شهادة جمال حمدان عبقرى الجغرافيا عن «معجزة العبور العظيم»

حرب العبور المجيد.. معجزة الجيش المصرى التى لن ينساها التاريخ

خمسون عاما مضت على عبور الجيش المصرى «قناة السويس»، بعد ست سنوات قضاها الجنود فى الخنادق، وقضاها الشعب منتجا ومنتظرا وداعما لحرب الاستنزاف ومصرا على الثأر من العدو الصهيونى «الغادر»، وهذا توصيفه الدقيق، هو «غادر» وليس قادرا، ولا ذكيا، ولكن «الرصيد التاريخى» الذى يملكه الجيش المصرى، والرصيد الحضارى لدى الشعب، جعل الكلمة العليا للرجال البواسل، ومن المدهش أن يكون هذا العمل المعجزة- أكبر من الذين شهدوا عليه وحاولوا الاستفادة منه، والدليل أن كل من حاول توظيف هذا العمل، انتهى، بالموت والنسيان، وبقى هذا العمل الكبير، وهنا محاولة لقراءة ما حدث، واستدعاء ما استقر فى القلب والذهن، لعل الجيل الجديد يدرك عظمة جيش بلاده وعظمة شعبه ولاينساق وراء الدعايات الجبانة التى تسعى للتقليل من «الذات الفردية « المصرية والعربية و«الذات الوطنية» بهدف كسر إرادتنا وتمكين العدو من مصيرنا ومستقبلنا ووجودنا.

فى أكتوبر 1973، كان عمرى خمس سنوات، وكنت فى قريتى «كوم العرب» بصعيد مصر «سوهاج» محاطا بالحدث الكبير، كان أخى الأكبر مجندا فى سلاح المدرعات، ولى اثنان من أقاربى «جندى وطيار»، نالا الشهادة، والراديو فى بيتنا لاينقطع صوته، وبقيت فى ذاكرتى أغنية «شريفة فاضل» التى تقول فيها «طبعا ما أنا أم البطل»، وأغنية عبدالحليم «وصباح الخير يا سينا» وصوت الإذاعى «عبدالعال هنيدى» و»سعيدزايد»، وصوت الشيخ «عبدالله نصير» وهويقرأ القرآن فى «منضرة» العائلة على روح قريبنا الجندى الشهيد، أما «الطيار الشهيد» فهو من أبناء عمومتى المقيمين فى الإسكندرية، ومازال بعض جنود «حرب العبور» المجيدة أحياء فى قريتى وقدجاوزت أعمارهم السبعين عاما، متعهم الله بالصحة والعافية، وأتذكر فقرة من خطاب «السادات» كانت مقررة علينا فى كتاب النصوص الأدبية، ومنها عبارة تقول» سوف يتوقف التاريخ طويلا بالفحص والدرس أمام السادس من أكتوبر »، وبالفعل، توقف التاريخ السياسى والعسكرى أمام السادس من أكتوبر ، وللقارئ العزيز أسوق هذه القراءة التى قدمها العالم الجليل «دكتورجمال حمدان» فى كتابه المهم «6أكتوبر فى الإستراتيجية العالمية»..

يقول دكتور جمال حمدان عن خطة العبور والمعجزة التى تحققت :

كانت استراتيجية العدو دائما هجومية من البداية للنهاية، وكان حريصا على أن لايترك لنا زمام المبادأة أو المبادرة، وكان من الواضح تماما منذ يونيو 1967 أن ليس هناك ما يدعو العدو إلى تغيير استراتيجيته، غير أننا مهما يكن، كنا أسبق وأسرع، فكانت الضربة الجوية لنا فور بداية عدوانه على خليج السويس، بحيث اختل توازن العدو فى اللحظة الأولى، ووضع على جانب الدفاع، وكان الاضطراب الشديد والفوضى الارتجالية البادية وردود الفعل العصبية الطائشة هى أبرز ملامح سلوك العدوفى الأيام الأولى، وبالأخص فى الساعات الأولى من المعركة، وكان هذا كله دليلا ساطعا على أن «جيش الدفاع الإسرائيلى» كما يسمونه، لم يكن جيشا للدفاع ولا صالحا للدفاع».

ويواصل الباحث الوطنى الكبير تحليل ما جرى فى «أكتوبر المجيد» فيقول:

«انتزعت القيادة المصرية المفاجأة النسبية والتكتيكية بدرجة حققت كل أهدافها المباشرة وغير المباشرةوتركت العدو فى حالة تامة من العمى ثم التخبط، ثم الذهول واللوعة، ومازال الجميع يتساءلون فى كل الدنيا عن ذلك السرالغامض والمحير الذى أعمى الإسرائيليين عن كل علامات المعركة ومؤشراتها ونذرها وهى كانت «تحملق فى عيونهم بشدة» كما وضعها أحدهم أو كما عبر آخر بقوله «أهو عمى الألوان أم عمى الصحراء؟» فقبل انفجار الموقف بأيام كان يمكن مشاهدة القوات المصرية وهى منهمكة فى إعداد زوارق المطاط والجسور المجزأة على الضفة الغربية، بينما على جبهة الجولان كان تقدير «موشيه ديان» أن هناك مئات من فوهات المدافع مرئية للعيان، كما أشار بقدر من الإنزعاج إلى أن السوريين قد نشروا شبكة من الصواريخ المضادة للطائرات تقارب فى كثافتها تلك القائمة على قناة السويس».

 العلم فى خدمة المعركة

ومازلنا مع العالم الجليل دكتور جمال حمدان ودراسته المهمة عن «معجزة العبور»، التى حققها الجيش المصرى، وهى الدراسة الوحيدة تقريبا التى كتبها كاتب وباحث عربى واستطاعت أن تدرك خطورة الحرب الناجحة التى أدارتها «العسكرية المصرية» معتمدة على العلم، ومستفيدة من درس «هزيمة 5 يونيو 1967»، ونقرأ ما كتبه «حمدان»:

«على أية حال، ليكن سؤالنا نحن عن أركان هذه المفاجأة البارعة: ما العوامل الأولية التى تتحلل إليها ؟.. من ناحية أولى كان عامل السرية المطلقة مكفولا بدرجة فذة، كما سارت عمليات الخداع الاستراتيجى للعدو حسب تخطيط كفء طويل المدى، فمثلا استغرق تجميع قواتنا للهجوم فترة أربعة شهور، أى بالتدريج الوئيد والقطاعى، بينما لم يدفع بالقوات الرئيسية منها من العمق إلى الجبهة إلا قبل ثلاثة أسابيع، تحت ستار المناورات، وأعدت مكامن السلاح والعتاد ومعدات العبورـ التى تم تصنيع جزء كبير منها محليا مسبقا فى خفاء تام، لم تنقل الأسلحة والمعدات نفسها إليها إلا ليلا فى آخر لحظة ممكنة قبل ساعة الصفر، ومن قبل كان أقيم ساتر رملى على الضفة الغربية يحصن تلك الاستعدادات، ولم تفتح ثغرات المرور لقواتنا إلا فى آخر لحظة، ساعة العبور، أما التوقيت فقد اختارت الخطة لساعة الصفرتوقيتا ذكيا وبارعا، شل الجهاز العصبى لقيادة العدو، برغم كل مخابراته وادعاءاته، وهناك أبعاد ومستويات لهذا التوقيت، أولا: أنسب طقس سياسى دولى، كان التأييد العالمى قدوصل فيه إلى الذروة، واكتملت عزلة العدو ومعسكره دوليا، بدرجة لم يسبق لها مثيل، وفى هذا الصدد بالذات جاء حدث عرضى وهامشى نوعا، ليشغل الرأى العام الإسرائيلى ويبتلع نشاط مخابراتهم، نعنى به أزمة معسكر شوناو واليهود العابرين بالنمسا، فهى بالإضافة إلى مشكلة غارات الفلسطينيين الدورية على طائرات العدو وأصدقائه فى الجومع غارات العدو الانتقامية على الدول العربية وانشغاله بمطاردة قيادات المقاومة الفلسطينية داخلها وفى عقر دارها، كل ذلك ساعد إلى حد معين على صرف انتباه مخابرات العدوبعيدا عن قضية الحرب الأساسية، ولكن لاننسى كذلك «أنسب طقس» مناخى للنشاط البشرى والعمل العسكرى، فخريف «أكتوبر المصرى» ربيع تقريبا، وهو أبعد مايكون عن حرارة الصيف الواقدة وبرودة الشتاء القارسة التى تجعل حرب الشتاء حربا قاسية وصعبة قد لا تطيقها بسهولة إلا الدول الغنية، كذلك يعد الشتاء موسم ثلوج على الجبهة السورية حيث يبدأ تساقطها فى نوفمبر وديسمبر، وثانيا : أنسب يوم تعطل وبطالة فى دورة حياة العدو اليومية، حيث كان منشغلا بنشاطاته ومعاركه الانتخابية، وكذلك بمناسبة أعياده الطائفية التى تصاب فيها حياته بشلل تام تقريبا، وإذا كان عيد «يوم كيبور» يوم الغفران هو قمة هذه الأعياد، فقد كان الموعد آخر وقت يتوقع فيه العدو الهجوم، ونعنى بذلك شهر الصوم الذى يتصوره العدو المتعالى «شهر كسل وتواكل»، هذا فضلا بالطبع عما فى حرب رمضان من وجهة نظرنا من معنى دينى كبير وحافزللجهاد والفداء، يرفع الروح المعنوية إلى ذروتها ويقدم سلاحا مضافا للنصر، ثالثا: أنسب يوم للعبور تقل فيه سرعة تيارات قناة السويس ويصل فيها مدى المد والجزر إلى حده الأدنى، فلا يعوق العمليات الهندسية وإقامة المعابر أو الملاحة عبر الماء بقدر الإمكان، هذا إلى جانب أنسب ليلة قمرية تسنح بحرية العمل ليلا، وهنا نلاحظ أن ليلة العاشر من رمضان قريبة من منتصف الشهر القمرى «ليلة 14» حين يكون القمر بدرا، كما نلاحظ أن هناك ارتباطا طبيعيا بين دورة القمر وبين المد والجزر، وهذا كله عدا أن ليل «أكتوبر » طويل، 12 ساعة، بما يكفى ليمنح العملية أطول وقت ممكن للحركة المستورة، وعلى ضوء هذا كله تم تحديد السادس من أكتوبر بعد دراسة علمية مفصلة.

 الشعب يخوض القتال

ومن «دكتور جمال حمدان»، الذى عايش لحظة «هزيمة 5 يونيو» وعاش لحظة النصر والعبور المجيد، إلى الكاتب الصحفى والباحث فى التاريخ «محمد توفيق»، الذى احتفل بمرور «خمسين سنة» على حرب العبور المجيد، بإصدار كتابه «الكعك والبارود»، عن «دار ريشة» وهى دار تخصصت فى طبع ونشر الكتب التى تستهدف حفظ التاريخ الوطنى، وفكرة الكتاب الذى صدر فى القاهرة منذ أسابيع، تقوم على العودة إلى «أرشيف» الصحف التى كانت تصدر فى فترة الحرب، وفترة التجهيز لها، وقدم الكاتب فى كتابه صورة للحياة فى مصر خلال الأيام التى سبقت حرب العبور، وطوال أيام الحرب، حتى يوم «عيد الفطر»، وهويمثل «يوميات مصرية»، فيها «الرصيد الحضارى» الذى أشرنا إليه فى المقدمة، هذا الرصيد تجلى فى ترابط حقيقى بين أفراد الشعب، وتواصل روحى ومادى بين «الجيش والشعب»، ومما ذكره توفيق أن أهالى «قلين» بمحافظة «كفر الشيخ» رفضوا الاستفادة من قرارات الإعفاء من «الخدمة العسكرية» التى يكفلها القانون لحالات محددة منها «الولد الوحيد» و«الولد الذى يعول أمه الأرملة» و «الولد الوحيد لأب جاوز سن الستين»، والولد الذى له شقيق يقضى فترة «الخدمة العسكرية»، ومن الذين رفضوا الاستفادة بالإعفاء»الحاج عزت»، كان له ولد «مجند» وجعل ولده الثانى يلتحق بالخدمة، رغم أن القانون يسمح لولده بعدم اللحاق بالخدمة حتى ينتهى أخوه من تأديتها، والمواطن «محمد راجح» الذى استشهد ولده فى «5 يونيو 1967» وتبرع بالتعويض المالى المقرر له من وزارة الحربية، وبنى به مسجدا يصلى فيه أهالى قريته..

ويسوق محمد توفيق فى كتابه «الكعك والبارود» مواقف عديدة، ظهرت بها ومنها أصالة الشعب المصرى، على الجبهة وفى الحياة المدنية العادية، ومما أدهشنى من هذه المواقف، موقف أهالى «عزبةخفاجة»وقرية «سرابيوم» وهما من القرى الواقعة بالقرب من قناة السويس، أهالى «عزبة خفاجة»عبروا مع الجنود، عبروا القناة وهم يرتدون «الجلابيب» الريفية، وكأنهم يريدون» الونس» لأولادهم الجنود والضباط، وشارك «الحاج سيدخفاجة» وأولاده فى إزالة مئات الأشجار المزروعة بالقرب من الضفة الغربية لقناة السويس، بناء على طلب «الضابط عادل يسرى «، وكانت إزالة الأشجار ضرورة لازمة للعمل العسكرى المرتقب، ولم يكتف أهالى العزبة بتقديم الخدمات للجنود، بل قدموالهم «العيش الفلاحى» والعسل والفطير، وهنا نعود للفترة التى سبقت حرب السادس من أكتوبر 1973، لنقرأ ما كتبه الشاعر الكبيرالراحل «عبدالرحمن الأبنودى» فى ديوانه «وجوه ع الشط» عن أهالى السويس، الذين رفضوا مغادرة بيوتهم ورفضوا العرض الحكومى بنقلهم إلى محافظة أخرى، وظلوا يعيشون تحت القصف اليومى لطائرات العدو، ولما استطاعت قواتنا المسلحة الباسلة عبور القناة، استعاد العدو ذاكرته «الهمجية» التى جربها من قبل فى مدرسة بحر البقر الابتدائية، بمحافظة الشرقية، وقتل ثلاثين تلميذا بغارة جوية، وقصف «بورسعيد»، من باب «الضغط» على الجيش والشعب، ولكن أهالى «بورسعيد» الذين تصدوا لقوات ثلاث دول من بينها إسرائيل «العدوان الثلاثى 1956» صمدوا، وغنوا، وعالجوا الجرحى وقطعوا الطريق على العدو، فلم ينل ما أراده من غاراته الجوية الجبانة، وهذه القوة الروحية التى تمتع بها «الجيش المصرى» نابعة من «الرصيد الحضارى» للشعب، فمصر لاتعرف «الطبقة العسكرية» المحترفة، بل تطبق نظام» الخدمة الإلزامية «، بمعنى أن الشبان المتمتعين بالسلامة الصحية يؤدون «الخدمة العسكرية» لفترة محددة، وهذا معناه أن الذين يحاربون على الجبهة، هم «طليعة» للشعب، منه ومن جسده ويحملون خصائصه النفسية والروحية، وكانت فى كل مدينة مصرية، لوحة شرف تحمل أسماء الشهداء المنتمين للمدينة والقرى التابعة لها، كان منهم المسلم والمسيحى، الكل دافع عن الأرض، والكل لبى نداء الوطن، ومن نال الشهادة، بقى فى قلوب الناس محبوبا، وبقى عند الله مكرما، وكما عرف الناس فى حرب أكتوبر «اللواء عبدالمنعم واصل» قائد الجيش الثالث الميدانى وهو «بدوى من بنى واصل فى سوهاج»، عرفوا «الفريق فؤاد عزيز غالى» القبطى المنياوى، بطل معركة تحرير القنطرة، وقائد الجيش الثانى الميدانى، وكانت كل العناصر الثقافية والعرقية المكونة للمجتمع المصرى، شريكة فى صنع النصر، كان «عربان» سيناء، و «أهل النوبة» وأهالى الصعيد والدلتا، وعربان الصحراء الغربية حاضرين فى لحظة القتال والدفاع عن الوطن..

ونواصل قراءة كتاب «الكعك والبارود» ومنه نعرف بطولات رجال الجيش، وبطولات الموظفين والعمال والفلاحين والفلاحات، أما بطولات رجال الجيش على الجبهة فهى أكثر من أن تحصى، يكفى أن نعرف أن الضابط «محمد زرد» اقتحم نقطة حصينة من نقاط «خط بارليف» واستطاع إسكات نيرانها بجسده، وفتح الطريق للقوات المصرية للسيطرة عليها، والجندى «سيد زكريا» أسد سيناء الذى قاتل وحده وقتل العشرات من جنود العدو، وقتله جندى إسرائيلى بطلقة فى ظهره، وحكاية «سيد زكريا» ظهرت بعد ما يزيد على عشرين عاما من نهاية الحرب المجيدة وحكاها الجندى الإسرائيلى بعد أن أصبح دبلوماسيا فى سفارة إسرائيل فى النمسا، وسلم متعلقات الشهيد لسفير مصروحكى له الحكاية، وسيد زكريا صعيدى من قرية «البغدادى» بمحافظة الأقصر، وكان مجندا فى سلاح الصاعقة، ولكن البطولات الشعبية التى أوردها الكتاب، تمثلت فى التعبير عن الشعور الوطنى، من خلال المساهمة فى المجهود الحربى، من مثال ذلك، قيام امرأة فلاحة فى «حلوان» بالقاهرة، بالتبرع بخروف، كانت تملكه وأصرت على تسليمه بصورة رسمية إلى «مأمور قسم حلوان»، وقيام فلاح آخر بالتبرع بمبلغ خمسين جنيها، كان يدخرها لأداء فريضة الحج، وهو من قرية تدعى «شنبارة»، وقيام عدد من فلاحات محافظة «كفر الشيخ» بالتبرع بما يملكنه من مصاغ ذهبى، وهناك بطولات أخرى قام بها الفلاحون فى «الشرقية» و«الدقهلية» فقد استطاع البعض منهم القبض على طيارين من جيش العدو، سقطت طائراتهم أو قفزوا منها وهى تحترق، وعثر عليهم الفلاحون وسلموهم لرجال الإدارة..

وكثيرة هى الحكايات التى أوردها صاحب كتاب «الكعك والبارود» عن مواطنين تبرعوا بما يملكون لصالح «المجهود الحربى»، منهم من تبرع بسكر وصابون ومنهم من تبرع بأمتار من القماش، ومنهم من تبرع بالدم، والمعنى الكامن فى كل هذه الحكايات أن الشعب المصرى يمتلك «وحدة الشعور» التى تجعل كل أفراده من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مترابطين روحيا، وأن «الجيش المصرى» هو قطاع من «الشعب»، وأن الأرض التى كانت تحتلها إسرائيل «سيناء الحبيبة» جعلت كل شىء يهون على الناس، المال والولد والحلم الفردى، والأهم من هذا كله أن «حرب العبور» أعادت الثقة بين «الجيش والشعب»، وكانت «هزيمة 5 يونيو» قاسية على الجميع، وجعلت الشعب يظن بالجيش الظنون، رغم أن رجال الجيش أخذوا على غرة، فلم يتمكنوا من القتال وفوجئوا بما جرى، فهو «نصر رخيص» حصدته إسرائيل، لكن «أكتوبر العظيم» محا آثار هذا النصرالمزيف، وجعل العالم كله يعرف قدرالجيش المصرى وقدر الشعب، صانع الحضارات، الأصيل.

Katen Doe

خالد إسماعيل

محرر بالموقع الموحد للهيئة الوطنية للإعلام

أخبار ذات صلة

مقاومة

المزيد من ثقافة

قصة مصورة - مدد

مرة فى السنة، من السنة للسنة، يعود زحام الحب، والتحام الأجساد المُحبة، والتصاق الأرواح الباحثة عن باب للخلاص من سجن...

قراءة مختلفة لإبراهيم عبد العزيز فى أحدث إصداراته عن "أزمة المثقف المصرى"

كيف تحولت صداقة هيكل والحكيم إلـى الخصومة والتراشق بسبب عبد الناصر / الحكيم قال: لو كتبت عودة الوعى فى عهد...

الضحايا المنسيون للحروب

يصابون بأمراض نفسية خطيرة منها «اضطراب ما بعد الصدمة»/ بعد الحرب يشعر الإنسان بما يسمى «اليقظة المفرطة» / خبراء نفسيون:...