306.. شارع الانتصار لشباب 30 يونيو

شارع 306.. مشروع لا تحاصره الأسوار أو الروتين، نموذج جديد لتطوير المجتمع عبر الشارع، الشارع هنا مختلف، يفتح ذراعيه للشباب، يستوعب أحلامهم وطموحهم، يمنحهم الفرصة

شارع 306.. مشروع لا تحاصره الأسوار أو الروتين، نموذج جديد لتطوير المجتمع عبر الشارع، الشارع هنا مختلف، يفتح ذراعيه للشباب، يستوعب أحلامهم وطموحهم، يمنحهم الفرصة لتحقيق أمنياتهم.. ومشاريعهم الخاصة، يمكنهم من خوض تجربة فريدة من نوعها، تجربة أن تصنع حلمك.. فى رحاب مؤسسات الدولة التى تدعم الشباب.. بلا حدود.

306 أصبح واحداً من أهم وأكبر شوارع مصر الجديدة، وبالتحديد منطقة ألماظة، شارع يشع بالتفاؤل والأمل فى تحقيق أحلام الكثير من الشباب والفتيات فى قلب مشروعهم الصغير الذى طالما تمنوا تحقيقه بشكل شرعى، بدون خوف من البلدية أو رهبة من تفتيش الصحة.

الشارع أصبح الآن مظلة شرعية تتوفر فيها كل العوامل المناسبة لبيئة العمل، أهمها حمايتهم وحماية صحة من يأكل ويشرب من منتجاتهم، وتحويل العشوائية إلى مشروع منظم له هيكل وكيان يدر دخلاً ثابتاً ومستقراً.

306.. ليس مجرد اسم شارع بلا معنى، بل اسم يحمل ذكرى ثورة الثلاثين من يونيو، ذلك التاريخ الذى أصبح يمثل رمزاً لروح الانتصار لإرادة شعب، وتحول الآن إلى واحد من أهم مشروعات صندوق تحيا مصر.

بدأت شرارة هذا المشروع، حينما طاردت البلدية عربات الأكل المتنقلة التى كانت أشهرها "فتاتى البرجر"، واللتين تحدث عنهما الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب، ووجه من وقتها صندوق تحيا مصر لتبنى مشروع "شارع فى قلب مصر الجديدة"، لتقنين أوضاع الشباب أصحاب مشروع العربات المتنقلة، وتوفير بيئة مناسبة لهم، تشمل الأمن والأمان لأصحاب المشروعات والمترددين عليها، وعلى الفور تم البدء فى المشروع بـ"شارع مصر" فى النزهة، لتعمم الفكرة على مستوى الجمهورية، بتمويل ودعم من "صندوق تحيا مصر".. ثم تحولت الفكرة إلى مشروع أكبر فى شارع "306" الذى حمل اسم الثورة.. وتم افتتاحه الأسبوع الماضى بحضور اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة، والدكتور محمد العصار وزير الإنتاج الحربى والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار، واللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، واللواء محمد أمين، أمين صندوق تحيا مصر، والدكتورة نيفين جامع الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتسليط الضوء على واحد من أهم إنجازات الرئيس للشباب، وهناك داخل شارع 306 الذى يبلغ مساحته ألف متر مربع، التقينا بالعديد من قصص كفاح الشباب والفتيات المختلفة فى بدايتها، لكنها تشابهت فى النهاية بتحققها ونجاحها.

 مكى يقدم طعام الملوك فى سندوتش

"أحمد مكي".. شاب عشرينى صاحب عربة MR OSTR وهى أول عربة تقدم لحم نعام وكبدة نعام، وهى فكرة جديدة وليست منتشرة، وتحظى بإقبال شديد من الشباب، وسعر سندوتش اللحم 55 جنيهاً والكبدة بـ 45 جنيهاً.  أما بالنسبة للصعوبات التى كانت تواجهه أيام العربة المتجولة، فأبرزها كما قال لنا "مشاكل التصاريح من الحى والبلدية التى فى الغالب كانت تأخذ العربة"، وكانت هناك مشاكل أخرى مثل عدم وجود كهرباء ومياه بشكل مقنن، وأماكن لجلوس الزبائن، لكن هنا فى شارع 306 تتوافر كل وسائل الراحة والأمان والمرافق أيضاً من مياه وكهرباء، وتوجد أماكن للجلوس وأخرى للترفيه عن الأطفال. 

وأوضح "مكي" بأن العربة كانت متنقلة، ومدة عمله اليومى لا تتجاوز أربع ساعات فقط.. من 8 مساء وحتى 12 مساء، لتجنب مشاكل الحى، لكنه حالياً يعمل طوال اليوم من العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة من منتصف الليل. 

 «Mushi Bike» كبدة وسجق وممبار

بعد نجاح مشروع Mushi Bike، الشهير بين أوساط الشباب بمنطقة مصر الجديدة، لبيع الكبدة والسجق والممبار البيتى، خلال العامين الماضيين، كان هناك صعوبات عديدة تواجه صاحبة المشروع "شيرين جبران" وزوجها صاحب إحدى صالات الألعاب الرياضية، وابنها الذى يدرس الصيدلة، وابنتها التى تدرس إدارة الأعمال، وهذه الصعوبات كان يتصدرها تقنين العربة، وتوصيل الكهرباء والمياه، وتفادى مطاردة الحى أو البلدية لهم، إلى أن جاء الحل عبر شارع 306 من شارع  المفتشين بمنطقة ألماظة، الذى تم افتتاحه حديثاً ضمن مشاريع صندوق تحيا مصر، ويستهدف دعم وتطوير وتنمية مشروعات الشباب الصغيرة والمتوسطة، وهو المشروع الرئيسى لشركة "أسواق مصر إكسبريس للتطوير والإدارة".

 "الأخوان مارينا وأبانوب"

من بين الشباب وجدنا الأخوين "مارينا وأبانوب صمويل" اللذين بدآ مشروعهما منذ عامين فى مصر الجديدة، حتى لا يعتمدا على الوظيفة، وعن المشروع يقولان: بدأنا مشروع العربة من ديسمبر 2016 بتكلفه 10 آلاف جنيه، ونعتمد فى مشروعنا فقط على الأوريو، حيث نقوم بدمجه فى كل شىء نقدمه، نظراً لتعدد محبيها ما بين أطفال وكبار، وقد تعلمنا طهى الحلويات خصوصاً المعتمدة على الأوريو من أجل المشروع، وتفرغنا تماماً لإدارة المشروع وتوفير المواد الخام والسيولة المالية له.

 Asian grill

عدة عوامل دفعت أحمد عبدالغفار صاحب مشروع "Asian grill"، إلى تقديم الأكل الآسيوى، أبرزها صديقه الشيف الفلبينى الذى يتولى مهمة الطهى واختيار الوجبات وتوفير الخامات المستوردة. بدأ أحمد عبدالغفار مشروعه بنحو 15 ألف جنيه، وهى جميعاً مجهودات ذاتية، كما تم تصنيع العربات محلياً بأقل الإمكانيات المتاحة. ويقول عبدالغفار: "قررت أن أبدأ فى المشروع بالتوازى مع الوظيفة، إذ أصبحت وحدها لا تكفى، نظراً لغلاء المعيشة وكذلك ضبابية مستقبل الشركات والوظائف، ونعتمد على خامات مستوردة بنسبة 100%، ولكننا نستطيع توفير الوجبات للزبائن بأسعار أقل بنسبة 40% مقارنة بمطاعم الأكل الآسيوى الكبرى، إذ إن تكاليف التشغيل أقل كثيراً من تلك المطاعم.


 Books bike

محمد أحمد أبوالسعود.. صاحب مشروع عربة "بوكس بيك" فى شارع 306 وهى عبارة عن عربة كتب متنقلة، يقف بها بجوار عربات الأغذية، وقال لنا إنه "يقدم غذاء للعقول"، وقد تحمس لإقامة مشروع هذه العربة المتنقلة لبيع الكتب فى ديسمبر 2016، عقب التعويم مباشرة، بتكلفه 20 ألف جنيه، شاملة العربة وتجهيزاتها والكتب المعروضة عليها، وكان يتجول بها فى التجمع الخامس، وكان الجهاز يطارده فى أى مكان يذهب إليه، حتى تم إنشاء شارع 306 لكى يصبح المشروع مستقراً على أرض الواقع. وأكد أن مشروعه يستهدف الوصول للشرائح التى لم تكن محبة للقراءة، وهو ما دفعه للتنقل بين شوارع القاهرة بعربة كتب متحركة، بدلاً من "حبس" الكتب بين حوائط المكتبات. وحول علاقه مهنته بمشروعه يقول: لها علاقة وطيدة، فقد كنت مدير أحد فروع المكتبات الكبرى، لكننى قررت أن أبنى مشروعى الخاص، بأفكارى وتصوراتى، فى البداية قمت بعمل مشروعى بالتوازى مع وظيفتى، وبعد ذلك قررت أن أتفرغ له".

 دورات تدريبية

عمر مختار.. واحد من الشباب العاملين على إحدى عربات المشروع، يقول: حصلنا على دورات تدريبية قبل البدء فى العمل؛ لمعرفة كيفية تنظيف المكان والتعامل مع الجمهور، والسعر معتدل ومناسب للجميع، وما زالت التجربة فى بدايتها، وننتظر إقبال الناس عليها، وتقبلها والاستمتاع بما نقدمه. 

 "آية" من مطاردة البلدية إلى شارع الشباب

آية محمد عاطف، عمرها 29 سنة، فتاة جامعية حاصلة على ليسانس آداب، صاحبة مشروع عربة البرجر المشوى بشارع 306، تروى تجربتها قائلة: بدأت مشروعى من أمام منزلى بعربة البرجر، ثم أصبحت متجولة فى شوارع مصر الجديدة؛ لأننى لن أنتظر وظيفة، فقررت العمل بمشروع خاص، لكننى اصطدمت بكابوس "البلدية" بحكم عملهم الذى يحتم عليهم منع الإشغالات فى الشوارع، خاصة أننى لم أكن أعلم كيفية ترخيص مشروعى، وعدت مرة أخرى إلى الجلوس فى المنزل، وكنت يائسة جداً، حتى ظهر الأمل من جديد بعدما تحدث الرئيس فى مؤتمر الشباب الذى أقيم فى شرم الشيخ، عن فكرة تقنين أوضاع الشباب أصحاب مشروعات العربات المتنقلة فى الشارع، فتقدمت على الفور للعمل فى المشروعات بشارع "306" لكى أحقق طموحى، وأثبت ذاتى فى مشروعى بشكل قانونى آمن بدون مطاردة من أحد. 

 "ألفونس وشقيقه" يقدمان مشروبات ساخنة

على بعد خطوات يقف ألفونس يوسف وشقيقه على عربة "شيك" ليقدم المشروبات الساخنة، قائلاً: "إحنا فى أمان دلوقتى، فى نظام غير عادى، فى متابعة للمشروع، البلد بتقدم مشاريع كويسة ياريت كل الشباب تستفيد منها".

 مثلجات كيرلس

بجانب "ألفونس" يقف "كيرلس"، من شبرا، على عربته يقدم مشروبات مثلجة، بأسعار تبدأ من 25 جنيهاً، قائلاً: "اشتغلت فى الشارع كتير، ولما فتح المشروع قدمت فيه، وباقدم مشروبات بجودة عالية وأسعار مناسبة".

 طالب الصيدلة صاحب عربة "كبدة"

"مارتن محسن" طالب بكلية الصيدلة، من سكان مصر الجديدة، يعمل بصحبة والديه وشقيقته وصديقه، على عربة لتقديم "سجق - كبدة - ممبار بلدى" بشارع 306، بدأ فى المشروع بالعمل فى الشارع، بعد أن عرض الفكرة على والده الذى دعمه كثيراً، وعلى الرغم من المطاردات المستمرة مع الحى لم يستسلم، وقدم فى المشروع بعد الإعلان عنه ليحصل أخيراً على مكان ثابت لا يحمل هم "البلدية". يقول مارتن: "كنت واقفاً فى شارع السبأ، وكان فى مشاكل مع الحى من زمان، ورحنا للحى أكثر من مرة لإيجاد حل وتوفير تراخيص، وأبلغنا بفتح المشروع، وتقدمت، والدنيا هنا أمن ونظافة وحاجة مقننة، وهاشتغل فى المشروع حتى بعد التخرج". وأضاف قائلاً: "اللى هيشتغل معايا هيقبض أقل حاجة من 1700 جنيه، والأسعار تبدأ من 10 جنيهات". 

 طريقة التقدم للمشروع

يقول أسامة الشافعى، رئيس مجلس إدارة شركة أسواق مصر اكسبريس للتطوير، التابعة لوزارة الاستثمار، والتى تعمل بالتنسيق مع صندوق تحيا مصر لإدارة مشروع 306: نحن نستهدف إقامة 150 شارعاً من شاكلة شارع 306، لإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب والفتيات، ويتم تقسيمهم على كل المحافظات، والعائد من هذه الشوارع سوف يعاد استثماره مرة أخرى للشركة، حتى نستطيع أن نزيد من عدد الشوارع، لكن المرحلة الأولى هى الـ 150 شارعاً فى محافظات مصر كلها، وتوفر نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، ونقصد بالمباشرة صاحب المشروع، أما غير المباشرة هم العمال المساعدون لصاحب المشروع.

وعن ردود أفعال الناس يقول: حتى الآن ردود الفعل مشرفة جداً، خصوصاً بعد تقنين أوضاع هؤلاء الشباب، حيث إنه يعمل تحت مظلة قانونية، ويقدم منتجاً آمناً يتم الإشراف عليه من قبل وزارة الصحة، وبالتالى نحافظ على كلا الطرفين: المنتج والمستهلك.

وحول كيفية التقدم للمشروع، أكد أن التقدم للمشروع يكون من خلال الموقع الإلكترونى street.com 306 على الإنترنت، وهناك بعض الشروط التى يجب أن تنطبق على المتقدم:   أولها: أن يكون من داخل المحافظة التى بها المشروع، ويستطيع تقديم عدد من الأوراق، مثل شهادة الميلاد والفيش والتشبيه على الموقع، ويتم اختيار الشباب بواسطة الذكاء الاصطناعى، أتوماتيكياً حسب توافر الشروط، وبمجرد قبوله نبدأ فى تصنيع الوحدة الخاصة به، ونساعده فى اختيار قائمة الطلبات التى سيقدمها، وكذلك تحديد الأسعار، مشيراً إلى أن الصندوق يراعى مشاريع الشباب من خلال تقديم الدعم المادى بفائدة 7% من خلال جهاز المشروعات الصغيرة أو وزارة الاستثمار للراغبين فى ذلك، بالإضافة إلى التدريب على خدمة العملاء والنظافة والأمن الغذائى.

 طريقة الدفع بشارع 306

وأوضح أسامة الشافعى أن نظام التعامل المادى ما بين الزائر والبائع فى المشروع يتم من خلال نظام يسمى "سوفت وير" مثل كروت الشحن، حيث يمنع التعامل النقدى داخل عربة المشروع نفسها، بل يتم من خلال منفذين أو "كاشير" تابعين لإدارة المشروع، ونقوم فقط بتحويل رصيد مشتريات للزائر، ويتم التعامل من خلال "تابلت" موزع على كل شاب فى المشروع، وفى نهايه جولة الزائر بإمكانه الحصول نقدياً على ما تبقى له فى الكارت أو يظل له رصيد يمكن استخدامه فى أى شارع ينتمى لنفس المشروع.  لافتاً إلى أن طريقة التعامل المادى مع صاحب المشروع يتم فيها خصم 15% فقط من المبيعات التى قام بها، مقابل الوقوف، شاملة كل الخدمات التى يتم توفيرها لهم.

 عربات بـ700 ألف جنيه

قالت نيفين جامع الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن مشروع شارع 306 يهدف إلى توفير عربات الطعام بشكل حضارى ورسمى، كما أن الجهاز يعمل على تمويل الشباب ومساعدتهم على دعم وتطوير عرباتهم الخاصة. وتابعت: المشروع يتضمن عدة فئات، حيث تتراوح أسعار العربات ما بين 40 ألف جنيه و700 ألف جنيه، إذ ستطرح العربة الأخيرة قريباً، وهى تعتبر مطاعم متنقلة، وعموماً فإنه يوجد نحو 30 عربة مأكولات فى المشروع". 

وأضافت: بأن وزارة الاستثمار والتعاون الدولى منحتنا 50 مليون جنيه سنعيد تخصيصها وتوجيهها لإقراض الشباب، وننوى تنفيذ المشروع خارج محافظة القاهرة، بالإضافة إلى إنشاء موقع آخر للمشروع فى المحافظة، إذ سيكون التقديم بطلب إلكترونى، ولا مكان للواسطة فى المشروع، إلا الأفكار المقدمة وجدية المتقدم بطلب للمشاركة".


Katen Doe

صفاء الخميسى

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

المزيد من تحقيقات

«الرمان».. صيدلية صغيرة لعلاج الجسم

يوصي الأطباء والخبراء دائما بتناول الرمان، سواء كان ثمرا أو عصيرا، لما له من فوائد جمة للجسم البشري، وقد بدأت...

حكاية الإيطالى مؤسس منظــومة الأسعاف فى مصر

متحف الإسعاف يوثق انطلاقة «بيترو فاراى»

من دراما الشاشة إلى حكايات الأزقة الحقيقية الوجه الآخر لـ «حارة اليهود»

مشاهيرها كاميليا وليلى مراد وتوجو مزراحى وراقية إبراهيم ونجمة إبراهيم ونجوى سالم وعبد الناصر حى كامل يتجاوز الأساطير ويحفظ ذاكرة...

"السبلايز" يشعل نار "الماميز"

المدارس تطلب قوائم محددة وغالية وأولياء الأمور يصرخون أولياء الأمور: السبلايز يرهقنا مادياً ونتمنى منعها لأن الأطفال لا يستهلكوها