الأمور هذه الأيام بسبب الفيروس المخلوى التنفسى.
لكن خبراء الصحة وأطباء الأمراض التنفسية يؤكدون أن هذا الخوف يترجم حالة الوعى التى خلفتها جائحة كورونا، وجعلت الجميع ينتبه ويرصد أى انتشار لفيروس أو أعراض مرضية.
أكد الأطباء أن فيروس المخلوى التنفسى ليس بجديد، وانتشاره الطبيعى يكون خلال شهرى نوفمبر وديسمبر، موضحين أعراضه وطرق التعامل والعلاج، والأعراض والمضاعفات التى تحتاج رعاية خاصة.
أوضح دكتور أمجد الحداد استشارى الحساسية والمناعة، أن الفيرس موجود وينشط فى بداية الشتاء مع بدء تغير درجات الحرارة بين الانخفاض والارتفاع، لذا فالخريف موسم انتشاره بين الدفء والصقيع، ومعدلات انتشاره كبيرة جدا فى شهرى نوفمبر وديسمبر، ومخلوى هو ترجمة syncytial، لانه يصيب بطانة الأغشية المخاطية لخلايا الرئة والجهاز التنفسى العلوي، وله اسم آخر هو فيرس القصيبات الهوائية، لأنه إذا وصل للرئة يصيب الشعيبات الهوائية الدقيقة ويؤدى لنوع من الالتهاب بها، وتعد فئة الرضع والاطفال الاكثر عرضة للاصابة به، كونه سريع الانتشار، أما اهم اعراضه فهو كالبرد سيلان الانف واحتقان فى الحلق وارتفاع الحرارة من شديد لمتوسط، قد يؤدى لمضاعفات فى الرضع كالالتهاب الرئوى وصعوبة التنفس، لكن فى الكبار اعراضه اخف تأتى على شكل رشح أو زكام مع احتقان بسيط فى الحلق، أما سبل الوقاية خاصة فى الشتاء فتتمثل فى عدم تعرض الطفل لتيارات هواء بارد، مع التغذية وتهوية المنزل جيدا، ويمنع تقبيل واحتضان الاطفال، وعدم نزولهم للمدارس والحضانات فى حال ظهور اعراض لمنع انتشار العدوى، ولمنع عدوى كبار السن يجب عدم تعرضهم للاطفال المصابين بارتفاع درجات الحرارة أو أى أعراض للبرد، وعلاجه هو الادوية التقليدية للبرد وخوافض الحرارة وفيتامين سي، ولا يعالج بالمضادات الحيوية، فإذا لم يحدث استجابة للعلاج التقليدى وفى حال وجود ارتفاع شديد للحرارة أو صعوبة فى التنفس او كحة شديدة لابد من التوجه للطبيب مباشرة، أما لقاحات الانفلونزا وكورونا فلا تأثير لها على الفيروس المخلوى نهائيا إلا أن أهميتها تكمن فى أن هذا الموسم نحن نواجه اربعة فيروسات تنفسية (المخلوى والبرد والانفلونزا وكورونا) وجميعها اعراضها متشابهة لحد كبير، فالوقاية ضد فيروسى البرد والانفلونزا تقلل من حدة الفيروسات المنتشرة.
وأشار إلى أن الاهتمام بكورونا الفترة الماضية والاجراءات الوبائية لمواجهته كانت اعلى بسبب انتشاره القوي، وكان هناك اجراءات من نظافة وتهوية وماسكات وغيرها حدت من انتشار الفيروسات، فلما قل الاهتمام باتباعها عالميا بسبب ضعف فيروس كورونا حاليا، بدأ المخلوى فى الظهور والتعريف به إعلاميا، كونه ينتشر بسرعة فى هذه الفترة من السنة مع تراجع الاهتمام الاعلامى والصحى باخبار كورونا رغم وجود ارتفاع بنسبة ما لاصاباتها، الا أن المخلوى يسيطر على 70% من الحالات، لذا لا يوجد وراءه اياد خفية فهو فيرس معروف غير جديد، نسمع عنه كل سنة، ربما ترجمة الاسم للفيروس للمخلوى التنفسى بدلا من RSV، أقلقت الناس، لكنه ليس بوباء كورونا لنعود للاجراءات الاحترازية، لكن هو عدوى مجتمعية منتشرة فنتخذ الاجراءات العادية دون غلق او تعطيل، كالتنبيه على عدم حضور الطلبة المصابين بحرارة أو برد، ومرور الطبيبة او الزائرة المدرسية على الطلبة، وتوعية الامهات بغياب الابناء فى حال وجود عدوى، مع العودة لارتداء الماسكات وتهوية المنازل للسيطرة على العدوى ومنع انتشارها، وكل هذه الإجراءات لا تعنى أننا أمام وباء.
ونفى دكتور هشام ابو النصر استشارى الحميات ما يتردد من أنه دور انفلونزا خنازير، مشددا على ان H1N1 دور صعب وليس ما يعانيه الناس الآن، فلا داعى للقلق لانه حتى الآن لم يثبت وجودها، لكن اغلب الحالات هى للفيرس المخلوى التنفسى RSV، ولان تقلب الفصول هو موسم انتشار للامراض يكون من السهل نقل العدوى لشريحة كبيرة من الناس والاكثر عرضة هنا هم الاطفال ثم كبار السن وضعاف المناعة وأصحاب الامراض المناعية، كذلك بسبب طبيعة الفيرس من سرعة الانتشار فحدث هذا القلق لدى الناس من عودة كورونا، أضف لذلك موسم الدراسة والعدوى التى انتشرت بالتالى بين طلبتها خاصة الاطفال، حيث وجد أن 73 طفلا من 100 يصاب بالمخلوي، وهو أيضا يصيب حتى الاقل من شهرين بنسبة 1%، أيضا كورونا رفعت الوعى لدى الناس والانتباه لاى انتشار، على عكس ما قبلها لم يكن الاهتمام والمتابعة بهذا القدر، وللاستفادة من هذا الوعى فإن أهم الاعراض سيلان الانف وارتفاع درجة الحرارة بلا مقدمات والكحة المصاحبة ببلغم، ودائما الامان هو استشارة الطبيب لكن لحين ذلك أو إذا تعذر التوجه له ففى حالة الاعراض البسيطة، يمكن وبشكل آمن استخدام مجموعة الباراسيتامول لعلاج الحرارة مع فيتامين سى وللكحة استخدام مضاد للهيستامين " زيرتك" مع برونكوفين وهى أدوية آمنة، مع تناول العسل بالليمون، ولا يتم اعطاء مضاد حيوى الا بوصف طبيب لانه مخصص لعلاج الامراض البكتيرية والتى قد تستغل ضعف المناعة بسبب مهاجمة الجسم للفيروس ولا تعالج الفيرس نفسه، وأول علاج هو الراحة وعدم الاختلاط بالآخرين لكسر دائرة العدوى، أما متى نتوجه للمستشفى إذا ما تعرض المصاب لزرقة شفاه، ونهجان وكحة متواصلة ودقات قلب سريعة وهذه بعض العلامات التى تستوجب التوجه سريعا للحصول على مشورة ورعاية طبية.
ونوه الى أنه يمكن الحصول على تطعيم الانفلونزا وليس الكورونا كجزء من تقليل شدة اعراض المخلوي، والعودة لارتداء الماسك وهذا لا يعنى القلق لانه كفيروس سهل احتواؤه ومعدلات الاصابة بسيطة، ولا يوجد مضاعفات حتى الآن لكن الاجراءات الوقائية دائما مهمة فى منع نشر الفيروسات التنفسية.
عزا دكتور محمود الهجرسى مدير طوارئ مستشفى صدر الجيزة حالة الهلع من انتشار الفيرس المخلوى التنفسى RSV إلى تجربة الناس السابقة مع الكورونا، لكن الفيرس نفسه موجود من قبلها وبنسب، موضحا أن كورونا أثرت على أشياء كثيرة فى حياتنا فأصبح القلق مصاحبا لاى انتشار للامراض خشية تكرار جائحة كورونا، وإذا كانت بطبيعة تقلب الفصول تزداد حالات امراض الجهاز التنفسى فإن التركيز على الزيادة صار اكبر من قبلها، واهتمام الناس بمثل تلك الاخبار، هناك جزء آخر مرتبط بالطريقة التى تم بها استهلاك الادوية اثناء الجائحة وانتشار تناولها دون وصف طبيب خاصة الكورتيزونات والمضادات الحيوية وما يعرف بحقنة البرد وخلافه، لم يجعل للعلاجات ذات التأثير قبل كورونا، وهو ما نسعى اليه بالمستشفيات وبالتوعية بتقنين استخدام المضادات الحيوية فليس كل عدوى تحتاج مضادا حيويا، كما أنه لكل مضاد استجابة مع عدوى معينة.
وتابع: الفيرس المخلوى يبدأ بارتفاع درجة الحرارة وانسداد حاد بالانف وصفير الصدر، والم بالعضلات مع عدم الاستجابة بسهولة لخوافض الحرارة، وتظل الاعراض لمدة تتراوح بين خمسة وسبعة ايام، عكس البرد العادى يبدأ بالعطس والرشح وزكام فتكسير الجسم ودورة الفيرس فيه 48 ل72 ساعة، لكن التعامل معه واحد الراحة والمشروبات الساخنة وتنظيف الانف والفم باستمرار مع استخدام خافض للحرارة، والتهاب الحلق واستخدام المضمضة بماء وملح مفيد، اما فى الكحة فأفضل مذيب للبلغم هو الماء لذا نؤكد دائما على المشروبات الساخنة والاعشاب الطبيعية وتحضيرها بالمنزل بدلا عن ادوية الاعشاب، لان الكحة التى تحتاج لدواء لابد أن تكون بوصف الطبيب الذى يحدد نوع الكحة وسببها وبالتالى الدواء المناسب لها، أيضا من المهم جدا الآن وجود جهاز النيبوليزر بالمنزل لان بعض الاطفال خاصة تحتاج لاكثر من جلسة على مدار اليوم ما يصعب معه النزول كل مرة للمستشفى او اماكن توافره مع ظروف الجو الحالية، ونكرر أن كل هذه الادوار هى بالاساس فيروسية لا تحتاج مضادا حيويا، وربما المشكلة فى المخلوى أن حضانته قد تظل اسبوعا قبل ظهور الاعراض، بالتالى قد يقول البعض العدوى تمت فلا حاجة للغياب من الدراسة او العمل وهذا خطأ، أولا لأن قوة العدوى اشد عند ظهور الاعراض، وثانيا لان الراحة اساس مرور الدور بسلام فهو امان للشخص ذاته، فضلا عن امانة عدم الاضرار بالآخرين، خاصة وأنه دور صعب مع الاطفال الاقل من عامين تحديدا بسبب ضعف مناعتهم ولأن جهازهم التنفسى غير مكتمل أو قادر على التخلص من الافرازات، وأيضا هو صعب مع كبار السن وأصحاب الامراض المزمنة والمناعية، ولاننا فى موسم مدارس فهناك عدد من الامور تقلل فرص التعرض للعدوى أو شدة الاعراض منها تطعيم الانفلونزا، والتباعد والحفاظ على التهوية الجيدة، ومراعاة عدم لمس الفم والانف، وغسل اليدين جيدا، والتزام الاكل الصحي، كما يزيد على الامهات دور مهم مع ابنائهن قبل النزول للمدرسة بتغيير الجو تدريجيا للطفل بين داخل المنزل وخارجه، شرب مشروب دافئ قبل النزول، أما الماسك فلا احبذه مع الاطفال فقد يكون فى اعمارهم وسيلة لنقل لعدوى لا منعها.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
أكد وزير الخارجية ، سامح شكري، أن مصر لها الحق فى الدفاع عن مقدرات ومصالح شعبها، وتتخذ مواقف منضبطة تراعى
حالة من القلق الشديد تنتاب المتابعين للسوق المالي، وذلك بعدما أعلنت خلال الأيام الماضية ثلاثة بنوك أمريكية إفلاسها،
فى محاولة لضبط الأسعار، وفى إطار جهود الدولة لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية عن كاهل المواطنين، أعلنت
العديد من أمراض المخ والأعصاب يحتاج فيها المريض الرجوع إلى طبيبه المعالج قبل شهر رمضان للتأكد من قدرته على الصيام