على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الدول والحكومات للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ، إلا أن الأنهار الجليدية في ثلث المواقع حول العالم تتعرض لخطر الذوبان ،حيث حذرت الأمم المتحدة مؤخراً من أن ثلث الأنهار الجليدية التي تصنّفها اليونسكو ضمن التراث العالمي ستختفي بحلول سنة 2050 "اياً كان السيناريو المناخي"، مشددة على ضرورة "الخفض السريع لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون" للحفاظ على الثلثين المتبقيين.
بينما أوضحت دراسة حديثة أنه لا يزال من الممكن إنقاذ الثلثين المتبقيين، إذا لم يتجاوز ارتفاع درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة .
ويعد خمسون موقعاً من مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو موطناً للأنهار الجليدية، والتي تمثل قرابة 10% من إجمالي مساحة الأنهار الجليدية على الأرض، وهي تشمل أعلاها، بجوار جبل إيفرست، وأطولها، في ولاية ألاسكا الأمريكية، فضلاً عن آخر الأنهار الجليدية المتبقية في قارة أفريقيا.
الاحتباس الحراري وزيادة الغازات الدفيئة
وفي هذا الإطار ،تحدث الأستاذ الدكتور عماد أبو الدهب عميد كلية العلوم بجامعة حلوان لموقع أخبار مصر ،قائلاً :نظراً للاحتباس الحراري الذي حدث عقب قيام الثورة الصناعية منذ عام 1850 حتى عام 1900، مما أدى إلى زيادة الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان وغيرهما ، فقد نتج عنه تكوين ما يشبه غطاء زجاجي أدى إلى إرتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بشكل عام ، حيث زاد معدل الاحترار إلى نحو 1.2 درجة ، مما سبب التغيرات المناخية الحالية .
وأوضح أن التغيرات المناخية تؤثر سلبا على الكائنات الحية بشكل عام مثل النباتات والحيوانات وحتى الإنسان ، فهي تؤثر على النباتات من حيث الكم والجودة ، فضلاً عن إنتاجية المحاصيل في المواعيد المحددة لها ، كما أنها أثرت على الكائنات الحية، فأصبحنا نرى كائنات حية تنزح من موطنها الأصلي إلى أماكن أخرى هرباً من التغيرات المناخية وأضرارها عليها في هذا الموطن .
وأكد الدكتور أبو الدهب أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على البحيرات والأنهار والمحيطات ، حيث أدت تلك التغيرات إلى ذوبان طبقة الجليد وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات مما يؤثر بشكلٍ سلبي على الكرة الأرضية ، فمن الممكن أن نرى جزراً كاملة تختفي من الخريطة مثل بعض الولايات في أمريكا قد تختفي تماماً ، وأيضاً جزر القمر في أفريقيا ، ومنطقة الدلتا والإسكندرية أيضاً في مصر قد تتعرض لتأثير التغيرات المناخية ، وقد تختفي بعض المدن بالكامل جراء تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض .
وخلال مؤتمر المناخCop27 والذي عقد مؤخراً بمدينة شرم الشيخ ، كانت مصر من أوائل الدول التي طالبت باستخدام الطاقة النظيفة ، حيث تمتلك مصر باعا طويلا في هذا المجال ، وتستطيع أن تتعاون مع العالم أجمع في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه ، و قد ناقش المؤتمر أيضاً قضية ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات وتأثيره على الكرة الأرضية بشكل عام .
وعن السبب الرئيسي لذوبان الجليد ،يقول الدكتور أبو الدهب إن زيادة معدل الاحترار وصعود الغازات مثل غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة أدت إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض ، مما أدى إلى ذوبان الجليد في بعض الأنهار الجليدية.
كيفية الحفاظ على البيئة
وحول الحلول الواجب علينا إتباعها، قال الدكتور أبو الدهب إنه يجب أن يبدأ كل فرد بنفسه ، فحتى الشخص الذي يدخن السجائر والذي يشعل النار في فضلات النباتات وأبسط الأشياء التي يتم التهاون بها تؤثر بشكل سلبي على البيئة وعلى المناخ ، ولابد من الرجوع للطبيعة وزيادة المساحات الخضراء ، كما يجب تقليل انبعاث الغازات الدفيئة والتوقف عن حرق الغابات حتى تعود درجات الحرارة إلى طبيعتها ، ويتم إنقاذ الكوكب .
وفي السياق ذاته ، قال أمجد عامر خبير التنمية المحلية و استشاري تطوير العشوائيات والإدارة المحلية لموقع أخبار مصر إن الدولة المصرية وضعت استراتيجية بالتعاون مع كل الوزارات للاهتمام بقضية التغيرات المناخية ، والتي تشغل بال العالم أجمع ، وتؤثر بشكل كبير على السواحل الجليدية من خلال حدوث انبعاثات كربونية ، إذ تؤكد الدراسات أن التغيرات المناخية من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على كوكب الأرض .
وأكد أنه يجب المحافظة على البيئة عن طريق الاعتماد على كل ما هو نظيف ، واستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة ، على سبيل المثال استخدام مواصلات مصر التي تعد صديقة للبيئة ، إلى جانب ضرورة الإكثار من اللون الأخضر في كل شئ ، حيث تعمل الزراعة الخضراء على فلترة الهواء وسحب ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين ، الذي يتم من خلاله تنقية الهواء مما يقلل من نسبة الانبعاثات المضرة للبيئة.
ثاني أكسيد الكربون خطر على البيئة
وتُظهر دراسة لليونسكو، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، أن تلك الأنهارالجليدية تتراجع بمعدل متسارع منذ عام 2000 بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، التي تؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الأرض.
وتشير إلى أن الأنهار تفقد حالياً 58 مليار طن من الجليد كل عام - ما يعادل الاستخدام السنوي المشترك للمياه في فرنسا وإسبانيا – وهذا يسهم بما يقرب من خمسة % من ارتفاع مستوى سطح البحر العالمى المرصود. وتوجد هذه الأنهار الجليدية المهددة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
مستقبل غير واضح
ويعتمد نصف البشر بشكل مباشر أو غير مباشر على الأنهار الجليدية كمصدر للمياه للاستخدام المنزلي والزراعة والطاقة ، كما تشكل الأنهار الجليدية أيضاً ركائز للتنوع البيولوجي ، حيث تغذي العديد من النظم البيئية.
وفي هذا الإطار يقول خبراء في مجال الحفاظ على الطبيعة ، إنه "عندما تذوب الأنهار الجليدية بسرعة، يواجه الملايين من الناس زيادة مخاطر الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، وقد ينزح ملايين آخرون بسبب الارتفاع الناتج في مستويات سطح البحر، وهنا تكمن الحاجة الملحة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاستثمار في الحلول القائمة على الطبيعة، والتي يمكن أن تساعد في التخفيف من تغير المناخ وتسمح للبشر بالتكيف بشكل أفضل مع آثاره .
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
يعد شارع المعز لدين الله واحدا من أشهر الأماكن المفضلة التى يرتادها المصريون والسيّاح لقضاء الليالي الرمضانية بين ومضات التاريخ...
تحتفل مصر ، وعدد من دول العالم هذه الأيام بعيد الأم ، الذي يعد من أهم المناسبات التي يتم الاحتفال...
ضيف موقع أخبار مصر في حوار اليوم.. حصل على بكالوريوس العلوم الزراعية من كلية الزراعة بجامعة عين شمس في 1989...
"انتصار جديد، وتمثيل حقيقى لمعانى الإنسانية والتضامن والتكافل المجتمعي"،"دور جميل في وقت صعب "،" نجاح جديد، كتبته أيادى المصريين المخلصين...