اقتصاديون: إنشاء مجمع الكوارتز طفرة نوعية فى قطاع التعدين المصرى

أشاد اقتصاديون بخطوة إنشاء مجمع إنتاج الكوارتز الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي الأسبوع الماضي، مؤكدين أنه
يساهم في الحد من استيراد مدخلات الإنتاج، كما يعود بالنفع على مصر من خلال دعم التصدير والتبادل التجاري، بالإضافة إلى مساهمته المتوقعة في تحقيق طفرة داخل قطاع التعدين، كما أكد أعضاء مجلس النواب أن مجمع مصانع الكوارتز بالعين السخنة، يعتبر المصنع الأول في مصر والدول العربية وأفريقيا بأكملها، موضحين أن هناك سلسلة أخرى من المصانع يجري افتتاحها في المرحلة المقبلة للمشروع.
قال محمد أنيس الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ" الإذاعة والتليفزيون " إن مصر تتجه حاليا نحو تصنيع مدخلات الإنتاج، ويعتبر مصنع الكوارتز ومصنع أخشاب الـ MDF في غاية الأهمية، ويرجع سبب ذلك إلى العملية التصنيعية داخل مصر التي تعتمد على استيراد مدخلات الإنتاج بغرض إنتاج منتج نهائي، سواء توافر داخل السوق المحلي أو تم تصديره للخارج، وفي كلتا الحالتين يحتاج المنتج إلى مدخلات الإنتاج، مما يساهم في استيرادها بكثافة، ومهما قامت مصر بالتصدير يظل الاستيراد متزايدا.
وأضاف "أنيس" أن استيراد مدخلات الإنتاج يتم بغرض التصنيع، وبالتالي لابد من تصنيع مدخلات الإنتاج الخاصة بالصناعة المصرية محليا، وذلك بقدر المستطاع، لافتا إلى أن المواد الخام التي تمتلكها مصر يتم تحويلها إلى مواد نهائية بغرض الاستغناء عن استيرادها من الخارج، بل يمكن تصديرها من نفس المنطق الذي نفذ به من قبل وأسفر عن إنشاء مصنع الأخشاب الـMDF من خلال قش الأرز ومخلفات الاخشاب بدلا من استيراد تلك الأخشاب من الخارج.
الهدف من المصنع
كشف "أنيس" عن أن مصنع الكوارتز يهدف إلى استخدام المادة الخام التي تتوافر بغزارة في مصر بدلا من استيراد ألواح الكوارتز التي تدخل في العديد من الصناعات، لذلك مبدأ تصنيع مدخلات الإنتاج والمنتجات الوسيطة محليا مهم للغاية، فقد يستخدم الكوارتز في إنتاج منتج نهائي أو يمكن استخدامه داخل صناعات أخرى.
وتابع أن استخدام المواد الخام الموجودة داخل مصر بشكل جيد وتصنيع مدخلات الإنتاج أمر مهم جدا، ويهدف إلى تقليص فاتورة الاستيراد وزيادة الصادرات في وقت لاحق، كما أن امتلاك دول العالم لمدخلات الإنتاج يساعد على اجتذاب مزيد من الاستثمار، مشيرا إلى أن أحد عناصر جذب الاستثمارات للصين في فترة ما، كان امتلاكها لكثير من المعادن والصناعات، فإذا أراد أي شخص التصنيع في الصين سوف يتوافر لديه المواد الخام ومدخلات الإنتاج، مما يساهم في بدء العمل مباشرة، وبالتالي تصنيع مصر للكوارتز حاليا واستخلاص المعادن الصناعية من الرمال السوداء، وتوفير المواد الخام ومدخلات الإنتاج، يسهل على الدولة جذب العديد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة الخاصة بالصناعة التي تستهدف التصدير.
وشدد النائب معتز محمود، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب على أهمية إنشاء مجمع مصانع الكوارتز بالعين السخنة، حيث يرى أنه يعتبر المصنع الأول في مصر والدول العربية وأفريقيا بأكملها، لافتا إلى أن هناك العديد من الافتتاحات الخاصة بسلسلة أخرى من المصانع، مشيرا إلى أن مصر تمتلك كمية ضخمة من خام الكوارتز، وبمخزون هائل على ساحل محافظة البحرالأحمر، و كان ذلك الخام مهملا وبالتالي كنا نقوم باستيراد المنتج النهائي المتمثل في الواح الكوارتز التي تستخدم داخل المستشفيات والتجهيزات الفندقية بغرض التشطيب.
وأكد رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، أنه بعد إتمام عملية تنقية الخام بأعلى درجاته، والتي تصل إلى ٩٩،٩ ويتم إدخالها في العديد من الصناعات مثل: صناعة المولدات الكهربائية وصناعة ألواح الطاقة الشمسية، وبالتالي امتلاك مصر مصنع الكوارتز يعطيها مظهرا قويا أمام أي شركة تريد صناعة الألواح الشمسية، أو أي شركة تريد عمل مزارع لإنتاج الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح داخل مصر، لأن هناك وفرة في المادة التي سوف يتم بدأ العمل عليها مباشرة ثم يتم إدخالها في مصنع الألواح إذا أرادت الشركة إنشاء مصنع ألواح خاص بالطاقة الشمسية.
وأضاف حسام عوض الله رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن قطاع الثروات المحجرية كان يعاني من إهمال خلال السنوات الماضية، وتم التعامل معه بأقل نسبة من القيمة المضافة فقد كان يتم تعبئة خام الفوسفات في الصحراء من خلال وضعه داخل اللودر، ثم يتم شحنه في الباخرة إلى الخارج، وبالتالي يتم تصديره بأقل قيمة مضافة، ولكن الوضع حاليا اختلف تماما من خلال وقف تصدير الخام وإنشاء مصنع بغرض إنتاج خام الفوسفات، الذي يستخدم في كافة الصناعات والتي من ضمنها الأسمدة، وبالتالي أصبحت القيمة المضافة عالية للغاية، كما أن مصر تهتم بشكل كبير بقطاع الثروات المعدنية.
واضاف "عوض الله" أن مشروع الكوارتز يعد فرصة استثمار جيدة داخل مصر، والدليل على ذلك الحرص على عدم وجود أي معوقات أمام الهيئة المصرية للثروة المعدنية خصوصًا مع توافر إمكانية إنتاج المواد المستخدمة في إنتاج الكوارتز داخل مصر بدلا من استيرادها من الخارج، كما يمثل فرصة للقطاع الخاص للاستثمار في هذا المشروع.
وأكد أن المبلغ الذي صرفته الدولة على إنشاء المصنع يقدر بحوالي 700 مليون دولار، ولكن العائد منه سوف يحقق إيرادات تفوق هذا المبلغ الذي يمكن استعادته في أقل من أربع سنوات من عوائد المشروع، رغم أن تكلفة إنتاج المصنع قد تبدو كبيرة، كما يوفر إنتاج هذا المصنع الكثير من النقد الأجنبي الذي كان يتم استخدامه في استيراد هذا المنتج من الخارج، فضلا عن توطين هذه الصناعة وما توفره من عملة صعبة بالإضافة إلى فرص توفير وظائف كثيرة للشباب.
وأكد الخبير الاقتصادي محمد البنا أن هذا المشروع مثال لدور الدولة في اقتحام المشروعات الكبيرة التي تحتاج إلى رؤوس أموال كبيرة، ثم تعيد طرح رأس ماله في البورصة لمشاركة القطاع الخاص والأفراد في ملكيته، وهو ما يؤكد أن كافة المشروعات التي تفتتحها الدولة سيتم طرحها في البورصة المصرية لإتاحة فرصة استثمارية جيدة للأفراد، مما يؤكد أن الدولة تشجع المستثمرين على المشاركة في هذه المشروعات سواء بالعمل بمفردهم أو العمل مع الحكومة.
خصائص مادة الكوارتز
وأوضح محمد البنا أن الكوارتز يعتبر مصدر معظم الزجاج في هذه الأيام، ويدخل في تركيب النوافذ والأبواب الكريستالية والنوافذ الزجاجية والنظارات، ويعد ذا قيمة عالية في المنتجات الإلكترونية، إذ إنه يتميز بخصائص كهربائية فريدة ومقاومة كبيرة للحرارة، وتتمثل أهم خصائص الكوارتز في أنه متوافر بكثرة على سطح الأرض، ويتميز بلونه المتغير الذي يشبه ألوان الطيف، ويعتبر الكوارتز الصافي اللون الأكثر شيوعًا وبعده الأبيض أو الغائم "الكوارتز الحليبي"، إضافة إلى اللون الأرجواني والوردي والرمادي أو البني المائل للأسود.
وأشار "البنا" إلى أن الكوارتز يستخدم في صنع الطوب الحراري بسبب مقاومته العالية للحرارة، ويستخدم أيضًا في صهر المعادن ويعتبر مفيدًا في عمليات التكسير الهيدروليكي المستخدمة في صناعة البترول والغاز، إذ أن رمله يتميز بمقاومة عالية للكسر ويستخدم أيضا في صناعة المطاط والطلاء والمعجون، وصناعة السكك الحديدية والتعدين، ويتم استخدامه أيضا في رمال ملاعب الجولف وملاعب الكرة الطائرة ويعتبر مادة أساسية في صناعة الأدوات والمعدات الترددية الدقيقة، ويمكنه أيضًا نقل إشارات الراديو والتليفزيون بترددات مستقرة، إذ إن بلوراته تتميز بدقة تردداتها الاهتزازية.
المزايا المتوقعة
وتابع "البنا" أن إنشاء مجمع صناعي بهذه الضخامة لإنتاج خام الكوارتز، المعروف باسم «الذهب الأبيض»، من جبال البحر الأحمر، يشكل نموذجا لتعظيم الاستفادة من الخامات التعدينية ومنها خام الكوارتز الذي يدخل في تصنيع الخلايا الشمسية الضوئية، واللوحات الإلكترونية، وشرائح الكمبيوتر، والعربات، والأجهزة الإلكترونية الدقيقة، والحديد والصلب، وألواح الكوارتز ويعد مجمع مصانع إنتاج الكوارتز الأول من نوعه في مصر والدول العربية والأفريقية من حيث تكامل العملية الإنتاجية، والأول عالميا من حيث تكامل العملية الإنتاجية، وإنتاج منتجات متنوعة من خام الكوارتز، مثل رقائق وألواح وأحجار وبودرة.
وأضاف "البنا" أن نقاوة الكوارتز تصل إلى 99% في منجم بمنطقة مرسى علم ويقوم المجمع باستغلال خامات ذات جودة عالية من جبال البحر الأحمر، وقد استغرق تنفيذ المشروع قرابة عام ونصف العام، ومن أهم المزايا المترتبة عليه دعم التصدير والتبادل التجاري. فضلا عن تحقيق قفزة نوعية في قطاع التعدين.
أخبار ذات صلة
المزيد من اقتصاد
تقرير دولى صادم.. 2.3 مليار إنسان يعانون انعدام الأمن الغذائى
1.3 مليار طن إجمالي حجم الإهدار السنوى من الطعام حول العالم بينما يصل معدل متوسط إهدار الفرد الواحد للطعام -...
وزير المالية يعلن إجراءات تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص بمشروعات فى 6مجالات
أكد أحمد كجوك وزير المالية أن الحكومة تتطلع إلى تعاون أكبر يفتح آفاقا أوسع للقطاع الخاص في عملية التنمية،
الخبراء والمتخصصون يجيبون.. هل تجاوزت مصر الأزمة الاقتصادية فعليًا؟
الدكتور محمد بدرة: المؤشرات الرقمية تعكس نجاح الدولة فى التعامل مع التحديات العالمية والمحلية الدكتور وليد جاب الله: الصمود فى...
الضرائب تحدد التزامات الممولين فى المرحلة الثامنة لمنظومة الإيصال الإلكترون
أعلنت رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب عن صدور قرار رقم (281) لسنة 2025 الخاص بالمرحلة الفرعية الثانية من المرحلة...