رسائل العيد الإلكترونية..هدايا للتهنئة أم فخ للقراصنة؟

"اضغط على الرابط الإلكتروني لتحصل على هدية العيد أو تكسب جائزة ثمينة أورحلة عمرة أو فرصة عمل".. هذه الرسالة تتكرر من حين لآخر ضمن سيل من تهاني العيد الإلكترونية التي تمطر جروبات التواصل الاجتماعي خاصة "الواتساب" سواء على "موبايلاتنا" أوأجهزة الكمبيوتر الشخصية خلال أيام العيد و المناسبات والمواسم .

فالموبايلات الذكية والحواسب الشخصية أصبحت فريسة سهلة للمخترقين والمحتالين "الهاكرز" لأن كل حساباتنا الخاصة وبياناتنا الشخصية يمكنن ربطها بهذه الأجهزة في مكان واحد بدءً من الحساب المصرفي إلى عنوان البريد الإلكتروني والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يهدد المستخدمين باختراق الخصوصية والتعرض لابتزاز المحتالين المحترفين.

ورغم ما تبعثه هذه الرسائل من بهجة وماتثيره من فضول إلا أنها قد تنطوي على خدعة أو مقلب أو قرصنة إلكترونية خاصة إذا كانت غريبة أومغرية أو من مجهولين ، فعلى سبيل المثال انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة إرسال رسائل على الواتساب تهنئك بفوزك بجوائز فى حالة فتح اللينك بالرسالة بمناسبة العيد أواحتفال مولات شهيرة بعيد تأسيسها ليتم اختراق الجهاز الذي تم فتح الرسالة منه ثم ابتزاز صاحبه.

لاتفتح الرسائل المجهولة

وبحثاً عن وسيلة للنجاة من القرصنة، نبه الأستاذالدكتور/ أسامة إمام عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان لعدم التسرع بفتح الرسائل الإلكترونية أو الضغط على الرابط الإلكتروني المرفق بها بدافع الفضول أو الأمل في الفوز بهدية مادية لأنه قد يكون فخا ويترتب على فتحه سرقة البيانات أو تدميرها بفيروس إلكتروني وإتلاف الجهاز.

وأوضح عميد كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات لموقع أخبار مصر أنه بعد فتح الرابط سيطلب منك المرسل فتح إيميل أو باس ورد أكوانت شخصي أوإدخال رقم سرى لبطاقة ائتمانية، وهذا خطرلأنه سيمكن المتصل من القرصنة الإلكترونية وابتزازك .

ولفت د.إمام إلى أنه لابد من ابقاء على جهازك بعض الوقت أثناء فتحك الرابط ليهاجم "الهاكرز" بياناتك ولذلك يجب عدم فتح الرسالة أو سرعة إغلاقها ومسح الرابط فورا إذا تم الضغط بالخطأ .

ونصح من يقع في الفخ بسرعة إبلاغ مباحث الانترنت وعدم الخضوع لابتزاز النصاب وحال القبض عليه ستكون العقوبة الحبس.

وتابع أنه من الأفضل عدم تدوبن أو حفظ أي بيانات سرية أوصور خاصة على الجهاز الشخصي المتصل بالانترنت.

تطور حيل القراصنة

كما حذرالمهندس مصطفى مدكور، خبير تكنولوجيا المعلومات، مستخدمي تطبيق "الواتس أب"، من فتح أي روابط إلكترونية مرفقة بعبارات غير منطقية، كالحصول على جوائز أو تفعيل أكواد الحساب لضمان استمرارية تطبيق «الواتساب» بالمجان، وغيرها من الحيل الآخرى، خاصة بعد اكتشاف المخترقين لثغره في التطبيق تسهل عملية اختراق حسابات المستخدمين.

وأوضح أنه خلال الفترة الأخيرة تطورت حيل جديدة لسرقة حسابات مستخدمي الواتساب، حيث ينتهز"الهاكرز" فرصة وجود تحديثات واتساب الجديد وإرسال فريق دعم واتساب بعض الرسائل لمستخدمي التطبيق، وينتحلون صفة فريق الدعم ويرسلون بعض الرسائل لمستخدمي التطبيق ويطالبونهم بإرسال كود تم إرساله على هواتفهم المحمولة، ويأخذون هذا الكود ويسرقون به الحساب الشخصي مما تسبب في سرقة الكثير من الحسابات خلال الفترة الماضية.

وبعد أن يقع المواطن فريسة للهاكرز يقومون بابتزازه لدفع مقابل مادي لإعادة حسابه من جديد وعدم نشر ما عليه من معلومات خاصة وحساسة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن عدد من مستخدمي تطبيقات التواصل الاجتماعي تلقى رسائل مؤخرا عن مسابقة للفوز لجهاز آيفون 14 بروماكس في مسابقة بمناسبة مرور 14 عاما على افتتاح سوبر ماركت شهير فبعد فتح الرسالة يوهمك المخترق بأنك قد فزت لجهاز آيفون 14 بروماكس ، شرط أن تقوم بإرسال نفس الرسالة إلى 15 من أصدقائك على "واتس اب" و5 مجموعات ، إلا أنه تم الكشف عن انها تقنية خبيثة يستخدمها الهاكرز لاختراق هاتفك المحمول.

وشدد على أنه يجب على كل من يتلقى مثل هذه الرسائل عدم التعامل مع هذه الأرقام وعدم الانسياق وراء من يرسلونها، كما يجب حظرها على الفور والإبلاغ عنها بمراكز الشرطة بتهمة الاحتيال والنصب.

إحمي حساباتك

وفي سياق متصل، كشفت نتائج استطلاع أجرته "كاسبرسكي لاب" على أن المستخدمين يُعرِّضون سلامتهم للخطر أثناء تصفح الإنترنت، وذلك من خلال اتخاذ قرارات سيئة بشأن كلمات المرور، وارتكاب أخطاء تتمثل في اختيار كلمات مرور سهلة، الأمر الذي قد يكون له عواقب بعيدة المدى.

وحذر الاستطلاع من 3 أخطاء شائعة تتعلق بكلمات المرور تعرض عددا من مستخدمي الإنترنت إلى المخاطر التالية:

1-قيام الأفراد باستخدام نفس كلمة المرور لحسابات متعددة، مما يعني أنه حال تسرّبت كلمة المرور هذه إلى أحد مجرمي الإنترنت، فقد يصبح من الممكن اختراق عدة حسابات أخرى.
2- يستخدم الأفراد كلمات مرور ضعيفة، بحيث من الممكن كسرها بسهولة.
3-يقوم آخرون بحفظ كلمات المرور الخاصة بهم في بيئات تخزين غير آمنة، ما قد يلغي الغرض المقصود من تلك الكلمات أساسًا.

وأوضح الاستطلاع أن هناك 18% من المستخدمين الذين تعرضت حساباتهم لمحاولة قرصنة، ولكن القليل منهم فقط لديه برامج أمنية فاعلة ومتخصصة مصممة لحماية كلمات المرور، وهناك 30% من المستطلعين يختارون كلمات مرور جديدة لحسابات مختلفة على شبكة الإنترنت، إلا أن النتائج المثيرة للقلق تتمثل في أن شخصا واحدا من بين كل 10 أشخاص يستخدمون نفس كلمة المرور لجميع الحسابات على الإنترنت، وحال تعرض كلمة المرور المشتركة للسرقة، فسيكون هؤلاء عرضة للمخاطر، لأنه من المحتمل تعرض حساباتهم لهجمات الاختراق والقرصنة.

عقوبات مشددة في قانون تقنية المعلومات

وقد أعلن النائب أحمد بدوي رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن هناك عقوبات مشددة في قانون تقنية المعلومات المعروف إعلاميًا "بالجريمة الالكترونية"، والذي صدر عام 2019، موضحا أنّ من يتعرض للابتزاز خاصة الفتيات، عليهن الذهاب مباشرة إلى الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية ، وحتى لو كان الأكونت أو الحساب الذي استعان به الهاكر مستعارًا سيتم ضبطه خلال 24 ساعة.

وحسب المادة 18 بقانون "الجريمة الالكترونية"، فإنّ جريمة الاعتداء على البريد الإلكتروني أو المواقع أو الحسابات الخاصة، يعاقب بشأنها بالحبس مدة لا تقل عن شهر، وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين كل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريدًا إلكترونيًا أو موقعًا أو حسابًا خاصًا بأحد المواطنين.

ولو وقعت الجريمة على بريد إلكتروني أو موقع أو حساب خاص بأحد الأشخاص الاعتبارية الخاصة، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين.

وفيما يخص الجرائم المتعلقة باصطناع المواقع والحسابات الخاصة والبريد الإلكتروني، وحسب المادة 24 يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تجاوز 30 ألف جنيه، أو بإحدى العقوبتين كل من اصطنع بريدًا إلكترونيًا أو موقعًا أو حسابًا خاصًا ونسبه زورًا لشخص طبيعي أو اعتباري.

وإذا استخدم الجاني البريد أو الموقع أو الحساب الخاص المصطنع في أمر يسيء إلى من نسب إليه، تكون العقوبة الحبس الذي لا تقل مدته عن سنة وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 200 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين. وإذا وقعت الجريمة على أحد الأشخاص الاعتبارية العامة تكون العقوبة السجن والغرامة التي لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 300 ألف جنيه.

أما الجرائم المتعلقة بالاعتداء على حرمة الحياة الخاصة والمحتوي المعلوماتي غير المشروع، فحسب المادة 25، يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات، لمعلومات أو أخبار أو صور وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أم غير صحيحة.