"ميكى ماوس".. لقب التصق بصاحبه "عبد الله أحمد عبد الله" المؤرخ السينمائى الراحل الذى لا يجود الزمان بمثله إلا كل حين وحين،
فهو كاتب ساخر ومؤرخ فنى وموسوعة سينمائية فنية متحركة، بدأ الكتابة عام 1938بالصحافة فى عدد من الصحف والمجلات، وكان يحمل تاريخ وأسرار نجوم الزمن الجميل بالمجال السينمائى فى عقله ووجدانه، حيث عرف كل كبيرة وصغيرة عن أحوالهم وأخبارهم وأسرارهم، وبسبب الأسرار التى حملها فى جعبته، كان من الطبيعى أن يقدم برنامجا تليفزيونيا يؤرخ فيه لحياة كثير من نجوم الفن المصرى، كما قدم أيضا برنامج "حكايات ميكى ماوس" الذى حكى فيه عن الكثير من قصص الوسط الفنى، وكتب "ميكى ماوس" كذلك أول أوبريت للشاشة الصغيرة بعنوان "عويس ومسعدة" وغيره العشرات من سيناريوهات الأفلام السينمائية، وأصدر حوالى 30 كتابا عن نجوم الفن، وهو أول من أدخل فكرة حملات التسويق التجارى للفيلم المصرى، وهو كذلك صاحب أول أوبريت إذاعى سنة 1941 بعنوان «حواء وآدم» لحنه "مدحت عاصم" والموسيقار "عبدالحميد توفيق زكى"، وكتب كذلك أول «ديالوج» تمثيلى فكاهى بعنوان «العتبة الخضرا».
وفى الذكرى 29 لرحيل "ميكى ماوس" فتح نجله "عادل" الذى ورث نفس ذاكرة أبيه الحديدية خزائن الذكريات، وتحدث عن مشوار أبيه فى الصحافة والفن، وتحدث كذلك عن ذكرياته ومواقفه مع نجوم الفن فى الزمن الجميل.
فى البداية قال "عادل" إن اسم والده هو "عبدالله أحمد عبد الله"، وولد فى 10 أكتوبر عام 1919 بشارع نجيب شكور بحى باب الشعرية بالقاهرة، والتحق بمدرسة باب الشعرية الابتدائية واشترك بالنشاط الفنى المدرسى فى الثانية عشرة من عمره، وكان والده شيخا من علماء الأزهر ومأذون منطقة باب البحر، ولاحظ موهبة ابنه وقدراته فى البلاغة واللغة العربية وتوقع له مستقبلا صحفيا باهرا فى الصحافة الدينية التى أراد توجيهه إليها، حيث ظل عاما كاملا يعلمه ويثقفه من خلال مكتبته التى كانت تحتوى على العديد من الكتب فى المجالات كافة، فى الدين والتاريخ والأدب والشعر، حتى وصل عمره 13 عاما، فالتحق بالمدرسة الثانوية وحصل على البكالوريا وعمره 17 عاما.
ولماذا أُطلق عليه "ميكى ماوس"؟
فى عام 1938 كان يكتب أزجالا بجريدة "الحديقة والمنزل"، وذات يوم طلب منه رئيس تحريرها "إسماعيل كامل" أن يكتب زجلا يناسب رسما كاريكاتوريا نشرته مجلة "لايف" الفرنسية عن أوركسترا كامل برأس "ميكى ماوس"، فكتب والدى زجلا أعجب به الجميع، وطلب منه أن يوقعه باسم فاختار "ميكى ماوس"، فلما نشر الزجل وعليه توقيع ميكى ماوس التصق اللقب به طوال حياته.
عمل والدك فى أكثر من 13 صحيفة ومجلة.. حدثنا عن ذلك؟
والدى انخرط انخراطا كليا فى العمل الصحفى، خاصة فى الصحافة الفنية والفكاهية، فكان سكرتيرا لتحرير مجلة روز اليوسف منذ عام 1942 وحتى عام 1946، وكان مديرا لتحرير مجلة دنيا الفن عام 1948، وكان رئيسا للقسم الفنى بمجلة الصباح عام 1949، ومديرا لتحرير مجلة الفن عام 1949، وفى نفس العام كان رئيسا لتحرير مجلة الكواكب، كما كتب فى مجلة ألمانية اسمها "السينما" عن الفن المصرى، وكتب كذلك فى جميع الصحف اللبنانية، وعمل محررا صحفيا بـ 15 جريدة ومجلة فنية، منها السياسة والشعلة ومجلة الجمهور المصرى والنداء والسياسة اليومية والسياسة الأسبوعية والكتلة والدستور وابن البلد والساعة 12 والتلغراف ورابطة الشباب، والمصرى أفندى والزمان ومسامرات الحبيب والاستوديو والإذاعة والكشكول، وكان يحرر زجلا، ورأس تحرير مجلة الحقائق ومجلة البعكوكة ومجلة صوت العروبة ومجلة إذاعة الشرق الأدنى منذ 1949 وحتى 1951، كما رأس تحرير مجلة "الصائمين" أشهر المجلات الفكاهية المصرية بعد رحيل مؤسسها محمد عزت المفتى، وكانت تلك المجلة تخاطب القارئ قائلة: "جريدة تصدر حسب التساهيل، لسان حال الغلابة اللى زيى وزيك، آنست يا نور العين، نمرة لا طلعت ولا نزلت، صاحبها مالوش دعوة بيها، وقارئها ما يستغناش عنها" مع العلم أنه كان واحدا من مؤسسى هذه الجريدة الفكاهية التى كانت توزع 160 ألف نسخة، وكانت تحمل أبوابا غاية فى الطرافة مثل الشيخ بعجر ودكتور مكسوريان وأم سحلول ومغامرات هواش بكاش وشاعر البعكوكة الهجاص، وكان ميكى ماوس يحرر بابا يوميا فى جريدة “المساء” بعنوان “أنت تسأل وميكى ماوس يجيب”، وهو ما استمر على صفحات الجريدة حتى رحيله.
هل تتذكر اللقاءات الصحفية الفريدة فى حياة "ميكى ماوس" المهنية؟
والدى أجرى أول حوار مع فريد الأطرش بمجلة الحديقة والمنزل عام 1938، وكذلك أجرى أول حوار مع الفنانة شادية بمجلة الاستوديو، وفى عام 1954 أجرى أول حوار مع الفنان العالمى عمر الشريف عندما قام بأول بطولة له فى فيلم صراع فى الوادى مع الفنانة فاتن حمامة، فضلا عن "سعاد حسنى" التى قدمها فى العديد من اللقاءات الصحفية بمجلة الإذاعة والعديد من المجلات والجرائد الأخرى، وكان ذلك قبل بدايتها فى عالم التمثيل.
يقال إن مجلة "البعكوكة" استمرت بفضله 20 عاما.. حدثنا عن ذلك؟
فى النصف الأول من القرن العشرين بدأت ظاهرة الصحافة الفكاهية، وأفرزت عددا من الكتاب الساخرين الكبار، مثل عبد القادر المازنى وفكرى أباظة ومحمد مصطفى حمام وطه حراز، وجاء معهم ميكى ماوس ليكون واحدا من الكتاب الساخرين، ووجدت الصحافة الساخرة مكانا بين المصريين لأنهم وجدوا فيها وسيلة يعبرون بها عن مظالم الاحتلال بالسخرية والنكتة والضحكة، لذلك ظهرت عشرات الصحف والمجلات الفكاهية مثل أبو نواس.. وآخر نكتة.. وألف صنف، كان رئيس تحرير مجلة (البعكوكة) التى أنشاها محمود عزت المفتى، بعد رحيله تولى والدى "ميكى ماوس" وكان عليه مهمة إصدارها وتحمل أعباء مالية ومواجهة السلطة لتستمر البعكوكة عشرين عاما من عام 1934وحتى عام 1953، وبدأ عمله فيها مقابل خمسين قرشا شهريا، حتى أصبح راتبه 150 جنيها فى أوائل الخمسينيات، وكان ذلك المبلغ يعد راتبا خياليا فى هذا الوقت، وفى الحقيقة كان استمرار مجلة فكاهية كل هذه الأعوام أمرا صعبا فى ذلك الوقت؛ 20 عاما هو رقم قياسى لاستمرار مجلة فكاهية، فقد كانت أغلب الصحف والمجلات الفكاهية آنذاك لا تستمر أكثر من أشهر معدودة بسبب هجومها اللاذع على الاحتلال، وكانت الحكومات تطارد هذه الصحف والمجلات.
أصدر "ميكى ماوس" عددا كبيرا من الكتب الفكاهية الساخرة والفنية أيضا.. كم عددها وما أهمها؟
كتب والدى كتاب "فتافيت السكر"، وهو مجموعة من الزجل والأغانى عام 1941، ثم "الحلويات" وهو عبارة عن مجموعة أغنيات 1942، كما كتب كتاب "نجوم وأفلام" فى 4 مجلدات بين عامى 1949 و1950، وكتب كتاب "اضحك مع الكواكب" 1948، و"الكتاب الأبيض للسينما المصرية" 1953، وكتاب "صاحبة الجلالة السينما" عام 1954، وفى عام 1955 كتب مذكرات "ميكى ماوس فى ربع قرن"، وكان قد قدم العديد من الفنانين من خلال الكتب، مثل فريد الأطرش لحن الخلود، وتحية كاريوكا الفنانة الأسطورة، وبيرم التونسى ثائرا ساخرا، وأم كلثوم، 50 سنة سينما عام 1981، وصفحات مجهولة عن عبد الوهاب، ورادار فى الوسط الفنى 1988، ودندشة.. دردشة.. فرفشة عام 1994، وعالم النجوم، وآخر كتاب صدر له ولم يمهله القدر أن يراه وهو كتاب "عالم ميكى ماوس".
والدك كان أيضا من رواد الإذاعة المصرية.. متى التحق بالعمل بها؟
أنشئت الإذاعة عام 1934، وبدأ "ميكى ماوس" يكتب لها منذ شهر أبريل عام 1948، حيث كتب أول أوبريت للإذاعة بعنوان "آدم وحواء" بطولة عبد العزيز محمود ومحمد البكار وعطيات حسين، ومن تلحين مدحت عاصم وعبد الحميد توفيق زكى، وهذا العمل كان أول عمل تمثيلى للفنانة "آمال زايد"، ووالدى صاحب أول اسكتش إذاعى فكاهى شارك فيه بالتمثيل مع الفنانة "عطيات حسين"، وكتب عشرات التمثيليات الإذاعية، وكذلك صاحب أول مختارات غنائية للشيخ زكريا أحمد كانت بعنوان "مجمع الأحباب" وكان من رواد الكتابة الإذاعية مع "محمد كامل إبراهيم" و"إبراهيم العقاد" و"ميخائيل رومان" وكتب برنامجا عن صديقه بيرم التونسى وحصل عنه على جائزة من وزارة الثقافة لأنه كان من أصدقائه المقربين، وكان أول من كتب الفوازير، كما كتب أوبريت "عويس ومسعدة" فى أول يوم إرسال للتليفزيون المصرى فى 1960 بتكليف من الدكتور "عبد القادر حاتم" وزير الإعلام والإرشاد القومى وقتها، وكتب أيضا أول رسوم متحركة للتليفزيون المصرى بعنوان "سلامة وبيسة".
نعرف أنه تعرض للاعتقال.. هل لديك معلومات عن هذه الفترة؟
حدث ذلك مع بداية إرسال الإذاعة المصرية، ففى جريدة الراديو وفى باب بعنوان "عفريت الراديو"، كتب قصيدة زجلية تنتقد معاهدة 36 انتقادا شديدا:
«المعاهدة وضبوها.. ثم قالوا لنا اشربوها
الله يخرب بيت أبوها.. دى معاهدة مع الشيطان
تعملوا زفة وركبة.. المعاهدة ديا نكبة
وبريطانيا فوقنا راكبة.. زودوها ركوب كمان»
وبسبب هذا الزجل تعرض للحبس والاعتقال.
كانت أول علاقة لوالدك بالسينما فى عمر 17 عاما، وذلك عندما دعى لمؤتمر سينمائى.. كلمنا عن هذا المؤتمر؟
كان طالبا بمدرسة باب الشعرية الثانوية، واتفق مع مجموعة من زملائه وأصدقائه على عقد مؤتمر كبير عن السينما لحماية الفيلم المصرى فى مواجهة الأفلام الأجنبية، ولجأوا إلى "طلعت حرب باشا" كى يوافق لهم على تخصيص مسرح الأزبكية الذى كان ملكا لبنك مصر ليكون مقرا للمؤتمر، وبالفعل وافق وأعطاهم ثلاثة جنيهات دعما لهم، ثم حصلوا على موافقة رجل من الوجهاء فى العصر الملكى يدعى "عبد الرحمن باشا رضا" كان وكيلا لوزارة الحقانية لكى يترأس هذا المؤتمر، وافتتحت الفنانة الكبيرة "عزيزة أمير" إحدى رائدات السينما هذا المؤتمر، أما سكرتير المؤتمر فكان الصبى الصغير "عبد الله أحمد عبد الله" فى عمر السابعة عشرة، وخرج هذا المؤتمر بعدد من التوصيات الهامة للسينما المصرية، ومنذ ذلك المؤتمر دخل والدى مجال الصحافة الفنية.
وما هى هذه التوصيات؟
أهمها المطالبة بإعادة افتتاح معهد التمثيل الذى كان قد افتتح عام 1931 لمدة عام واحد ثم تم إغلاقه، كما طالب بتسهيلات فى استيراد المعدات والأجهزة السينمائية وبزيادة دور العرض السينمائى، وبإرسال البعثات للخارج لتعلم فن السينما من إخراج ومونتير وديكور، وكذلك تخفيف الرقابة على الفيلم المصرى، وعمل الجوائز للأعمال السينمائية كجائزة أحسن فنان وإخراج ومونتاج وديكور وغيرها، وكذلك العمل الجاد على ترجمة الأفلام الأجنبية ترجمة عربية صحيحة.
"ميكى ماوس" كان السبب فى اكتشاف "أنيس عبيد" رائد الترجمة السينمائية.. كيف حدث ذلك؟
والدى كان سببا فى ظهور المترجم "أنيس عبيد"، حيث ذهب إليه ذات يوم وقال له أنا أعمل مترجما للأفلام، فساعده والدى على عمل ترجمة الأفلام، ومنذ ذلك اللحظة أصبح "أنيس عبيد" مترجما لكل الأفلام المصرية.
قلت إن التسويق التجارى والدعاية للأعمال السينمائية بمصر بدأت على يد والدك.. كيف حدث ذلك؟
هذا صحيح، فوالدى عمل مديرا للدعاية ومستشارا فنيا لعدد من الأفلام، ومنها "عفريتة إسماعيل ياسين" و"نحن بشر" و"بنات بحرى" و"كفاية يا عين" و"تفاحة آدم" و"سرى للغاية" و"خاتم سليمان" و"اللقاء الأخير" و"أحلام الربيع" و"نحن بشر" و"الأرض الثائرة" و"أذان الفجر" و"اشهدوا يا ناس" وغيرها من الأعمال.
وماذا عن كتابة الأغانى؟
كتب والدى العديد من الأغنيات، ومنها «على فكرة إزيهم» و«الحلو أبو شامة على جبينه» لمحمد قنديل، و«عاملى مش واخد باله» و«الولة جه» لشريفة فاضل، كما كتب أغنيات لهدى سلطان ولمحمد فوزى فى برنامج مع العائلة مع بداية التليفزيون فى الستينيات.
وكانت له تجارب فى كتابة السيناريو كذلك؟
والدى كان متعدد المواهب، وكتب حوارا لأربعة أفلام، وهى "من رضى بقليله" بطولة عمر الحريرى ونزهة يونس وشكوكو ووداد حمدى عام 1954، وكما كتب فيلم "نور عيونى" بطولة نعيمة عاكف وكارم محمود عام 1954من إخراج حسين فوزى، وكتب فيلم "حلوة وكدابة" عام1962 بطولة رشدى أباظة ومها صبرى إخراج حسين فوزى، وكتب فيلم "أبو الدهب" بالاشتراك مع سيد بدير بطولة محمود المليجى وفريد شوقى وهدى سلطان عام 1954 ومن إخراج حلمى رفله، كما كتب أربع مسرحيات قدمتها فرقة الكوميديا المصرية، ومنها "أوبريت دنيا بتجرى" بطولة رجاء عبده ونعيم مصطفى، و"اللى يعيش ياما يشوف" مع الفنان فريد شوقى وعبد الوارث عسر ومحمد توفيق، وهو أول من كتب للمسرح التونسى أربع مسرحيات كانت تعرض على المسارح التونسية باللهجة المصرية وبممثلين تونسيين فى أول الستينات.
وما هى الأعمال التى قدمها للتليفزيون؟
كتب والدى أول أوبريت للتليفزيون عام 1960، وأذيع فى أول يوم للإرسال التليفزيونى، وكان له برنامج أسبوعى بعنوان نجوم لها تاريخ، كما قدم برنامج "باقة ورد" قدم فيه عمل عن ماجدة وفاتن حمامة وفريد الأطرش فى ثلاث حلقات، وسلسلة حلقات عن نجيب الريحانى، وبرنامجه الأشهر "مع النجوم" استمر عشر سنوات، كما كتب الحوار لفيلم رسوم متحركة بعنوان "مغامرات بيسة وسوسو".
لكنه اشتهر على نحو أوسع كمؤرخ سينمائى.. لماذا؟
لقد كانت ذاكرته حديدية، وحدث أنه فى السبعينيات كان يعرض برنامج "اليوم المفتوح" كل أحد وجمعة، وكان فى هذا اليوم يعرض فيلم أبيض وأسود. ووقتها كان عبدالله أحمد عبدالله يجلس مع رئيس التليفزيون "سامية صادق" فدخل مخرج ليمضى ورقة منها وقال لها سنعرض اليوم فيلم كذا، فتكلم عبدالله أحمد عبدالله، وحكى لها قصة الفيلم والجوائز التى نالها وحكايات أخرى، فاندهشت "سامية صادق" وطلبت منه أن يتولى فقرة تليفزيونية يتحدث فيها عن الفيلم قبل عرضه كل جمعة من كل أسبوع، حقق ذلك نسبة مشاهدة كبيرة، وأتمنى أن يعاد هذا البرنامج الآن ليعلم الجيل الحالى الكثير عن نجوم الفن الأصيل، وتعرف الأجيال الجديدة قصص الأفلام التى تمثل تاريخ الفن المصرى حتى نحافظ على تراثنا الفني.
نال "ميكى ماوس" العديد من الجوائز.. ما أهمها؟
حصل على العديد من الجوائز، منها جائزة من إذاعة لندن العربية عام 1941، وشهادة تقدير من نقابة الصحفيين كواحد من روادها عام 1966، وجائزة وزارة الثقافة لكوادر السينما عام 1978، وجائزة الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والتمثال الذهبى وشهادة تقدير لرواد السينما عام1979، وشهادة تقدير جمعية الشاشة الصغيرة باعتباره صاحب أول عمل تليفزيونى فى بداية الإرسال عام 1980، وشهادة تقدير من كلية الآداب جامعة الزقازيق تقديرا لاشتراكه فى مهرجان الشعر، ودرع وشهادة تقدير بوصفه أول مؤلف للتليفزيون، ونوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس حسنى مبارك، وشهادة تقدير من جمعية أصدقاء كمال الملاخ لجهوده على مدى نصف قرن، وشهادة تقدير من جمعية الفن الأصيل، وشهادة تقدير من جمعية الفنون والثقافة والإعلام، ومنح درع الإذاعة ونال شهادة تقدير من جمعية الشاشة البيضاء، وميدالية طلعت حرب فى عيد السينما الأول.
من هم أقرب أصدقائه فى الوسط الفنى؟
ارتبط بعلاقات صداقة بجميع نجوم جيله، مثل نجيب الريحانى وإسماعيل ياسين وسليمان نجيب، وكان من أصدقائه المقربين فريد الأطرش وزوز ماضى.
بالزجل استطاع والدك أن يؤرخ ويكتب قصص العديد من الشهداء.. كيف حدث ذلك؟
دعاه الجيش قبل عام 1967 إلى غزة ورفح والاسماعيلية والعريش ونادى ضباط الصف بحلمية الزيتون لإلقاء الأزجال السياسية هذا جعله يعدد قصص حياة بعض الشهداء بالزجل وجمعها فى كتب تم طبعها بواسطة القوات المسلحة وعلى نفقتها.
كما ساهم ميكى ماوس فى إنتاج أول فيلم عراقى.. كيف؟
هذا حقيقى فهو ساهم فى إنتاج الفيلم العراقى "ليلى المريضة فى العراق" وكان ذلك أن أرسل له "أسعد وهيب عزيز" مراسل مجلة "ميكى ماوس" بالعراق ال تى كانت يصدرها وطلب منه المساهمة والمساعدة فى إنتاج هذا الفيلم وبالفعل تم إرسال المصور"أوهان" وهو مصور أرمنى مصرى،كما ساهم بمجهوداته فى تطوير الآلات وتصوير الفيلم وأرسل له أيضا المخرج "أحمد كامل مرسى" وكان أول مخرج لأول فيلم عراقى.
كان والدك يصحبك فى كثير من جلساته الفنية فهل تتذكر منها شىء؟
اصطحبنى والدى أثناء إجراء حواراً صحفياً مع العندليب عبدالحليم حافظ فى حضورالملحن كمال الطويل،ومرة أخرى ذهبت معه إلى صالون ثقافى بوسط البلد فى عمارة يملكها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب(عمارةالجندول) وكان من حضور الصالون الملحن سيد مكاوى والموسيقار رؤوف ذهنى والكاتب عبدالوهاب محمد والملحن عبدالعظيم عبدالحق كما ذهبت مع والدى إلى منزل الفنانة تحية كاريوكا بالزمالك ليجرى معها حوارها الاول بعد أن تزوجت من المطرب محرم فؤاد، وبعد انتهاء الحوار أصطحبنا فى سيارته الأوبل الى بيتنا بحى باب الشعرية،كما ذهبت معه الى بيت المطرب فريد الاطرش المطل على النيل وأستقبالنا بكل ترحاب وحفاوة لم أنساها لأنه كان صديف لوالدى، كما ذهبت معه لبيت سامية جمال وشادية وعماد حمدى ومحمد الكحلاوى، وكان جارنا بحى باب الشعرية كما كان يأتى منزلنا الكثير من أهل الفن وكانت والدتى تطبخ لهم الكشرى لأنها كانت تجيد طبخه.
قدم برنامجه الشهير "مع النجوم" لمدة عشرسنوات فكيف كان يحضر حلقاته؟
من نعم الله على والدى أنه أعطاه ذاكرة حديد وكان يحكى فى البرنامج كل كبيرة وصغيرة عن الفيلم الذى يناقشه وعن نجومه دون أن يمسك بورقة وقلم وبدون تحضير فى المنزل، وظل محتفظا بهذا الذاكرة حتى آخر يوم فى حياته.
له موقف إنسانى مع بيرم التونسى.. فما هو؟
كون وفد من والدى وفؤاد أباظة باشا رئيس الجمعية الزراعية الملكية،وسليمان نجيب بك وكامل الشناوى ومحمد مصطفى حمام ، وقابلوا أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكى لكى يتوسط لدى الملك فاروق لإعادة بيرم التونسى من منفاه فى فرنسا عام 1938 بعد 20 عاما ، وقال لهم أحمد حسنين أنه لا يستطيع محادثة الملك فى ذلك لأن بيرم قدم زجل يشكك فى بنوة الملك فاروق من الملك فؤاد ،فتوسط بدل منه ليتكلم مع الملك محمد محمود باشا، وقدم بعد ذلك والدى برنامجاً مميزاً عن بيرم التونسى وأخذ عنه جائزة.
لميكى موقف طريف مع الفنان عبدالسلام النابلسى أحكى لنا عنه ؟
فى يومذهب والدى الى بيت عبد السلام النابلسى بوسط البلد بصحبة صديقة له، وهناك استقبلهم بكل ترحاب، ودخل والدى ليقضى حاجة فى البيت ، فأنتهز النابلسى الوقت وطلب من المرآة رقم تليفونها ، وبعدأن ذهبوا من منزلة حكت لوالدى عن الموقف ، فقام والدى بالاتصال به وهو غاضب ، فقال له النابلسى : هو مش أحنا اخوات فرد علية والدى " احنا اخوات فى كل حاجة إلا فى ده وضحك الاثنين بشدة على الموقف
الذى لا يعرفة الكثيرون أن ميكى ماوس كان ضمن الذين كونوا جمعية المؤلفين والملحنين.. كيف حدث ذلك ؟
عندما كان بيرمالتونسى فى منفاه بفرنسا عام 1964 قابل هناك الملحن اللبنانى فريد غصن ،وهناك وجدوا أنه يوجد جمعية مكونة باسم المؤلفين والملحنينوناشرى الموسيقى ، وهى تعطى حق للأداء العلنى للملحن والمؤلف، وعندما عاد بيرم التونسى لمصر كون هذه الجمعية فى مصر مع الملحن فريد غصن ووالدى ومحمد عبد الوهاب ومحمد كامل حسن المحامى، ورئس الجمعية منذعام 1964 وحتى1956 الموسقار محمد عبد الوهاب ثم أستقال ومن بعده تولى والدى رئاسة الجمهية لدة عام والدى ومن بعدة توالى الرئاسة الملحن محمد فوزى ، وللأسف عندما قمت بزيارة الجمعية لم اجد صورة للأعضاء ووجدت صورة لبيرم التونسى فقط،وباقى الاعضاء لم ينوه عنهم بأى شىء، فأرسلت برئيس الجمعية مدحت العدلخطاب لم يقوم بالرد على.
وكيف تعرف على رفيقة دربة السيد نجدية على مصطفى ؟
كانت جارتة بحى باب الشعرية وتزوجها عام 1945 والمعاملة بينكم بها الكثير من الحب والاحترام والمودة، وكانت تتولى تربيتنا لأن والدى كان معظم الوقت خارج البيت ، وبرغم علاقتة الطيبة مع العديد من الكثير من نجمات الوسط الفنى إلا أنها لم تدخل الغيرة إلى قلبها ، وكانوا يأتوا الى منزلنا وتقابلهم بكل ترحاب ومودة ، وعندما تزوجها سكن بحى شبرا فى نفس البيت الذى كان يسكن فيه الفنان محسن سرحان وزوجته وقتها الفنانة سميحة ايوب، وكان جارهم بنفس الشارع يسكن الفنان عماد حمدى مع زوجته الأولى وأم أبنه نارد السيدةفتحية شريف وكانت علاقته بأمى طيبة جداً.
وماذا عن صفاته كأب؟
كان أباً ديمقراطياً جداً يتناقش معنا فى كل الأمور ، وكان متواضعاً ومحبوباً من كل زملائه بالوسط الفنى، وكان حنوناً لدرجة كبيرة مع أبناءه رغم أنى كنت الوالد الوحيد على خمس بنات فلم أكن طفلاً مدللاً بل علمنى الاعتماد على النفس ، ولأن والده كان أزهرياً فكان والدى لديه خلفية دينية كبيرة ويقضى معظم وقته فى الذكر وقرأءة القرآن الكريم.
كلمنى عن شقيقاتك؟
خمس بنات وهم عايدة مخرجه بالإذاعة بالبرنامج العام وأميرة وعزة يعملان بالهيئة الوطنية للإعلام ، وسحر وكاميليا ربات منزل.
كيف كان يتعامل معهم ؟
كان حنون لدرجة كبيرة وعطوف، وبحمد الله استطاع أن يزوجهن الخمس ولم يرد لواحده فيهم طلب أبدا.
هل تتذكر مواقف فى الطفوله جمعكم ؟
كان يصحبنا كل يوم خميس وجمعة الى حديقة الحيوان، وكان بحكم عملة كمدير دعاية للأفلام كنت أذهب معه يوم العرض الأول لإفتتاح العديد من الافلام وكنت أشاهد كل نجوم الوسط الفنى وأجلس بجانبهم.
ما هى أكثر لحظة شعرفيها بالفرح الشديد ؟
عندما رزقة الله بأول حفيدة له رباب، فكان سعيداً جداً بهذا الحدث وقال لى : حقاً أعز من الولد ولد الولد.
وما هو اللأكل الذى كان يحبه ؟
كان عاشق الكباب ويذهب ليأكلة لدى أبو شقرة وهناك كان يقابل الشيخ الشعراوى الذى كان دائم الذهاب للمحل، وكذلك يحب المحشى والملوخيه.
وماذا عن أجواء عمله ؟
كان يعمل فى هدوء تام ويغضب مننا أذا حدث ضجيج فى البيت.
ضربك مرة وحدة فى حياتك.. فهل تتذكرها ؟
هذا حقيقة..ضربنى مرة واحدة فى حياتى عندما أرسلنى يوماً لى البقال لأشترى طلبات للمنزل، فرجعت فرحان لأن البقال اعطانى خمس قروش زيادة، فنظر إلى بغضب وأخذنى الى الغرفة وأخذ يضربى بالحزام ويقول لى هل تفرح بالفلوس الحرام وتأخذ مال ليس من حقك، وبعد هذه العلقة تعلمت قيمة المال الحلال وعلمته لأولادى.
ثم سالنا الحفيد احمد عادل عن ذكرياته مع جده فقال:
عندما توفى جدى كان عمرى 11 عاماً وأنا الحفيد رقم 7 من بين 12 حفيد، وكان يحرص على أن نجتمع فى منزله كل يوم خميس وجمعه، وكان يوم الخميس يصحبنا جميعاً كبيراً وصغيراً إلى المسرح وغالباً كانت مسرحيات عادل إمام ومحمد نجم وأحمد بدير وبعد المسرح نذهب إلى حى الرفاعى للعشاء، وفى يوم الجمعة نجتمع فى حلقة حول شيخ يزور جدى فى المنزل لقراءة القرآن الكريم، وكان يحرص على أننا نستمع له جيداً، وهذا كان طقوسه كل يوم جمعة.
هل كان يحرص على الحضور فى المناسبات الاجتماعية؟
كان يحرص على الاجتماع معنا فى كل أعيا ميلاد الأحفاد، وكذلك فى جميع المناسبات الاجتماعية.
هل صحبك معه إلى رحلة أوبرنامج؟
ذهبت معه فى رحلة إلى الإسماعيلية فى إحدى الحفلات التى كانت تقوم بها مجلة الشباب كل أسبوع، وفى هذه الرحلة كانت المجلة مستضيفة جدى ومعه الفنان محيى إسماعيل،وذهبت معه مرتين إلى التليفزيون لتسجيل أحد حلقاته الأسبوعية فى البرنامج وكان يرحب به كل العاملين بترحاب وحب ملحوظين.
متى أستوعبت قيمة ميكى ماوس؟
عنما كنت بالمرحلة الإعدادية أدركت قيمة هذا الرجل من كثرة التكريمات والجوائز التى حصل عليها وكذلك كتبه التى تعتبر مرجعاً مهماً فى تاريخ الفن المصرى، وأحببت التعرف عليه أكثر فقرأت كل الكتب التى نشرها وأفضل كتاب بالنسبة لى كتاب 60 سنة صحافة.
هل تتذكر يوم جمعكم به؟
أتذكر جيداً عندما كنت فى بيت جدى وجاء إليه فى المنزل المطرب عمرو دياب، ودخل وجلس فى غرفة مكتبه وأخذ جدى يسأله عن رحلته مع الغناء، وكان هذا فى بداية عمرو دياب الفنية، وهذه الجلسة كانت من أجل حوار لتتعرف الناس على عمرو دياب.
هل تتذكر تفاصيل يوم رحيله؟
رحل فى الثامن عشر من ديسمبر عام 1996 عن عمر ناهز السابعة والسبعين، وكان فى كامل قدرته الذهنية، ويحمل فى ذهنه العديد من الأسرار التى لم يفصح عنها لأحد حتى لأسرته، فقد اعتبرها أمانة يحملها ولا يجوز الإفصاح عنها حتى آخر يوم فى حياته، لذلك يعد والدى حقا الصندوق الأسود لأهل الفن.
وفى النهاية قال الحفيد "أحمد عادل" إنه دشن صفحة على الفيس بوك عن جده الراحل، لأنه يشعر بالاعتزاز بمشواره المهنى والفنى الكبير، وقال: "وجدت على الصفحة إقبالا كبيرا جدا، الأمر الذى جعلنى أقوم بعمل قناة تحمل اسم جدى أعرض عليها العديد من الأسرار التى لم تذكر فى حياته، وكذلك العديد من الفيديوهات والحلقات النادرة، حتى يعرف الجمهور الكثير عن تراث الفن المصرى العريق فى الزمن الجميل، وأتمنى إعادة عرض برنامجه «مع النجوم» مرة أخرى لكى يعرف الجيل الجديد عن حياة الفن والفنانين الكثير.
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
عند شراء منزل جديد وتجهيزه للانتقال إليه نحتاج دائما إلى معرفة كيفية نقل العفش والاثاث من المنزل القديم الى المنزل...
"مـحـمـد أمــين مـحـمـد" الشـهـيـر "بمحـمـد الموجى" اسم يعرفه كل المصريين، فقد ارتبط اسمه بعالم الموسيقى والطرب؛
يعتبر الحقن المجهري من أهم التقنيات الطبية الحديثة، حيث يعكس العديد من التطورات التكنولوجية في عالم الأجنة، ويحدث من خلال...
ولد الفنان "فاخر محمد فاخر" عام 1912 فى قرية الدوير مركز صدفا بمحافظة أسيوط، وهو ممثل من العيار الثقيل؛