أشرف زكي: قصرت فى التمثيل ولم أعطه حقه

رسالة الماجستير كتبت فيها "إلى من جعلني شيئًا من لا شيء" ردًا لجميل "سعد أردش" 2011 هي السنة الأصعب في حياتي لأنني قدمت استقالتي من العمل العام في حوار لا يخلو من

رسالة الماجستير كتبت فيها "إلى من جعلني شيئًا من لا شيء" ردًا لجميل "سعد أردش"

2011 هي السنة الأصعب في حياتي لأنني قدمت استقالتي من العمل العام

في حوار لا يخلو من الصراحة والصدق، يكشف لنا الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، أهم المراحل في حياته الإنسانية والفنية، كما يكشف عن أصحاب الأيادي البيضاء في رحلته، ودور شقيقته الكبرى الفنانة ماجدة زكي في تحول مسيرته، وماذا لو لم تأت روجينا في حياته؟ ولماذا استمر بعيدًا عن منصبه بعد استقالته، وإعلانه عدم الرغبة في العمل العام بعد ثورة 25 يناير؟ أشياء وأشياء أخري كثيرة يكشف عنها الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين، معكم أول السطر..

عن رحلته في عالم الفن أشار الدكتور أشرف زكي أنه منذ الطفولة يشارك في فرق مدرسية و مسرحية، والمدرسة لعبت في حياته دورًا كبيرًا، ثم استطاع  أن يصل لبرامج أطفال التليفزيون، وشارك في بعضها، ثم منها لنادي الزمالك الذى كون من خلاله فريقًا للتمثيل، حياته من الطفولة مرتبطة بالفن لا شيء آخر.

وعن أشهر الأطفال الذين كانوا معه قال زكي: محسن محيى الدين، أحمد سلامة، الراحل ممدوح عبد العليم، محمد عبد الجواد، وآخرون، كنت مصرًا على استكمال الرحلة، وأريد أن أدخل معهد الفنون المسرحية، لكن القدر تدخل، والدتي توفيت بعد انتهائي من المرحلة الثانوية، لذا دخلت كلية التجارة، لأنه برحيل والدتي حياتي توقفت، لكن في السنة الأولي من كلية التجارة شاركت في فريق تمثيل الكلية، وفي العام التالي قدمت في معهد الفنون المسرحية وقبلت، ثم أخذت قرارًا بترك التجارة؛ لكنني لم أفعل ذلك لسببين؛ الأول أنني وجدت معظم دفعتي بالمعهد لديهم تجارب في المسرح الجامعي، وهذا ما جعلني أشعر بالغيرة، السبب الثاني تمسك بعض المسئولين في كلية التجارة بي، وأذكر أن عميد الكلية آنذاك "د.حلمي نمر"، قال لي "لأ ما تسيبش الكلية إحنا عايزينك"، وبالفعل "مشيت في الاتنين"، وفي معهد الفنون كان لدى النشاط الملحوظ أسست مهرجانًا أسميته "العربي أو مهرجان زكي طليمات"، ثم أصبحت رئيسًا لاتحاد الطلبة.

"هناك نقطة تحول كبري أثناء وجودي في المعهد"، هكذا وصف الدكتور أشرف زكي اللقاء الذي جمع بينه وبين أستاذه في المعهد الدكتور سعد أردش، ثم قال: لأنني عملت معه كمساعد أثناء الدراسة في المعهد في عدد من المسرحيات، ومثلت في بعضها، كما أنه عينني معيدا بعد تخرجي فى المعهد، وأكاد أجزم لك أنه كان من الصعب أن أترك المعهد فأنا "أتنفسه"، فرغم السنوات الكثيرة التي مرت، أحرص على التواجد بين أرجائه، كما أن حواري معك بين مبانيه، ولا أتخيل نفسي بعيدًا عن هذا المعهد.

ويضيف: بعد حصولي على درجة الماجستير أصبحت أعمل كمدرس مساعد، وقتها التقيت بالمخرج الكبير عبد الغفار عودة، وكان وقتها رئيسًا للبيت الفني للفنون الشعبية الذي طلبني أن أتولى منصب المدير لمسرح الغد، وقتها هذه الفرقة كانت تابعة للبيت الفني، المهم القانون لم يكن يسمح، و شعرت بإحباط كبير وقتها، إلى أن حصلت علي درجة الدكتوراة، وهنا حصلت نقلة كبيرة في حياتى بعد لقائي بأستاذي الدكتور هاني مطاوع، وكان رئيسًا للبيت الفني للمسرح، فانتدبني مديرًا للمسرح الحديث، وهو "السلام"، وبدأت رحلتي كمدير لهذا المسرح.

ويكمل زكي حديثه عن رحلته ومشواره قائلا: في عام 1990 كانت هناك مرحلة مهمة في حياتى، وهي أنني رشحت نفسي كعضو مجلس إدارة بنقابة الممثلين، و"أنا نكرة محدش يعرفني"، لكنني نجحت بفضل ربنا، ثم بفضل زملائي ودفعتي، الذين وقفوا بجواري واعتبروني "الحصان الأسود" في تلك الانتخابات، طلعت في ترتيبي قبل الأخير، ثم الدورة التي تلتها كان ترتيبي الخامس، والتي بعدها كنت الأول ثم الأول ثم نقيبًا، لكن أعترف لك في جلسة لا ينقصها الصراحة وهو "إنني موت نفسي كي أصل لهذا"، إن جاز التعبير.

ويكمل: النقابة أضافت لي الكثير فهي من عملت "أشرف زكي"، قبلها لم يكن أحد يعرفني، أصادقك القول أننى من محبي العمل العام، فوجدت نفسي فيما أقدمه من خدمات داخل أسوار النقابة، عمري ما بخلت عن العطاء، وتعلمت هذا من والدتي التي كانت محبة للحياة والخير ومساعدة الغير والناس، فأنا مؤمن بالبيت القائل "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق".

أما عن دور الفنانة ماجدة زكي، شقيقته الكبرى، في حياته أشار زكي إلى أنها لعبت نفس دور والدته بعد رحيلها،ويقول:  كانت بالنسبة لي "أم ثانية" بالمللي، ولا أنكر دورها في حياتي أنا وأشقائي، فكانت تعمل من أجل أن "تصرف علينا"، فهي صاحبة فضل كبير علىّ.

ويواصل: هناك مرحلة أخري في حياتي، وهي أنني أصبحت رئيسًا للبيت الفني للمسرح، وكنت أصغر "رئيس" لهذا الكيان الكبير، ثم في نفس الخط كنت نقيبًا بعد انتخابات شرسة، شرفت أن يكون ضدى فيها الفنان الكبير الراحل يوسف شعبان.

 أما عن التواريخ المهمة في حياته قال زكي: "1985" كان تاريخًا مهمًا في حياتى لأننى شاركت في بطولة مسلسل "برديس" مع الفنانة نيللي وحسن يوسف وإخراج فايز حجاب، ومحمد النقلي كان المساعد الأول، وهو من رشحني لهذا العمل، وهو الأول بعد تخرجي فى المعهد، والأول في عالم الاحتراف.

ويضيف: عام 2004 كان مهمًا بالنسبة لى، لأنني أصبحت رئيسًا للبيت الفني للمسرح بعد عدة محاولات، وقتها كان القانون لا يسمح، بسبب عدم حصولى على درجة الدكتوراة. وفي 2005 صرت نقيبًا لأول مرة، لذا هذا العام تحديدًا يُعد مهمًا جدًا في مسيرتي الفنية والعملية.

ويكمل: في 2011 تركت كل المناصب، وقدمت استقالتي من كل الأماكن التي كنت متواجدًا فيها، وقررت عدم المشاركة في العمل العام مجددًا، كما قررت أن أعود إلي حيث بدأت، وعدت لبيتي، وهو معهد الفنون المسرحية، طبعًا بعد ثورة 25 يناير، فقد وجدت أن المناخ العام لا يناسبني، وقلت لنفسي "قدر الله وما شاء فعل"، وأعترف أنني لم أكن مجبرًا على تقديم استقالتي، كان هناك تغيير كبير في البلد، وكان يجب أن أحترم هذا.

ويواصل حديثه عن تلك الفترة الصعبة على نفسه قائلا: وقتها من كثرة الخيانات التي رأيتها حتى من أقرب الناس لي "شيلت فيشة التعجب"، ما عدا مجموعة قليلة جدًا، من بينهم المؤلف أيمن سلامة، وأيمن عزب، وأحمد صيام، غير عائلتي، أحمد شفيق، محمود شميس، محمد النقلي، سامح بسيوني، مدحت الكاشف عميد المعهد الحالي، دنيا عبد العزيز، عمرو محمود ياسين ولم نكن أصدقاء وقتها لكنه كان دائم الدعم.


ويستأنف حديثه عن أهم الأوقات والتواريخ في حياته قائلا: أهم تاريخ إنساني في حياتي لقائي الأول بزوجتي الفنانة الكبيرة روجينا بلا شك، كان تاريخًا مهمًا لا أنساه، وذلك في معهد الفنون المسرحية، وأكثر ما جذبني فيها أنها "بنت مؤدبة، وشكلها حلو"، وشعرت أن بها مواصفات تتفق معي، ثم دخلت البيت من بابه، وأعترف أنني راقبتها لفترة بعد أن لفتت نظري.

أما عن النقباء الذين عاصرهم، وهو في معهد الفنون المسرحية، فيقول: زكريا سليمان، حمدي غيث، يوسف شعبان، أشرف عبد الغفور، عبد الغفار عودة هذه الأسماء أطلق عليهم العمالقة، ولا أستطيع التقليل من عطائهم؛ لأنني بجوارهم لا شيء، أما أنا لي ما لي، وعلي ما علي، وأعترف بأخطائي، لكنني أجتهد قدر استطاعتي.

وعن أصعب قرار أخذه في حياته، وهو تقديم استقالته، يقول: وقتها كنت "بموت حرفيًا"؛ لأنني مازلت لا أتخيل نفسي بعيدًا عن النقابة، إنما قلت قدر الله وما شاء فعل.

 أما عن أحلى قرار أخذه في حياته هو عودته للمعهد من أجل التدريس، وهو ما يفعله حاليًا: هذا ليس قرارى، إنما قدرى، لأنه حسب التدرج الوظيفي، عمري ما تعاملت مع الأكاديمية على أنني رئيس أو شخص مهم، بل على العكس تمامًا، كما أنه ليس مكتبي فقط الذى دائمًا يكون مفتوحًا، إنما حياتي أيضًا متعة أن تعيش بين أبنائك من الطلاب.

ويضيف: لو لم أكن نقيبًا للممثلين بلا شك كنت سأكون في مكان خدمي آخر؛ لأن منصب النقيب عمل تطوعي واختياري، فأنا أحب العمل العام، وحينما ابتعدت عن النقابة كنت "أخدم زملائي" بعيدًا عن منصبي.

وعن ميوله الكروية يقول: لو لم أكن مشجعًا متعصبًا لنادى للزمالك في مصر، كنت "هأشجع" نادى الإسماعيلي، ليس أي نادي آخر (ثم ضحك)، أما بالنسبة للنادي الأهلي كنت مغرمًا بالكابتن محمود الخطيب وهو لاعب.

وعن دور أستاذه سعد أردش في حياته يقول: لو لم يأت الدكتور سعد أردش في حياتي بلا شك كانت ستختلف تمامًا، أنا كتبت في رسالة الماجستير الخاصة بي: "إلى من جعل مني شيئًا وكنت لا شيء"، كنت أقصد الدكتور سعد أردش.

وحول التمثيل يوضح: أعترف أنني لم أعط الممثل بداخلي حقه، فهو لم يعطني حقي، فالعطاء متبادل، أنا أهملت "المنطقة دي"، أنا مقتنع بما أقدمه في المعهد، بينما تجاربي، عملت "شفيقة ومتولي".

 أما عن أهم التجارب له كممثل قال زكي: حينما عملت وأنا صغير مع المخرج الكبير أحمد طنطاوي بمسلسل "محمد رسول الله"، كذلك استمتعت بالعمل مع المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ الذي تعلمته منه "الجدعنة"، كان جزءًا مهمًا في حياتي الإنسانية والفنية، كان مؤسسة، مدين بالفضل له، هو وزوجته ربنا يعطيهما العافية، حينما تزوجت أنا وروجينا لم يتركونا لحظة، ثم استمتعت بالعمل مع المخرج محمد سامي الذى لعب دورًا في حياة روجينا كممثلة.

أما عن أحب الأدوار لقلبه قال زكي: أحب دوري في عملين وهما ملحمتان الأول "أم كلثوم" المسلسل الذي يُعد ملحمة فنية، و"الاختيار" المسلسل الذى أعتبره ملحمة وطنية.

أما عن المسرح تساءل زكي: "أين المسرح المصري؟! لو تعرف له عنوان يا ريت أخده منك"، لا أنكر أنه هناك بعض التجارب المهمة، لكن لا توجد حالة مسرحية، قل لي "عنوانه"، من أهم العروض المسرحية التي رأيتها منذ فترة كان عرضًا تابعًا لنقابة الممثلين، وهو عرض "الرهان" للفنان أحمد الرافعي، وعرض في مهرجان النقابة عن رواية للأديب الروسي "تشكيوف".

أما عن الدور الذي كان يتمنى أن يراه هو دوره في شخصية "عصام العريان" الإخواني الذي كان من المفترض أن يُقدم ضمن أحداث فيلم "سري للغاية" عن قصة وسيناريو وحوار للكاتب الكبير الراحل وحيد حامد، وإخراج محمد سامي، وهو من بطولة كوكبة كبيرة من النجوم، أتمنى أن يرى هذا العمل النور؛ لأنه توثيق لمرحلة مهمة في حياتنا، قبل أن نرى النور بثورة 30 يونيو.

أما عن شخصية اللواء موافى التي قدمها في الجزء الثالث من مسلسل "الاختيار" قال "د.زكي": لا أعرف أصلها لكنني قدمتها كما طُلب، والحمد لله إنها لاقت قبولًا وترحيبًا لدي الكثيرين من الجمهور.

أما عن أطرف المواقف، يقول: هناك قصة تُنشر لأول مرة وهي أن الفنان الكبير الراحل فاروق الفيشاوي أقنع في مرة الزعيم عادل إمام بالترشح لمنصب النقيب، فما كان مني إلا أن قررت عدم النزول، لكن فوجئت بمكالمة من الزعيم في أحد الأيام حوالي الساعة 5 عصرًا، وبيقول: "أيوة يا أِشرف أنا عادل إمام"، "اتخضيت"، قلت له خير يا أستاذ عادل، قال لي: بص أنا ضغطوا علىّ أرشح نفسي، لكن مفيش نقيب غيرك، أنا جايلك أنا وفرقتي المسرحية ندعمك، وفعلًا جاء ومعه كامل فرقته، كانت من أحلى المفاجآت بالنسبة لى.

أما عن التطاول والتنمر الذى يلاقيه بعض الفنانين على السوسيشال ميديا.. قال زكي: أعتبر أن السوسيشال ميديا "المسيخ الدجال" لهذا العصر، بينما من يتصدى للعمل العام فعليه التحلي بالصبر والحكمة. مشيرا إلى أنه ليس لديه أي حسابات على الفيس بوك أو السوسيشال ميديا عمومًا، كما أنه على رغم المساوئ التي تحظى بها السوسيشال، إلا أنها لها فوائد كبيرة، كما أن التطاول ليس على الفنانين فقط، بل على الجميع.

أما بالنسبة لـ "حلا شيحة" قال زكي: بالنسبة لي الموضوع منتهي، حتى لو جاءت معتذرة، حيث إنه من المفترض أن كل شخص يتحمل قراره، ولم يكن قرارًا فقط، بل وأساءت، لذا لن تعود مرة أخرى.

 وقال د.أشرف زكى: إن العمل العام أضاف لي الكثير، وأخذ مني عمري وصحتي وهذا ما أعطيته له.

 أما عن مهرجان الدراما التابع للشركة المتحدة قال: جاءت فكرته من على أحد جروبات الفنانين من ضمن الأفكار التي قُدمت فكرة وجود مهرجان للدراما؛ لأننا شعرنا أن "الدراما ليس لها أهل يسألوا عنها"، ومن هنا نشأت فكرة المهرجان، خاصة في وجود كيانات وهمية تمنح جوائز لها العجب، عرضت الفكرة علي الدكتور يحيي الفخراني الذي تحمس جدًا، وكذلك المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي، ومن هنا صار هناك قوام للمهرجان، وأتمنى أن يكون ناجحًا. ونفي زكي أن يكون مهرجان الدراما بديلًا لمهرجان الإذاعة والتليفزيون، إنما سد الفراغ مهم، خاصة أننا أعطينا فرصًا لكيانات وهمية تعطي جوائز تشبه تلك الكيانات.


Katen Doe

أشرف شرف

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من حوارات

د. هانى ابن العالم الراحل أحمد زويل: أبـى مصـدر فخـرى وسعـادتى

كان مصريا جدا.. واسمه يفتح لى الأبواب والدى كان سعيداً أننا نتكلم اللغة العربية.. وتعلمنا منه بساطة الحياة سيارته ظلت...

الدكتور بدر عبد العاطي: قادرون على حماية مصالحنا الاستراتيجية

العالم تحكمه «شريعة الغاب».. ولابد من تعديل نظام «الفيتو » داخل مجلس الأمن لن نسمح لدولة متغطرسة بفرض إرادتها على...

أسماء الهوارى: انفردت بتسجيل 30 حلقة مع «المفتى» على الشرق الأوسط

حصلت على المركز الثانى كمدرب معتمد دولى من الهيئة الوطنية للإعلام فخورة بفوزى بالمركز الأول على الإذاعة والثانى على الهيئة...

مصطفى غريب: أنا الجانب الكوميدى في «الشاطر»

أنتظر عرض «برشامة» و«شمس الزناتى» تعاونت مع فنانين كبار أضافوا لى كثيرا فى مشوارى الفني