المقاومة الشعبية فى مدينة السويس تهزم قوات إسرائيل المدرعة بالأسلحة الخفيفة!
فى يوم 24 أكتوبر 1973 كانت السويس على موعد مع قوات الجيش الإسرائيلى التى استطاعت الوصول إلى “الدفرسوار” وحصار “الجيش الثالث الميدانى”، هذه القوات حاولت احتلال المدينة، لكن قوات من “الجيش الثالث” ومعها “سرية حماية الشعب” ورجال “منظمة سيناء العربية” استطاعت أن تحمى المدينة، وتدمر المدرعات الإسرائيلية، وتجبر القوات على الفرار، وتفاصيل هذه المعركة سجلها الكاتب “حامد حسب” فى كتابه “السويس.. تجربة مدينة” الذى صدر عن هيئة قصور الثقافة منذ سنوات.
يقول الكاتب حامد حسب عن المشهد الذى كانت عليه السويس فى صباح 23 أكتوبر1973..
«كانت الفرقة المدرعة الإسرائيلية بقيادة «الجنرال أدن» تضم ثلاثة ألوية ولواء «مشاة» وعلى يمينها والخلف منها تقدمت الفرقة المدرعة الأخرى بقيادة «الجنرال ما جن» وكانت مهمة «فرقة أدن» احتلال مدينة السويس وعزلها، وكانت مهمة «فرقة ما جن» احتلال «ميناء الأدبية» جنوب غرب السويس، وكانت المعارك مستمرة بين الجيش الثالث الميدانى والجيش الإسرائيلى فى «كبريت» والشلوفة»، ومع صدور قرار مجلس الأمن رقم «339» الذى نص على وقف إطلاق النار ابتداء من السابعة من صباح «24 أكتوبر 1973» حاولت إسرائيل احتلال السويس، وكانت خطة الدفاع عن المدينة موزعة على عدة مجموعات قتال، فتم تكليف سرية «حمايةالشعب» بحماية المدخل الشمالى للمدينة «الترعة الحلوة، طريق الشلوفة» ومنع العدو من دخول المدينة من هذا المدخل، وتكليف «سرية مشاة ميكانيكية» بأسلحة مضادة للدبابات، لمنع العدو من ناحية طريق «القاهرة السويس»، وتكليف سرية من الوحدات الإدارية التى لجأت من «الدفرسوار» لتكون احتياطى للقطاع الشمالى للدفاعات، وتكليف «كتيبة الدفاع الإقليمى» لمنع العدو من الدخول من ناحية الغرب، وانضم أفراد منظمة سيناء، ومواطنون من أهالى المدينة فى تشكيل «كمائن» تم توزيعها على الطريق الرئيس المتقدم من «المثلث» إلى داخل المدينة بغرض التعامل مع مدرعات العدو لتدميرها، وكانت وحدات من «الصاعقة» تقوم بمهمة الدفاع عن «بورتوفيق» ومنع العدو من الاستيلاء عليها، وقامت هذه الوحدات بزرع الألغام فى طريق»السويس بورتوفيق «وقامت الفرقة 19، شرق القناة بدفع سرية صواريخ مضادة للدبابات إلى غربى القناة واحتلال خط نيران شمال السويس بثمانية كيلو مترات لملاقاة العدو المتجه إلى السويس على طريق مطار الشلوفة.
السويس مدينة معزولة
××يصف حامد حسب الوضع فى «السويس مساء يوم «23 أكتوبر 1973، فيقول إن الاتصالات بينها وبين القاهرة انقطعت، وزحفت جموع المواطنين القادمين من القطاع الزراعى وقرى الإسماعيلية، ومعهم جنود من الجيش الثالث الميدانى، استطاعوا النجاة من قوات العدو، فأصبح عددسكان المدينة حوالى ستة عشر ألف مواطن، خمسة آلاف منهم هم سكان المدينة، والباقون ضيوف فرضتهم ظروف الحرب، وكان على الجهاز الإدارى للمدينة التعامل مع الوضع المستجد، وكان على الجميع الدفاع عن المدينة بكل قوة.
وينقل الكاتب حامد حسب ما رواه الفدائى أحمد العطيفى» أحد رجال المقاومة الشعبية :
«كنا نحن أعضاء منظمة سيناء متواجدين فى مركزنا حين سمعنا ضوضاء وأصوات تنبعث من الشارع الجانبى فخرجنا نستطلع الموقف وكانت سيارات محملة بالجنود آتية من ناحية «المثلث» وسمعنا شائعات عن تقدم قوات العدوومحاولاته دخول المدينة، ولم يكن معنا سوى سلاحنا الشخصى من البنادق الآلية والقنابل اليدوية وكانت أسلحتنا الثقيلة وصواريخنا موجودة فى مراكز انطلاقنا، خارج المدينة، وكان علينا أن نفكر ونتصرف بسرعة، وفجأة طرأت علينا فكرة لامعة مثل ومضة برق، المستشفى..، المستشفى الأميرى، هناك لنا زملاء من الجرحى معهم السلاح، وهناك سلاح الشهداء، وتوجهنا أنا وأحمد أبوهاشم وإبراهيم سليمان إلى المستشفى لإحضار سلاح مضاد للدبابات، ووجدنا مدفع» رب ج 7» وثلاث قذائف صاروخية، وانضم إلينا عدد من المدنيين والعسكريين، وفى الساعة السادسة استقر الرأى على أن نقسم أنفسنا إلى مجموعات، مجموعة بجوار قسم الأربعين أمام أجزاخانة هلال، مجموعة عند مدرسة الحرية، ومجموعة ثالثة فى مؤخرة حى الأربعين عند مزلقان البراجيلى أمام مدرسة حمد الله تكون مهمتها مهاجمة مؤخرة قوات العدو، ثم عدنا إلى مراكزنا للحصول على مزيد من الإمداد بعد أن استطلعنا الموقف، وفى يوم 24 أكتوبر واصلت القوة الرئيسية للعدو التقدم من اتجاه الشمال إلى الجنوب وقامت باحتلال الأدبية وسيطرت على المدخل الجنوبى للمدينة، فى نفس الوقت دفع العدو قوات لتأمين أجناب قواته من جهة الغرب ومنع وصول أى إمدادات من القاهرة إلى السويس، وقامت هذه القوات بتدمير النقطة «109» ودفع العدو طائرة هليوكبتر حاملة أطقم «هاون»، وكانت مداخل الشوارع مسدودة بالسيارات حيث قام الشهيد «أشرف» بعمل متاريس منها، بتوجيه من الحاج «حافظ سلامة «، وبدأ طيران العدو غاراته من السادسة والنصف صباحا، وبدأت المدفعية تقصف المدينة وكذلك دبابات العدو، وكان توزيع الكمائن داخل المدينة كالتالى: الكمين الموجود أمام قسم الأربعين من ناحية أجزاخانة هلال يضم الفدائى «محمودعواد» و»إبراهيم سليمان» و»على سباق «، والمجموعة الثانية تقف عند مدرسة الحرية بجانب مزلقان الشهداء وتتكون من الفدائى «أحمد العطيفى» ومحمد سرحان وفايز حافظ ومعهم عدد من الجنود والمدنيين، وكانت مهمة المجموعة الأولى هى ترك العدو يدخل المدينة من شارع الجيش وهى كامنة فى باطن السكة الحديد إلى أن تمر آخر دبابة من أمامها، وعليها أن تنقض عليها بكامل أفرادها، بالقنابل المضادة للدبابات، والمجموعة الأخرى كانت مهمتها مهاجمة مقدمة القوات المعادية، وبهذا يفقد العدو السيطرة فلا يستطيع التقدم ولا التراجع.
معجزة من السماء
بقدر ماكان رجال المقاومة الشعبية مؤمنين بقوة السلاح وأهمية التخطيط، كانوا مؤمنين بأن الله معهم، لأنهم يدافعون عن الوطن، ورغم قسوة المواجهة بين جيش العدو» مدفعية وطائرات ومدرعات ومظليين تم إسقاطهم من طائرات هليوكبتر، استطاع رجال المقاومة التصدى لهذه القوة الغاشمة وصنع المعجزات، بقوة الإرادة، وتوفيق الله عزوجل، ويروى الكاتب حامد حسب نقلاعن الفدائيين الذين دافعوا عن السويس تفاصيل معجزة» حدثت أثناء التصدى للقوات المعادية:
« تحرك الفدائى الشهيد إبراهيم سليمان إلى الكمين الموجود عند مزلقان الشهداء طالبا النجدة، لأن العدو اخترق الشارع الرئيسى إلى ما بعد مبنى الإسعاف، عكس المتوقع، وخشى أفراد الكمين من قيام العدو بعملية التفاف، لكنهم تحركوا بسرعة لمواجهة قواته، واتخذوا مواقعهم فوق الخندق الموجود أمام سينما «رويال» بعد قسم الأربعين وبدأوا بالتعامل مع قوات العدو، وأطلق الفدائى «أحمد العطيفى» قذيفة أصابت إحدى دبابات العدو، التى توقفت أمام سينما «حنفى» على بعد عشرة أمتار، ولكنها واصلت السيربعد فترة قصيرة، وبدأ العطيفى بتركيب الدانة الثانية فى مدفعه، حيث بدأت طلائع الموجة الثانية للهجوم تظهر وأمسك المدفع الذى كان ملتهبا، فاحترقت يده، فأخذه منه الشهيد «إبراهيم سليمان» وأطلق القذيفة على أول دبابة، كانت من طراز «سنتوريون» وهو يتلو الآية الكريمة» ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى» وكان أفراد الكمين فوق الخندق، والشارع لايبعد أكثر من خمسة أمتار، رغم أن مدى القذف يجب أن لايقل عن 25مترا، ولايزيد على 300 متر، وكان «العطيفى» عن يمينه ومحمد سرحان وفايز حافظ عن يساره، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة وقت قراءة الآية الكريمة، وأصيبت أول دبابة للعدو، داخل المدينة، إصابة مباشرة، واخترقت القذيفة الفتحة التى تواجه سائق الدبابة، وانفجرت ففصلت رأس السائق عن جسده وتوقفت الدبابة وبدأ طاقمها بالاشتباك مع أفراد «الكمين»، ووجهوا نحوهم مدفع الدبابة، ولكن المعجزة حدثت، فقد مالت فوهة المدفع نحو الأرض، وانفجرت القذيفة فى الرمل الموجود على جانبى الخندق، وبعدها وجدنا الفدائى «محمود عواد» الموجود ضمن الكمين المقابل يشير إلينا بيده بما معناه «تخفيف الضرب»، ورأيناه يقفز فوق الدبابة المصابة، وكان برجها مفتوحا، لأن جنود العدويحاولون الخروج منه، نظرا لشدة الحرارة داخل الدبابة، وأسقط عواد قنبلة يدوية وفى لحظات انفجرت الدبابة، وقتل جنود العد الذين كانوافيها، وكان علينا أن نتفرق بسرعة لتجنب طلقات العدو، الذى بد جنوده يقفزون من المدرعات ويحتمون بالمبانى وهو يطلقون النار من المدافع الرشاشة السريعة الطلقات وكذلك بدأت المدرعات إطلاق قذائف مدافها على مواقعنا فوق الخندق، وحدث أن دخل الفدائى «أحمد العطيفى» صالة «سينما رويال» وكمن فيها وأخذ يراقب مدرعات العدو، وأخرج قنبلة يدوية وقذف بها حاملة جنود للعدو، وأصابتها القنبلة وانفجرت وقتل عدد من أفرادها، وفر الباقون، وهرع جندى من جمود العدو ليختبىء فى «سينما رويال «فوجدنفسه أمام «العطيفى» وفتح الإثنان النارمن سلاحيهما، وشاءت إرادة الله، أن تصيب طلقات العطيفى خزنة الرشاش الذى يحمله الجندى الإسرائيلى، فيعجز عن الدفاع عن نفسه وتمكن العطيفى من قتله، وتنبه العدو لوجود جنود مصريين داخل السينما فكثف الضرب، بالرشاشات النصف بوصة ولكن الطلقات تصدت لها أعمدة خرسانية فى الصالة، وحمت الفدائى «البطل، وفى هذه اللحظة كان إبراهيم سليمان واقفا وراء الكشك الخشبى بجوار الخندق وسرحان كان واقفا وراء الخندق محتميا بعمود إنارة، وقام الشهيد إبراهيم سليمان بتركيب آخر طلقة فى المدفع المضاد للدبابات وقام سرحان بنزع الفتيلة وأخذ الشهيد الوضع مرتكزا وضرب المدرعة التىكانت تقذف فى اتجاه الفدائى العطيفى فدمرها عن آخرها فتملكه الفرح الشديد لأنه دمر مدرعتين للعدو وكان رحمه الله رياضيا من أبطال الجمهورية فى «الجمباز»..
ملحمة قسم الأربعين
من المعارك الخالدة فى سجل الفدائيين الذين دافعوا عن «السويس» معركة قسم الأربعين، التى سجل حامد حسب تفاصيلها فى كتابه بقوله إن عددا من جنود العدو الإسرائيلى دخل مبنى السينما ومبنى قسم الأربعين، وتصدى لهم العريف «محمد عبداللطيف سعد» وهو المعين لحراسة القسم، ولقى ربه شهيدا وهو يتصدى للعدو، واستشهد معه العريف «محمد سعد أحمد» وأصيب الرقيب «حواس محمود طه»الذى كان متخذا موقعه فى فناء القسم واضطرت القوة المعونة لحراسة القسم إلى الانسحاب إلى المنزل الموجود خلف القسم وبدأت المعركة، فأصيب الرائد نبيل شرف والعريف محمد محمد السنى، وعندما علم النقيب محمد عاصم حمودة بواقعة احتلال القسم توجه إلى موقع فى مواجهة القسم محاولا اقتحامه إلا أن طلقة أصابت العريف محمد مصطفى حفنى فقام بإخلائه بسيارة جيب وانطلق إلى المستشفى وأصيبت السيارة بنيران رشاشات العدو، واستشهد النقيب محمدعاصم، وأخذ الفدائيون فى تجميع عدد من المواطنين والجنود المجندين فى الجيش الثالث الذين نجوا من الحصار ولحقوا بالمقاومة الشعبية بالمدينة وانهمرت طلقات المقاومة الشعبية فى اتجاه «مبنى القسم»، حتى خرج جندى شرطة مصرى كان محتجزا فى الداخل وعرض على أبطال المقاومة خروج الإسرائيلى ويريد ضمان سلامته الشخصية، ولم تنجح المفاوضات، وواصل رجال المقاومة عملهم، وتمكن الفدائى «فايز حافظ» من دخول مبنى القسم واشتبك مع العدو وأصاب عددا من جنوده، لكنه لقى ربه شهيدا، ونظرا لشراسة المعركة توالى سقوط الشهداء من رجال المقاومة، ولم يتوقف الرجال عن التصدى للعدو، وحاول الفدائى محمد سرحان ومعه اثنان من رجال القوات المسلحة أحدهما ضابط برتبة النقيب والآخر جندى، القيام بعملية انتحارية لاقتحام مبنى القسم إلا أن العدو تنبه، وألقى عليهم عددا من القنابل اليدوية ولم يصب أحد منهم، وأصبح الموقف داخل المدينة الباسلة مطمئنا رغم القتال ورغم استشهاد الرجال، إلا أن المقاومة استطاعت قتل كل الجنود الإسرائيليين الذين تسللوا إلى بعض المنازل، واشتعلت النيران فى دبابات العدو وأصبحت جثث جنود العدو ملقاة فى الشوارع، الأمر الذى رفع الروح المعنوية لدى المواطنين، وعاد العدو للعب بورقة «الحرب النفسية» وأشاع أن «محافظ المدينة» قرر تسليمها للجيش الإسرائيلى، لكن قادة المقاومة الشعبية تنبهوا للخطة الخبيثة، وانطلقت من «مسجد الشهداء» شرارة المقاومة، أعلن الشيخ «حافظ سلامة» عبر مكبر الصوت هذا البيان: «يا أفراد القوات المسلحة الباسلة، يا أبطال المقاومة، يا شعب السويس المكافح، لقد قررنا على بركة الله أن نستمر فى المقاومة إلى آخر قطرة من دمائنا لنعيش كراما فى بلادنا أو نموت شهداء فى سبيل الله، ولايمكن لنا أن نفكر فى التسليم، وعلى كل فرد أن يؤدى دوره فى المعركة متوكلين على الله ومعتصمين بالله، وأنتم أيها الأنذال، اعلموا أننا فى انتظاركم فى أرض السويس، فإن استطعتم أن تدخلوا السويس مرة أخرى فأهلا بكم لأن أرض السويس الطاهرة فى حاجة إلى أن تروى من دمائكم القذرة، فأهلا أيها الأنذال»..
ويخبرنا الفريق سعد الدين الشاذلى بما جرى على أرض «السويس» فى مذكراته فيصف ما جرى ويضع التقييم العسكرى المتخصص للمعركة التى شهدتها المدينة فيقول فى مذكراته : «وفى يوم 24 أكتوبر هاجم الإسرائيليون مدينة السويس مستخدمين ثلاثة ألوية مدرعة ولواء مظليا، ولكن مدينة السويس التى لم يكن بها أية وحدات عسكرية، قاومت الهجوم وصدته، لم تكن بالمدينة وحدات، لكن بعض الجنود الشاردين نتيجة القتال الذى دار فى يوم 23 أكتوبر، توافدوا إلى المدينة وليس معهم سوى أسلحتهم الشخصية «بندقية، رشاش خفيف، رب ج 7» وبمبادرة من العميد «يوسف عفيفى» قائد الفرقة 19 مشاة، التى كانت موجودة شرق القناة، وبالتعاون مع محافظ السويس قاما بتجهيز المدينة للمقاومة خلال يوم 23من أكتوبر، لقدتم تجميع الجنود الشاردين وتنظيمهم فى مجموعات صغيرة وتم توزيع السلاح على الأهالى وقام العميد «يوسف عفيفى» بسحب بعض جماعات اقتناص الدبابات من الشرق ونقلها إلى الغرب وقبل فجر يوم 24 أكتوبركانت المدينة قد جهزت نفسها للقاء العدو، وفى السابعة من صباح 24 أكتوبر وبعدقصف مكثف من المدفعية والطيران بدأ العدو هجومه على السويس، لواء مدرع يتقدم من الشمال على محمر الإسماعيلية السويس، لواء مدرع يتقدم من اتجاه الزيتية «اتجاه جنوب وجنوب شرق»، فشل هجوم اللواء المدرع الذى على المحور الشمالى ولم يستطع دخول المدينة، بينما نجحت دبابات العدو التى تهاجم على المحورين الغربى والجنوبى فى الدخول إلى شوارع المدينة ودار قتال عنيف مع العدو، كان السلاح الرئيسى فيه هو «رب ج 7» والأسلحة الصغيرة وخسر العدو الكثيرمن الدبابات واضطر إلى الانسحاب من المدينة قبل حلول الظلام تاركا خلفه دباباته المحطمة ومجموعة كبيرة من المظليين المحاصرين داخل المدينة وقد حاول العدو سحب هذه القوة المحاصرة خلال الليل ـتحت ستار عنيف من قصف المدفعية فأفلت بعضه وسقط الكثيرمن القتلى، لقد خسر العدو فى محاولته احتلال السويس مائة قتيل وحوالى خمسمائة جريح، ولكى يغطى العدو خيبة الأمل التى أصيب بها بعد فشل هجومه على السويس أطلق قواته الجوية ومدفعيته واستمر يقصفها طوال الأيام «25 و26 و27 أكتوبر» ولم يتوقف القصف إلا صباح يوم 28 أكتوبر بعد وصول قوات الأمم المتحدة إليها، وبلغت خسائر الجيش الثالث ومدينة السويس نتيجة قصف الطيران والمدفعية من «24 إلى 27 أكتوبر» حوالى ثمانين شهيدا وأربعمائة وخمسة وعشرين جريحا».. نعم، سقط عشرات الشهداء على أرض السويس الباسلة، وسقط الجرحى، لكن المدينة لم تسقط، ولم يستطع الجيش الإسرائيلى بكل قوته أن يكسر إرادة المصريين..
محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام
المؤتمر حمل اسم الروائى الراحل حمدى أبو جليل وكرّم 7 أدباء/ توصيات برفض التطبيع والوقوف مع الدولة فى حفظ الأمن...
حوار إبراهيم عبد العزيز مع الحكيم أنقذه من الأستغناء عنه
تدربت فى مكتب محاماة وكانت تنصح المتخاصمين بالتصالح فإقترح عليها الباشا العمل فى الإذاعة
أوراق ساحر الكتابة «20» / توفى والده فجأة فقرر عدم استكمال كتابتها/ ماذا كتب فى أوراقه عن نكسة 67 وانتصار...