حكاية الجنرال الجوهري.. ضابط الاتصال بين القيادة والقوات فى الجبهة

الجوهرى وحمادة إمام ومحمود بكر وزاهر وقابيل أشهر نجوم الكرة فى حرب الكرامة

مثلما تركوا بصمات رائعة فى ميادين الرياضة وملاعب كرة القدم كان لنجوم الرياضة المصرية شرف ارتداء البدلة العسكرية والدفاع عن الكرامة المصرية ودخول التاريخ من أوسع الأبواب بعد تحرير الأرض ورفع علم مصر فوق سيناء.

سجلات حرب اكتوبر 1973 تكشف عن مشاركة عظيمة لنجوم كرة القدم والعاب اخرى، لعل أبرزهم عبدالعزيز قابيل ومحمود الجوهرى ومحمود بكر وسمير زاهر وفكرى صالح وحمادة إمام وغيرهم من نجوم ومشاهير الرياضة.

عبدالعزيز قابيل كان لاعبا لكرة القدم بنادى الزمالك فى خمسينيات القرن الماضى وتقلد عدة مناصب بعد ذلك منها مدير الكرة وعضو مجلس إدارة النادى وعضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد، ووصل لرتبة اللواء بالقوات المسلحة.

وقد كان قابيل قائدا للفرقة الرابعة المدرعة أثناء الحرب العظيمة.

اما محمود بكر نجوم الأوليمبى السكندرى ومنتخب مصرى فى الستينيات والذى أصبح فيما بعد واحدا من أشهر المعلقين فى تاريخ الإعلام الرياضى فقد شارك فى حرب اكتوبر حيث التحق بالجيش المصرى بعد نكسة 67 وكان ضمن سلاح الاستطلاع بقوات المشاة خلال حرب اكتوبر برتبة نقيب.

حمادة إمام نجم الزمالك الشهير وأحد أهم نجوم كرة القدم فى الستينيات وأحد أسباب زيادة شعبية الزمالك، كان ضابطا بالمخابرات الحربية خلال حرب اكتوبر ووصل لرتبة عقيد فى القوات المسلحة بعد ذلك.

ومن ضمن نجوم كرة القدم الذين شاركوا فى حرب الكرامة، سمير زاهر لاعب دمياط والأهلى فى الستينيات والذى أصبح فيما بعد رئيسا لاتحاد الكرة المصرى وحقق إنجازات رياضية كبيرة.

اما فكرى صالح مدرب حراس مرمى منتخب مصر السابق فقد كان ضابطا بسلاح الصاعقة خلال حرب اكتوبر المجيدة، فيما كان حسن طه الحكم الدولى السابق ضابطا بسلاح الامداد والتموين، وظل بالقوات المسلحة حتى وصل لرتبة لواء.

أما صبرى سراج لاعب كرة السلة بنادى المالك فى الستينيات والذى أصبح عضوا بمجلس إدارة النادى فيما بعد فقد كان أحد أبطال حرب اكتوبر، وفقد ذراعه بعد الإصابة خلال التدريبات بسلاح المشاة اثناء الحرب.

ومن ابطال حرب اكتوبر من الرياضيين، عبده أبو حسين نجم النادى المصرى البورسعيدى فى الستينيات وقد نال الشهادة خلال حرب اكتوبر.

كما شارك فى الحرب المجيدة محمد الفقى ومحمد شاهين وعبدالعزيز بدران لاعبو المصري.

إلى جانب هانى سرور حارس الاتحاد السكندرى وعبدالحميد شاهين حارس الزمالك، ومحمد فريد حجاج نجم كرة اليد.

ونجم الخماسى مصطفى كامل الذى أصبح فيما بعد لواء أركان حرب ومحافظا لبورسعيد، ومنير ثابت رئيس اللجنة الأولمبية المصرية فيما بعد، والذى شارك فى الحرب بسلاح الطيران ووصل لرتبة لواء بعد ذلك وكذلك محمود احمد على رئيس اللجنة المصرية ونجم كرة السلة.

كل هؤلاء وأكثر سجلوا أسماءهم بحروف من ذهب فى سجلات الانتصار العظيم.. إلى جانب الجنرال محمود الجوهرى الذى يعد أشهر نجوم الكرة المصرية الذين شاركوا بحرب الكرامة.

فخلال كأس العالم لكرة القدم بإيطاليا عام 1990 أطلقت الصحافة الإيطالية على محمود الجوهرى المدير الفنى لمنتخب مصر لقب "كولونيل" ، أما الصحافة المصرية فقد وصفته بـ "الجنرال".

الجوهرى صاحب المسيرة الفريدة فى ملاعب كرة القدم لاعبا ومدربا حصل على لقب هداف أمم أفريقيا عام 59 وفاز باللقب لاعبا فى نفس العام ثم مدربا فى 98.. هو واحد من مشاهير حرب اكتوبر.

الجوهرى لم يتحدث كثيرا عن دوره فى حرب اكتوبر، لكنه فتح قلبه لـ"الإذاعة والتليفزيون" عام 2010 متحدثا عن تفاصيل دقيقة.

كان الجوهرى سعيدا للغاية عندما تحدثنا معه عن حرب اكتوبر، قائلا: لقد تذكرت الآن كل مشاهد الحرب وكأننى أراها مرة أخرى.

قال الجوهرى :تشرفت بالالتحاق بالكلية الحربية وتخرجت فيها فى يوليو من عام 1957 وكان لدى حماس شديد لخدمة بلدى خاصة أننى أعشق الجيش ورجاله وأصبحت ضابطا بسلاح الإشارة بمجرد تخرجي.

ويحكى الجوهرى عن موقف طريف، فقد تخرج من الكلية الحربية ولم يحضر حفل التخرج، حيث كان وقتها خارج البلاد مع البعثة الرياضية المصرية فى روسيا، وسافرت البعثة عبر البحر، وحاول الجوهرى معرفة نتيجته فى الكلية من كبير المعلمين الذى كان ضمن البعثة الرياضية، لكنه رفض الإفصاح عن النتيجة للجوهري، فى البداية، لكن مع قرب نهاية المنافسات الرياضية فوجئ الجوهرى بظرف مغلق من كبير المعلمين، كان به نتيجة الجوهرى والتى تشير إلى نجاحه وأن ترتيبه هو 121 وسلاحه هو الإشارة وهو السلاح الذى اختاره الجوهرى على الرغم من أن معظم الرياضيين كان يفصلون الالتحاق بأسلحة أخرى.

ورفض الجوهرى الالتحاق بالاتحاد الرياضى للقوات المسلحة نظرا لعشقه لسلاح الإشارة.

أضاف الجوهرى وقتها: سلاح الإشارة هو عصب المعركة، وهو القادر على السيطرة على القوات وبدون سيطرة الاتصالات خلال الحرب تكون المهمة صعبة، ولقد اخترت سلاح الإشارة حتى أتقرب من القيادات وأتعلم منهم وشعرت بقيمتى ومدى أهميتى داخل الجيش.. مرت السنوات وأصبحت أسرتى تفخر بى كضابط أكثرمن كونى لاعب كرة.

عمل الجوهرى رئيسا للإشارة فى منطقة الدفرسوار حتى جنوب الاسماعيلية وبالتحديد فى نقطة تمركز بين الجيشين الثانى والثالث ثم رئيس إشارة فى قطاع بورسعيد وهذه المنطقة كانت لنا فيها قوات حتى رأس العش، وهى منطقة مهمة ولها مواصفات خاصة وخلال تلك الفترة اقترب الجوهرى من قادة سلاح الإشارة خاصة اللواء رفعت وهبة وهو أحد عظماء سلاح الإشارة ودائما ما كان يشيد بالجوهرى ويصفه بأنه ضابط مبتكر وسيكون له شأن عظيم.

لكن أين كان محمود الجوهرى خلال حرب اكتوبر؟!

قبل الحرب تم استدعاء الجوهرى ليكون قائدا لجناح التكتيك الخاص ومهمته السيطرة على كل القوات وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة للمقدم محمود الجوهرى والذى تم تكليفه بتخريج ضباط على أعلى مستوى من خلال دورات تدريبية، وفى 1973 تم اختيار الجوهرى ليكون أحد ضباط الاتصال بين القيادة والقوات فى الجبهة وهى مهمة صعبة للغاية.

شارك الجوهرى فى عمليات إغارة أكثر من مرة خاصة مع اللواء عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثانى ومنها غارة مهمة على نقطة قوية فى الدفرسوار ونجحت القوات المصرية فى تحطيم النقطة الحصينة، ونفذ الجوهرى مخطط تنظيم الاتصالات بين القيادة والقوات بنجاح.

يتذكر الجوهرى تفاصيل الحرب ويقول: كل دقيقة فى حرب اكتوبر كان لها ذكرى فى قلبى وعقلى ولا انسى التدريبات التى كنت أقودها للقوات بين الدفرسوار وبحيرة التمساح. ويضيف الجوهري: ما حدث فى حرب اكتوبر درس للعالم كله.. لقد نفذ الجيش المصرى أصعب عملية عسكرية فى التاريخ ويكفى ابتكار الضابط المصري، وقدرته على تخطى خط بارليف بمضخات المياه، هذا إنجاز وبعد 4 ساعات تم إنشاء كوبرى عائم.. أعتقد أن ما حدث شيء من الخيال.. ولابد أن يدرسه أى عسكرى فى العالم.

وحول ساعة الصفر فى حرب اكتوبر يقول الجوهرى : لقد فوجئت بساعة الصفر مثل غيري.. لقد نجح الرئيس السادات فى خداع الجميع.

 لكن متى شعر الجوهرى بأن الحرب قد انتهت.. وأن النصر أصبح من نصيب مصر؟!

يجيب الجوهري: شعرت بالنصر ثانى يوم العبور، واسترداد الأرض وكنت أعرف وقتها أن الحصول على باقى أرضنا مسألة وقت.

يدين محمود الجوهرى بالفضل لحرب اكتوبر لتعلمه العديد من الدروس اهمها أن الإيمان بالله هو سر النجاح، والتدريب الواقعى يؤدى للانتصار، وهذا ما طبقه الجوهرى فى مشواره الرياضى بعد ذلك.

كان البعض ينادى الجوهرى بلقب الكابتن داخل الجيش ولكن الجوهرى كان يرفض ذلك خاصة بعدما ناداه أحد القادة ذات يوم.. انت بتاع كورة؟!

فقلت له: أنا ضابط متميز ولست هنا لاعبا للكورة لاننى كنت اعتز جدا بالقوات المسلحة.

أما عن حال كرة القدم فى تلك الأيام.. فقال الجوهري: مصر كلها كانت تفكر فى الحرب، واسترداد الأرض ولذلك لم يهتم أحد بالكرة إلا بعد الانتصار.

Katen Doe

محمود شوقي

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

كرة

المزيد من رياضة

تفاصيل خناقة معاونى الكولومبى بسبب الدكة

نشبت أزمة قوية بين الثنائى مدحت عبدالهادى المدرب العام لفريق الكرة بنادى الزمالك وأحمد مجدى المدرب المساعد وفريدى هيريرا المدرب...

الخواجة يعيد توظيف عمر جابر

قرر الكولومبى خوان كارلوس أوسوريو، المدير الفنى للفريق الأول بنادى الزمالك، إعادة توظيف عمر جابر الظهير الأيمن خلال الموسم الجديد،

«السوبر» يتوسط لحل أزمة نجله مع المصرى

يتواصل أيمن منصور، نجم الزمالك الأسبق، مع مسئولى اللجنة الثلاثية المكلفة بإدارة القلعة البيضاء برئاسة عماد البنانى،

فتوح يحصل على 70 % من مستحقاته المالية

أعلن مسئولو نادى الزمالك رفضهم التام لرحيل أحمد فتوح الظهير الأيسر للفريق الكروى الأول بالنادى خلال فترة الإنتقالات الشتوية المقبلة،...

اعترافات جاسوس مصري كان صديقا لموشى ديان
  • الثلاثاء، 03 اكتوبر 2023 08:13 م