خبيرة طب بيطرى تقدم نصائح ذهبية لاختيار الأضحية السليمة

تعد الأضحية من الشعائر التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف لِما فيها من مظاهر التكافل بين الناس ، إذ يتهادى فيها الناس لحوم الأضاحي، ويتصدّقون بها ، مِمّا يُشيع جَوّ

تعد الأضحية من الشعائر التي دعا إليها الدين الإسلامي الحنيف لِما فيها من مظاهر التكافل بين الناس ، إذ يتهادى فيها الناس لحوم الأضاحي، ويتصدّقون بها ، مِمّا يُشيع جَوّ السعادة والسرور في يوم عيد الأضحى المبارك، فلا ينفرد الغنيّ بابتهاجه بهذه الشعيرة، ولا يشعر الفقير بالاحتياج ، الأمر الذي يُعزّز روح المَودّة والألفة في المجتمع كله .

وتجب أضحية العيد على من توفرت فيه الشروط المتفق عليها وهي: الإسلام، والعقل، والحُرّية، والإقامة، والاستطاعة، كما يوجد شروط أخرى مختلف عليها؛ كجوازها للمسافر، والصغير .

وقدوة المسلمين في هذه الشعيرة هو النبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ ضحّى بكبشَين؛ أحدهما عن نفسه، والآخر عن فُقراء أمّته، وقد ورد ذلك عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه، إذ قال: (ذبَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الذبحِ كَبْشينِ أَقْرَنينِ أَمْلحَينِ مُوجَئَيْنِ، فلمَّا وجَّهَهما قال: إنِّي وجَّهتُ وَجْهيَ للذي فطَرَ السمواتِ والأرضَ، على مِلَّةِ إبراهيمَ حنيفًا، وما أنا مِن المشرِكينَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي، ومَحْيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبذلك أُمِرتُ وأنا مِن المسلمينَ، اللهمَّ منك ولك، عن محمَّدٍ وأُمَّتِه، باسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ، ثمَّ قام بالذبَحَ .

موقع أخبار مصر أجرى حوار خاصاً مع الدكتورة ريهام مختار محمد الطرابيلي مدرس الميكروبيولوجيا بكلية الطب البيطري فى جامعة قناة السويس، كي توجه لنا نصائح مهمة حول كيفية اختيار الأضحية والشروط الواجب توافرها في الأضحية السليمة والطريقة المثلى للذبح .

# كيف نميز الأضحية السليمة من المريضة ؟

-بداية ..المضحي تكون نيته لله وأنه بيفدي بها نفسه وعائلته اتباعا لسنة نبي الله إبراهيم في فدي إبنه إسماعيل كما في القصة المعروفة ، فيجب أن تكون نيته خالصة لوجه الله تعالى ، وأن تكون الأضحية من ماله الخاص ، وأن لا يكون بها أي عيوب ظاهرة كأن تكون بها جروح أو بها أي نوع من أنواع عدم الاتساق كالعرج ، و أن تكون كلتا الأذنين بحالة جيدة ولا يكون بها أي قطع .

كما يجب أن تكون الأضحية سليمة العينين غير عمياء ، ويكون سمعها سليم ، وأرجلها سليمة ، كما يجب أن لا تكون الأضحية هزيلة لدرجة أن تكون عظامها ظاهرة وبارزة ، ويجب أن لا يكون بالأضحية أية نتؤات لأن وجود نتؤات في الذبيحة يدل على وجود مرض بها ، إذ يجب أن تكون الغدد الليمفاوية غير متورمة وغير ظاهرة لأن تورم الغدد الليمفاوية دليل على مرض السل الذي يصيب البقر و الجاموس والغنم و الإبل ، فيجب أن تكون الأضحية سليمة ظاهرياً من كل جوانبها المختلفة.

فيجب السؤال عن التاريخ المرضي للأضحية مثل الإسهال أو الحمى ، أو أي أمراض أخرى ..فنسأل البائع عن الأمراض التي أصابت الأضحية إن وجدت .

# ما السن المناسب للأضحية ؟

-يجب أن يكون سن الأضحية مناسبا ، فلا يجوز أن يتم ذبح الأضحية أقل من العمر الذي حدده الإسلام ، فبالنسبة للإبل أو الجمال يجب أن تكون قد تمت خمس سنوات ، وتكون مقبلة على العام السادس .

أما بالنسبة البقر يجب أن تكون أنهت العام الثاني ، ومقبلة على العام الثالث ، أما بالنسبة للغنم يجب أن تنهي عامها الأول ، وان تكون مقبلة على العام الثاني.

# كيف يتم الذبح بالطريقة الصحيحة ؟

طريقة الذبح الإسلامية هي أفضل الطرق للذبح ، لأن الدم بيخرج من الذبيحة ، وبالتالي بيخرج معه أي شيء مضر ، لأن الدم بيكون أكثر وسطا ملائماً لنمو الأمراض والأشياء الضارة ، وهناك بعض الدول الأوروبية تتبع طريقة الصعق بالكهرباء ، مما يترك الدم في جسم الذبيحة وتتكون بكتيريا وميكروبات ضارة تدخل على أنسجة اللحم ، وتنتقل إلى الإنسان عن طريق تناول تلك اللحوم .

أولاً يجب أن تكون الآلة المستخدمة في الذبح حادة جدا ، كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن نحسن الذبح حتى لا يتم تعذيب الذبيحة .
ولضمان جودة اللحوم يجب أن يصوم الحيوان أكثر من 12 ساعة قبل الذبح ، وفي البداية نضع الأضحية على جانبها الأيسر باتجاه القبلة ، ثم نسمي الله ونذبح الأوردة التي تكون موجودة في منطقة الرقبة والبلعوم ، ولا نفصل الرأس ونترك الدم يخرج من الذبيحة ، ثم نفصل الرأس ونكمل الذبح .

# ما طريقة حفظ اللحوم المثلى؟

أولاً : يجب عدم غسل اللحوم مطلقاً لاقبل الطهي ، ولا قبل الحفظ ، حيث يؤدي غسل اللحوم قبل الحفظ إلى فسادها ، وتتكون بكتيريا وميكروبات في أنسجة اللحوم ، أما غسل اللحوم قبل الطهي يؤدي إلى نقص قيمتها الغذائية .

ثانياً : نضع اللحوم تجف في مكان بعيد عن الشمس ونتركها تصفي السوائل والدم جيداً لمدة تتراوح من ثلاث لأربع ساعات حتى يتم تكوين وسط حامضي حول اللحوم مما يساعد على قتل البكتيريا والميكروبات ، وبعد ذلك نحفظ اللحوم في أكياس بيضاء مخصصة لحفظ اللحوم ، ونبتعد عن الأكياس السوداء لأنها تساعد على فساد اللحوم .ونقوم بحفظ اللحوم بطريقة منظمة ونبتعد عن تكديس اللحوم فوق بعضها لضمان سلامتها ، كما يجب مراعاة ضرورة سرعة توزيع اللحوم بعد تشميعها مباشرة لضمان وصولها سليمة.

كما يجب أن يتم حفظ اللحوم في الثلاجة مدة لا تزيد عن خمسة أيام ، وفي الفريزر مدة تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر ، ولو زادت المدة عن ذلك تؤدي إلى فساد اللحوم.

وبالنسبة للكبد يتم حفظه في الثلاجة لمدة لا تزيد عن يومين ، وفي الفريزر يتم حفظه ثلاثة أشهر ، لأن الكبد أكثر عرضة للفساد من اللحوم .
أيضاً من أكبر الأخطاء أن يتم أكل الكبد بدون طهي ، حيث يطلق على الكبد بيت الداء ، لأن أمراض كثيرة تصيب الكبد ، وإذا لم يتم طهيه جيداً تنقل الى الإنسان .

#ماهو مرض الحمى القلاعية ؟

-مرض الحمى القلاعية أو مايعرف اختصاراً ب FMD هو مرض يصيب الحيوانات ذات الحافر المشقوق مثل البقر والجاموس والابل والاغنام ، وهو مرض فيروسي وليس بكتيري ، ومن أهم أعراضه الإرتفاع الشديد في درجة الحرارة ، والتي تزيد عن 40 درجة ، ويمنع معها الحيوان الأكل ، ثم يقل وزنه وانتاجيته للبن ، وإذا تعرضت بقرة حاملة لهذا المرض يحدث لها إجهاض نتيجة الحرارة العالية.

# ما علامات المرض الظاهرة ؟

-يصيب مرض الحمى القلاعية قدم وفم الحيوان ، ويظهر على الحيوان المصاب تقيحات في الفم وحبوب مليئة بالمياه ، مما يسبب سيلان في الفم ، كما يسبب هذا المرض التهابات شديدة في الحافر ممكن أن تؤدي إلى اقتلاع الحافر من مكانه ، لذا سمي هذا المرض بالقلاعية نسبة إلى اقتلاع الحافر من مكانه.
الحيوان المصاب بهذا المرض يلاحظ عليه رفع قدمه بشكل دائم من شدة الألم ، ويكون هزيلا بشكل واضح.

# هل ينتقل المرض إلى الإنسان عن طريق أكل لحم حيوان مصاب ؟

-لا ينتقل هذا المرض إلى الإنسان عن طريق تناول لحوم حيوان مصاب ، لكن ينتقل للإنسان عن طريق التعامل المباشر مع الحيوان المصاب ،عن طريق لمس أدوات أو أسطح يوجد عليها رذاذ الحيوان المصاب ، أو عن طريق شرب لبن لحيوان مصاب دون غليه ، لذا يجب غلي اللبن جيداً للقضاء على أي أمراض .

# ما أعراض مرض الحمى القلاعية على الإنسان ؟

-إذا تعرض الإنسان للإصابة بالحمى القلاعية، فإن الأعراض تكون على شكل حمى شديدة ، وارتفاع في درجة الحرارة ، والتهابات في القدم واليد والفم .

# ما أفضل الطرق للوقاية من الحمى القلاعية؟

-في البداية يجب عزل الحيوان المصاب عن الحيوانات الأخرى لتجنب إنتشار العدوى ، حيث من الممكن أن تؤدي إصابة حيوان بالحمى القلاعية إلى إصابة جميع أفراد القطيع خلا أيام قليلة ، لذا يجب متابعة التطعيمات اللازمة ، والتي توفرها الدولة بأسعار رمزية جدأ وعلى يد أطباء متخصصين ، كما يجب الابتعاد عن غير المختصين حتى لا تأتي بنتيجة عكسية ، و لتفادي انتشار المرض وبالتالي القضاء عليه ، حماية للاقتصاد الوطني.

#هل مرض الحمى القلاعية منتشر بين الماشية بمصر ؟

-في الحقيقية مرض الحمى القلاعية ينتشر بين الماشية بسبب عدم الوعي بالتطعيمات ، فضلاً عن تكاسل المربيين تجاه تطعيم قطعان الماشية مما يؤدي إلى انتشار المرض بصورة كبيرة بين أفراد القطيع ، ويجب من أجل الوقاية من هذا المرض متابعة التطعيمات بشكل دوري .

# ما طريقة معرفة ما إذا كانت اللحوم مصابة بمرض الحمى القلاعية ؟

-مرض الحمى القلاعية لا يؤثر على مظهر اللحوم ، لذا لا توجد طريقة معينة لمعرفة اللحم المصاب من غيره ، ويحب على البائع أن يتحلى بالصدق والأمانة ، وأن لا يتم ذبح الماشية المصابة بالمرض قبل أن يتم شفاؤها.

# إلى أي مدى ترجع خطورة الحمى القلاعية ؟

-لا يعتبر مرض الحمى القلاعية من الأمراض الخطيرة ، وانما ترجع خطورته فقط إلى سرعة انتشاره ، لذا يجب متابعة التطعيمات كما ذكرنا والحرص عليها لتفادي انتشاره .

أماكن شراء الأضاحي

يشار إلى وجود أماكن عديدة مخصصة وموثوق بها لبيع الأضاحي السليمة ، فيجب أن نبتعد عن الباعة الجائلين ، حيث يقوموا بتغذية الأغنام على الفضلات الموجودة بالشوارع ، حيث نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكل حيوان أكل من فضلات الشارع ، ولابد أن يكون الحيوان متغذي على طعام جيد وتكون بيئته المحيطة بيئة نظيفة ، وبالتالي تكون الأضحية في أحسن صورة تقربا لله عز وجل .

**وكل عيد أضحى وأنتم بخير