باحثة في الآثار الإسلامية توضح تاريخ نشأة البيمارستان بمصر

قالت سمية مجدي الباحثة في الآثار الإسلامية إن الحضارة الإسلامية اكتشفت الطب والبيمارستانات واهتمت اهتماما كبيرا بإنشاء العديد منها، حيث إن أول "بيمارستان متنقل" كان لرفيدة الأنصارية وكان على هيئة خيمة موجودة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، مضيفة أن أول "بيمارستان ثابت" كان في بلاد الشام أثناء العصر الأموي للخليفة الوليد ابن عبد الملك واختلفت الآراء حول كونه كان مخصصًا لعلاج جميع الأمراض أم لعلاج مرض معين لكن أغلبها اتفق على أنه كان مخصصا لعلاج مرض معين وهو مرض الجذام فقط.

 

وتابعت سمية مجدي من خلال حديثها في برنامج (مصر جميلة) بقولها إن الحضارة الإسلامية في مصر اكتشفت الطب والمخدر الذي كان يستخدم في التخدير كما اهتمت بعلاج كل الأمراض لاسيما الأمراض النفسية في الوقت الذي كان هناك اعتقاد في أوروبا بأن الأمراض النفسية ما هي إلا مجرد مس من الجن، وأن هذا الأمر ليس له علاج وكانوا يحرقون الموتى المصابين به آنذاك، مشيرة إلى أنه في العصر العباسي وفي عهد الخليفة أبو جعفر المنصور تم إنشاء بيمارستان ضخم لعلاج المكفوفين كما تم إنشاء عدد كبير من البيمارستانات والتي كانت تقدم أفضل رعاية للمرضى ،لافتة النظر إلى أنه في ذاك الوقت تم إنشاء ثاني عاصمة لمصر الإسلامية وهي مدينة العسكر وكان أبو جعفر المنصور أول شخص يسكنها .

وذكرت أنه فيما بعد أثناء عهد الدولة الطولونية تم إنشاء بيمارستان ضخم وشهير للغاية باسم "البيمارستان الطولوني" نسبة إلى أحمد ابن طولون والذي كان مخصصا لعلاج الأمراض النفسية ،لافتة إلى أنه في ذاك الوقت تم إنشاء العاصمة الثالثة لمصر الإسلامية وهي مدينة القطائع والتي تم إنشاء بيمارستان بها يعد واحدا من أعظم البيمارستانات آنذاك، مضيفة أنه في العصر الأيوبي أثناء عهد صلاح الدين الأيوبي تم بناء العديد من البيمارستانات داخل القصور الفاطمية والتي اندثرت باندثار هذه القصور ،مشيرة إلى أنه وصولا للعصر المملوكي والذي يعد عصر العمارة الذهبية في مصر ظهرت البيمارستانات وتنوعت على هيئة منشآت صخمة للغاية من أشهرها "بيمارستان المنصور" الذي تم بناؤه في مصر مقابل "البيمارستان النوري" في الشام.

وقالت سمية مجدي في نهاية حديثها إن طاقم العمل في البيمارستان كان يضم عددا كبيرا من العاملين به وهم (ناظر البيمارستان) وهو المسئول عن جميع البيمارستانات وكان بمثابة المشرف عليها أو ما يسمى (مدير المستشفى) وكان من أشهر هؤلاء النظار جمال الدين أقوش ناظر "بيمارستانات قلاوون" الموجودة بشارع المعز لدين الله الفاطمي ،مضيفة أن البيمارستان كان يضم أيضا (رئيس الأطباء) و(طاقم الأطباء) الذين كان يتم تعيينهم تبعا لتميزهم بالمهارة الشديدة وعفة البصر ،لافتةً الانتباه إلى أن البيمارستان كان يضم أيضا (موظفي الديوان) الذين كانوا يسجلون دخول وخروج المرضى بجانب (الاستدار) أو الطباخ فضلا عن (المقرئ) الذي كان يقرأ القرآن يومي الاثنين والخميس إضافة إلى الخدم والفراشين.

برنامج (مصر جميلة) يذاع على موجات إذاعة الشرق الأوسط من الأحد إلى الخميس الساعة ١٢ وخمس دقائق ظهرا.

 

Katen Doe

غادة رياض

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

د.هبة عوف : الاحتفال بالمولد النبوي يجب أن يكون طوال العام
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
نصائح للطلاب فى عامهم الدراسى الجديد
الفنان خالد عبد السلام ومسرحية "عرفت الهوى"
من قلب القاهرة
د.شويتة
البيمارستانات فى الدولة الإسلامية
مستقبل وطن

المزيد من إذاعة

العمايرة يتحدث عن الأحكام الصادرة من الفيفا ضد الأندية المصرية

تحدث المهندس عامر العمايرة خبير اللوائح والقوانين الرياضية عن الأحكام الصادرة من المحكمة الرياضية ضد عدد من الأندية المصرية حيث...

الفنانة آمال زايد.. الاحتفاء بذكرى رحيل " الست أمينة "

قال الناقد الفني محمود قاسم إن الفنانة الراحلة آمال زايد امتازت في كل الأدوار التي جسدتها على شاشة السينما بأداء...

استشارى طب نفسى : اختيارات الفرد هى المحدد الرئيسى لحياته المستقبلية 

أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي أهمية الحفاظ على الصحة النفسية ، موضحا أن المرض النفسي يعد مرضا عضويا...

باحث في الشأن الآسيوي:انضمام كاراباخ إلى أذربيجان يثير مخاوف روسيا وأرمينيا

قال أحمد سليمان الباحث في الشئون الآسيوية بجامعة الزقازيق إن إقليم كاراباخ أعلن استقلاله  من جانب واحد ،وفي هذا السياق...