«سينما الجبل ».. أمانى تتحقق ورغبات فى طريقها للتنفيذ

من المعروف لدى الجميع أن صناعة أى مهرجان سينمائى أمر فى منتهى الصعوبة، فما بالك بصنعه وحمله صيغة الدولية فى دورته الأولى

، وبالتالى يحوى العديد من الفعاليات ويشهد تمثيلا لدول من قارات العالم، كما يحوى تكريمات لأسماء كبيرة فى مجال السينما, ومحكمين حصلوا على جوائز عالمية، وحلقات نقاشات قوية.

ما لفت الانتباه أكثر هو أن التيمة التى يعمل عليها المهرجان «سينما الجبل» نادرة وصعبة، فقليل جدا من يهتم بسينما الجبل فى أفلامه، لكنك فى النهاية ستجد نفسك أمام مهرجان قوى بشهادة نجوم سينمائيين كبار وأمام خطوة وإضافة حقيقية حدثت فى السينما العربية وهى تدشين مهرجان نوعى جديد يثرى الحركة السينمائية فى المنطقة، وعروض مختلفة لأفلام بين أحضان الجبل كانت بمثابة أمل تحقق لأبناء منطقة شلالات أوزود، وقريبا سيصبحون هم من يقدم ويصنع شريطهم الوثائقى بنفسهم بعد أن عاشوا تلك الأيام فى حب السينما.

كان من الطبيعى أن نسال عن السبب الذى جعل القائمين على المهرجان يتحمسون لتلك الفكرة ونقترب منهم ونعرفهم عن قرب لنكتشف أنه لا يأتى عمل من فراغ، لابد لهؤلاء الاناس من قناعات جعلتهم يفكرون فى تدشين هذا المهرجان والبداية كانت عند بهيجة سمو رئيس مهرجان سينما الجبل, وهى من مواليد منطقة شلالات أوزود عادت بعد غيبة طويلة كانت دراستها العليا فى السربون بباريس ثم إيطاليا ثم دخلت إلى المغرب وعملت فى وظائف مهمة جدا فقد كانت مكلفة بملف الوثائق الملكية, لكن هذا لم يشغلها عن منطقتها وأبنائها فقررت العودة إليها وأسست جمعية ومؤسسة صوت الجبل للتراث والتنمية المستدامة وفى هذا السياق كان من أهدافها النهوض بالسياحة الثقافية, ثم أهدت مكتبتها الخاصة التى تضم 3500 كتاب إلى المؤسسة, كذلك أسست متحفا يحوى تحفا تراثية ثرية خاصة بالتراث المغربى، لكن فى هذا الزمن الذى تعبر فيه الصورة أكثر من المادة المكتوبة وجدت أنه يجب ألا يغيب الجبل بجماله الطبيعى وتراثه عن الإنتاج السينمائى الذى من أهدافه ألا يكونوا محصورين فى الإنتاج الثقافى الأكاديمى المكتوب بل يتم الانتقال إلى الإنتاج السمعى والبصرى سواء السينمائى أو الدرامى.

 تعتقد بهيجة سمو أنها نجحت فيما كانت تصبو إليه بحكم انتهاء فعاليات الدورة الأولى من مهرجان سينما الجبل الدولى الذى شاركت فية أكثر من 14 دولة أجنبية وأفريقية من 5 قارات وتتمنى أن يغريهم هذا الفضاء لإنتاج أعمال سينمائية وبذلك تكون قد نجحت فى نقل المنطقة من المكتوب المعتاد إلى المرئى الملموس.

 تقول سمو: بالطبع المشاركة المغربية فى الدورة الأولى كانت قوية جدا سواء بتكريم سهيل بن بركة وهو المخرج الكبير الذى قدم العديد من الأفلام وعبد الرحمن التازى رئيس لجنة التحكيم بالإضافة إلى الممثلين المغاربة المشاركين وكذلك الحضور ونقل المعارف من خلال ورش تعليمية وتثقيفية لـ15 فردا من أبناء القرية تم اختيارهم للالتحاق بتلك الورش, كذلك فإن ربط المهرجان أيضا بالجمهور المغربى كان الرغبة الأولى لدى بهيجة سمو رئيس المهرجان من خلال مشاركة فرق أمزيغية على مدار أيام المهرجان فى الفضاء الطلق وليس فى غرف مغلقة.

 وتضيف: فعاليات المهرجان أيضا لن تكون مرتبطة بزمن محدد فالمؤسسة لديها خطة مرسومة للعام بالكامل, سيتم عمل اتفاقيات مع الجامعات المغربية لتقديم ورش سينمائية بها وحلقات سينمار سينمائى وهذا هو هدفها، ففلسفة سينما الجبل هى رغبة فى استنطاق خيرات الجبل ويجب أن نسمع صوته وصوت من يعيشون به.

عبد الإله الجوهرى المدير الفنى للمهرجان تحدث تعليقا على فعاليات الدورة الأولى للمهرجان قائلا: بكل صدق الفكرة ليست خاصة بى فهى فكرة صاحبتها بهيجة سمو التى اتصلت بصديقى عثمان أشقرا واقترحت عليه إمكانية إقامة مهرجان فى منطقة شلالات أوزود وطلب بدوره منى أن أضع تصورا وعملت عليه وقدمناه معا بعد أن وضعنا الخطوط العامة للمهرجان ولائحة الضيوف والمسابقتين الروائية الطويلة والروائية القصيرة وأعتقد أنها كانت دورة موفقة، كنت أهدف إلى الانتصار للسينما والافلام الجميلة والالتقاء بسينمائيين كبار وندوات تعمق النقاش حول مشاكل السينمائيين والانتصار لعلاقة الجبل بالسينما وقبل هذا كلة محالة الانتصار لزرع بذور عشق للفن السابع لمنطقة بعيدة عن المركز لأن شلالات أوزود توجد فى قلب المحيط الأطلسى المتوسط، فكرة زرع الثقافة السينمائية وجعل أبناء المنطقة شغوفين بالفن السينمائى الرهان الحقيقى الأول والأخير فى اعتقادى.

يضيف: صحيح أن اختيار الأفلام التى تعتمد على الجبل كتصوير أو فضاء بشكل عام كان موضوعا صعبا مقارنة بتيمات أخرى مثل تيمة المرأة أو غيرها وبالتالى عملية اختيار الأفلام تتطلب جهدا مضاعفا وهذا ما حدث بالضبط ولحسن الحظ تربطنى علاقات كثيرة فى داخل المغرب وخارجها وأستطعت أن أحصل على هذه الأفلام وبالفعل كانت تتناغم مع قيمة وهدف المهرجان، كنت أتمنى لو عندى وقت أكثر أن أتجول أكثر فى العالم وأجلب أفلاما أكثر ولكن أعتقد أن الدورة تشارك بها 5 قارات وأعتقد أن ذلك جيد وهناك فعاليات إبداعية متنوعة أخرى كانت فى المهرجان بدءا من ندواته التى ناقشت قضايا لها علاقة مباشرة بموضوع المهرجان ثم أيضا اللقاءات المفتوحة مع نجوم الفن وأبناء المنطقة والهدف هو جر أبناء المنطقة للمشاركة من خلال ورشات مثل ورشة السيناريو حيث تم اختيار مجموعة من أبناء المنطقة للكتابة عن منطقتهم وأعتقد فى الدورات الأخرى ستكون هناك ورش أخرى تجعل أبناء المنطقة ينجذبون نحو مهن سينمائية مختلفة وهذا هو الرهان الأساسى.

إن هاجس المؤسسة المنظمة هو تحويل المنطقة إلى قبلة سينمائية, فالمنطقة توفر كل ما يمكن أن يحتاجه العمل السينمائى كى يخرج إلى النور بل أكثر من ذلك هى أقرب إلى ستديو مفتوح تتميز بالهدوء غير الطبيعى.

ويكمل الجوهرى: طيلة السنة سوف يكون هناك ورشة من الورشات وأيضا جلب فيلم ومخرجه وطاقمه حتى يكون هناك تواصل بين أبناء المنطقة والسينما بشكل عام, وهناك مشروع تتبناه وزارة الثقافة المغربية لإنشاء قاعة سينمائية فى منطقة شلالات أوزود وقد أعلن عنه المخرج جمال السوسى فى حفل الافتتاح وطالب الوزارة بتفعيل ذلك.

 

Katen Doe

عرفة محمود

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

«سينما الجبل».. عندما تنتصر السينما لحـراس الطبيعــة فــى «شلالات أوزو

المزيد من فن

عرض "حمزة أطارد شبحًا يطاردني" و"القنبلة" في مهرجان حكايات فلسطين في سويسرا

يُعرض الفيلمين القصيرين حمزة أطارد شبحًا يطاردني للمخرج ورد كيّال والقنبلة من إخراج ديما حمدان،

ميرهان حسين تعود من الاعتزال

انضمت الفنانة ميرهان حسين إلى فريق عمل مسلسل «حق عرب»، والمقرر أن يُعرض فى السباق الرمضانى المقبل 2024.

«حسنى» يستعد لفيلم جديد مع «ربيع»

يستعد الفنان تامر حسنى للعمل على مشروع سينمائى جديد، خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد الإستقرار على كل التفاصيل.

خالد النبوى يبدأ تصوير «إمبراطورية ميم»

يواصل الفنان خالد النبوى عمل التحضيرات النهائية لمسلسله الجديد «إمبراطورية ميم»، والمقرر أن يخوض من خلاله السباق الرمضانى المقبل 2024.