النفط الروسي بين تراجع الصادرات ومكاسب المبيعات

عقب دخول العقوبات الغربية على روسيا حيز التنفيذ .. تراجعت صادرات موسكو من منتجات النفط المنقولة بحرا بنحو 10 % بوتيرة سنوية .. إلا أن كمية مبيعات الخام الروسي لحلفائها قد تخفف من أثر العقوبات

الاتحاد الأوروبي فرض سقفا سعريا وحظرا كاملا على المنتجات النفطية الروسية اعتبارا من الخامس من فبراير، لكنه استثنى الوقود الروسي المخلوط بمنتج من دولة أخرى من السقف السعري، نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك اعتبر الإعفاءات الأوروبية دليلا على أن الطلب على الوقود الروسي بالقارة العجوز لا يزال قائما.

ردا على العقوبات الغربية، أعلنت موسكو عزمها خفض إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا بدءا من شهر مارس.

وبينما توقع البعض اتجاه "أوبك+" لعقد اجتماع مبكر لبحث إنتاج النفط عقب خفض الإنتاج الروسي، دحض سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة الاماراتي الترجيحات وأكد أن سوق النفط متوازنة ولا يرى ما يستدعي عقد اجتماع مبكر لتحالف أوبك+.

وعقب إعلان موسكو خفض الإنتاج حقق النفط مكاسب أسبوعية تجاوزت 8%، ويرى المحللون أن خروج النفط الخام من نطاق تداوله الحالي بقع على عاتق انتعاش الطلب الصيني.

واتفقت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفاؤها، وأبرزهم روسيا، ضمن المجموعة المعروفة بأوبك+ في أكتوبر على خفض الإنتاج المستهدف للنفط مليوني برميل يوميا حتى نهاية 2023.

وقال المزروعي إن الاتفاق طويل الأجل لسبب وجيه وإنهم سيفكرون فقط في تعديله إن ارتأت المجموعة وجود شيء ما "من شأنه هز السوق وهو ما لا نراه الآن.

ومن المقرر عقد اجتماع للجنة وزارية تابعة لأوبك+ في أوائل أبريل على أن يعقد اجتماع وزاري كامل في الرابع من يونيو القادم.

وفقا لبيانات "رفينيتيف" إحدى شركات مجموعة بورصة لندن، فإن معدلات تحميل الوقود بمينائي بريمورسك وأوست-لوجا على بحر البلطيق مضت وفقا للمخطط له، بينما ظهر بعض التراجع في مينائي سان بطرسبرج وفيسوتسك.

في غضون ذلك .. أفادت مذكرة لجولدمان ساكس بأن شركاء موسكو التجاريين يدفعون مقابل الخام الروسي أكثر مما تقدره الأسعار المعروضة مما يخفف من تأثير العقوبات الغربية على روسيا.

ووفقا لجولدمان ساكس فإن الفجوة بين متوسط السعر الفعلي المدفوع والسعر المعروض اتسعت منذ مارس الماضي وبلغت نحو 25 دولارا للبرميل في ديسمبر.

الأسبوع الماضي خفض بنك جولدمان ساكس توقعاته لأسعار النفط خلال العام الحالي والقادم .. إلا أنه رجح ارتفاع الأسعار بحلول ديسمبر تدريجيا إلى 100 دولار للبرميل، مشيرا إلى أن انخفاض الإنتاج من روسيا "عامل رئيسي" في تلك التوقعات بجانب عودة الطلب الصيني بعد رفع قيود كورونا.