كاميليا.. زوجة رجل مهم لكنها حافيـة تمشى على جسر من الذهب!

الفنانة ميرفت أمين من مواليد «24 نوفمبر 1946 فى مدينة المنيا، وربما هذه المعلومة هى التى جعلت «محمد خان» يبنى قصة فيلم «زوجة رجل مهم»

ويمنح المنيا مساحة مهمة وكبيرة فى السيناريو، وكانت «منى إسماعيل» زوجة الرجل المهم هى الزوجة التعيسة التى أوقعها حظها العاثر فى طريق «ضابط» مشوّه النفس، ميت القلب والروح، لا يشعر بالآخرين، والسلطة والغطرسة عنده تساوى وجوده ذاته، و«منى» هى الفتاة الرومانسية، ابنة الموظف الكبير، وزوجها «الرجل المهم» يتعامل معها باعتبارها «ملكية خاصة» تشبعه وتحقق له التوازن النفسى، وانتهى الأمر نهاية دامية، والمهم هنا القول إن «ميرفت أمين» كانت ناجحة ومقنعة وهى ترسم لنا شخصية الزوجة الرومانسية الحزينة، وفى الفيلم المشهور «حافية على جسر الذهب» كان سيناريو الفيلم يحتوى قصتين أوحكايتين، الحكاية «الإطار» والحكاية «الفرعية».

فهى تقدم شخصية «كاميليا» التى تتعرض لعنف معنوى من جانب «عزيز» ـ المسئول الأمنى فى دولة مراكز القوى التى قضى عليها السادات فى 15 مايو 1971ـ وتقوم بالتمثيل فى فيلم من إخراج «أحمد سامح»  ـ المخرج الذى دبر له عزيز مؤامرة استهدفت قتله فأصبح مريضاً مُقعَداً.

وقصة «كاميليا» التى عرضها فيلم «حافية على جسر الذهب» هى قصة سياسية، تحكى عن فترة تمكن فيها «صلاح نصر» رئيس جهاز المخابرات العامة فى مفاصل الدولة، ونسّق مع «عبدالحكيم عامر» لعمل انقلاب ضد «عبدالناصر» بعد هزيمة «5 يونيو» وقيام عبدالناصر بتعيين الفريق محمد فوزى وزيراً للحربية، والفريق عبدالمنعم رياض رئيساً لهيئة أركان حرب القوات المسلحة، وفشل «صلاح نصر وعبدالحكيم عامر» فى تنفيذ الانقلاب، وكان «عبدالناصر» أسرع فى القبض عليهما، أحدهما حوكم فى القضية رقم واحد بشأن انحراف جهاز المخابرات العامة وهو «صلاح» والثانى انتحر، وهو «عبدالحكيم» وجاءت مجموعة أفلام «التنديد بالعهد الناصرى» وظهرت إلى الوجود تحت شعار «الديمقراطية « وهى الحملة التى نظمها «رجال السادات» الذى نجح فى «الانقلاب» على رجال عبدالناصر وأودعهم السجون، وتواصلت حملة تشويه «حكم عبدالناصر» وكانت «ميرفت أمين» صاحبة مشاركة سابقة فى فيلم «ثرثرة فوق النيل» الذى رصد الفساد الذى كان قائماً فى مصانع وشركات القطاع العام والصحافة فى عهد عبدالناصر، لكنها فنانة جميلة، من أب «منياوى» وأم اسكتلندية، تزوجت خمس مرات، ومازالت حاضرة متعها الله بالصحة والعافية ومازال الناس يذكرون أفلامها الجريئة مثل «غابة من السيقان» و»أبى فوق الشجرة» والقضية 68 الذى كان نقداً للعهد الاشتراكى فى ظل حكم عبدالناصر.

فيروز.. جارة القمر التى غنّت لفلسطين والقوميـة العربية

نهاد وديع حداد، من مواليد «21 نوفمبر1935» فى جبل لبنان ـ قضاء الشوف ـ وهى الطفلة الأولى لوالدها العامل فى مطبعة جريدة «لوريون لوجور» اللبنانية، ونشأت نهاد فى «حارة زقاق البلاط» وكان حبها للغناء منذ الطفولة هو الطريق الذى غيَّر مسار حياتها، فقد جاءها «محمد فليفل» الملحن السورى الذى كان مشغولاً بالبحث عن مواهب غنائية جديدة، وسمعها وهى تغنى فى حفل مدرسى فى العام 1947 ومن شدة إعجابه بصوتها خاطب والدها ووالدتها وتكفل بمصاريف دراستها فى معهد الموسيقى، وألحقت بفرقة الإذاعة اللبنانية، وبعد أن أنهت دراستها فى المعهد أجيزت مطربة فى الإذاعة، وكانت اللجنة مكونة من حليم الرومى وخالد أبو النصر ونقولا المنى، وحليم الرومى «والد ماجدة الرومى» هو من أسماها «فيروز» وبه اشتهرت فى الوطن العربى، وفى بداية خمسينيات القرن الماضى تعرفت «فيروز» إلى «إلياس وعاصى رحبانى» وأصبح هذا الفريق يقدم أغنيات راقية، قصيرة المدة الزمنية، فيها تطور وحداثة، وموضوعاتها إنسانية، عن الحب والحزن والوطن والإنسان، وكانت القضية الفلسطينية حاضرة فى رحلة فيروز، ولعل القارئ سمع أغنية «القدس» التى تعتبر من أجمل أغانى هذه المطربة الكبيرة، ولم تقع «فيروز» فى فخ «التعصب الدينى» فهى مسيحية «مارونية» لكن الانتماء الأكبر هو «العروبة»، المسلم والمسيحى ينتميان إلى «القومية العربية» وهذا جعلها مطربة العرب، مثلها مثل «أم كلثوم» وهنا لانقارن بين هاتين المطربتين، فكل واحدة منهما لها لون وحضور، ولكن «فيروز» هى ابنة الشام، والشام قلعة العروبة، ومصر قلب العروبة، وطوال التاريخ القديم والوسيط كانت دائماً مصر مع الشام والشام مع مصر، ومصر فى عهد عبدالناصر، استضافت فيروز والرحبانية، وسجلت أغنيات جميلة فى ستديو الإذاعة المصرية، ودام بقاؤها فى القاهرة ستة شهور، ضيفة على الحكومة المصرية، ولقيت «السيدة فيروز» تكريماً من الملك الحسن الثانى، فهو من استقبلها بنفسه فى المطار، ومنحها الأوسمة والنياشين، وكذلك فعل الملك الحسين بن طلال ملك الأردن، وجاك شيراك وفرانسوا ميتران وماكرون «رؤساء حكومات فرنسا» ولكن الوسام الأكبر فى حياتها ـ متعها الله بالصحة والعافيةـ هو وسام الجماهير العربية، التى أحبتها وصدّقتها ومازالت تحبها وتداوم على سماع صوتها الرائع

كابتن غزالى.. بطل «أغنية المقاومة» على أرض السويس

كان من المفترض أن أكتب عن «كابتن غزالى» فى «أكتوبر» باعتباره واحداً من رموز المقاومة والصمود، فى الست سنوات الفاصلة بين «5 يونيو» و»6 أكتوبر» لكن لم تسمح الظروف، وها هى قد سمحت فى «نوفمبر» والكابتن غزالى من مواليد «10 نوفمبر1928» وهو صعيدى من «أبنود» ـ محافظة قنا ـ وكان موهوباً فى الشعر والرسم والمصارعة، بل كان مدرب مصارعة فى مركز شباب فى السويس، ثم انضم إلى نادى السويس، وكان يملك مكتبةً كبيرة، وقلباً يسع كل أهالى السويس، وكل المصريين، وتكوينه الثقافى مدهش، فهو تشكل وعيه فى المرحلة التى أعقبت قيام الزعيم الوطنى «مصطفى النحاس» بإلغاء «معاهدة 1936» وهذا ترتب عليه قطع المفاوضات الخاصة بالجلاء، وتشكيل كتائب المقاومة المسلحة، تحت رعاية حكومة الوفد، فى أكتوبر1951، والتحق بهذه الكتائب عمال وطلبة وفلاحون من كل أقاليم مصر، وكان «الضباط الأحرار» يشاركون فى تدريب هؤلاء «الفدائيين» وتعلم «كابتن غزالى» دروس الوطنية من هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التى حمل فيها الشعب المصرى السلاح ضد جيش الاحتلال البريطانى، ولأن بريطانيا هى التى خلقت «دولة إسرائيل» من العدم، وورثتها عنها «أمريكا» كان «كابتن غزالى» المثقف الوطنى المصرى، يعرف هذه العلاقة، وكان مقيماً فى «السويس» فى وقت الهزيمة «5 يونيو1967» وشارك فى جماعات الإنقاذ التى تشكلت بهدف مساعدة جنودنا العائدين من سيناء، وتوفير الراحة والعلاج لهم، ولم يقنع بهذه المشاركة، بل واصل عطاءه للشباب، يعلم ويربى ويدعم كل محتاج، وكانت فكرته الرائعة، فكرة تشكيل فرقة غنائية تكون مهمتها الترويح عن الأهالى الذين رفضوا المغادرة، وفضلوا الحياة فى السويس رغم القصف اليومى للمدينة من جانب الطيران الإسرائيلى، وكانت الفرقة تحمل اسم «بطانية ميرى» نسبة إلى البطانية السوداء التى تمنحها وزارة الحربية للجنود، وكانت الفرقة الغنائية تفترش «البطانية» وتغنى أغنيات وطنية، تفيض بالقوة والأمل والتفاؤل، وكان من أعضاء هذه الفرقة الشاعر الراحل «عبدالرحمن الأبنودى» ـ صاحب أغنية يا بيوت السويس التى تغنى بها محمد حمام ولحنها إبراهيم رجب ـ وحسن نشأت ومحمد العزبى المطرب المعروف، ومن أغنيات «كابتن غزالى» غنت «فايدة كامل» أغنية «فات الكتير يا بلدنا، مابقاش إلا القليل» وغنى «سمير الإسكندرانى» و»محمد العزبى» أغنيات من تأليف «غزالى» الذى كتب ولحن كل أغنيات فرقة «أولاد الأرض» وكانت أمسياته الفنية والثقافية فرصة طيبة لظهور»أغنية المقاومة» وهى الأغنية التى وُلِدت على حناجر أهلنا فى السويس، وكان لها دوركبير فى فترة الصراع العسكرى السابق على حرب العبور، وكان لها دورمهم فى طمأنة الشعب المصرى كله، فالإذاعة المصرية كانت تقدم أغنيات أولاد الأرض وكان المصريون يحبون هذه الفرقة الوطنية الصامدة فى وجه العدو الإسرائيلى.

 

Katen Doe

خالد إسماعيل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من فن

جوائز مهرجان البندقية ال 82 : انتصارات فنية ترسم ملامح سينما الغد

فى لحظة تاريخية فى الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائى الدولى، اعتلت المخرجة التونسية كوثر بن هنية منصّة التكريم لتتسلّم...

ابن النيل.. من أفلام الصراع الحضارى بين القرية والمدينة فى مصر

من المهم أن نعرف أن الفن ليس انعكاساً مباشراً للحياة، لكنه تعبير عن أزمات الناس، بصورة جمالية، بمعنى أن الفنان...

محمد صلاح العزب: أركز على التحليل النفسى للشخصية المجرمة وليس الجريمة

فى عالم السينما والدراما هناك دائما مبدعون يسعون لكسر التوقعات وخوض تجارب فنية جريئة.. ومن بين هذه الأسماء يبرز المخرج...

ليلى علوى تتولى مهمة الدفـاع عن الفيلم وتعتبره قضية عمرها

30 سنة على معركة «بحب السيما» (2) نص حكم القضاء المستعجل وحيثياته برفض منع الفيلم المبدعون "المسلمون" شكلوا حائط الصد...