"أبو اليزيد": صادرات مصر الزراعية تخطت 6.3 مليون طن بقيمة 3.5 مليار دولار

ضيف موقع أخبار مصر في حوار اليوم.. حصل على بكالوريوس العلوم الزراعية من كلية الزراعة بجامعة عين شمس في 1989 ، ثم حصل على درجة الماچستير في العلوم الزراعية سنة 1994 .. وحصل في 1999 على درجة الدكتوراه في فلسفة العلوم الزراعية.. وفي نوفمبر 1989 عين معيدا في كلية الزراعة، وتدرج في سلك التدريس الجامعي حتى حصل على درجة الأستاذية في سبتمبر 2012..

ترأس وحدة الزراعة العضوية ثم مديرا لمركز الدراسات والاستشارات الزراعية، تولي رئاسة صندوق تحسين الأقطان .. وفي 2017 عين مشرفا عاما على قطاع الهيئات وشئون مكتب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وفي نفس العام أصبح عضو مجلس إدارة بالشركة القابضة للصناعات الغذائية، وفي 2018 تولى رئاسة شركة الدلتا للسكر التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية..


ضيفنا عضو بالعديد من الجهات والهيئات.. فهو عضو مجلس الأمناء لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، وعضو اللجنة الفنية الخاصة بمشروع مبادرة التجارة الخضراء بمنظمة اليونيدو بالأمم المتحدة ، وخبير مدرب لبرامج البستنة والتشجير بالمناطق الحضرية بمؤسسة چيتراك للتدريب بالشارقة بدولة الآمارات، وعضو الجمعية الملكية للبساتين في انجلترا، وعضو الجمعيات الدولية والأمريكية والاسترالية لعلوم البساتين، وعضو الجمعية الدولية للأسمدة ولبحوث الزراعة العضوية، وعضو اللجنة التنسيقية للأسمدة بوزارة الزراعة، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للإصلاح الزراعي.

وقام بنشر إثنين وتسعين بحثاً في مجال التخصص بالمجلات والدوريات العلمية على المستويين الدولى والمحلى، وأشرف على أربعين رسالة ماجستير وثلاثة وثلاثين رسالة دكتوراة، وتم تكريمه من منظمة الفاو ومن وزارة الزراعة ومن جامعة عين شمس.

إنه الأستاذ الدكتور أحمـد أبو اليزيد أحمد عبد الحافظ، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة عين شمس، ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الدلتا للسكر، وعضو مجلس الإدارة بالشركة القابضة للصناعات الغذائية..


•دكتور أحمد.. في البداية.. حضرتك كأستاذ في كلية الزراعة.. كيف نرغب الطلبة في دخول هذه الكلية.. وبالتالي كيف نصل بالخريج للمستوى الذي يؤهله للحياة العملية في هذا المجال؟

-الدولة وضعت استراتيجية لترغيب الطلبة لدخول كلية الزراعة.. تم وضع مجموعة من البرامج التدريسية المتميزة التي تمزج بين التطبيق العملي والنواحي العلمية الحديثة.. برامج تدريس الزراعة باللغة الإنجليزية.. برامج التكنولوجيا الحيوية.. برامج الزراعة العضوية.. برامج الهندسة الزراعية والتكنولوجيا الحديثة.. وبهذه الطريقة يصبح الخريج قادر على الالتحاق بسوق العمل ليس في مصر فقط وإنما في أي دولة عربية أو اجنبية.


ولكن مازال الخريج الجامعي لدينا يحتاج للمهارات التي تجعله بالمعنى العامي " صنايعي في تخصصه".. أي.. يستطيع ممارسته بيديه.. وليس لديه كم من المعلومات النظرية فحسب.. ويجب أن يكون لديه لغة جيدة تؤهله للتعامل مع كل ما هو حديث حوله.. بالإضافة لأن يكون مستخدم جيد لكل أدوات التكنولوجيا الحديثة.. لأن العالم الآن ينتقل لثورة تكنولوجية صناعية زراعية متقدمة.. يتجه للزراعة الذكية التي تراعي كل المتغيرات الجوية والمعروفة باسم " Echo Smart Agriculture " .. وفي أوروبا يقولون الآن أن هذا العصر هو زمن الروبوتات القادمة التي ستقوم بكل الأعمال.. فالمنافسة لم تعد بين الإنسان والإنسان.. وإنما بين الإنسان والآلة.. الروبوت القادر على القيام بالكثير من المهام .. فلم يعد الطالب في حاجة أن يظل في الكلية لمدة أربع سنوات يدرس علوما نظرية وتطبيقية.. لأن هذا يصبح مضيعة للوقت.. فالطالب يستطيع أن يحصل على كورس مكثف.. دورة يمثل العملي فيها نسبة 70 % والنظري 30% فقط.. فنوفر الوقت والجهد والمصروفات على الطالب وولي الأمر..

•ننتقل للخريطة الزراعية في مصر..ما هي التحديات التي تواجهها؟


-لدينا في مصر تحديات كثيرة.. أولها.. النمو السكاني.. بمعدل 2.1 مليون في السنة.. اي كل 10 سنوات نزيد 10 مليون ونصف.. والتحدي الآخر هو تحدي المياه.. فمصر لديها مساحات أراضي شاسعة وحصة محدودة من مياه النيل.. تقدر بـ 55.5 مليار متر مكعب.. بالإضافة إلى 10 مليار متر مكعب من المياه الإرتوازية.. ونحصل من مياه الأمطار على حوالي 2 مليار متر مكعب.. وهذا غير 7 مليار متر مكعب من مياه الصرف المعالجة.. فيصبح إجمالي ما نحصل عليه.. 74.5 مليار متر مكعب.. بينما إجمالي الاحتياجات من المياه يصل إلى 114 مليار متر مكعب.. تلزم لزراعة المساحات الزراعية الحالية والتي تبلغ 9.4 مليون فدان.. جزء من هذه الكمية من المياه نحصل عليه فيما يسمى حصة مياه افتراضية تقدر بـ 34 مليار متر مكعب.. نحصل عليها من خلال صادرات من الخارج.. فنحن نستورد سنويا 14 مليون طن قمح.. و13 مليون طن ذرة صفراء للعلف.. و4.5 مليون طن فول صويا.. و2 مليون طن زيت خام وبذور زيتية.. فلو كانت هذه الكميات مزروعة هنا في مصر لاحتاجت 34 مليار متر مكعب من المياه.. ولهذا نسميها مياه افتراضية.. ولهذا فإن التحدي الأكبر في قضية التوسع في الرقعة الزراعية واستصلاح الأراضي يكمن في المياه.. ولهذا اهتمت الدولة في الآونة الأخيرة بالمشروعات ذات الصلة.. مثل مشروعات تطوير وتحديث الري..


وجاء ذلك على مراحل شملت تضخيم وتعظيم محطات معالجة مياه الصرف.. ومن حيث المياه الارتوازية..تم عمل خريطة للمياه الجوفية الأرضية.. بالإضافة لترشيد كميات المياه المستهلكة.. فبدلا من أن يأخذ الفدان 4 آلاف متر مكعب من المياه.. فنقوم بالترشيد ويستهلك الفين متر مكعب فقط.. وهذا باستخدام تقنيات الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش بدلا من الري بالغمر.. وهناك أيضا مشروعات تبطين الترع ومراعاة مناسيب المياه بالميل المطلوب للوصول للجميع.. ولهذا اعتمدت الخطة القومية للدولة خلال السنوات الثمانية الأخيرة على مشروعات عملاقة لإضافة 3.5 مليون فدان إلى الرقعة السابقة التي تقدر ب 9.4 مليون فدان..ومنها.. مشروع الـ 1.5 مليون فدان.. المعروف باسم الريف المصري الجديد.. والذي اعتمد على المحافظات التي لها ظهير صحراوي.. مثل غرب غرب المنيا.. والوادي الجديد.. والفرافرة.. والشرقية.. وهناك أيضا مشروع الدلتا الجديدة الممتد من مطار سفنكس وهو طريق محور الضبعة الممتد حوالي 270 كيلو .. وهذا المشروع قوامه 2.2 مليون فدان.. ومن داخله تم البدء في مشروع مستقبل مصر المزروع فيه حاليا حوالي 460 ألف فدان بحاصلات زراعية استراتيجية لسد الفجوة في بعض الحاصلات..


ويتم الآن التجهيز في شمال سيناء.. بعد الانتهاء من صحراء السرابيوم.. وتم عمل محطة معالجة ثلاثية عملاقة أمنة تماما على محطة بحر البقر ومعالجة المياه الخارجة بالأوزون.. ويتم الآن استصلاح ما يقرب من نصف مليون فدان في شمال سيناء.. ثم خطة إعادة إحياء مشروع توشكى.. بقيمة نصف مليون فدان.. وتم زرع 1.3 مليون نخلة.. ومشروع الـ100 ألف فدان صوب.. الذي تساوي انتاجيته ما ينتجه 500 ألف فدان في الحقل المفتوح.. وهكذا تحقق الصوب التوسع الرأسي وترشيد المياه والحماية من التغيرات المناخية.. والتي تعد واحدة من التحديات التي نواجهها بخلاف النمو السكاني وقضية المياه.. ليس في مصر فقط وإنما على مستوى العالم.. وعندنا منطقة الدلتا ممكن تتأثر بالتغيرات المناخية بشكل سلبي.. حيث أنه عند ارتفاع منسوب مياه البحر المالحة.. تدخل هذه المياه على الأراضي الزراعية فتملحها.. فتصعب زراعتها.. وبالتالي تتقلص المساحات المزروعة.. ولهذا تحركت الدولة في عدة مسارات.. منها وقف زحف البحار والمياه المالحة على الأراضي.. وأيضا تركيز المعامل والمراكز البحثية والجامعات في إنتاج أنواع من التقاوي تتحمل الملوحة وتتحمل أيضا درجات الحرارة العالية أو المنخفضة.. وتقاوي مبكرة تمكث فترة قصيرة فتوفر في المياه..

•وماذا عن الصادرات الزراعية؟


-مصر تخطت صادراتها الزراعية في 2022 الـ 6.3 مليون طن صادرات بقيمة إجمالية 3.5 مليار دولار.. وهناك إرادة سياسية وتنفيذية لتحقيق الاكتفاء وزيادة الصادرات.. وهذا ما أعلنه الرئيس أن مصر تحقق صادرات بـ 100 مليار دولار سنويا..


•متى تستطيع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي في كافة الحاصلات والسلع؟


-من الصعب جدا أن نحقق نحن ولا أي دولة الاكتفاء الذاتي في كل السلع.. لأن العالم يعيش بشكل تكاملي تعاوني.. فليس هناك أمن غذائي مطلق.. وإنما هناك الأمن الغذائي النسبي.. الذي يسمح بإتاحة السلع للمواطنين.. فنحن على سبيل المثال.. لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة 100% في الخضروات والفاكهة.. وكذلك في بعض محاصيل الحبوب وبعض أنواع الذرة.. وفي القمح لدينا اكتفاء ذاتي بنسبة تتراوح من 50 - 55%.. لأننا من أكثر دول العالم استهلاكا للقمح.. المواطن الواحد يستهلك 281 كيلو في السنة.. ولهذا نحن نستورد 14 مليون طن قمح في السنة.. ونستورد أيضا 13 مليون طن ذرة للعلف سنويا.. و4.5 مليون طن فول صويا.. ولهذا نحن نعمل الآن على رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح إلى 70%.. ولهذا تم إطلاق المشروع القومي للصوامع.. والتي نستطيع من خلالها تخزين 3.5 مليون طن أقماح.. وهذا ما ساعدنا على تخطي الأزمة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية ..

•ما الذي يميز الفواكه وخاصة الفراولة المزروعة في مصر عن غيرها؟


-مصر متميزة في زراعة نبات الفراولة، وهذا بفضل الجو والمناخ المعتدل والتربة الخصبة، مما أعطاها ميزة نسبية، من حيث الأصناف والجودة ودرجة اللون والرائحة والطعم، مما جعل مصر تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم في تصدير الفراولة الطازجة، والمرتبة الأولى عالميا في تصدير الفراولة المجمدة.


وعملية تجميد الفراولة تعتبر صناعة ذات مواصفات خاصة، حيث يتم التجميد بطريقة تسمى التبريد السريع المنفرد أو Individual Quick Freezing "IQF"، وهذا يجعل حبات الفراولة عند تعبئتها منفصلة ومنفردة وغير ملتصقة ببعضها، مما يبقيها صالحة للاستخدام لمدة عام كامل، ويجعلها متعددة الاستخدام.. ولهذا فإن مصر تصدر أكثر من 150 ألف طن من الفراولة، بالإضافة لتصدير شتلات الفراولة، وذلك يرجع لتميز مصر في تقنية زراعة هذا النبات بطريقة "زراعة الأنسجة" المعروفة باسم " Tissue Agriculture " ، حيث يوجد في مصر العديد من المعامل والهيئات التي تنتج هذا النوع، ويتم تصديره للعديد من الدول الأوروبية والعربية الشقيقة.


•هل هناك حاصلات أخرى مصر تتميز بزراعتها؟.. وكيف نحافظ على سلامة حاصلاتنا؟


مصر متميزة أيضا في صادرات البطاطس ، حيث أن جودة البطاطس المصرية عالية جدا، ولهذا نصدر سنويا 850 ألف طن من مختلف أنواع البطاطس.


والدولة المصرية حريصة على سلامة كل السلع والمحاصيل، ولكي تضمن ذلك وأن تكون وفق المواصفات العالمية، تم إنشاء الهيئة القومية لسلامة الغذاء، والتي تتبع مجلس الوزراء مباشرة، وذلك حرصا على صحة المواطن المصري بالداخل، وحتى لا يحدث أن تمنع دولة دخول أي سلعة مصرية لعدم مطابقتها المواصفات، وهذه الهيئة تملك من الحيادية ولديها من الخبرات والكفاءات ما يؤهلها للقيام بعملها على أكمل وجه.


ولهذا فإن أية سلع غذائية يتم تصديرها أو استيرادها تخضع لرقابة وتفتيش الهيئة القومية لسلامة الغذاء بالتعاون مع هيئة الرقابة على الصادرات والواردات.. والإدارة المركزية للحجر الزراعي.. وبالتعاون مع هيئة الخدمات البيطرية في حال وجود لحوم أو دواجن ضمن الصادرات أو الواردات.. وبالتعاون أيضا مع الجهات المعنية في وزارة الصحة.. وفوق كل هذا.. تم مؤخرا عمل نظام تكويد المزارع.. وتنفذه الإدارة المركزية للحجر الزراعي.. فعند اكتمال هذه المنظومة.. أعطت ثقة للمنتج المصري.. وبالتالي التوسع في المناشئ.. حيث أنه في الآونة الأخيرة تم فتح 128 منشأ جديد.. مثل اليابان والصين وأمريكا الجنوبية..

•بصفة حضرتك رئيس شركة الدلتا للسكر التابعة لوزارة التموين..لأي مدى تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من السكر؟

-مصر تحقق الاكتفاء الذاتي في السكر بنسبة تقترب من 90% .. فلدينا 630 ألف فدان منزرعة بنجر تعطي 1.8 مليون طن سكر.. علاوة على 900 ألف طن سكر من القصب.. بالإضافة إلى 250 ألف طن سكر من الجلوكوز والهاي فراكتوز.. وهي محليات تأتي من منتجات الذرة.. بالمقارنة باحتياجاتنا من السكر والتي تقدر ب 3.3 مليون طن.. نجد أننا نحقق اكتفاء ذاتيا بنسبة 90% .. وعلى ذلك أستطيع أن أؤكد أنه منذ 2017.. لا توجد أزمة في السكر .. وإنما السكر متاح لكل المواطنين وقتما يحتاجونه.

ث

Katen Doe

حمودة كامل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

wave
متحف
قبيل قمة المناخ.. مسابقة جامعية تواجه الملوثات البيئية
"أخبارمصر" يلقى الضوء على الفائزين بالمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء
"التكنولوجيا الحيوية تحارب التلوث البيئى" فى مسابقة للإبداع العلمي
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"
مصر تفوز بكأس إفريقيا في "الطهي"

المزيد من تحقيقات وحوارات

wave
رسالة للإعلاميين في عيدهم الـ89

وسط تحديات عديدة لمواكبة متطلبات العصر ومسايرة القفزات الهائلة فى عالم الإعلام، يواصل الإعلاميون المصريون أداء دورهم باحترافية ومهنية لتقديم...

نتائج وتوصيات القمة العربية الـ32 بالسعودية..كيف يقرأها الخبراء؟

وسط أجواء توافقية بأن تنعكس نتائجها إيجاباً على معظم الملفات ومختلف القضايا الملحة بالمنطقة، اختتمت القمة العربية العادية في دورتها...

شباب جامعي يبتكر منتجات "صديقة للبيئة" للمنافسة في مسابقة عالمية

شبابنا النابغون من طلاب الجامعات المصرية على موعد مع ماراثون عالمي لإنتاج ملابس ومنسوجات صديقة للبيئة وضد الحريق،بعد فوزهم في...

"كليوباترا" بين الحقائق التاريخية والمزاعم المزيفة

أثار تجسيد ممثلة صاحبة بشرة سمراء لشخصية الملكة المصرية "كليوباترا" جدلا واسعا ، منذ إعلان منصة “نيتفلكس” عن ترويج فيلم...