صارت الفنانة "شريهان" علامة لقدوم شهر رمضان الكريم، فمن لا يتذكر طلة تلك الفراشة فى فترة التسعينيات
على الشاشة الصغيرة فى الفوازير؛ لقد استطاعت "شريهان" أن تحفر اسمها بجدارة فى عالم الاستعراض، ومثلت فيه الجيل الثالث بعد الفنانة "نيللى" والفنانة الراحلة "سعاد حسنى"، لكن بريق "شريهان" كان مختلفا جعل المشاهدين يلتفون حوله وينتظرونه مع قدوم شهر رمضان كل عام، وكان ذلك تحديا كبيرا لها أمام الجمهور، ونجاح "شريهان" لم يقتصر على الفوازير فقط، إنما فى كل الأعمال الاستعراضية التى قدمتها، مثل مسرحية "علشان خاطر عيونك" مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، ومسرحية "شارع محمد على" مع الفنان فريد شوقى، حيث تميزت باستعراضات أكثر قوة وثباتا، وكأنها كانت تؤكد لكل من حاول كسر هذا التطور الفنى أنها لن تتوقف عن البقاء على خشبة المسرح أبدا.
"الإذاعة والتليفزيون" تتذكر شريهان بمناسبة شهر رمضان الكريم، وتعيد نشر حوار أجرته على صفحاتها منذ 31 عاما مع الصحفى "نورس سالم" فى العدد رقم 2994 الصادر فى 25أغسطس 1992.فإلى نص الحوار.
شریهان حالة خاصة جدا بالنسبة لجمهور الفن على المستويين: الإنسانى والفنى.. فهى تنتمى إلى هذا النوع من الفنانين الذين تمتزج حياتهم الشخصية بقدراتهم الفنية ليخرج ذلك فى مزيج من الفن الجميل الخالص.. وعندما وقع الحادث الشهير لشريهان وضع الناس أيديهم على قلوبهم خوفا من أن يحرمهم القدر من هذه النجمة الشقية الحبوبة القادرة على اختراق قلوبهم من أول لحظة وهى تتنطط وتتشقلب فى الفوازير، وهى تضحك وتبكى وتغنى وترقص وتحب وتكره فى الأفلام والمسلسلات التى قامت ببطولتها. ولكنها جاءت مستورة وعادت للتنطيط مرة أخرى على المسرح.
فى بداية حديثى معها سألتها إلى متى ستظل صلتك بالتليفزيون من خلال الفوازير فقط؟
فقالت: لا أعرف إن كان من حسن حظى أو سوئه أننى فى بدايتى عرض على الحاج فهمى عبد الحميد أن أشترك فى الفوازير، ووقتها رحبت بالمغامرة، وقلت أجرب وأترك الحكم للجمهور، والحمد لله أنه وفقنى فى هذه التجربة.. ولكن قبل هذه الفوازير اشتركت فى ثلاثة مسلسلات "دعونى أعيش" و"رحمة" و"غدا نلتقى"، وكلها كانت مسلسلات بسيطة جدا، ثم جاءت الفوازير وألف ليلة وليلة وأصبحت كما لو أنى لم أقدم شيئا قبلهما؛ ولذلك أصبح من الصعب أن أقبل العمل فى أى مسلسل أو حتى سهرة تليفزيونية فى مستوى أقل من الفوازير.. ويحدث أحيانا أن يعرض علىّ مسلسل كبير ولكننى لا أجد نفسى فيه، ولا أجد أنه يضيف لى شيئا.
وهل لابد أن يكون المسلسل استعراضيا؟
لا.. ليس شرطا. ولكن يجب أن يكون مستواه - مهما كان نوعه - قادرا على جذب أكبر عدد من المشاهدين، حتى أكون دائما عند حسن ظن المتفرج: وحاليا معروض على مسلسل اسمه "هالة والدراويش"، وهو مسلسل جميل جدا، ولكننى اتفقت مع قطاع الإنتاج على ألا يتم عرضه إلا بعد الفوازير وألف ليلة وليلة.
لماذا؟!
منذ ۱۹۸۷ حين قدمت "حليمة وفاطيمة وكريمة"، و"حول العالم" لم أقدم شيئا فى التليفزيون.
حتى المقابلات التليفزيونية كانت قليلة جدا.. وأنا أتمنى ألا أخذل المشاهد الذى ينتظر عودتى للفوازير، وأيضا لأنها آخر ما قدمت فى التليفزيون وأتمنى أن أعود بها ثم أقدم شيئا جيدا بعد ذلك.
مادمتِ مشتاقة هكذا للفوازير فلم التردد إذن؟!
لست مترددة أبدا، ولكن لابد أن أعود بمستوى أفضل وليس أقل.. توقفت أمام الفكرة، وماذا سأقول؟! أى شىء جديد سوف أقدمه؟! أی شیء سأضیفه للاستعراض! لقد حفظ المشاهد "التيمة" القديمة للمقدمة التى تحوى جزءا صعيديا، جزءا "سبانيولى" وغيرهما.. فأى تكرار لا داعى له.
وهل لم يحسم هذا حتى الآن؟!
تقريبا وصلنا لفكرة مع جمال عبد الحميد الذى سيقوم إن شاء الله بإخراج الفوازير.. وهى فكرة جيدة والحمد لله ونحن الآن بانتظار مقابلة ممدوح الليثى، لعرض الفكرة عليه ومتطلباتها من بلاتوه جيد يمكننا من تقديم عمل جيد، وسوف نعرض عليه تصورنا للإمكانيات المطلوبة لتحقيق هذه الفكرة فى أفضل صورة، فإن وافق سوف ندخل البلاتوه والاستوديو فورا.
ومن هم مخرجو التليفزيون الذين تتمنين العمل معهم؟
لدينا كم كبير من المخرجين العظماء، وأنا أتمنى أن أعمل مع محمد فاضل وعلوية زكى واسماعيل عبد الحافظ وغيرهم، فحتما سيمنحوننى الكثير ويصقلوننى بفنهم.
وماذا ستأخذين من المسرح للفوازير؟!
لا شىء.. ولا حتى موديل فستان!! فأنا لا أحب أن آخذ من عمل لعمل آخر.. وكل ما يمكننى قوله إننى بذلت مجهودا بدنيا عنيفا جدا حتى أستعيد لياقتى ومستواى، والحمد لله بتوفيق منه أعرض خمس ساعات يوميا عرضا مسرحيا، وهذا يؤهلنى لأن أدخل الفوازير وألف ليلة بدون تدريبات، ولكنى سآخذ معى مخرج الاستعراضات عاطف عوض وفرقتى الاستعراضية لأنهم جميعا أهلى.. فهم لا يعملون إلا معى.. ونحن نرتاح معا جدا.
ولقد وصلنا للتواصل معا بالحب والعرق والغضب.. فأنا لا أقبل راقصا يظهر على المسرح بصورة غير لائقة، اكسسوار ناقص مثلا، مكياج غير متفق أو خطوة خاطئة، ومن كثرة ما يحبوننى أصبحوا يكرهون الخطأ، وأنا أصر على أن يكون هناك جزء متفرد لكل راقص حتى يحظى بتجاوب الجمهور، ويشعر أن العمل عمله وليس عمل شريهان أو الملك أو هشام سليم، والعمل بدون الراقصين لا شىء، فإن هبط راقص واحد فى أدائه يفسد الاستعراض، ونحن الآن ۳5 راقصا وراقصة، وبيننا ولله الحمد انسجام وتفاهم شديدان.
هل اخترت اللون الاستعراضى ليكون طريقك؟!
لا.. ولكننى أتمنى أن أكون فنانة شاملة.
ولماذا تقدمين الاستعراض على المسرح فقط وليس فى السينما مثلا؟!
لأنه حتى الآن كان هناك خطأ وخلط بشع فى السينما، فيقال عن الفيلم الغنائى أو الراقص أنه فيلم استعراضى.. فالفيلم الاستعراضى لابد أن يمثل الفنان فيه ويغنى ويرقص، ولكن أن أرقص أمام مطرب يغنى فهذا ليس فيلما استعراضيا. وهذا للأسف ما عرض علىّ طوال الفترة الماضية.. وإننى الآن أعد فيلما استعراضيا مع عادل عوض وألحان محمد نوح وفاروق الشرنوبى وخليل مصطفى. وإن شاء الله ربنا يوفقنا، وهى محاولة وسنظل نحاول حتى نحقق التطور.
من ترين أنهم نجوم استعراضيون فعلا؟
بالأمانة.. لايوجد سوى نیللی.. وبالنسبة للرجال هناك محاولة جادة من ممدوح عبد العليم وهشام سليم.
وما هى شروطك فى مرحلة الاختيار؟!
كل ما أتمناه للمرحلة القادمة - وهذه لیست شروطا بل أمنية - ألا أقف محلك سر، بل أحاول أن أقدم فى كل عمل إضافة ولو حتى نصف خطوة للأمام.. وبالنسبة للسينما أتمنى أن أقدم قضية ما، ولا أقدم فنا للتسلية فقط يراه الناس فى شريط فيديو على العشاء.. بل أتمنى أن أقدم طرحا لأية قضية تخدم بلدى وشعبى فى إطار لذيذ ومحبب.
وكيف تعدين نفسك لهذا؟
لن أقول كيف أعد نفسى، بل ساقول كم أرفض من الأعمال التى تعرض علىّ لأننى لا أجد هذا الذى أتوق إليه، وسوف تلاحظ قلة أعمالى فى السنوات القادمة .
ولم لا تقدمين أفلاما من روائع الأعمال الأدبية وهى كثيرة؟!
لا أحب أن أعمل فقط من خلال إنتاجى.. لأن الممثل يحب أن يشعر بأنه مرغوب فيه، وأن هناك طلبا عليه وهذا يحفزه على إجادة عمله ويحببه فيه ويجعل له "سعر".
وكيف تقيمين تنوع أدوارك؟
قدمت عددا ضئيلا من الأعمال بصورة قد تبدو مضحكة للبعض، فحتى الآن قدمت خمس مسرحيات وثلاثة مسلسلات وخمسة عشر فيلما، فى حين أن بعض زميلاتى اللاتى بدأن بعدى قدمن حتى الآن ما يزيد على السبعين فيلما؟!
لم تميلين لتقديم الأدوار المركبة؟!
لأنها تظهر ملكات الفنان وقدراته الفنية.. وقد وجدت نفسى فى هذه النوعية.. وهذا حتما لن يستمر على طول. ولكن الأدوار الأخرى لم تعرض علىّ بالصورة التى أتمناها، وعليه فأنا أنتظر.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
"رتيبة الحفنى" أسطورة الغناء الأوبرالى والسوبرانو، حيث حققت فى هذا الفن الغربى ما لم تحققه فنانة عربية من جيلها أو...
قبل 50 عاماً صدر عدد مجلة الإذاعة والتليفزيون فى مطلع أكتوبر دون أى إشارة للمعركة المحتملة، رغم تواصل أبنائها الدائم...
سر نجاحى فى كلمتين «التواضع» و«عدم الغرور»/ «كمال سليم» أستاذى فى السينما.. و«عزيز عيد» فى المسرح/ راتبى بعد الضرائب «42...
وقف الطفل "كمال الشناوى" يؤدى أول أدواره السينمائية فى مدرسة المنصور الابتدائية، وكان فى العاشرة من عمره، لتمر السنوات ويشاهد...